المطري
والمرونة ، ونحن معشر اليمانيين اعتنقنا الإسلام ، ومدحنا الرسول والنبي الأعظم
عليه أفضل الصلاة وأبلغ التسليم بقوله :"جاءكم أهل اليمن وهم أرق قلوباً وألين
أفئدة" وكما قال عليه الصلاة والسلام..
فالواجب علينا أن نشبع ثقافة التوسط والاعتدال والمرونة ونحارب ثقافة
الكراهية والغلو والتنطع والإرهاب ، ونمضي في زرع الابتسامة في أرجاء هذا الوطن
المعطاء ، ونضخ مزيداً من الأخوة الإيمانية نزولاً عند قول الله سبحانه وتعالى في
آي الذكر الحكيم "إنما المؤمنون إخوة" وعلينا أن نناهض مختلف الدعوات الهابطة التي
تروم تفريق الوطن الواحد ، وعلينا أيضاً - أن نناوئ تلك المظاهر الجاهلية التي تدعو
إلى التمايز بين الناس سواء بدعوات المذهبية البغيضة أم بدعوات المناطقية والطائفية
والسلالية ونبقى وطناً واحداً ، وشعباً واحداً ، وأمة واحدة.
ويجب علينا
-ابتداء- أن نتحلى بثقافة التوسط والاعتدال وأن نأخذ من هذا الدين برفق ، فقد قال
الرسول والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم "لن يشادد الدين أحداً إلا غلبه" ،
فديننا الإسلام دين المحبة ودين التوسط والاعتدال والرحمة والتسامح والعفو، فما
الفرقة التي نحياها اليوم في هذا الوطن المعطاء إلا دليلاً دامغاً على عدم التزامنا
بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة ، كتاباً وسنة نبوية مشرفة ، فعلينا العودة إلى
الله سبحانه وتعالى ، والتحلي بآداب الإسلام وتعاليمه من أجل أن نحقق لهذا الوطن
المعطاء المجد والسؤدد والرفعة والرفاه.
كما يجب علينا - انتهاء- أن نحارب كافة
مظاهر الغلو والإرهاب والتنطع سواء كان غلواً ثقافياً وفكرياً أم كان غلواً سياسياً
وعسكرياً، ونحذر من دعاة الإرهاب ، الذين يتعرضون للسواح المكاتبين الأبرياء الذين
لا يتدخلون في صنع القرارات السياسية لحكوماتهم إذ يحتم علينا الواجب الإسلامي أن
أن نبر بهم ، ونعطف عليهم ونعاملهم بالحسنى ، فالخير كل الخير في انتهاج سياسة
التوسط والاعتدال والمرونة والشر كل الشر في المغالاة والتنطع والإرهاب ، فما علينا
إلا أن نكون مسلمين أكفاء نأخذ هذا الدين الإسلامي برفق.
وخلاصة القول في هذا
المضمار أن ثقافة التوسط والاعتدال والمرونة هي طوق النجاة للغارقين في بحر
المغالاة والتشدد والتنطع والإرهاب وعلينا أن نحمد الله سبحانه وتعالى على هذه
الثقافة السديدة الحكيمة التي فيها كل الخير..
وإلى لقاء يتجدد والله
المستعان.