أمان
مدارسنا سوى إعداد أطفالنا وشبابنا للامتحانات لينجحوا ويحصلوا على الشهادة التي
تمكنهم من النجاح في مراحلهم الدراسية والنزول إلى معترك الحياة ليرتزقوا
ويعيشوا. . هذه هي غاية التربية في مدارسنا.
وقد قضى هذا الهدف على كثير من شبابنا المتعلم بأن يموت فكرياً لأنه لا
يتابع سير تفكيره بعد أن يتخرج في مدرسته أو معهده أو كليته.
- إننا لا نتهم
ذكاءنا ولكن نتهم طرقنا التربوية التي تجعل من رؤوس المتعلمين دفاتر محشوة
بالمعلومات، وكتبا فياضة بالدراسات وأغفلت الأهداف الحقيقية التي تخلق في الشباب
قوة التفكير وتبرز فيه أهم نواحي الإبداع والابتكار.
- لقد بدت في الأيام
الأخيرة ظاهرة يجب أن يهتم بها رجال التربية أشد الاهتمام. .
وهي تفشي داء الغش
بين الطلبة والطالبات، والسبب الأول لهذا الداء الخلقي هو أن ما يتعلمه الفرد عندنا
لا يتناسب مع الميول والقوى الكامنة. . وأن الهدف الذي يهدف إليه المتعلم هو الشهادة
ليس العلم لذاته. .
وهناك ظاهرة أخرى هي كراهية الشباب لمعاهد وكليات التعليم
وللقراء بعد التخرج! - إن كل اهتمامنا موجة إلى ملأ الإناء الفارغ. . إننا نملأ
الرؤوس استعداداً للامتحان. . المدرس من جانبه يجاهد لإدخال المعلومات. .
والطالب
يكافح لاتقانها. . ويخرج ويشعر براحة لأنه تخلص من عبئه الثقيل!.
- وقراءة سطرين
في كتاب بعد تخرجه أو بعد نجاحه تجعله يشعر بالسأم والملل! - إننا بحاجة إلى سياسة
محددة ومدروسة في المراحل التعليمية المختلفة لنصل إلى الهدف التربوي الصحيح ونقضي
على الركود الفكري والأمية المتفشية بين كثير من المتعلمين منا! - يجب أن نجعل
المدرسة صورة مصغرة للمجتمع الكبير حتى يتدرب النشء على الحياة نفسها. . فالتربية
ليست إعدادا للحياة بل هي الحياة نفسها.
- جميل حقاً أن تهتم بزيادة عدد
المتعلمين وتيسر التعليم للجميع. . وأجمل منه أن نهتم بنوع العلم الذي نقدمه.
لقد
أولينا "الكم" ما فيه الكفاية وبقي لنا أن نولي "الكيف" عناية شديدة.
- إن هدف
البلدان الديمقراطية من التربية هو تدريب النشء على أن يفكر بنفسه ولنفسه وبتنمية
قواه العقلية والنفسية والخلقية وإعداد أصحاب النبوغ والعقليات والملكات الممتازة
ليكونوا علماء بلدانهم وروادها في مختلف فنون الحياة.
- هل أعددنا لليمن هذه
العقول أو التفكير في تدريبها؟!. .