;

أحداث صعدة ومراهقي الإعلام "2" 863

2009-10-01 07:11:10

سعد علي
الحفاشي


في مقال سابق نشرته هذه الصحيفة تساءلت عن سبب
غياب المؤسسات الإعلامية في بلادنا تحديداً القنوات الفضائية والإذاعات الوطنية
والمحلية عن أحداث صعدة ، وتسائلت كثيراً عن أسباب تحجيم مساحة التغطية اليومية
لأحداث هذه المحافظة في تلك العجالة القصيرة التي تبثها الفضائية اليمنية عقب أخبار
التاسعة من خلال عرض تلك اللقاءات القليلة والقصيرة جداً مع بعض الأفراد النازحين

من صعدة ومن حرف سفيان واستغربت من
اللامبالاة وعدم الاهتمام والقصور الكبير والفادح الحاصل في هذا الجانب في هذا
التوقيت الحرج وكيف أن البلاد تعيش حالة حرب بينما فضائياتنا اليمنية وإذاعاتنا
الوطنية منشغلة ببرامج الترف ولقاءاتها من "المغنيين" و"المغنيات" والفنانين الجديد
الذين يستهويهم المراهقون دون غيرهم!.
* تسائلت مستغرباً هل تلك الأغاني
واللقاءات والبرامج الفنية والسهرات المفتوحة التي تسخر فضائياتنا جل وقتها لبثها
يومياً أهم أم ما يحدث في صعدة من حرب طاحنة ومعارك شرسة تسحق برحاها العشرات
يومياً ، وما هنالك من مؤامرات وتحديات كبيرة وخطيرة جداً تواجه الوطن والوحدة
تستدعي من كل مواطني أن يتنبه لها ويعمل على تجنب أخطارها والتصدي لويلاتها
ومصائبها ؟!.
* على اعتبار أن تحقيق الاصطفاف الوطني الواسع والحقيقي لمواجهة
هذا الخطر لن يتحقق إلا بتنوير الناس وتعريفهم بحقيقة تلك الدعوات الزائفة
والأقاويل الباطلة التي يدعيها ويروج لها أولئك الحثالى الذين تتصدى لهم الآن
قواتنا المسلحة والأمن أو أولئك السفلة عملاء الاستعمار الذين يقودون حراكاً
عدائياً ضد الوطن في بعض محافظاتنا الشرقية الجنوبية.
وهذا الوعي لن يحدث مالم
تفعل كل المؤسسات الإعلامية الوطنية جهدها وتصعد من مهامها على مستوى كل الجوانب
والاتجاهات وذلك لأن خطر هذه الجبهات العدائية لا ينحصر عند حد حسم معركة المواجهة
والقبض على قادة الفتنة ومجرميها بل في دحر زيف الدعوات والأباطيل التي تروج لها
هذه الجماعات والتي بسببها تمكنت من التغرير بتلك الفئات والجماعات من الأشخاص
والمراهقين وتحويلهم إلى خناجر مسمومة ضد الوطن.
* تساءلت ومعي كل من يهتم
بمتابعة الأحداث الحالية لماذا لا تعطى قناتانا التلفزيونية الأولى والثانية
والفضائيات اليمنية الأربع مساحات كبيرة وواسعة من التغطية المباشرة وغير المباشرة
لأحداث صعدة وحرف سفيان ولو من الصف الأخير - على اعتبار أن تلك المساحات القصيرة
والضيقة جداً التي تخصصها بعض هذه القننوات فتحت عيون الناس لأشياء كثيرة جداً عن
أباطيل ودناءة وجهل ذلك الفكر "الحوثي" وجماعات التمرد والإرهاب التي تقترف كل تلك
المصائب والجرائم البشعة والويلات الخطيرة التي يشيب من هولها الولدان!.
* قلت
ذلك وقالها غيري من قبل "أن ما بث عبر شاشة التلفاز أو سماعات الإذاعة من لقاءات مع
أولئك النازحين الذين شردتهم عناصر الفتنة والتمرد والإرهاب من ديارهم أولئك الجرحى
والمصابين والمنكوبين الذين نكلت بهم هذه العناصر - قد لفتت اهتمام الصغير والكبير
البعيد والقريب لهذا الخطر وكشفت بعض خفايا وخبايا هذا الفكر الخطير ونبهت إلى
أبعاد ومرامي هذه العناصر الإرهابية - وعرضت للعيان الجرائم الإرهابية التي ترتكب
في هذه المناطق والتي لا وجود نديد لها في أي مكان آخر ولم تبتدعها أعتى عصابات
الإجرام في العالم ، نعم تلك العجالات السريعة من اللقاءات الإعلامية مع أولئك
النازحين التي تعرضها الفضائية اليمنية "القناة الأولى" جعلت اليمنيين يشعرون أن
هناك خطراً حقيقياً وأن عصابات غير عادية وعدواً لدوداً من ألد الأعداء هم أولئك
"الحوثيون" الذين تواجههم مؤسساتنا الأمنية والعسكرية وأن الأمر ليس كما يروج له
الإعلام الإيراني والإعلام الحزبي المسيس والمعارض استهداف للمذهب الزيدي واستقصاء
لآل البيت!.
فالأمر بعيد كل البعد عن كل ذلك والمثير أن هذا الفهم والاستيعاب
حدث خلال تلك الفترة الزمنية القصيرة وبسبب تلك العجالات القصية من اللقاءات التي
عرضها تلفزيون صنعاء فماذا سيكون الحال لو أن قناتانا التلفزيونية الأولى والثانية
وفضائياتنا الأربع ومعها إذاعتنا الوطنية ببرنامجها العام والبرنامج الثاني
والإذاعات المحلية قامت بواجبها الوطني في هذه المرحلة بأمانة كاملة وخصصت ولو
"50%" من وقتها البرامجي لأحداث صعدة والأحداث العدائية الخطيرة الأخرى التي
يواجهها الوطن اليوم ماذا لو أن هذه القنوات والفضائيات والإذاعات ومعها بقية
المؤسسات الإعلامية الأخرى استنفرت قدراتها وطاقاتها في هذه المرحلة وكشفت للناس
بعض صور الإرهاب وجرائم التعذيب والقتل والنهب وهتك الأعراض وتخريب البيوت واغتصاب
النساء والأطفال وجرائم تدمير وإحراق المزارع والجنان الخضراء المليئة بالزرع
والثمار.
تخيلوا كيف سيكون لنقل مثل هذه الصور والمشاهدات والتقارير بالصوت
وبالصورة الحية من أثر كبير في تنبيه الناس وتبصيرهم بهذه الطائفة التي غررت بمئات
الشباب بأفكارها الزائفة وصكوك "سيدي حسين" تخيلوا كم كانت معنويات أبطالنا الضباط
والأفراد من أبناء القوات المسلحة والأمن والمرابطين في ميدان المواجهة كبيرة
ومرتفعة إذا تفرغت هذه المؤسسات الإعلامية لواجبها في هذه المرحلة بمتابعة يوميات
المعركة واللقاءات المباشرة مع المقاتلين من الميدان!!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد