الداهية
حركة حماس ، بسبب فقط مجرد الاطمئنان على حياته ومعرفة ما إذا كان لم يزل على قيد
الحياة ثمن ذلك إطلاق مجموعة لا بأس بها من أخواتنا وأمهاتنا الأسيرات لدى الكيان
الصهيوني القابعات في سجونهم الظالمة ويبدي هذا الكيان استعداده لإطلاق سراح عدد
ألف من الأسرى الفلسطينيين، مقابل إطلاق سراح جندي إسرائيلي وإرجاعه إلى
أسرته.
وهذه الصفقة المصغرة التي كانت نتيجتها إطلاق سراح تسعة عشر أسيرة
تمهيداً للصفقة الكبرى وحتى لا يصطدم
الكيان الصهيوني بصندوق أسود كالصندوقين اللذين اصطدم بهما أثناء صفقته مع حزب
الله، ورأينا في ذلك اليوم كيف تخلى الكيان الصهيوني عن أهم الأسرى الموجودين في
سجونه.
هكذا يثبت لنا هذا الكيان أن الإنسان الصهيوني غالٍ كثيراً بالنسبة إليه
، ومن أجله يمكن أن يشغل العالم ويجعل من هذا الإنسان المحسوب على كيانه حتى وإن
كان بسيطاً يدخل التاريخ من أوسع أبوابه ، أما نحن العرب والمسلمين فلدينا أكثر من
عشرة آلاف أسير في سجون الكيان الصهيوني ما بين أطفال وشباب، رجال ونساء، شيوخ
وكهول ، القهر والاذلال سوطاً لا يفارق رقابهم داخل سجون ما يسمى بإسرائيل ، وكأن
هذا العدد المهول لا يعني للأمة العربية والاسلامية أي شيء ، يا الله .
ما هذا
التحول العجيب للعصور والأزمات، أليس فخراً لإسرائيل أن تدفع ثمناً مقابل جندي بسيط
لم يكن أحد يعرفه - إطلاق سراح ألف أسير ونحن العرب والمسلمون أسرانا من يعرفهم
،حتى المناسبات الوطنية والعربية والإسلامية رغم كثرتها إلا أنها شبه خالية من قضية
الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وإن حدث وتم تناول هذه القضية ، فما ذلك
إلا مجرد حبر على ورقة وتصريحات وتعليقات زائفة الأشرف كتمانها وعدم البوح بها، لم
نشعر بقيمة الإنسان العربي المسلم وبصراحة إلا في صفقات تبادل الأسرى بين حزب الله
والكيان الصهيوني ، ولكن الآن وبعد أن خلت سجون إسرائيل من أبطال لبنان ، من يتحدث
عن الأسرى الفلسطينين القابعين في سجون الكيان الصهيوني فإذا كان مقابل الأسير
الإسرائيلي ألف أسير فلسطيني فهذا يعني أننا نحتاج 9 تسعة أسرى من الجنود
الإسرائيليين حتى نطلق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين ، آه لفضاعة الأمر ما أغلى
الدم الاسرائيلي ، وما أحقر أمة تسعى للفرقة والانقسام والاعتداء على بعضها لتتخلى
بكل سهولة عن الغاية التي خلقها الله من أجلها.