طه
العامري
العامري
في بلادنا كل شي استثنائي وكل شي متميز بدءا من (
المطاعم الشعبية) التي تعنون يافطتها المثيرة بمساحتها وألوانها مشيرة إلا أنها
تختزل في مطابخها كل وجبات العالم (الشرقية والغربية) وحين تدخل إليها تجد كل
نشاطها محصورا في (الرز والصانونة والسلتة ) فإذا سألت أيا من العاملين في هذه
المطاعم عن (الملوخية) مثلا تحتاج لدليل ومرشد ومترجم يعرف أولا العاملين في هذه
المطاعم بوجبة (الملوخية) التي لم يحدث أن ذاقوها أو ربما عرفوا شكلها ناهيكم عن
بقية الوجبات مثل ( المكرونة) إلى آخر الوجبات التي تزخر بها مطابخ (الشرق) ..!!
ومع هذا لا نجد جهة تراجع هؤلاء
الذين يسطرون علي يافطات مطاعمهم مؤكدين أن لديهم كل وجبات الدنيا ..!! بضاعتنا هي
الأخرى وكل منتجاتنا المحلية دون استثناء بدءا من (قراطيس البفك المتعددة الأسماء
والأشكال والأنواع مرورا بكل مسميات الشوكولاته والبسكويت ) وكل المنتجات الغذائية
المحلية فنجد أن جميعها وكما قلت دون استثناء حاصلة على (شهادة الجودة العالمية _
الإيزو_ بدءا من ( إيزو رقم 1) وحتى ( الإيزو رقم مليون) وكل هذه الجوائز تشهد لله
وبين يدي الله أن منتجاتنا المحلية ذات جودة عالية وفائقة بل ربما يقسم القائمون
علي شهادة ( الإيزو) يمين (الطلاق) على أن كل منتجات اليمن الغذائية نادرة
واستثنائية وأنها فلتة من فلتات الزمن اليمني الممهور بكل أشكال الكذب والدجل
والخديعة والتدليس والمصيبة أن كل هذا يتم برعاية حكومية وبصمت وتجاهل حكومي , لا
تهتم الجهات المعنية بصحة المواطن وبمراقبة المصنفات الاستهلاكية التي تصنع في
الداخل أو تلك الوافدة بما تحمل من أضرار صحية تضر المواطن وتنهك الاقتصاد الوطني
..!! فإذا وقفنا أما التعليم الخاص سوف نجد كل (الشقق المفروشة ) التي نطلق عليها
_مجازا_ جامعات جميعها ( حاصلات على حق الزمالة ومعترف بها دوليا وإقليميا وقوميا )
والمؤسف أن الكثير من هذه الجامعات حكمها حكم (جامعة الدول العربية ) التي هي
الأخرى معترف بها قوميا وإقليما ودوليا كشخصية اعتبارية لكن بالمقابل لا أحد يعترف
بقراراتها ولا بتوصياتها ولا بما يصدر عنها , تماما كحال الشهادات الصادرة من
الجامعات الخاصة والتي يقضي فيها (الطالب سنوات ) ويدفع مبالغ خيالية مقابل التعليم
في هذه الجامعة أو تلك وفي النهاية الشهادات الصادرة من هذه الجامعات لا يعترف بها
حتى من قبل وزارة التعليم العالي التي منحت تراخيص لهذه الجامعات ومكنتها من أن
تزاول أعمالها ,بل أن هذه الجامعات تكتب في أسفل شهائدها أنها منحت هذه الشهادة
للطالب بناء (على طلبه) ..؟؟!! ( المدارس الخاصة ) بدورها وهي في الغالب معترف بها
رسميا تدون في أدبياتها أنها ذات حضور وحظوة ولها علاقة مع كل مدارس العالم الناطقة
بكل اللغات فيتصور كل من يقرأ الدعايات الإعلامية أن كل مرافقنا الخاصة والعامة لها
وضع استثنائي وتؤدي دورا استثنائيا بالغ الأهمية والتعقيد وبالتالي يعبر هذا عن حرص
استثنائي من قبل حكومتنا وأجهزتنا الرقابية علي تقديم كل جديد ومتميز وهذا يذكرنا
بالحملة الوطنية اليابانية التي انطلقت مباشرة بعد استسلام اليابان في الحرب
العالمية الثانية لتتحول هذه الإمبراطورية المهزومة إلى قوة اقتصادية عملاقة في بضع
سنين وليس عقود ولا قرون ..!! المثير في بعض تصرفات الجامعات الخاصة أنها تمنحك
(شهادة التخرج وتدون في أسفلها علي أنها منحت حسب طلب حاملها ) ..؟؟!! أو أن إدارة
الكلية ليست مسئولة عن (البيانات المدونة في الشهادة ) ولمن لا يصدق يبحث في بعض
الشهادات الممنوحة للبعض وسيجد هذه العبارة مدونة باعتبارها جزءا من مضمون الشهادة
(الفضيحة) ..؟ في بلادنا للأسف كل شي يأخذ من الدعاية ما لم تأخذه أحدث المعدات
التقنية التي توصل إليها العالم من حولنا ..في ذات الوقت التي تؤكد كل المعطيات على
أننا نستورد ونصنع أردأ ما يمكن تقبله من الصناعات والمنتجات لا فرق في هذا بين
المستورد والمصنع محليا في ظل غياب كلي لأي رقابة حكومية وحتى ما تطلق على نفسها (
جمعية حماية المستهلك ) التي تعمل وفق مزاجها الخاص وانطلاقا من حساباتها وأهدافها
ودوافعها وتجسد في أدائها موقف (الحكومة الغائبة) في كل ما يتصل بحماية المواطن بل
وحماية الذوق العام , إذ من غير المعقول ( أن يرفع هذا المطعم لافتة طويلة وعريضة
تدون فيها (عبارة ) لدينا كل ( المأكولات الشرقية والغربية) ثم تجد نفسك أمام مطعم
لا يجيد أكثر من أعداد طبق ( الأرز) أو ( مدرة السلتة) وبجودة شبه غائبة ..!! أليس
في هذا كذب وتضليل وخداع للمستهلك ..؟؟ وأن لم يكن هذا هو الكذب والخداع , فما هو
الكذب إذا في شعارات ودعايات (المدارس والجامعات الخاصة)..؟ أم في الدعايات التي
تتحفنا بها الفضائية اليمنية والكثير من الوسائط الإعلامية المختلفة عن منتجات ليس
فيها نسبة ( 1%) مما تنقله عنها الوسائط الإعلامية هذه التي تهتم بثمن الإعلان وحسب
وبالتالي لا يعنيها التأثير المباشر على المتلقي والمستهلك الوطني..
نظراً لكل
ما سلف فقد تكاثرت الأمراض والعاهات في الوسط الشعبي بذات القدر الذي نمت فيه
واتسعت نسبة ( الأمية) في أوساطنا وتلعب هذه الوسائط فعلا دورا تجهيلياً مثيرا دون
أن تحرك الحكومة وأجهزتها ساكنا وكأن الأمر لا يعنيهم بل نجد أنفسنا في جهة
والحكومة وأجهزتها في جهة أخرى وكأنها حكومة لشعب آخر يسكن المريخ ..!!
ameritaha@gmail.cim
المطاعم الشعبية) التي تعنون يافطتها المثيرة بمساحتها وألوانها مشيرة إلا أنها
تختزل في مطابخها كل وجبات العالم (الشرقية والغربية) وحين تدخل إليها تجد كل
نشاطها محصورا في (الرز والصانونة والسلتة ) فإذا سألت أيا من العاملين في هذه
المطاعم عن (الملوخية) مثلا تحتاج لدليل ومرشد ومترجم يعرف أولا العاملين في هذه
المطاعم بوجبة (الملوخية) التي لم يحدث أن ذاقوها أو ربما عرفوا شكلها ناهيكم عن
بقية الوجبات مثل ( المكرونة) إلى آخر الوجبات التي تزخر بها مطابخ (الشرق) ..!!
ومع هذا لا نجد جهة تراجع هؤلاء
الذين يسطرون علي يافطات مطاعمهم مؤكدين أن لديهم كل وجبات الدنيا ..!! بضاعتنا هي
الأخرى وكل منتجاتنا المحلية دون استثناء بدءا من (قراطيس البفك المتعددة الأسماء
والأشكال والأنواع مرورا بكل مسميات الشوكولاته والبسكويت ) وكل المنتجات الغذائية
المحلية فنجد أن جميعها وكما قلت دون استثناء حاصلة على (شهادة الجودة العالمية _
الإيزو_ بدءا من ( إيزو رقم 1) وحتى ( الإيزو رقم مليون) وكل هذه الجوائز تشهد لله
وبين يدي الله أن منتجاتنا المحلية ذات جودة عالية وفائقة بل ربما يقسم القائمون
علي شهادة ( الإيزو) يمين (الطلاق) على أن كل منتجات اليمن الغذائية نادرة
واستثنائية وأنها فلتة من فلتات الزمن اليمني الممهور بكل أشكال الكذب والدجل
والخديعة والتدليس والمصيبة أن كل هذا يتم برعاية حكومية وبصمت وتجاهل حكومي , لا
تهتم الجهات المعنية بصحة المواطن وبمراقبة المصنفات الاستهلاكية التي تصنع في
الداخل أو تلك الوافدة بما تحمل من أضرار صحية تضر المواطن وتنهك الاقتصاد الوطني
..!! فإذا وقفنا أما التعليم الخاص سوف نجد كل (الشقق المفروشة ) التي نطلق عليها
_مجازا_ جامعات جميعها ( حاصلات على حق الزمالة ومعترف بها دوليا وإقليميا وقوميا )
والمؤسف أن الكثير من هذه الجامعات حكمها حكم (جامعة الدول العربية ) التي هي
الأخرى معترف بها قوميا وإقليما ودوليا كشخصية اعتبارية لكن بالمقابل لا أحد يعترف
بقراراتها ولا بتوصياتها ولا بما يصدر عنها , تماما كحال الشهادات الصادرة من
الجامعات الخاصة والتي يقضي فيها (الطالب سنوات ) ويدفع مبالغ خيالية مقابل التعليم
في هذه الجامعة أو تلك وفي النهاية الشهادات الصادرة من هذه الجامعات لا يعترف بها
حتى من قبل وزارة التعليم العالي التي منحت تراخيص لهذه الجامعات ومكنتها من أن
تزاول أعمالها ,بل أن هذه الجامعات تكتب في أسفل شهائدها أنها منحت هذه الشهادة
للطالب بناء (على طلبه) ..؟؟!! ( المدارس الخاصة ) بدورها وهي في الغالب معترف بها
رسميا تدون في أدبياتها أنها ذات حضور وحظوة ولها علاقة مع كل مدارس العالم الناطقة
بكل اللغات فيتصور كل من يقرأ الدعايات الإعلامية أن كل مرافقنا الخاصة والعامة لها
وضع استثنائي وتؤدي دورا استثنائيا بالغ الأهمية والتعقيد وبالتالي يعبر هذا عن حرص
استثنائي من قبل حكومتنا وأجهزتنا الرقابية علي تقديم كل جديد ومتميز وهذا يذكرنا
بالحملة الوطنية اليابانية التي انطلقت مباشرة بعد استسلام اليابان في الحرب
العالمية الثانية لتتحول هذه الإمبراطورية المهزومة إلى قوة اقتصادية عملاقة في بضع
سنين وليس عقود ولا قرون ..!! المثير في بعض تصرفات الجامعات الخاصة أنها تمنحك
(شهادة التخرج وتدون في أسفلها علي أنها منحت حسب طلب حاملها ) ..؟؟!! أو أن إدارة
الكلية ليست مسئولة عن (البيانات المدونة في الشهادة ) ولمن لا يصدق يبحث في بعض
الشهادات الممنوحة للبعض وسيجد هذه العبارة مدونة باعتبارها جزءا من مضمون الشهادة
(الفضيحة) ..؟ في بلادنا للأسف كل شي يأخذ من الدعاية ما لم تأخذه أحدث المعدات
التقنية التي توصل إليها العالم من حولنا ..في ذات الوقت التي تؤكد كل المعطيات على
أننا نستورد ونصنع أردأ ما يمكن تقبله من الصناعات والمنتجات لا فرق في هذا بين
المستورد والمصنع محليا في ظل غياب كلي لأي رقابة حكومية وحتى ما تطلق على نفسها (
جمعية حماية المستهلك ) التي تعمل وفق مزاجها الخاص وانطلاقا من حساباتها وأهدافها
ودوافعها وتجسد في أدائها موقف (الحكومة الغائبة) في كل ما يتصل بحماية المواطن بل
وحماية الذوق العام , إذ من غير المعقول ( أن يرفع هذا المطعم لافتة طويلة وعريضة
تدون فيها (عبارة ) لدينا كل ( المأكولات الشرقية والغربية) ثم تجد نفسك أمام مطعم
لا يجيد أكثر من أعداد طبق ( الأرز) أو ( مدرة السلتة) وبجودة شبه غائبة ..!! أليس
في هذا كذب وتضليل وخداع للمستهلك ..؟؟ وأن لم يكن هذا هو الكذب والخداع , فما هو
الكذب إذا في شعارات ودعايات (المدارس والجامعات الخاصة)..؟ أم في الدعايات التي
تتحفنا بها الفضائية اليمنية والكثير من الوسائط الإعلامية المختلفة عن منتجات ليس
فيها نسبة ( 1%) مما تنقله عنها الوسائط الإعلامية هذه التي تهتم بثمن الإعلان وحسب
وبالتالي لا يعنيها التأثير المباشر على المتلقي والمستهلك الوطني..
نظراً لكل
ما سلف فقد تكاثرت الأمراض والعاهات في الوسط الشعبي بذات القدر الذي نمت فيه
واتسعت نسبة ( الأمية) في أوساطنا وتلعب هذه الوسائط فعلا دورا تجهيلياً مثيرا دون
أن تحرك الحكومة وأجهزتها ساكنا وكأن الأمر لا يعنيهم بل نجد أنفسنا في جهة
والحكومة وأجهزتها في جهة أخرى وكأنها حكومة لشعب آخر يسكن المريخ ..!!
ameritaha@gmail.cim