الصباحي
الحوثي ) مؤخرا يعكس العقلية المتحجرة القديمة لرؤوس التمرد في صعدة ، ذلك لأنه
-الحوثي - يظن من خلال حديثه عبر الإعلام أن الشعب اليمني يصدق كل ما يقال من
افتراءات كاذبة ويعتقد أن العقلية اليمنية لم تزل قريبة من مربع التخلف الامامي
الكهنوتي الذي عمد خلال فترة حكمه ألظلامي على تجهيل العقلية اليمنية بكل المقاييس
وفي شتى المجالات !!! لم يدرك
المتمرد الحوثي أن الشعب اليمني ضحى بخيرة أبنائه وفلذات أكباده في السهول والجبال
والوديان والمدن والقرى من اجل إزاحة الظلم والتخلف وسياسة تقسيم الشعب إلى ( شريف
) يتمثل في النظام الكهنوتي ( وغير شريف ) ويتمثل في عموم الشعب اليمني !! حتى كان
يقال في حينه إذا ما امرأة من العائلة الكهنوتية زارت قرية أو مدينة أو عائلة يقال
زارتنا ( الشريفة فلانة)!!! فماذا نطلق على غير ( الشرايف) من النساء اليمنيات؟!!!!
لايمكننا عبر هذه الزاوية أن نستعرض المآسي التي مارسها الحكم الكهنوتي عبر حكمه
لليمن فالتاريخ قد كفل ذلك ودونها في أرشيفه الذي لا ينسى، وما يهمنا هنا هو تصرفات
الامتداد الكهنوتي لتلك الحقبة السوداء التي عاشها الشعب اليمني ممثلة بفلول التمرد
الحوثي ! ظهر الحوثي من خلال خطابه الأخير الذي القاه وهو يبدو في بيت راقي ذي
الستائر الفخمة ولم يكن في احد الكهوف أو البيوت القديمة ، وهذا مايثير علامة
استفهام كبيرة ؟؟ يستدع أصحاب الشأن في الجهات الأمنية في البلاد التحري عن المنطقة
التي يقبع فيها قائد التمرد.
والمضحك في الموضوع هو الاستخفاف والاستهجان
اللذان وصلا بالعقلية الحوثية إلى درجة أن هذه العقلية أول من يصدق أطروحاتها
الكاذبة والمهترئة في نفس الوقت في حين تناقضها ذات العقلية في الخارج( يحي
الحوثي)!! وتأملوا الهراء والتناقض الحوثي:قال زعيم التمرد في صعدة أثناء إجابته
على أسئلة المقابلة التي أجرتها معه إحدى الصحف الخليجية ونشرتها أمس الاثنين حيث
قال ( نحن لسنا طلاب مناصب بل طلاب حق!! وطلاب عدالة!!وجوهر الأزمة سياسي ) !! وفي
المقابل يقول في رده على سؤال آخر ( المسالة تتطلب إرادة سياسية تؤثر مصلحة البلد
على المصالح والمكاسب الشخصية السياسية)!!! فيا ترى كيف يمكن لعاقل تقبل مثل هذه
التناقضات الفاضحة؟!!!! نترك للقارئ الكريم تفسير هذا الهراء الفج ، وخلال إجابته
على سؤال من أين تحصلون على الأسلحة لمواجهة الجيش قال ( ليس الحصول على السلاح في
اليمن معضلة على الإطلاق ( والله يحفظ الملالي) وليس من الغريب أن يكون لدى الشرفاء
وذوي الضمير من أبناء الجيش تعاون معنا )!! يقابل هذا الإسفاف تصريح شقيقه المتمرد
يحي الحوثي في الأسبوع الأخير من شهر رمضان لإذاعة ال( بي بي سي) ( نقطة حوار )
حيث رد على سؤال من أين تحصلون على السلاح فقال بالنص ( السلاح موجود لدينا منذ أن
بدأت المشكلة عام 62م ) ويقصد هنا منذ قيام الثورة !!!! وعن مأساة المواطنين في
صعدة يقول عبد الملك الحوثي في نفس المقابلة ( أمس) ( أن السلطة تستهدف المواطنين
في كل مكان في بيوتهم وأسواقهم وطرقاتهم ومناطق نزوحهم وملاجئهم. . ) وهذا الكلام
يتعارض كلية بالواقع!!! وهنا نطرح على المتمرد وأتباعه من هو السبب في نشوب المشكلة
برمتها ؟؟!!الم يكن السبب هو الطموح لإعادة الحكم الكهنوتي المقيت؟؟!! ثم من الذي
يتخذ الأطفال والشباب والشيوخ دروعا بشرية هل هو الجيش أم قوى التمرد والإرهاب
(اسألوا النازحين )؟؟!! ثم من الذي استهدف المواطنين في مزارعهم وبيوتهم وأسواقهم ؟
ومن الذي دمر المرافق الخدمية والمساجد في صعدة؟ ومن الذي قطع الطرقات وزرعها
بالألغام هل هو الجيش الذي يسعى لحماية الموطنين أم قوى التخلف والظلام ؟؟!! من
الذي يقف حاجزا في وجه قوافل الإغاثة الإنسانية هل القوات المسلحة أم قوى الإرهاب
؟؟!!وتأملوا قائد الإرهاب والتمرد يناقض نفسه بنفسه عندما قال أثناء سؤاله عن
الحالة المأساوية التي يعيشها النازحون ( يمكن أن نقدم التعاون في إيجاد ممرات آمنة
لإيصال المسعدات الإنسانية إلى النازحين بإشرافنا ورقابتنا )!!!!لأجل نهبها
واستباحتها!!.
من خلال ما سبق يتضح التخبط والانحطاط لدى قوى التمرد والإرهاب
واستخدام التقية أمام الناس في حين أن يحي الحوثي لم يعد يستخدمها فقد كشف اللثام
عن الوجه الخلفي القبيح لقوى التمرد عندما قال( المشكلة موجودة منذ عام 62م ) يعني
منذ قيام الثورة ضد قوى التخلف والانحطاط والتجهيل الكهنوتي الامامي ومن ثم فالصراع
الجاري في صعدة ضد الثورة والنظام الجمهوري وضد التحديث والتقدم وضد التعليم والصحة
، وضد الحرية والديمقراطية ، وضد كل ما يصب في مصلحة الشعب اليمني قاطبة ، يساعد هم
في السعي لإطفاء نور الجمهورية ومصباح التقدم في كل المجالات نظام طهران والقوى
الظلامية التي تتخذ من النهج التكفيري طريقا !!! والغريب في كل ما يحدث أن يتفق
فكران متضادان في آن واحد ( التوجه السني التكفيري والتوجه الشيعي الجعفري )!!!
ويحمي بعضهما بعضا في خندق واحد !!!! ثم ينبري نظام الملالي في طهران عبر أبواقه
الإعلامية ويلقي بلائمة الإرهاب على الجارة المملكة العربية السعودية!!! فلم يمر
يوم واحد بل ساعة في إحدى قنوات طهران الناطقة بالعربية إلا وتستعرض ملفا يحمل
عنوان ( السعودية والإرهاب - حقوق الإنسان - المرأة) الخ وحتى لا نطيل على القارئ
الكريم نقول من بالفعل وراء الإرهاب بشقيه ( السني والشيعي ) في المنطقة ؟؟!! الم
تكن إيران وراء كل هذه المآسي ؟؟ تذكروا اعترافات احد قادة القاعدة ( محمد العوفي )
حول علاقة الاستخبارات الإيرانية مع تنظيم القاعدة ،وتذكروا الأسلحة الإيرانية التي
بحوزة التمرد الحوثي وأمثاله في لبنان والصومال وأفغانستان والعراق وأماكن أخرى !!
إذا فمن في الحقيقة يمثل البؤرة الحقيقية التي تغذي الإرهاب بشتى اتجاهاته؟؟ هل
المملكة العربية السعودية أم نظام الملالي وأجهزته الأمنية ؟؟!! نترك الإجابة
للقارئ.