العولمة
بشكلها الراهن وقواعدها المعاصرة. .
مشروع أميركي لا يستثنى من مكاسبه الكثير من
البلدان النامية والغالبية العظمى من دول القارة الأفريقية فحسب، بل ويرمي إلى
العودة بالعالم إلى العصر الاستعماري وترسيخ الهيمنة على خيرات الشعوب، من خلال
السيطرة على الموارد البترولية في العالم والهيمنة على حقوق براءات الاختراع
والملكية الفكرية، والتحكم بوسائل الاتصال الدولة، واحتكار إنتاج البذور الزراعية المعدلة جينياً، باعتبار أن
احتكارها يمكن الولايات المتحدة الأمريكية من السيطرة على أنتاج المواد الغذائية في
العالم أجمع.
. يتناول هذا الكتاب تحليل قضية العولمة من منظور عقلاني شامل يحيط
بها من مختلف أبعادها ومن منظور إنساني إذ عالج الأبعاد المختلفة للعولمة وما
صاحبها من تدهور مستوى المعيشة وأتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء وتقليص دور
الدولة في مجال الخدمات، كما تتميز بالدفاع عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية
وحقوق الإنسان.
الكتاب الذي ترجمة الدكتور/ عدنان عباس علي والصادر عن المجلس
الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت قدم مؤلفاه "هانس بيتر مارتين
وهارالدشومان " وجهة نظر مختلف عما هو شائع من الأحاديث والأفكار الملتهية حول
العولمة والتي تدور الآن بين المثقفين العرب.
يقول المؤلفان أن الذين يسيروا
العالم هم في طريقهم لبناء صرح حضارة أخرى ويستشهد مؤلف الكتاب بمقولة "فرند شغاب"
مسرحيته المنشورة بعد وفاته : "إن العالم كله قد أخذ يتحول إلى ما كان عليه في ما
مضى من الزمن". . .
وفي هذه الحلقة سنتطرق لمشهد أشبة بصياغة نصب مسرحية وهو نص
سردي في كتاب فخ العولمة استرسل مؤلفاه وصفة لهدف ينبري عن فخ مدمر.
أن فندق
فيرموت فيسان فرانسيسكو منزلة الأيقونات أنه نزل لسكني من اعتادوا حياة النزق
والنعيم وأسطورة من أساطير الهيام بالحياة من يعرفه يسميه تقريراً واحتراماً فقط
ومن يسكن فيه هو ميلاديب واحد من أولئك الذين ظفروا بكل ما يمنون به أنفسهم.
أنه
يتربع على المترفعات المسماة نوب هيل التي تطل على وسط المدينة وإقليمها التجاري
كما لو كان "كاتدرائية" تجسد الثراء والنعيم أنه بناء تتباهى كاليفورنيا بعظمته وهو
خيلط صاغه الذوق الذي ساد في مطلع القرن والثراء الذي عم بعد الحرب العالمية وينبهر
زائروه ويؤخذون على حين غيرة حينما يستقلون في براح الفندق المصعد ذا الجدران
الزجاجية ليحلق بهم إلى المطعم المسمى "صالة التاج" إذا يبدوا لهم حينئذ مظهر خلاب
لذل العالم الرائع الذي تحلم به مليارات البشر فمن جسر إلى سلسلة مرتفعات تتوهج لا
تطارهم طبقة وسطى على ثراء لا نهاية له وتتلألأ لهم تحت اشعة الشمس ومن بين الأشجار
الأوكاليتس أحواض السباحة ا لتي تضمها المنازل الفسيحة التي تقف في مداخلها العديد
من السيارات.
وكما لو كان علامة حدود عملاقة يشكل الفيرمونت الحد الفاصل بين
الحاضر والمستقبل وبين أمريكا وبلدان المحيط الهادئ.
فعلى سفوح التل بمحاذاه
الفندق تكتظ المنازل بأكثر من مائة ألف صيني وهناك عن بعد في الخلف يبدو وادي
السيلكون وهو موطن ثورة الكمبيوتر ولقد درج الكالفورنيون الذين عرفوا كيف يجنون
الأرباح من الهزة الأرضية التي عصفت بالمنطقة عام 1906 وجزلات الحرب العالمية على
مصائر مؤسسات الصناعة والمال وجميع رؤساء الجمهورية الأمريكية في هذا القرن درج
هؤلاء جميعاً رؤساء الجمهورية بانتصاراتهم في الهالات الفسيحة المزركشة لهذا الفندق
الذي كان قد أضفى على رواية آرثر هيلاى الخيالية شيئاً من واقعه الحقيقي عندما
اختير ليكون المسرح المناسب لتحويل الرواية إلى فيلم سينمائي ومن ثم فليس بالأمر
العجيب أن يصبح الفندق منذ ذلك الوقت قبلة السياح.
مجمع أربعة أخماس فقراء في
هذا المكان الذي شهد إحداثاً عالمية جساماً وقف في نهاية سبتمبر من عام 1995م
واحداً من القلة الحاضرة والذي كان هو نفسة قد حدد مسار التاريخ محيياً نخبة من
العالم ولم يكن هذا الشخص سوى ميخائيل جورباتشوف، فقد كان بعض الأثرياء الأمريكيين
قد تبرعوا بالمال اللازم ليؤسسوا له في البرزيديو بخاصة وهو مكان يقع جنوب جسر
وكان إلى نهاية الحرب الباردة موقعاً عسكرياً معهداً تعبيراً عن شكرهم وتقديرهم
لشخصه هكذا فقد دعا جور بالتشوف الآن خمسمائة من قادة العالم في مجالات السياسية
والمال والاقتصاد وكذلك علماء من كل القارات وكان المطلوب من هذا الجمع المختار
بعناية والذي وصفة آخر رئيس للاتحاد السوفيتي وحامل جائزة نوبل بأنه ما هو إلا
"هيئة خبراء" جديدة نعم وكان المطلوب منه هو أن يبين معالم الطريق إلى حضارة جديدة،
وهكذا تحتم أن يلتقي هنا قادة من المستوى العالمي صاغتهم التجربة من أمثال جورج بوش
وجورج شولتس وما جريت تاتشر بقادة كوكبنا الأرضي الجدد من أمثال رئيس مؤسسة هذا
الرجل الذي دمج شركته ليجعل منها أكبر اتحاد في مجال المعلومات في العالم أو بعملاق
التجارة أبن جنوب شرق آسيا ، واشنطن سي سيب، وقد أرادوا أن يقضوا ثلاثة أيام من
التفكير بعمق وتركيز وفي حلقات عمل مصغرة معاً إلىجانب أقطاب العولمة في عالم
الكمبيوتر والمال وكذلك مع كهنة الاقتصاد الكبار وأساتذة الاقتصاد في جامعات
ستانروفد وهارتفرد وأكسفور، كما طالب القائمون على التجارة الحرة في سنغافورة وفي
الصين أيضاً بالطبع بأن يصغي المؤتمرون لصوتهم لاسيما أن الموضوع له علاقة بمستقبل
البشرية جمعا ولقد حاول رئيس وزراء مقاطعة سكسونيا أن يعبر عن وجهة النظر الألمانية
في هذه المناقشات ولم يكن احد من هؤلاء قد جاء إلى هنا للثرثرة كما لم يكن مسموحاً
لأحد بأن يخل بحرية التعبير أما جمهور الصحافيين فقد تمكن المرء من الخلاص منه ومن
فضوله الصحافيين فقد المرء من الخلاص منه ومن فضوله بتكاليف لا يستهان بها وكانت
القواعد الصارمة تجبر المشاركين على التخلي من داء الخطابية والبلاغة البديعية ولم
يسمح للمتكلم بالتحدث والتمهيد لأحد الموضوعات بأكثر من خمس دقائق أما المداخلة فلا
يجوز أن تستغرق أكثر من دقيقتين فحسب.
الزخم الفقير يرثي فرص العمل وكان هناك
سيدات أنيقات في متوسط العمر بينهن أصحاب المليارات والمنظرين والعلماء المشاركين
في المناقشات كما لو كانوا مشاركين في مسابقات السيارات من الدرجة الأولى وبواسطة
لوحات بينة للأنظار مكتوب عليها : تبق من الزمن "دقيقة واحدة" ثلاثون ثانية"
أنتهئ".
وكان مدير شركة الكمبيوتر الأمريكية ميكروسيستمزجون جيج قد بدأ
المناقشات بتقرير حول التكنولوجيا والعمل في الاقتصاد المعلولم وتعبر شركته النجم
الجديد في عالم الكمبيوتر فقد طورت لغة الحاسبو الجديد الأمر الذي أدى إلى أن ترتفع
أسهم سان سيتميز ارتفاعاً حطم كل الأرقام القياسية في الوول ستيرت وفي هذا الاجتماع
قال جيج " بمستطاع كل فرد أن يعمل لدينا المدة التي تناسبه إننا لا نحتاج إلى
الحصول على تأشيرات التفريز للعاملين لدينا من الأجانب" فالحكومات ولوائحها لم تعد
لها أهمية في عالم العلم أنه يشغل من هو بحاجة إليه وهو يفضل الآن "عقول الهند
الجيدة" التي تعمل من دون جهد أو كلل أن الشركة تتسلم بواسطة الكمبيوتر طلبات للعمل
جيدة من كل أنحاء المعمورة "إننا نتعاقد مع العاملين لدينا بوساطة الكمبيوتر
أيضاً".
واستمر جيج وقد رفعت السيدة المسؤولة عن ضبط الزمن اللوحة منبهة إياه
بأنه تبقى لديه "30 ثانية" فقط للتحدث، استمر يقول "إننا وبكل بساطة نأخذ أفضل
المهارات والمواهب في العالم وأننا استطعنا أن نرفع حجم مبيعاتنا منذ بدأنا العمل
لأول مرة قبل 13 عاماً من الصفر إلى ما يزيد على 6 مليارات دولار وراح جيج يستغل ما
تبقى لديه من الثواني ليلتفت ومع ابتسامة تضم عن رغبته في توجيه وخزة رقيقة "أليس
كذلك يا دافيد؟ أنك لم تحقق مثل هذا النجاح بهذه السرعة قط".
لقد كان المقصود
هنا دافيد يكارد أحد المؤسسين لعملاق التقنية العالية هولت بكارد إلا أن الملياردير
العجوز والعصامي لم يبد منقبضاً لهذا الوخزة بل فضل أن يطرح وبذهن صاف السؤال
المركزي : كم هو عدد العالمين الذين أنت في حاجة إليهم فعلاً ياجون"؟ ورد جون ببرود
"سنة" وربما ثمانية فمن دون هؤلاء يتوقف عملنا بلا مراء ولعله تجدر الإشارة إلى أن
الأمر يستوي بالنسبة إلينا في أي مكان من هذه المعمورة يسكنون، أما الآن فقد جاء
دور مدير الجلسة البروفسور رستم وريو من جامعة بنلسلفانيا ستات للسؤال بدقة أكثر
"وكم هو عدد العاملين الآن لدى سان سيستمز؟" فيرد عليه جيج "16 ألفا وإذا ما
استثنينا قلة ضئيلة منهم، فأن جل هؤلاء احتياطي يمكن الاستغناء عنه عند إعادة
التنظيم.
لم يهمس أحد ببنت شفة فبالنسبة إلى الحاضرين فإن الجموع الغفيرة من
العاطلين عن العمل التي تلوح الآن في الأفق أمر بديهي فلا يفتقد منهم أحد بأنه
ستكون هناك فرص عمل.
بشكلها الراهن وقواعدها المعاصرة. .
مشروع أميركي لا يستثنى من مكاسبه الكثير من
البلدان النامية والغالبية العظمى من دول القارة الأفريقية فحسب، بل ويرمي إلى
العودة بالعالم إلى العصر الاستعماري وترسيخ الهيمنة على خيرات الشعوب، من خلال
السيطرة على الموارد البترولية في العالم والهيمنة على حقوق براءات الاختراع
والملكية الفكرية، والتحكم بوسائل الاتصال الدولة، واحتكار إنتاج البذور الزراعية المعدلة جينياً، باعتبار أن
احتكارها يمكن الولايات المتحدة الأمريكية من السيطرة على أنتاج المواد الغذائية في
العالم أجمع.
. يتناول هذا الكتاب تحليل قضية العولمة من منظور عقلاني شامل يحيط
بها من مختلف أبعادها ومن منظور إنساني إذ عالج الأبعاد المختلفة للعولمة وما
صاحبها من تدهور مستوى المعيشة وأتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء وتقليص دور
الدولة في مجال الخدمات، كما تتميز بالدفاع عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية
وحقوق الإنسان.
الكتاب الذي ترجمة الدكتور/ عدنان عباس علي والصادر عن المجلس
الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت قدم مؤلفاه "هانس بيتر مارتين
وهارالدشومان " وجهة نظر مختلف عما هو شائع من الأحاديث والأفكار الملتهية حول
العولمة والتي تدور الآن بين المثقفين العرب.
يقول المؤلفان أن الذين يسيروا
العالم هم في طريقهم لبناء صرح حضارة أخرى ويستشهد مؤلف الكتاب بمقولة "فرند شغاب"
مسرحيته المنشورة بعد وفاته : "إن العالم كله قد أخذ يتحول إلى ما كان عليه في ما
مضى من الزمن". . .
وفي هذه الحلقة سنتطرق لمشهد أشبة بصياغة نصب مسرحية وهو نص
سردي في كتاب فخ العولمة استرسل مؤلفاه وصفة لهدف ينبري عن فخ مدمر.
أن فندق
فيرموت فيسان فرانسيسكو منزلة الأيقونات أنه نزل لسكني من اعتادوا حياة النزق
والنعيم وأسطورة من أساطير الهيام بالحياة من يعرفه يسميه تقريراً واحتراماً فقط
ومن يسكن فيه هو ميلاديب واحد من أولئك الذين ظفروا بكل ما يمنون به أنفسهم.
أنه
يتربع على المترفعات المسماة نوب هيل التي تطل على وسط المدينة وإقليمها التجاري
كما لو كان "كاتدرائية" تجسد الثراء والنعيم أنه بناء تتباهى كاليفورنيا بعظمته وهو
خيلط صاغه الذوق الذي ساد في مطلع القرن والثراء الذي عم بعد الحرب العالمية وينبهر
زائروه ويؤخذون على حين غيرة حينما يستقلون في براح الفندق المصعد ذا الجدران
الزجاجية ليحلق بهم إلى المطعم المسمى "صالة التاج" إذا يبدوا لهم حينئذ مظهر خلاب
لذل العالم الرائع الذي تحلم به مليارات البشر فمن جسر إلى سلسلة مرتفعات تتوهج لا
تطارهم طبقة وسطى على ثراء لا نهاية له وتتلألأ لهم تحت اشعة الشمس ومن بين الأشجار
الأوكاليتس أحواض السباحة ا لتي تضمها المنازل الفسيحة التي تقف في مداخلها العديد
من السيارات.
وكما لو كان علامة حدود عملاقة يشكل الفيرمونت الحد الفاصل بين
الحاضر والمستقبل وبين أمريكا وبلدان المحيط الهادئ.
فعلى سفوح التل بمحاذاه
الفندق تكتظ المنازل بأكثر من مائة ألف صيني وهناك عن بعد في الخلف يبدو وادي
السيلكون وهو موطن ثورة الكمبيوتر ولقد درج الكالفورنيون الذين عرفوا كيف يجنون
الأرباح من الهزة الأرضية التي عصفت بالمنطقة عام 1906 وجزلات الحرب العالمية على
مصائر مؤسسات الصناعة والمال وجميع رؤساء الجمهورية الأمريكية في هذا القرن درج
هؤلاء جميعاً رؤساء الجمهورية بانتصاراتهم في الهالات الفسيحة المزركشة لهذا الفندق
الذي كان قد أضفى على رواية آرثر هيلاى الخيالية شيئاً من واقعه الحقيقي عندما
اختير ليكون المسرح المناسب لتحويل الرواية إلى فيلم سينمائي ومن ثم فليس بالأمر
العجيب أن يصبح الفندق منذ ذلك الوقت قبلة السياح.
مجمع أربعة أخماس فقراء في
هذا المكان الذي شهد إحداثاً عالمية جساماً وقف في نهاية سبتمبر من عام 1995م
واحداً من القلة الحاضرة والذي كان هو نفسة قد حدد مسار التاريخ محيياً نخبة من
العالم ولم يكن هذا الشخص سوى ميخائيل جورباتشوف، فقد كان بعض الأثرياء الأمريكيين
قد تبرعوا بالمال اللازم ليؤسسوا له في البرزيديو بخاصة وهو مكان يقع جنوب جسر
وكان إلى نهاية الحرب الباردة موقعاً عسكرياً معهداً تعبيراً عن شكرهم وتقديرهم
لشخصه هكذا فقد دعا جور بالتشوف الآن خمسمائة من قادة العالم في مجالات السياسية
والمال والاقتصاد وكذلك علماء من كل القارات وكان المطلوب من هذا الجمع المختار
بعناية والذي وصفة آخر رئيس للاتحاد السوفيتي وحامل جائزة نوبل بأنه ما هو إلا
"هيئة خبراء" جديدة نعم وكان المطلوب منه هو أن يبين معالم الطريق إلى حضارة جديدة،
وهكذا تحتم أن يلتقي هنا قادة من المستوى العالمي صاغتهم التجربة من أمثال جورج بوش
وجورج شولتس وما جريت تاتشر بقادة كوكبنا الأرضي الجدد من أمثال رئيس مؤسسة هذا
الرجل الذي دمج شركته ليجعل منها أكبر اتحاد في مجال المعلومات في العالم أو بعملاق
التجارة أبن جنوب شرق آسيا ، واشنطن سي سيب، وقد أرادوا أن يقضوا ثلاثة أيام من
التفكير بعمق وتركيز وفي حلقات عمل مصغرة معاً إلىجانب أقطاب العولمة في عالم
الكمبيوتر والمال وكذلك مع كهنة الاقتصاد الكبار وأساتذة الاقتصاد في جامعات
ستانروفد وهارتفرد وأكسفور، كما طالب القائمون على التجارة الحرة في سنغافورة وفي
الصين أيضاً بالطبع بأن يصغي المؤتمرون لصوتهم لاسيما أن الموضوع له علاقة بمستقبل
البشرية جمعا ولقد حاول رئيس وزراء مقاطعة سكسونيا أن يعبر عن وجهة النظر الألمانية
في هذه المناقشات ولم يكن احد من هؤلاء قد جاء إلى هنا للثرثرة كما لم يكن مسموحاً
لأحد بأن يخل بحرية التعبير أما جمهور الصحافيين فقد تمكن المرء من الخلاص منه ومن
فضوله الصحافيين فقد المرء من الخلاص منه ومن فضوله بتكاليف لا يستهان بها وكانت
القواعد الصارمة تجبر المشاركين على التخلي من داء الخطابية والبلاغة البديعية ولم
يسمح للمتكلم بالتحدث والتمهيد لأحد الموضوعات بأكثر من خمس دقائق أما المداخلة فلا
يجوز أن تستغرق أكثر من دقيقتين فحسب.
الزخم الفقير يرثي فرص العمل وكان هناك
سيدات أنيقات في متوسط العمر بينهن أصحاب المليارات والمنظرين والعلماء المشاركين
في المناقشات كما لو كانوا مشاركين في مسابقات السيارات من الدرجة الأولى وبواسطة
لوحات بينة للأنظار مكتوب عليها : تبق من الزمن "دقيقة واحدة" ثلاثون ثانية"
أنتهئ".
وكان مدير شركة الكمبيوتر الأمريكية ميكروسيستمزجون جيج قد بدأ
المناقشات بتقرير حول التكنولوجيا والعمل في الاقتصاد المعلولم وتعبر شركته النجم
الجديد في عالم الكمبيوتر فقد طورت لغة الحاسبو الجديد الأمر الذي أدى إلى أن ترتفع
أسهم سان سيتميز ارتفاعاً حطم كل الأرقام القياسية في الوول ستيرت وفي هذا الاجتماع
قال جيج " بمستطاع كل فرد أن يعمل لدينا المدة التي تناسبه إننا لا نحتاج إلى
الحصول على تأشيرات التفريز للعاملين لدينا من الأجانب" فالحكومات ولوائحها لم تعد
لها أهمية في عالم العلم أنه يشغل من هو بحاجة إليه وهو يفضل الآن "عقول الهند
الجيدة" التي تعمل من دون جهد أو كلل أن الشركة تتسلم بواسطة الكمبيوتر طلبات للعمل
جيدة من كل أنحاء المعمورة "إننا نتعاقد مع العاملين لدينا بوساطة الكمبيوتر
أيضاً".
واستمر جيج وقد رفعت السيدة المسؤولة عن ضبط الزمن اللوحة منبهة إياه
بأنه تبقى لديه "30 ثانية" فقط للتحدث، استمر يقول "إننا وبكل بساطة نأخذ أفضل
المهارات والمواهب في العالم وأننا استطعنا أن نرفع حجم مبيعاتنا منذ بدأنا العمل
لأول مرة قبل 13 عاماً من الصفر إلى ما يزيد على 6 مليارات دولار وراح جيج يستغل ما
تبقى لديه من الثواني ليلتفت ومع ابتسامة تضم عن رغبته في توجيه وخزة رقيقة "أليس
كذلك يا دافيد؟ أنك لم تحقق مثل هذا النجاح بهذه السرعة قط".
لقد كان المقصود
هنا دافيد يكارد أحد المؤسسين لعملاق التقنية العالية هولت بكارد إلا أن الملياردير
العجوز والعصامي لم يبد منقبضاً لهذا الوخزة بل فضل أن يطرح وبذهن صاف السؤال
المركزي : كم هو عدد العالمين الذين أنت في حاجة إليهم فعلاً ياجون"؟ ورد جون ببرود
"سنة" وربما ثمانية فمن دون هؤلاء يتوقف عملنا بلا مراء ولعله تجدر الإشارة إلى أن
الأمر يستوي بالنسبة إلينا في أي مكان من هذه المعمورة يسكنون، أما الآن فقد جاء
دور مدير الجلسة البروفسور رستم وريو من جامعة بنلسلفانيا ستات للسؤال بدقة أكثر
"وكم هو عدد العاملين الآن لدى سان سيستمز؟" فيرد عليه جيج "16 ألفا وإذا ما
استثنينا قلة ضئيلة منهم، فأن جل هؤلاء احتياطي يمكن الاستغناء عنه عند إعادة
التنظيم.
لم يهمس أحد ببنت شفة فبالنسبة إلى الحاضرين فإن الجموع الغفيرة من
العاطلين عن العمل التي تلوح الآن في الأفق أمر بديهي فلا يفتقد منهم أحد بأنه
ستكون هناك فرص عمل.