;

استعمار الثقافة العالمية بامتياز ..."الحلقة الثاني عشرة" 747

2009-10-03 03:30:32



العولمة بشگلها الراهن وقواعدها
المعاصرة. .
مشروع أميرگي لا يستثنى من مگاسبه الگثير من البلدان النامية
والغالبية العظمى من دول القارة الأفريقية فحسب، بل ويرمي إلى العودة بالعالم إلى
العصر الاستعماري وترسيخ الهيمنة على خيرات الشعوب، من خلال السيطرة على الموارد
البترولية في العالم والهيمنة على حقوق براءات الاختراع والملگية الفگرية، والتحگم
بوسائل الاتصال
الدولة، واحتگار
إنتاج البذور الزراعية المعدلة جينياً، باعتبار أن احتگارها يمگن الولايات المتحدة
الأمريگية من السيطرة على أنتاج المواد الغذائية في العالم أجمع.
. يتناول هذا
الگتاب تحليل قضية العولمة من منظور عقلاني شامل يحيط بها من مختلف أبعادها ومن
منظور إنساني إذ عالج الأبعاد المختلفة للعولمة وما صاحبها من تدهور مستوى المعيشة
وأتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء وتقليص دور الدولة في مجال الخدمات، گما تتميز
بالدفاع عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
الگتاب الذي ترجمة
الدگتور/ عدنان عباس علي والصادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالگويت
قدم مؤلفاه "هانس بيتر مارتين وهارالدشومان " وجهة نظر مختلف عما هو شائع من
الأحاديث والأفگار الملتهية حول العولمة والتي تدور الآن بين المثقفين
العرب.
يرفض "ينجامين زبار بير" مدير مركز "والت وايتمان" في جامعة روتغيرز في
ولاية ينوجيرسي تفسير "آيزنر" ويصف نظريته بتنوع ما تقدمه وسائل التسلية
الأمريكية ب"الكذب والبهتان" فهذه الأسطورة تتناسى أمرين حاسمين: طريقة الاختيار
وحرية الإنسان في تحديد ما هو في حاجة إلية فعالاً.
فعلى سبيل المثال بإمكان
المرء في الكثير من المدن الأمريكية أن يختار بين عشرات الأنواع من السيارات إلى
أنه لا يستطيع أن يختار التنقل بواسطة وسائل النقل الحكومية وكيف يستطيع المرء أن
يأخذ مأخذ الجد المقولة القائلة بأن السوق لا يقدم إلا ما يرغب فيه الأفراد إذا ما
أخذ بعين الاعتبار أن ميزانية صناعة الدعاية والإعلان على مستوى العالم وعلى مدار
السنة للصناعة المهيمنة على سوق الموسيقى؟.
إن سبب نجاح "استعمار والت دزني
للثقافة العالمية" يكمن حسب ما يعتقد "باربير" في ظاهرة قديمة قدم الحضارة: أنها
المنافسة بين الشاق والسهل بين البطيء والسريق بين المعقد والبسيط فكل أول من هذه
الأزواج يرتبط بنتاج ثقافي يدعو إلى الإعجاب والإكبار أما كل ثان من هذه الأزواج
فإنه يتلاءم مع لهونا وتعبنا وخمولنا، أن "دزني ومكدونالدز" وتروج لما هو سهل وسريع
وبسيط وسواء أكان "آيزنرا وباربير" على صواب في تفسير أسباب انتصار هو ليودو فإن
حصيلة هذا النجاح بينه واضحة يراها المرء في كل أرجاء المعمورة فنظرات سندي كروفورد
ويوكيهونتس تلاحقك في كل ركن، كما كانت تلاحقك نظرات تماثيل لينين في الاتحاد
السوفيتي سابقاً.
لقد صارت زغاريد مادونا ومايكل جكسون آذان النظام العالمي
الجديد كما يقول ناتان غارديلز المفكر الكاليفورني الباحث في شؤون المستقبل.
إن
الشمس لا تغيب عن إمبراطوريات شركات الإعلام العظيمة وتقدم هوليوود بصفتها المركز
العالمي أهم مادة أولية لمادية العصر المتأخرة وتسعى مؤسسة تايم وورنر إلى الاندماج
بمؤسسة تيد تيرنير المسماة وبمؤسسة لتكون معهما أكبر مؤسسة مهنية في السوق العالمية
ولو نجحت دزني في شراء محطة التلفزيون فستكون عملية الشراء هذه ثانية أكبر صفقة
شراء في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية الاقتصادي.
هذا وقد أشترت سوني مؤسسة
وباعت مؤسسة ما تسو في عام 1995م عملاق صناعة التسلية إلى عملاق صناعة العربي
وكوريا الاسترالي روبرت موردوخ فمحطة إرساله بواسطة الأقمار الصناعية الموجودة في
هونج كونج تغطي من حيث التوقيت الزمني أربع مناطق مختلفة يسكنها نصف سكان المعمورة
وبالنظر إلى الاختلاف الزمني وبعد المسافة الجغرافية فإنها تبث على ست قنوات تقدم
برامجها حسناوات صينيات وهنديات وماليزيات أو عربيات يتكلمن مرة اللغة الصينية
الشمالية ومرة الإنجليزية ويسعى مرردوخ جاهدا إلى الحصول على موطئ قدم واسع في سوق
الصين الشعبية وذلك من خلال المشاركة المالية في قنوات البث التلفزيوني عبر
الكابلات وهذا أمر مهم بالنسبة إليه إذ لم يزد عدد أولئك الذين يستطيعون مشاهدة
برامجه بصورة شرعية ومن دون تشويش في الصين الشعبية على 30 مليوناً إلا أن القائمين
على شؤون الحكم في بكين لا يزالون مترددين وقد نوهوا أمام بعض المؤسسات المختصة
بالصيفة التي يمكن للاسترالي القبول بها والتي مفادها "لا جنس ولا عنف لا أخبار"
ومن هنا فإن مؤسسات الإعلام العملاقة التي تضم أيضاً العملاق الألماني برتلزمان
ومنافسه العنيد ليوكيرش وآخرين يعملون بمفردهم كمالك محطات التلفزيون "سلفيو
برليسكوني" نعم فإن مؤسسات الإعلام العملاقة قد صارت مجهزة على أفضل نحو للنهوض
بأعباء آلت أمعن التفكير فيها موجهو العالم الذين جمعت شملهم مؤسسة "جرباتشوف"
الخيرية في سان فرانسسكو فما تبثه هذه المؤسسات من صور هو الذي يدغدغ الأحلام
والأحلام هي التي تحدد الأفعال.
العطش إلى الزعيق الممل الرتيب كلما شملت سوق
البث التلفزيوني بلداناً أكثر كانت هذه السوق أكثر ضيقاً فصناعة الأفلام الأمريكية
تتفق بالمتوسط 59 مليون دولار على الفيلم الواحد ولا ريب في أن هذا مبلغ ليس في وسع
المنتجين الأوروبيين أو الهنود تحمله ولا حتى التفكير فيه كما أنهم يضعون من حيث
التقنية والتجهيز معايير نادراً ما يستطيع منافسوهم مجاراتهم بها وهكذا تتعاظم
الدوامة ويزداد الإقبال على "هوليوود ونيويورك" أكثر فأكثر.
أما الوعد بأن
القنوات التلفزيونية الخمسمائة التي ستتوافر لكل عائلة ستحقق في المستقبل التنوع
المطلوب فإنه وعد كاذب ففي الواقع هناك قلة تهيمن على السوق وتكتفي في الكثير من
مناطق البث بصياغة برامجها وإعادة صياغة ما استهلك منها بطريقة تضمن تغطية أكبر عدد
من الفئات المستهدفة إلى جانب هذا تؤدي عملية اقتناص أكبر عدد من المشاهدين إلى
تعميق عملية تركيز هذه الصناعة في أيد أقل فأقل ، فحقوق نقل أحداث المهرجانات
الرياضية المهمة على سبيل المثال لم يعد بالإمكان اقتناؤها إلا إذا أمكن تمويلها
بإيرادات تحققها الإعلانات الباهظة الثمن والتي ليس في وسع أحد آخر غير محطات البث
الكبيرة أو المسوقين العالميين الاضطلاع بها، من ناحية أخرى لم يعد يهتم بالدعاية
لنفسه سواء عن طريق الإعلانات أو تقديم العون للرياضيين لقاء ما يقوم به هؤلاء من
دعاية لمن يرعاهم مالياً.
نعم لم يعد يهتم بهذا كله غير أولئك المنتجين الذين
لهم حضور في مجمل المنطقة التي يغطيها البث التلفزيوني أي الشركات العالمية ففي
ألمانيا على سبيل المثال تنفق عشر شركات كبرى بمفردها ربع مجمل الإنفاق الكلي على
الإعلانات التلفزيونية وهذا ليس بالأمر العجيب فتسعون ثانية في إعلان تلفزيوني واحد
عابر للقارات، تكلف ما يكلفه في المتوسط فيلم سينمائي أوروبي.
وتستثمر وكالات
الدعاية والإعلان صوراً من وطن الأحلام الذي يمني به الزبائن أنفسهم فالجمهور
الألماني العريض قد صار شغوفاً بنيويورك وبقصص رعاة البقر في غرب الولايات المتحدة
الأمريكية على نحو دفع محطة البث التلفزيوني إلى أن تجعل منها مادة لما يزيد على
نصف الإعلانات التي بثتها عندما نقلت وقائع دورة تصفيات بطولة كرة القدم في عام
1996م.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد