;

عصر المدن والسباق المتعثر .."الحلقة الرابعة عشرة" 679

2009-10-05 03:45:20



العولمة بشگلها الراهن وقواعدها
المعاصرة. .
مشروع أميرگي لا يستثنى من مگاسبه الگثير من البلدان النامية
والغالبية العظمى من دول القارة الأفريقية فحسب، بل ويرمي إلى العودة بالعالم إلى
العصر الاستعماري وترسيخ الهيمنة على خيرات الشعوب، من خلال السيطرة على الموارد
البترولية في العالم والهيمنة على حقوق براءات الاختراع والملگية الفگرية، والتحگم
بوسائل الاتصال
الدولة، واحتگار
إنتاج البذور الزراعية المعدلة جينياً، باعتبار أن احتگارها يمگن الولايات المتحدة
الأمريگية من السيطرة على أنتاج المواد الغذائية في العالم أجمع.
. يتناول هذا
الگتاب تحليل قضية العولمة من منظور عقلاني شامل يحيط بها من مختلف أبعادها ومن
منظور إنساني إذ عالج الأبعاد المختلفة للعولمة وما صاحبها من تدهور مستوى المعيشة
وأتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء وتقليص دور الدولة في مجال الخدمات، گما تتميز
بالدفاع عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
الگتاب الذي ترجمة
الدگتور/ عدنان عباس علي والصادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالگويت
قدم مؤلفاه "هانس بيتر مارتين وهارالدشومان " وجهة نظر مختلف عما هو شائع من
الأحاديث والأفگار الملتهية حول العولمة والتي تدور الآن بين المثقفين
العرب.
تطرقنا في الحلقة السابقة إلى فكرة حاول المؤلفان تجسيدها وهي أنه وفي ظل
العولمة صارت الفوضى تعم كل شيء ولم يعد المرء يفهم شيئاً بين السهل والمعقد
والمركب والبسيط.
فسواء كانت الأغراض ذات علاقة بالعمل أو بهدف الراحة والانسجام
تنتقل الطبقة الوسطى من أبناء المدن الاقتصادية المزدهرة من مكان إلى مكان آخر على
سطح المعمورة بسرعة لا مثيل لها في التاريخ من ناحية أخرى بلغ عدد الأفراد الذين
يستخدمون باستمرار شبكة الإنترنت العالمية "9" مليون علماً بأن هذا العدد يزداد
أسبوعياً حوالي نصف مليون، أن ما ترتب على هذا التطور هو أن مصورة مولودة في منطقة
فورارلبرج النمساوية وتقطن في فيينا قد صارت اليوم تعرف برودواي الغريبة في نيويورك
على نحو أفضل من معرفتها بمدينة أنسبروك النمساوية كما أصبح سمسار بورصة لندن يشعر
بأواصر قربى تربطه بزملائه في هونغ كونغ أمتن من تلك التي تربطه بأحد مديري فروع
المصارف فلقد صار هؤلاء جميعاً يشعرون بأنهم مواطنون عالميون منفتحون على العالم
أجمع متناسين أن علاقتهم العالمية هذه غالباً ما تكون ذات أفق ضيق محدود ومحصورة
بأجواء عملهم ومهما كانت الحال فإن الأمر الذي لا مراء فيه هو أن الصحافيين وخبراء
برامج الكمبيوتر والممثلين يقومون برحلات أكثر ويتحملون عنا أشد مما يقوم به
ويتحمله الدبلوماسيون والقائمون على شؤون السياسة الخارجية فأحدهم يبدأ نهار عمله
على سبيل المثال في الصباح في إحدى المدن المجرية الصغيرة لحل مشكلة زبون أصابه
اليأس والقنوط أو في حديث مثير مع أحد الشركاء وفي العصر يكون على موعد في هامبرج
وفي المساء يسافر إلى باريس للالتقاء بالخطيبة الجديدة التي صار أمر تركها له قاب
قوسين أو أدنى أما في اليوم التالي فإنه سيكون في المقر الرئيسي لشركته المقيمة في
مكان ما من هذا العالم الفسيح يسافر من ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو إلى
جنوب شرق آسيا أن من يحتاج إلى بعض الثواني عندما يستفيق من نومه ليعي في أي قارة
قد قضى ليلته المنصرمة هو بلا شك أحد تلك الطليعة الجوَّابة للعالم على نحو دائم،
حقاً يؤدي تنقلهم الدائم إلى فقدانهم للأحبة والأصدقاء إلا أنهم مع هذا يظلون
محسودين على مرونتهم ومداخيلهم العالمية وانفتاحهم على العالم.
العلومة في ساعات
الليل المتأخرة ولكن ومع هذا ففي بارات الفنادق الشهيرية كفندق رافلس في سنغافورة
أو سافوي في موسكو أو كوباكابانا في ريودي جانيرو، ويندب هؤلاء المستنفرون الذين
يوظفون كل إمكاناتهم في خدمة رواد العولمة حظهم في ساعات الليل المتأخرة حينما يكون
زملاء الدراسة الذين التقوهم مصادفة في شوارع إحدى المدن قد رقدوا في فراشهم الزهيد
الثمن وهم فرحون بخروجهم إلى هذا العالم الفسيح كسياح ولو لمرة واحدة كل عدة أعوام
وكيف لا يندبون حظهم فهم لا يكادون يختلون بأنفسهم حتى يعيشوا بعد رحلتهم الثامنة
بالطائرة النفاثة في خلال عام واحد على أدنى تقدير العزلة الموحشة.
إن السرير
الذي يرقدون عليه فعلاً من المستوى العالمي إلا أن فراش الألفة الذي ينامون عليه
رتيب وليس له قدره على تحمل عنت السفر فهم يجوبون عالماً فسيحاً حقاً إلا أنهم مع
هذا يظلون حبيسي مطارات وسلسلة فنادق ومطاعم تفتقر إلى النكهة المميزة وغرف مكيفة
لم يدخلها الهواء الطبيعي المنعش منذ أمد ليس بالقصير وتقدم حينما كانت أشرطة
الفيديو نفسها وهكذا فإن أرواح هؤلاء الجوابين العالميين لا تنتقل من مكان إلى مكان
آخر بالسرعة نفسها التي تنتقل بها أجسادهم وبالتالي سرعان ما تخمد قدرتهم على
التكيف مع الجديد الغريب.
ومن هنا فإنهم وإن طافوا أرجاء المعمورة يظلون
حبيسي المكان نفسه فغالباً ما يكون الواحد منهم قد رأى كل العالم إلا أنه لم يرفي
الواقع إلا ما كان قد رآه من قبل ولكن ومع هذا كله يظل هذا التنقل مؤشراً للمستقبل
الذي سيكون عليه العالم فكل المؤشرات تؤكد أنه ستكون هناك شبكة الكترونية كثيفة
وأجهزة تليفون تبث عبر الأقمار الصناعية ومطارات رائعة الإنجاز وطابور من عربات
النقل لدى المصانع والمؤسسات يربط في مطلع القرن القادم ما يقرب من "300" مدينة
مبعثرة في أرجاء المعمورة وتفصل بينها مسافات شاسعة وتضم ما بين ثمانية ملايين
وخمسة وعشرين مليون ساكن في هذه المدن سيعتقد السكان بأن ثمة أواصر قربى تربط بينهم
حتى وإن فصلت بينهم آلاف الكيلومترات، أشد متانة من الأواصر التي تربطهم بالمواطنين
الآخرين من بلادهم الأصلية.
وحسبما يتوقع الإيطالي المختص بشؤون المستقبل
"ريكاردو بيتريلا" ستكون السلطة في أيدي مجموعة متحدة من رجالات أعمال دوليين
وحكومات مدن همها الأول هو تعزيز القوة التنافسية لتلك المشاريع والمؤسسات العالمية
المستوطنة في مدنها، والواقع أن هذا هو ما تحقق الآن فالمراكز الاقتصادية في آسيا
في سباق دائم ومعنى هذا هو أن الشبيبة قد صارت تعيش في كل القارات بمدن ذات طبيعة
مختلفة كلية مقارنة بما عاشه الآباء، إنها مدن معولمة فعلاً وهكذا لم تعد باريس
ولندن ونيويورك ولا موسكو أو شيكاغو هي مدن الخوارق والمعجزات.
فمنذ مارس 1996م
صارت العاصمة الماليزية كوالالومبور هي المدينة التي تتربع على كتفيها أعلى ناطحة
سحاب في العالم كما لم تعد الآن برلين هي المدينة التي يعلو سطوحها أكبر عدد من
آلات البناء الرافعة إنما هي الآن بكين وشانغهاي، فهناك بين باكستان واليابان أثنتا
عشرة منطقة من المناطق المتنامية الازدهار تتحرك بإلحاح لتكون القوى الجديدة على
مسرح المناقشة العالمي وتتسابق بكل جهد للعب تلك الأدوار التي لعبتها المدن الغربية
في عالم العقود المنصرمة.
"فبانكوك" تريد أن تحل مكان "ديترويت" كمدينة لصناعة
السيارات فالشركات اليابانية لإنتاج السيارات "تويوتا وهوندا وميتسوبيشي وأزوتسو"
قد صارت تنتج سياراتها منذ أمد طويل في تايلاند كما تقوم كل من كرايسلروفورد بتحويل
فروعها هناك لتكون قاعدة لأعمالها الواسعة والعريضة في جنوب شرقي
آسيا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد