كروان
الشرجبي
الشرجبي
لقد مات أخيراً وكأنهم عندما رفضوه قضوا على رغبته
في الحياة، كم عاشت معه؟ عامين فقط أنجبت خلالهما طفلاً وحيداً، قال لها وهو على
فراش الموت أخيراً سيفرح أهلك وسيعيدونك إليهم وسينسونني وسينسون الذنب الكبير الذي
ارتكبته في حقهم كما يظنون، مات وهو يتمنى لها أن تسعد من بعده وأن تتزوج فهي
مازالت صغيرة ولكن كيف تنساه وهو الذي أحبها ولم يسيء إليها أو يهينها كيف؟؟ ليت الموت لم يأخذه منها، ليتها
هي من ماتت بدلاً عنه، لقد أنساها الدنيا وأنساها مقاطعة أهلها لها أليس هم من
زوجوها من هذا الشخص ؟! لماذا الآن رفضوه؟، لأنهم علموا أن مكانة قبيلته أقل من
مكانة قبيلتها!! من أجل هذا أرادوا تطليقها؟. إن أسرته تجاور أسرتها منذ زمن بعيد
وهو أقرب أصدقاء أخيها وعندما ذكرته بصداقته والعشرة الطويلة والرفقة" أدمى شفتيها
بصفعة قوية وصرخ فيها بأنها عديمة التمييز". أصرت على البقاء معه وأصروا على
مقاطعتها وقرر الجميع التبرؤ منها وتحول قلب أمها إلى آخر مصنوع من الحديد ربما لو
كان والدها على قيد الحياة ما كان يحدث هذا كله ومن أين أتت عائلتها بهذا الخبر
لماذا لم يكن أمر عائلته وقبيلته ظاهراً قبل الزواج لماذا الآن؟! لقد مات وانتهت
الزوبعة انتهى كل شيء بقيت وحيدة وهذا الطفل معها، أين أنتِ يا أمي؟ إلا تأتين
لتخففي عني مشاعر الترمل والوحدة؟ إلا تأتين لأضع رأسي المتعب على كتفك وأبكي؟ أبكي
نصيبي من الحياة، أسبوع ثقيل على وفاته كانت كل يوم تنتظر طرقاً تشتاقه على الباب
لكن الطارق يكون أي أحد إلا أمها، هل لا تزال تجهل أنه رحل عن دنيانا؟ هل لا تدري
أن التراب غيبه والقبر أصبح مسكنه؟ ألا تعلم أنها أصبحت وحيدة في الحياة مع هذا
الطفل الصغير؟ بعد شهر طويل مؤلم رفعت سماعة الهاتف تدير رقم منزل أسرتها وترفع
السماعة من الجانب الآخر وعندما تميز أمها الصوت تقفله بقسوة في وجهها، ولكنها لم
تيأس أدارت الرقم مرة أخرى بدأ الرنين يتواصل وكأن أحداً لا يريد أن يرد ولكن مع
الإلحاح رفعت السماعة أمها من الجانب الآخر "ألو قالتها بصوت محبوس لا تستطيع
إطلاقه حلقها محتقن بالدموع ومن بين دموعها نادت أمي هذه أنا، أنتِ من؟، أنا أبنتك
لقد رحل عن الدنيا إلا يكفي ذلك؟، إننا نعلم برحيله وأمثاله لا يجب أن يعيشوا، وأنا
يا أمي؟ هل ستتخلون عني؟ هل نسيتي اننا تبرأنا منك، إن قرارنا لم يتغير ، وهل نسيت
ذلك الطفل الذي تركه لك؟، فإذا كنت على استعداد للتخلي عنه لأهله والتبرؤ منه فإننا
ربما نكون على استعداد لتغيير قرارنا وأقفلت السماعة بقسوة".
في الحياة، كم عاشت معه؟ عامين فقط أنجبت خلالهما طفلاً وحيداً، قال لها وهو على
فراش الموت أخيراً سيفرح أهلك وسيعيدونك إليهم وسينسونني وسينسون الذنب الكبير الذي
ارتكبته في حقهم كما يظنون، مات وهو يتمنى لها أن تسعد من بعده وأن تتزوج فهي
مازالت صغيرة ولكن كيف تنساه وهو الذي أحبها ولم يسيء إليها أو يهينها كيف؟؟ ليت الموت لم يأخذه منها، ليتها
هي من ماتت بدلاً عنه، لقد أنساها الدنيا وأنساها مقاطعة أهلها لها أليس هم من
زوجوها من هذا الشخص ؟! لماذا الآن رفضوه؟، لأنهم علموا أن مكانة قبيلته أقل من
مكانة قبيلتها!! من أجل هذا أرادوا تطليقها؟. إن أسرته تجاور أسرتها منذ زمن بعيد
وهو أقرب أصدقاء أخيها وعندما ذكرته بصداقته والعشرة الطويلة والرفقة" أدمى شفتيها
بصفعة قوية وصرخ فيها بأنها عديمة التمييز". أصرت على البقاء معه وأصروا على
مقاطعتها وقرر الجميع التبرؤ منها وتحول قلب أمها إلى آخر مصنوع من الحديد ربما لو
كان والدها على قيد الحياة ما كان يحدث هذا كله ومن أين أتت عائلتها بهذا الخبر
لماذا لم يكن أمر عائلته وقبيلته ظاهراً قبل الزواج لماذا الآن؟! لقد مات وانتهت
الزوبعة انتهى كل شيء بقيت وحيدة وهذا الطفل معها، أين أنتِ يا أمي؟ إلا تأتين
لتخففي عني مشاعر الترمل والوحدة؟ إلا تأتين لأضع رأسي المتعب على كتفك وأبكي؟ أبكي
نصيبي من الحياة، أسبوع ثقيل على وفاته كانت كل يوم تنتظر طرقاً تشتاقه على الباب
لكن الطارق يكون أي أحد إلا أمها، هل لا تزال تجهل أنه رحل عن دنيانا؟ هل لا تدري
أن التراب غيبه والقبر أصبح مسكنه؟ ألا تعلم أنها أصبحت وحيدة في الحياة مع هذا
الطفل الصغير؟ بعد شهر طويل مؤلم رفعت سماعة الهاتف تدير رقم منزل أسرتها وترفع
السماعة من الجانب الآخر وعندما تميز أمها الصوت تقفله بقسوة في وجهها، ولكنها لم
تيأس أدارت الرقم مرة أخرى بدأ الرنين يتواصل وكأن أحداً لا يريد أن يرد ولكن مع
الإلحاح رفعت السماعة أمها من الجانب الآخر "ألو قالتها بصوت محبوس لا تستطيع
إطلاقه حلقها محتقن بالدموع ومن بين دموعها نادت أمي هذه أنا، أنتِ من؟، أنا أبنتك
لقد رحل عن الدنيا إلا يكفي ذلك؟، إننا نعلم برحيله وأمثاله لا يجب أن يعيشوا، وأنا
يا أمي؟ هل ستتخلون عني؟ هل نسيتي اننا تبرأنا منك، إن قرارنا لم يتغير ، وهل نسيت
ذلك الطفل الذي تركه لك؟، فإذا كنت على استعداد للتخلي عنه لأهله والتبرؤ منه فإننا
ربما نكون على استعداد لتغيير قرارنا وأقفلت السماعة بقسوة".