مصطفى الدفعي
- غالباً ما تغيب عن
فطنتنا عيوبنا وأخطاؤنا ، وإن شعرنا بها أحياناً فشعوراً خفيفاً جداً في حين نرى
هذه العيوب في سوانا مكبرة جسيمة سواء كانت خلقية أو فكرية ولنضرب بذلك بنقيصة
"الكذب" ..فمن منا لا يستنكر أشد الاستنكار "كذبة" يضبط أنساناً متلبساً بها؟
- أنه لم يكذب ويخادع وينافق ويداهن
..
في كل يوم من أيام حياته..؟!!.
- الأخطاء في الصحف ومخاطرها: - من الأشياء
التي تجعل الإنسان يخرج عن شعوره والتي تجعل الكيل يفيض على ما فيه من هموم
اقتصادية وسياسية تلك الأخطاء الشنيعة والكثيرة التي يلاحظها والتي تحفل بها الصحف
والمجلات وأجهزة الإعلام في بلدنا.
ولست أقصد الأخطاء النحوية ..فقد تعب
الكثيرون من الإشارة إليها دون جدوى..
حتى أصبحت غزيرة في كل ما يكتب وخاصة في
بعض الصحف ..وهذه على أهميتها لا تقلقنا ..طالما ظل بيننا حراس العربية أطال الله
أعمارهم .
ولكن الخطير فعلاً هو الخطأ في المعلومات التي يأخذها الشباب قضية
مسلمة تظل في ذهنه إلى أن تصححها الصدفة أولا تصححها وهذا هو الغالب .
وبالنسبة
كلما قرأت أو سمعت واحداً من هذه الأخطاء انفجرت صارخاً على أي واحد من أسرتي أيش
هذه الأخطاء .
ذلك أنني لم أجد أحداً أمامي لأعنفه غيرها!.
- الإعلانات
الطائشة: يتعرض مجتمعنا في عصرنا الحالي لموجة عاصفة من الإعلانات الطائشة التي
تعبر بشكل صارخ عن إنتصار الدول الصناعية المتقدمة واقتصاديات السوق وغلبته الطابع
التجاري على كل الأنشطة في الوقت الذي يتم من قبل بعض الجهات المعنية استبعاد
الإعلانات المتوازية التي تقوم بمجموعة من الوظائف المفيدة للمنتج والمستهلك
والعلاقات بينهم من حيث المعلومات والإرشاد وإشباع حاجات الجمهور وتنمية
المشروعات.
أمام الإعلانات الطائشة فهي التي تستخدم للدعاية الفجة وتلعب بشكل
مفتعل على وتر الإثارة والمبالغة والتضليل والعواطف الساخنة لغرض إشعال حمى
الاستهلاك التفاخري وتصريف منتجات وخدمات بأي ثمن بصرف النظر عن جدواها
ومنفعتها.
الإعلانات الطائشة كالقطار السريع الذي إذا خرج عن السيطرة يدوس في
طريقه كل شيء.
فالإعلانات الطائشة إذا خرجت عن السيطرة ستدوس على القيم والمثل
والاتجاهات بل والإنسان نفسه ربما يمكن القول أن هذه الإعلانات قد جن جنونها لأنها
أصبحت تخاطب السوق لا كبشر يقاس عددهم بالملايين وإنما كقوة شرائية لجهودهم في
الإلحاح والتكرار والملاحقة ونعني بهم الأطفال ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل أنه أمتد
إلى قطاع الشباب والمسنين .