أبو زيد بن عبد القوي
انتصار الثورة !! ولم يكن يدرك حقيقة ما سيجري له على يد الثوار الذين زعموا أن
ثورتهم إسلامية !! وما تخيل أن أصحاب العمائم من الآيات والحجج سيجردون عليه سيف
العدوان ويفعلون به ما لم يفكر بفعله الشيطان !! وامتلأت السجون بالمساجين وتم
تعذيبهم تعذيباً يفوق الخيال وهو ما سنتناوله في هذا البحث : القتل باسم الله !!!! الدكتور العلامة المجتهد
الشيعي موسى الموسوي حفيد أحد أكبر مراجع الاثنى عشرية في التاريخ وأحد أقطاب
الثورة وصديق مقرب للخميني شاهد بنفسه ما جرى لإيران على يد الثوار وبقي سنوات ينصح
ويصحح ولما لم يجد إذناً صاغية خرج من إيران وكتب "الثورة البائسة" وفيه بعض ما
شاهده بأم عينيه وما حكى له شهود كثر ولا يستغني أي باحث أو طالب للحقيقة عن هذا
الكتاب والذي جاء في مقدمته ص5 : ( لقد تضافرت الفئة الضالة المضلة الحاكمة باسمك
على رقاب المسلمين في تشويه رسالتك ونقاء صورتك فصورت شريعتك السمحة. . .
شريعة
القتل والتعذيب والدمار والفناء. . . .
فجلس كبيرهم الذي علمهم السحر على صرح من
الجماجم البشرية باسم الإسلام وحوله تجري أنهار من الدم والدموع.
لقد قتلوا
العباد المخلصين باسم الله وعذبوا خاصة الأولياء باسم الله وسلبوا ونهبوا أموال
المؤمنين باسم الله واقترفوا كل جرم وجريرة ومنكر وفساد باسم الله. . . ) وقد آن
الأوان لنكشف اللثام عن بعض ما جرى في إيران منذ قيام الثورة وحتى اليوم ليعرف كل
مسلم حقيقة النظام الإيراني وحقيقة وسائل إعلامه الكاذبة الخاطئة وبالذات قناة
"العالم" صاحبة الزيغ والبهتان.
القتل فوراً !! حكى أحد الشهود للعلامة موسى
الموسوي ما جرى لبعض المساجين على يد جلاد الثورة فقال : ( وحدثني المحدث نفسه أنه
عندما ذهب بصحبة الخلخالي ( جلال الثورة ) إلى كردستان لقمع الحركة الكردية أراد
الشيخ الجلاد لدى وصوله إلى سنندج تنفيذ حكم الإعدام في 30 شخصاً من المسجونين
فوراً وقبل التثبت من اتهامهم وهوياتهم فقال له : اتق الله يا رجل كيف تقتل أناساً
لم تعرق أسماءهم ؟ فكيف بأعمالهم ؟ فأجابه الشيخ الجلاد : لإلقاء الرعب في نفوس
الناس عامة. . . ) ( الثورة البائسة ص136 ) تعذيب الأطفال الرضع !!!!! عندما يحكي
العلامة الشيعي موسى الموسوي عما كان يجري في السجون الإيرانية بعد الثورة فهو يحكي
واقعاً شهده مئات الآلاف من الشعب الإيراني !! واقعاً حاولنا إنكاره كما أنكرنا في
السابق ما كان يجري للمساجين في سجون الطواغيت !! لكن ما عاد بالإمكان إخفاء ما جرى
وكان فقد أزكمت رائحة التعذيب القذرة الأنوف وخرج مئات الآلاف من السجون وكل يحكي
ما جرى له ولغيره ومن أبشعها تعذيب الأطفال الرضع يقول العلامة الشيعي موسى الموسوي
: ( إن قلع الأظافر وحرق الجسد بالسيجار لجلد حتى الإغماء وهكذا التجويع والتعطيش
أمراً رائج في سجون الخميني ولكن الأبشع والانكى هو تعذيب الأطفال الرضع أمام
أمهاتهم لأخذ الاعتراف منهن ) ( المصدر السابق ص203 ) التعذيب حتى الجنون !! لقد
جاءت هذه الثورة شيئاً نكرا وأبقت لها في المخزيات ذكرا عندما عذبت المساجين بوحشية
حتى أفقدت بعضهم عقولهم !! وينقل العلامة موسى الموسوي حديث الناس في تلك الأيام
فيقول في كتابه "الثورة البائسة" ص202 : ( إن الأعمال الوحشية والبربرية التي ترتكب
بحق السجناء تفوق كثيراً على ما كانت تحدث في سجون السافاك بل حتى في سجون بوكاسا
في أفريقيا الوسطى.
إن حديث الناس في مجالسهم ونواديهم تدور غالباً على أولئك
الذين أصابتهم لوثة عقلية بسبب التعذيب الذي تعرضوا له على يد الحرس الثوري وقد
أصبح شفاؤهم متعذراً لهول العذاب الذي لاقوه من حراس الإسلام على حد تعبير الإمام
الخميني ) والحرس الثوري الذي عذب الناس في السابق هو نفسه الذي يعذبهم هذه الأيام
!! التعذيب للجميع !! ( ليست جرائمهم قاصرة على إقليم دون إقليم آخر ولا على قوم
دون قوم فإيران كلها في ظلهم أصبحت سجناً ولم يسلم من بطشهم حتى الآيات وأقطاب
الثورة وانظروا إن شئتم ماذا فعلوا بشريعتمداري وأتباعه وبالمنتظر وأعوانه وبرئيس
جمهوريتهم السابق بني صدر الذي كان له فضل على الخميني وبوزير خارجية الثورة السابق
قطب زادة فمن ذا الذي يأمن على نفسه في إيران ؟! ) ( أحوال أهل السنة في إيران ص236
للشيخ محمد سرور زين العابدين ) عائشة حتى في السجون !! إذا حبس الشيعي قام الثوار
بتعذيبه وكيل التهم له !! وكذلك السني مثله !! وزيادة على ذلك يقومون بجرح أهل
السنة في أعز ما يعتقدون !! يحكي أحد أصحاب وتلاميذ الشيخ أحمد مفتي زادة - إمام
أهل السنة في إيران وممن شارك مع الخميني في الثورة وكافئه الثوار بالحبس حتى الموت
- : ( ومن الأساليب التي كانوا يستخدمونها للتعذيب النفسي. . . .
سب السابقين
الأولين من المهاجرين والأنصار وافتراء البهتان العظيم على أم المؤمنين عائشة
الطيبة رضي الله عنهم أجمعين ففي أحدى المناقشات التي جرت بيننا وبينهم - داخل
السجن - قال لنا واحد من رجال الدين !!! وكان يسمى "إمامي" : الحقيقة أننا لسنا
مخالفين لكم فحسب بل نخالف أيضاً حكومة الشورى التي كانت بعد عهد النبي ونعتبرها
ونعتبر أبا بكر وعمر وعثمان غاصبين ، ونعتبر عائشة بغياً ( سبحانك هذا بهتان عظيم )
ثم قال : إننا قد منعنا مائتين وثلاث وثمانين كلمة أن يتلفظ بها في الإذاعة
والتلفزيون كلها في سب الخلفاء وغيرهم من الصحابة وفي سب عائشة ، وأما في المجالس
المختصة بأهل التشيع فنسبهم بجميعها ) ( المصدر السابق ص212 ) 1800 ضربة وأعترف
وإلا !! التعذيب شمل الجميع بعد الثورة !! لم يسلم لا السني ولا الشيعي !! والتهم
جاهزة والأدلة مختلقة وافرة !! ومن لم يعترف بما يريدون فعلوا به ما لا تتخيلون !!
يحكي تلميذ الشيخ أحمد زادة ما جرى لأحد الشيعة في السجن فيقول : ( وقبل أن يفرقوا
بيننا وبين سائر المسجونين كان معنا رجل في حوالي الستين تقريباً كانوا قد ضربوه
بالأسلاك ( 1800) ضربة على ظهره وقدميه ، وكان يحمل معه في خرقة قطعات من لحم
أقدامه تناثرت من ضربات الأسلاك.
ومع ذلك فإن الرجل كان يقول إن أشد ما يؤلمني
أنهم دعوني مرة وقالوا إما أن تعترف وإما أن نعذب إمرأتك فقد أتينا بها وهي الآن في
الغرفة المجاورة وعند ذلك سمعت صراخ امرأة من تلك الغرفة فاستسلمت لهم خوفاً على
امرأتي وقلت لهم اكتبوا ما تشاءون لأوقع عليه. . .
) ( المصدر السابق ص 213 )
.
أحرق نفسه من شدة العذاب !! الجرائم التي ارتكبها النظام الإيراني بعد
انتخابات الرئاسة الأخيرة بتاريخ 12/6/2009م بحق المساجين وكلهم من الشيعة ليست
مفاجأة لمن اطلع على تاريخ الثورة الإيرانية وإنما كانت مفاجأة للمخدوعين بالشعارات
البراقة عن الإسلام والثورة الإسلامية وللمخدوعين بشعار الموت لأمريكا والموت
لإسرائيل !!! فبعد الثورة جرى للمساجين ما لا يخطر على بال إنسان !! يقول أحد شهود
العيان : ( كان هناك رجل كانوا قد ضربوه بالأسلاك خمس وأربعين يوماً متتابعة كل يوم
مائتين إلى ثلاثمائة ضربة.
وفي إحدى الليالي استيقظنا من النوم حوالي الساعة
الثانية والنصف فإذا بحريق وقع في غرفتنا وإذا بهذا الرجل قد لف نفسه في بطانية وصب
عليها النفط وأحرق نفسه ، وإذا به يلفظ أنفاسه الأخيرة ، ويقول بصوت هامس طوبى لي ،
نجوت منهم.
فحاولنا أن نطفئ الحريق فلم نستطيع ، واضطررنا أن نلقي بأنفسنا من
النافذة ، فبادرنا الحراس بإطلاق النار علينا ضانين أنا نريد الفرار ، فلما علموا
بالأمر هرعوا إلى الغرفة ، وكان الرجل قد مات فألقوه من النافذة وأخذوا يشتمونه
ويهينونه ، وأصدروا الأمر بحجز أمواله لأنه كان قد اعتدى على مال بيت المال بإحراقه
للبطانية ، ثم سمعنا أنهم قد ألقوا القبض على امرأته أيضاً ) ( المصدر السابق ص214
) وهذا المسكين كان من الشيعة المساكين !! من شدة التعذيب اعترف بأنه عميل !! تم
القبض على علماء أهل السنة الذين يتحدثون عن فضل الصحابة وبيان حكم من يسبهم !!
ومنهم مولوي نذير أحمد - هو عضو في مجلس الشورى الإيراني سابقاً - وحكموا عليه (
بالرجم بتهمة الزنا لأنه يتحدث عن فضل الصحابة وبين حكم من يسبهم ، وأجبروه من شدة
التعذيب على الاعتراف أمام الجمهور من خلال التلفاز بأنه عميل للمخابرات العراقية ،
وهو رجل طيب وعالم عامل بعيد عن الشبهات ، ولم يكن له ذنب سوى دفاعه عن الصحابة
رضوان الله عليهم ) ( المصدر السابق ص216 ).
شهادات أمام منظمة العفو الدولية
شهدت إيران أكبر هجرة في تاريخها للخارج بعد الثورة !! وأصبح الملايين من هذا الشعب
العظيم مهاجراً في شتى أنحاء العالم !! وغالبية المهاجرين فروا تهريباً !! وممن ترك
إيران الكثير من الذين سجنوا ثم أفرج عنهم بعد أن ذاقوا في السجون الإيرانية الويل
والثبور وعظائم الأمور !! وقد توجه الكثير منهم إلى منظمة العفو الدولية ليشهدوا
بما جرى لهم أو لغيرهم أمام أعينهم في سجون الثورة التي تزعم أنها إسلامية وهي
بعيدة عن الإسلام بعد الأرض عن السماء وهذه بعض الشهادات : 1- إعدام الصغيرات !!
حكت طالبة قضت الفترة ما بين سبتمبر / أيلول 81م وآذار / مارس 82م في سجن إيفين
وغزال هصار لمنظمة العفو الدولية تجربتها فقالت : ( " ذات ليلة جاءوا بفتاة صغيرة
السن أسمها طاهرة من قاعة المحكمة إلى زنزانتها مباشرة.
كانت المحكمة قد حكمت
عليها بالإعدام ، فكانت مرتبكة متهيجة ، تبدو وكأنها لا تعرف سبب وجودها هناك
.
وبعد فترة استقرت للنوم إلى جانبي ، ولكنها كانت تستيقظ فجأة من حين لآخر
مذعورة فتعلقت بي سائلة : هل سيعدمونها حقاً.
كنت أحيطها بذراعي لأهدئ من روعها
ولأطمئنها بأنهم لن يعدموها.
لكنهم أتوا في الساعة الرابعة صباحاً وأخذوها
لإعدامها كان عمرها ستة عشر عاما " ) ( المصدر السابق ص218 ) 2- تعذيب النساء !!
يقول شاهد عيان : ( ومن أشد العذاب النفسي لإنسان لم تنطمس إنسانيته أن يرى أخاه
الإنسان - أياً كان تصوره وعقيدته - يقتل ظلماً ، أو يرى أختاً يعتدي على عرضها
وتهتك حرمتها ثم تقتل مظلومة ، وهو لا يملك أن يدافع عنه أو عنها ، الأمر الذي كنا
نقاسيه ليل نهار ، فلم تكن تمضي ليلة واحدة بغير إعدام.
وكان التعذيب يبلغ
أقصاه حينما كانت تختلط صرخات امرأة بضربات البنادق وهتافات الحراس " الله أكبر
خميني رهبر " وتشق سكون الليل الساجي ) ( المصدر السابق ص212 ) 3- سنوات من السجن
والعذاب!! أخبر قاض ثوري إسلامي سابق منظمة العفو الدولية عما يجري في السجون
الإيرانية ومما قال : ( وفيما يخص الفترة المحكوم بقضائها في السجن ، فإن المدة
التي يقضيها محتجز رهن الاعتقال لا تؤخذ بعين الاعتبار ، إذ تبدأ مدة السجن من وقت
صدور الحكم وإن كان المحتجز قد قضى سنوات كاملة في السجن ، كما أن بعض الأفراد
يبقون في السجن بعد انقضاء مدة حكمهم بفترة طويلة ) ( المصدر السابق ص225 ) 4-
الجلد بلا توقف قالت فتاة كان عمرها لا يتجاوز 16 عاما عند اعتقالها في تشرين
الثاني / نوفمبر 1983م والتي استمر احتجازها حتى نيسان / إبريل 1985م إنه عندما
أخذتها السلطات إلى سجن إيفين لإستنطاقها : ( عصبوا عيني ولفوا بطانية حول رأسي حتى
أنني لم أعد قادرة على رؤية شيء وبدأت الجلدات تمزق لحم أخمص قدمي فأغمي علي عدة
مرات ) ( المصدر السابق ص227) 5- اغتصاب ليلة الإعدام سنفرد للاغتصاب في السجون
الإيرانية بحثاً خاصاً لكن لا بأس من إيراد بعض ما كان يجري للسجينات الصغيرات في
سجون الثورة الإيرانية حيث تحدث الكثير أمام منظمة العفو الدولية : ( عن سجينات
صغيرات السن أرغمن على الدخول في عقود زواج مؤقتة مع رجال الحرس الثوري ، ثم اغتصبن
ليلة إعدامهن ، وقد قال بعض السجناء السابقين لمنظمة العفو الدولية أن رجال الحرس
الثوري يتبجحون بمثل هذه الأفعال أمام السجناء ، ويهددونهم بعقد زواج مع ذواتهم من
النساء.
السجناء السابقين كانوا خلال مكوثهم في السجن يعيشون في خوف دائم من
مثل هذه الاعتداءات ) ( المصدر السابق ص229 ) فهل هناك أبشع من هذه الأفعال يا قناة
"العالم" ؟!! وكيف يجتلب إنصاف بضيم وأنى تشرق شمس مع غيم ؟!! يا من لا يزويها خجل
ولا يثنيها وجل !! لأن اسمها قناة "العالم" من طهران التي يسيطر عليها أهل الزور
والبهتان !!.