الداهية
جداً وخطيرة إلى حد أبعد من ما نتصور ، لكن من العيب بل من العار أن تنسينا هذه
المشاكل والأزمات الجرح الذي ينزف بغزارة من أشرف المقدسات " المسجد الأقصى"، هذا
الجرح الذي أصبح يستباح يوماً بعد يوم ويوسع بطريقة وحشية خبيثة من قبل الصهاينة
على مرأى ومسمع من أمة المليار مسلم دون أن يجد المسجد الأقصى الحزين أدنى اهتمام
من قبل زعامات الأمة العربية والإسلامية، هذه الأمة التي أصبحت اليوم فعلاً وبسبب
زعاماتها غثاءً كغثاء السيل، هذه الأمة التي أصبحت صريعة زعمائها وساساتها ومثقفيها
.
هذه الأمة التي أصبح المجون
أبرز سماتها الثقافية وخير شاهد على ذلك الإعلام والفضائيات التي سخرت إمكانياتها
وقدراتها في سبيل الرقي بالفن الماجن والذي من العيب أن يطلق عليه مصطلح الفن،
وذهبت بعيداً جداً عن مهمتها ووظيفتها الإعلامية لإنسانية المتعلقة بالرسالة
الإعلامية السامية القومية التي لا تغفل عن قضايا الأمة العربية والإسلامية وأيضاً
لا تجعلها بعيدة عن هذه القضايا ، وبالذات عندما يتعلق الأمر بالمسجد الأقصى الشريف
، ماذا ينتظر ملوك الأرض وزعماؤها ، في أي وادٍ يهيم هؤلاء الملوك والزعماء، المسجد
الأقصى على مشارف الانهيار، المسجد الأقصى يبكي والعرب والمسلمون في لهو وصخب وقتل
واقتتال ، المسجد الأقصى يصرخ واسلاماه لكن المسلمون اليوم لا وجود لهم ولا يحملون
من الإسلام إلا اسمه إلا من رحم الله ، يا أمة المليار ونصف المليار مسلم ماذا جرى
لكم ، إنكم تعيشون ذلاً ما بعده ذل وهواناً ما بعده هوان ،إنه المسجد الأقصى يا
مسلمين، أيها الملوك والأمراء أيها السلاطين والزعماء ، نناشدكم الله ونحملكم أمانة
المسجد الأقصى ، والله إن أملاككم وكراسيكم لا تعادل حجراً واحدة من حجار الأقصى
الشريف تدمر وتنزع من مكانها ، الأقصى يستغيث .
فمن يغيثه، لا تسترخصوا دموعه ،
وحاولوا أن تعيشوا جراحه وأنينه، أيتها الشعوب العربية والإسلامية يا من خذلتم
الإسلام والمسلمون وأقصد بهم الفئات والجماعات المتناحرة وشغلتم المسلمون عن
مقدساتهم التي تستباح وقضاياهم التي تذبل وتموت ، وتركتم المسجد الأقصى يتجرع ويلات
انقسامكم وتخاذلكم ولهتكم وراء مصالحكم ، اتقوا الله في الأقصى، فما أصعب أن تقطع
صرخات الأقصى مشاعركم وضمائركم الهزيلة التي طمست معاناة الأقصى من تاريخها الذي
أصبح ملبداً بالخزي والعار.
فأفيقوا أيها المسلمون.