;

في مواجهة الفتن: ليخرج الصامتون عن صمتهم! 904

2009-09-23 08:22:24

عدنان
السيد حسين


الحديث عن الأغلبية الخجولة أو الصامتة في الوطن
العربي بالتزامن مع وجود الفتن والعصبيات أمر مستهجن! والهروب من اجتراح الحلول الى
الخارج بحثاً عن ملجأ آمن ليس أمناً.
والتخلّي عن المسؤولية الأخلاقية
والانسانية تنكر للدين لأن (الساكت عن الحق شيطان أخرس).
من يراجع ماذا حل ببلاد
العرب منذ تفجيرات 11 ايلول 2001، يصل الى نتيجة مفادها: انتشار
العنف والتطرف بدلاً من الوسطية والتسامح، وتفشي
الفتنة بين المسلمين، وبروز العصبيات الطائفية والعرقية والعشائرية والإقليمية
الجهوية...
ألا تستدعي هذه النتيجة خروج الأغلبية من خجلها وصمتها؟ في اليمن حرب
سادسة بين الحوثيين والجيش اليمني في اقتتال خطير تستخدم فيه الطائرات والمدافع في
منطقة صعدة الشمالية، فكيف تستعاد وحدة اليمن؟.
يجري استغلال الدين، أو المذهب،
بصورة مناقضة للعقيدة الاسلامية مهما كانت التبريرات، فقتل الأبرياء حرام، وتدمير
البيوت والأحياء خراب مرفوض، والبقاء في دوامة التخلّف تنكّر لشعب اليمن المعروف
بالأصالة!.
وفي العراق، اقتتال بين المسلمين مهما شعر المتحدث عن أحوال هذا
البلد العربي بالخجل، أو مهما أشاح بصره عن تدمير المساجد والحسينيات ومراقد
الأئمة!.
في بلاد الرافدين فتنة قديمة جديدة، فيها متورطون من داخل العراق
وخارجه، وبينهم مأجورون لم يلتزموا بالاسلام عقيدة وشريعة.
فالذي يبيح القتل
يتنكر لكتاب الله، طمعاً بمال أو سلطة زائلة.
وفي فلسطين قضية العرب الأولى هذا
اذا بقيت ذاكرتنا في مكانها انقسام جغرافي سياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة،
وعملية تخوين واعتقالات تعسفية باسم السلطة الوطنية أو باسم المقاومة الاسلامية،
والنتيجة هي بقاء الاحتلال الاسرائيلي مع الاستيطان.
فكيف ستنتصر قضية فلسطين
والحال هذه؟.
وفي السودان اقتتال، وحركات انفصالية، باسم حرية المعتقد، وحقوق
القبائل، وتنمية الأقاليم البعيدة وبعضها غني بالموارد النفطية والمائية...
ومآل
السودان الى تآكل الموارد والثروات وضياع الحقوق وتهديد الوحدة الوطنية.
وفي
لبنان تعددية طائفية، كان يمكن أن تفضي الى تأسيس وطن الرسالة الحضارية، لا وطن
العصبيات والأحقاد والهجرة والتهجير..
فمن ينتصر على من؟ وماذا يبقى من الوطن
والوطنية؟.
يمكن التوقف عند جراح الجزائر التي لم تندمل بعد، وعند الفتنة
الطائفية في مصر التي لم تعرف في تاريخها انقساماً تحت مسميات الدين أو
الطائفة.
بل يمكن التطرق الى فتن متنقلة بين باكستان وأفغانستان، وفي غير بلد
اسلامي.
العرب والمسلمون مطالبون اليوم بالدخول في فكرة المواطنة داخلياً، وفكرة
الحضارة الانسانية داخلياً وخارجياً.
أما التذرع بظروف هذا البلد أو ذاك فإنه
هروب من المسؤولية الدينية والوطنية والانسانية، بل هروب من الالتزام
الأخلاقي.
ومنظمة المؤتمر الاسلامي معنية بهذا التوجه، تنظيماً وإشرافاً
وتمويلاً..انها معنية بتطبيق ميثاقها أولاً، وملتزمة بميثاق الأمم المتحدة
وبالأعراف والقواعد الدولية السائدة، ولا يجوز والحال هذه الانحدار الى درك التخوين
والتكفير والتهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي..
قديماً كان الحل يأتي عبر
حكماء العرب والمسلمين، أو ما يسمى أهل العلم والرأي.
واليوم لا بد من أن يخرج
الصامتون عن صمتهم، والخجلون من خجلهم، ليواجهوا الفتن المتنقلة وليعودوا الى دائرة
الوحدة المجتمعية، بل الوحدة الانسانية.
عن المستقبل اللبنانية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد المياحي

2024-09-21 22:40:48

عن سبتمبر

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد