علي
الصباحي
الصباحي
قبل الحديث عن المآسي التي سببها البرامكة الجدد
امتدادا لنهج أسلافهم الغادرين لابد وان تتعرف على هذه الفئة ( البرمكية )
فالبرامكة كما يسمون بالفارسية ( برمكيان) عائلة يرجع أصلها إلى جدها الأول المدعو
( برمك المجوسي ) وكان من عبدة بيت النار ومن اكبر خدامه .
face=Arial color=#000000 size=4>كانت للبرامكة مكانة عالية في الدولة العباسية حيث
تولوا أهم مفاصلها وتغلغلوا فيها بشكل قوي ، وبالتالي كانت معاملة الرعية وشؤونهم
تمر من خلالهم وعبرهم وأضحى الخليفة هارون الرشيد مجردا من كل اختصاصاته ومهامه
كرجل الدولة الأول ولم يعد إلا مجرد رمزا فقط!! أما قضايا الناس فكانت تدار عبر
الوزراء البرامكة وفي تلك الحقبة بلغ الحنق مبلغه لدى العامة جراء معاملة البرامكة
لهم حيث كان هؤلاء الوزراء يماطلون في حل مشاكل الناس ومعاملاتهم ويحولون دون
وصولهم إلى الخليفة هارون الرشيد وبالمقابل يسهلون أية معاملة أو مقابله لأتباعهم
قوميا وفكريا وحاربوا كل مخالفيهم وعملوا في ذات الوقت على نشر فكرهم البائد واستمر
هذا الحال حتى ضاق الناس ذرعا وأذن الله أن يفيق الخليفة الرشيد من غفلته وينزع
الثقة التي أولاها أولئك البرامكة الأشرار وقام بمحاسبتهم اشد حساب وعاقبهم أقسى
عقاب فاعدم من اعدم وحبس منهم الكثير ونفى آخرين واستعاد الأموال التي نهبوها بغير
حق واستراح الناس من أولئك المجرمين الذين سعوا في قتل العباد والبلاد بأسلوبهم
الجهنمي وأفعالهم الإجرامية التي زرعت الشقاق والانقسام في جسد الأمة فأمنت الأمة
من غدرهم وخيانتهم ومع قطع دابرهم في تلك الفترة إلا أن النهج البر مكي ( الشوفيني)
لم ينتهي بالكلية بل انه اليوم أضحى أقوى واشد من سابقيه حيث تنوعت أساليبه وتعددت
وسائله وألوانه ووجوهه في الأمة ، فبرامكة العصر العباسي كانوا يعملون نهارا فقط
أما برامكة عصرنا الحاضر فيعملون ليل نهار سمتهم الغدر وغايتهم الخيانة وقوتهم
التفتيت والتقسيم والضم والإلحاق لكل ما هو جميل !!! وبالطبع فان الفكر البرامكي (
الفارسي) لايرض أن تكون الهيمنة بكل أنواعها ( السياسية والاقتصادية والاجتماعية
والثقافية ...الخ ) إلا له وله فقط دون غيره وان الآخرين يجب أن يقولوا سمعا وطاعة
وغير ذلك يصنف في خانة العدو المتمرد ويجب إخضاعه بكل الوسائل فالغاية تبرر
الوسيلة!!!ولا شك أن هذه النظرة متأصلة في البرامكة ( الفرس)وان تباينت رؤاهم
السياسية وسواء كانوا علمانيين أو دينيين فيبقى المنطلق القومي البرامكي الفارسي
واحد لا يتغير بتغير الرؤى أو الزمان والمكان، ولو رجعنا قليلا إلى الوراء لأدركنا
تأصيل النظرة السابقة فيهم منذ إمبراطوريتهم ( كسرى) المفقودة والتي يسعى البرامكة
الجدد جاهدين لاستعادتها !! وباختصار شديد في عام 624م انتصر المسلمون في معركة
نهاوند على البرامكة( الفرس) وانهوا بذلك حكمهم وبقيت إيران على المذهب السني ضمن
الدولة الإسلامية حتى القرن العاشر الهجري عندما أسس المدعو إسماعيل ميرزا الصفوي
الدولة الصفوية وحدد المذهب ألاثني عشري الجعفري مذهبا رسميا للدولة ونجح في تحويل
إيران إلى المذهب الجديد بكل الوسائل الوحشية والتاريخ مدون تلك الجرائم الصفوية في
حق مخالفيهم في التوجه ثم جاء ابنه ( طهاسب إسماعيل ) ليكمل ويستمر في خط والده
وهكذا ...الخ ومع مرور الوقت عقدا بعد آخر والصفويين مستمر ين بالتوسع الجغرافي
والفكري مقابل انشغال الدولة الإسلامية آنذاك بمشاكل داخلية وخارجية ، وفي العهد
العثماني حاول البرامكة سلخ العراق من تلك الإمبراطورية العثمانية وضمها إلى دولتهم
إلا أن العثمانيين وقفوا بقوة في وجه التمدد الفارسي وحدثت مشاكل بين الجانبين أفضت
في النهاية إلى توقيع عدة اتفاقيات ومعاهدات بين الجانبين إلا أن البرامكة وكطبيعة
متأصلة فيهم كانوا يغدرون بالطرف الأخر بين الفينة والأخرى ويرفضون الالتزام بأي
اتفاقية تتم وهذا هو أسلوب البرامكة منذ القدم وليس بجديد على البرامكة قديما
وحديثا .
استمر التوسع الفارسي في المناطق المجاورة لدولتهم فتم الاستيلاء على
جيرانهم شعوب : بلوشستان وتركمانستان وعر بستان وكذلك المناطق العربية الواقعة على
الضفة الشرقية من الخليج العربي ( الأهواز وعابدان والمحمرة وماجاورتلك المناطق )
وتم إلحاقها ضمن الدولة الفارسية !!! ومع وصول الشاه إلى سدة الحكم وكأسلافه
البرامكة ألغى المعاهدات التي ابرمها أسلافه مع الأطراف الأخرى المعاكسة لتوجه
البرامكة وواصل ما خطه سابقيه من برامكة الفرس برغم انه كان علمانيا ولم يلتزم
بالمذهب الجعفري إلا انه التزم التوجه القومي البرمكي الفارسي التوسعي وقام باحتلال
جزر عربية وسلخها عن المركز الأم _- الإمارات العربية المتحدة - وهجر من هجر وقتل
من قتل من سكان تلك الجزر وكان ذلك عام 1971م !!!أما مآسي الشاه وانتهاكاته تجاه
العراق والمعاهدات التي أبرمت بين العراق وبين الفرس فلا داعي لذكرها لأنها
كسابقاتها التي ألغيت بمجرد مجيئ حاكم آخر لبلاد الفرس !! ومع بزوغ شمس الثورة
الإسلامية بقيادة الخميني اسبشرالناس خيرا وخاصة الذين لحقهم الأذى من قبل الأنظمة
الفارسية السابقة سواء في المناطق التي تم إلحاقها بفارس أو المناطق الأخرى مثل
العراق وبعض دول الخليج وخاصة أن قائد الثورة ( الخميني ) اتخذ من الإسلام نهجا
سلميا وأوعد انه سيحق الحق ويبطل الباطل !! وستكون علاقة إيران بدول الجوار علاقة
مودة وأخوة إسلامية خلافا لسلفه الشاه حيث كان الخميني اشد الناس انتقادا لسياساته
الداخلية والخارجية، وبعد أن تثبتت أعمدة حكم الثورة الإسلامية في إيران تغير
الخطاب الإسلامي الذي كان يردده قائد الثورة سواء في الخارج ( فرنسا) أو في الداخل
فور وصوله !!! وأصبحت تلك الوعود التي أطلقها الخميني مجرد سراب( ذكر محمد عبد
القادرآزاد رئس مجلس علماء باكستان أن الخميني وعده بتقديم ارض يقام عليها مسجد
للسنة في طهران وتم دفع ثمنها ولكن بعد فترة نكث الخميني وعده وأمم المبلغ المدفوع
وسجن المساهمين بالتبرع من أهل الخير !!! ويقول آزاد بأنه فوجئ بأنصار الخميني
يقولون له (لو أعطينا قطعة ارض ليقام عليها مسجدلاهل السنة فانه يصبح مسجدا ضرارا
)!!
امتدادا لنهج أسلافهم الغادرين لابد وان تتعرف على هذه الفئة ( البرمكية )
فالبرامكة كما يسمون بالفارسية ( برمكيان) عائلة يرجع أصلها إلى جدها الأول المدعو
( برمك المجوسي ) وكان من عبدة بيت النار ومن اكبر خدامه .
face=Arial color=#000000 size=4>كانت للبرامكة مكانة عالية في الدولة العباسية حيث
تولوا أهم مفاصلها وتغلغلوا فيها بشكل قوي ، وبالتالي كانت معاملة الرعية وشؤونهم
تمر من خلالهم وعبرهم وأضحى الخليفة هارون الرشيد مجردا من كل اختصاصاته ومهامه
كرجل الدولة الأول ولم يعد إلا مجرد رمزا فقط!! أما قضايا الناس فكانت تدار عبر
الوزراء البرامكة وفي تلك الحقبة بلغ الحنق مبلغه لدى العامة جراء معاملة البرامكة
لهم حيث كان هؤلاء الوزراء يماطلون في حل مشاكل الناس ومعاملاتهم ويحولون دون
وصولهم إلى الخليفة هارون الرشيد وبالمقابل يسهلون أية معاملة أو مقابله لأتباعهم
قوميا وفكريا وحاربوا كل مخالفيهم وعملوا في ذات الوقت على نشر فكرهم البائد واستمر
هذا الحال حتى ضاق الناس ذرعا وأذن الله أن يفيق الخليفة الرشيد من غفلته وينزع
الثقة التي أولاها أولئك البرامكة الأشرار وقام بمحاسبتهم اشد حساب وعاقبهم أقسى
عقاب فاعدم من اعدم وحبس منهم الكثير ونفى آخرين واستعاد الأموال التي نهبوها بغير
حق واستراح الناس من أولئك المجرمين الذين سعوا في قتل العباد والبلاد بأسلوبهم
الجهنمي وأفعالهم الإجرامية التي زرعت الشقاق والانقسام في جسد الأمة فأمنت الأمة
من غدرهم وخيانتهم ومع قطع دابرهم في تلك الفترة إلا أن النهج البر مكي ( الشوفيني)
لم ينتهي بالكلية بل انه اليوم أضحى أقوى واشد من سابقيه حيث تنوعت أساليبه وتعددت
وسائله وألوانه ووجوهه في الأمة ، فبرامكة العصر العباسي كانوا يعملون نهارا فقط
أما برامكة عصرنا الحاضر فيعملون ليل نهار سمتهم الغدر وغايتهم الخيانة وقوتهم
التفتيت والتقسيم والضم والإلحاق لكل ما هو جميل !!! وبالطبع فان الفكر البرامكي (
الفارسي) لايرض أن تكون الهيمنة بكل أنواعها ( السياسية والاقتصادية والاجتماعية
والثقافية ...الخ ) إلا له وله فقط دون غيره وان الآخرين يجب أن يقولوا سمعا وطاعة
وغير ذلك يصنف في خانة العدو المتمرد ويجب إخضاعه بكل الوسائل فالغاية تبرر
الوسيلة!!!ولا شك أن هذه النظرة متأصلة في البرامكة ( الفرس)وان تباينت رؤاهم
السياسية وسواء كانوا علمانيين أو دينيين فيبقى المنطلق القومي البرامكي الفارسي
واحد لا يتغير بتغير الرؤى أو الزمان والمكان، ولو رجعنا قليلا إلى الوراء لأدركنا
تأصيل النظرة السابقة فيهم منذ إمبراطوريتهم ( كسرى) المفقودة والتي يسعى البرامكة
الجدد جاهدين لاستعادتها !! وباختصار شديد في عام 624م انتصر المسلمون في معركة
نهاوند على البرامكة( الفرس) وانهوا بذلك حكمهم وبقيت إيران على المذهب السني ضمن
الدولة الإسلامية حتى القرن العاشر الهجري عندما أسس المدعو إسماعيل ميرزا الصفوي
الدولة الصفوية وحدد المذهب ألاثني عشري الجعفري مذهبا رسميا للدولة ونجح في تحويل
إيران إلى المذهب الجديد بكل الوسائل الوحشية والتاريخ مدون تلك الجرائم الصفوية في
حق مخالفيهم في التوجه ثم جاء ابنه ( طهاسب إسماعيل ) ليكمل ويستمر في خط والده
وهكذا ...الخ ومع مرور الوقت عقدا بعد آخر والصفويين مستمر ين بالتوسع الجغرافي
والفكري مقابل انشغال الدولة الإسلامية آنذاك بمشاكل داخلية وخارجية ، وفي العهد
العثماني حاول البرامكة سلخ العراق من تلك الإمبراطورية العثمانية وضمها إلى دولتهم
إلا أن العثمانيين وقفوا بقوة في وجه التمدد الفارسي وحدثت مشاكل بين الجانبين أفضت
في النهاية إلى توقيع عدة اتفاقيات ومعاهدات بين الجانبين إلا أن البرامكة وكطبيعة
متأصلة فيهم كانوا يغدرون بالطرف الأخر بين الفينة والأخرى ويرفضون الالتزام بأي
اتفاقية تتم وهذا هو أسلوب البرامكة منذ القدم وليس بجديد على البرامكة قديما
وحديثا .
استمر التوسع الفارسي في المناطق المجاورة لدولتهم فتم الاستيلاء على
جيرانهم شعوب : بلوشستان وتركمانستان وعر بستان وكذلك المناطق العربية الواقعة على
الضفة الشرقية من الخليج العربي ( الأهواز وعابدان والمحمرة وماجاورتلك المناطق )
وتم إلحاقها ضمن الدولة الفارسية !!! ومع وصول الشاه إلى سدة الحكم وكأسلافه
البرامكة ألغى المعاهدات التي ابرمها أسلافه مع الأطراف الأخرى المعاكسة لتوجه
البرامكة وواصل ما خطه سابقيه من برامكة الفرس برغم انه كان علمانيا ولم يلتزم
بالمذهب الجعفري إلا انه التزم التوجه القومي البرمكي الفارسي التوسعي وقام باحتلال
جزر عربية وسلخها عن المركز الأم _- الإمارات العربية المتحدة - وهجر من هجر وقتل
من قتل من سكان تلك الجزر وكان ذلك عام 1971م !!!أما مآسي الشاه وانتهاكاته تجاه
العراق والمعاهدات التي أبرمت بين العراق وبين الفرس فلا داعي لذكرها لأنها
كسابقاتها التي ألغيت بمجرد مجيئ حاكم آخر لبلاد الفرس !! ومع بزوغ شمس الثورة
الإسلامية بقيادة الخميني اسبشرالناس خيرا وخاصة الذين لحقهم الأذى من قبل الأنظمة
الفارسية السابقة سواء في المناطق التي تم إلحاقها بفارس أو المناطق الأخرى مثل
العراق وبعض دول الخليج وخاصة أن قائد الثورة ( الخميني ) اتخذ من الإسلام نهجا
سلميا وأوعد انه سيحق الحق ويبطل الباطل !! وستكون علاقة إيران بدول الجوار علاقة
مودة وأخوة إسلامية خلافا لسلفه الشاه حيث كان الخميني اشد الناس انتقادا لسياساته
الداخلية والخارجية، وبعد أن تثبتت أعمدة حكم الثورة الإسلامية في إيران تغير
الخطاب الإسلامي الذي كان يردده قائد الثورة سواء في الخارج ( فرنسا) أو في الداخل
فور وصوله !!! وأصبحت تلك الوعود التي أطلقها الخميني مجرد سراب( ذكر محمد عبد
القادرآزاد رئس مجلس علماء باكستان أن الخميني وعده بتقديم ارض يقام عليها مسجد
للسنة في طهران وتم دفع ثمنها ولكن بعد فترة نكث الخميني وعده وأمم المبلغ المدفوع
وسجن المساهمين بالتبرع من أهل الخير !!! ويقول آزاد بأنه فوجئ بأنصار الخميني
يقولون له (لو أعطينا قطعة ارض ليقام عليها مسجدلاهل السنة فانه يصبح مسجدا ضرارا
)!!