;

خلافات دولية و صراعات مستقبلية حول المياه :هل ستكــون حروب مستقبلية لأجل المياه ؟؟.. الحلقة السادسة 817

2009-10-06 04:17:06

شكري
عبدالغني الزعيتري


إن ظاهرة انحسار منسوب المياه باتت ظاهرة عالمية
ومن الاستشرافات المستقبلية أن الحروب القادمة هي حروب لأجل المياه .
فربما
العالم سيكون في المستقبل القريب متجه صوب كارثة مائية كما تدل على ذلك مؤشرات
كثيرة تخلص إلى أن الثمن سوف يكون وفيات ناتجة عن الصراع الدائم على منابع المياه
إذ تؤكد الدراسات للخبراء في شئون المياه والبيئة أن هناك علاقة غير متزنة بين

الموارد المائية واستهلاك الإنسان
بفعل التطور الذي شهدته الحياة فقد تكون ندرة المياه سبباً في اشتعال أو إذكاء نار
عديد من الصراعات من تشاد إلى دارفور في السودان إلى أثيوبيا و صحراء أوجادين إلى
الصومال واليمن والعراق وباكستان وأفغانستان ...
الخ وكلها تقع في إطار قوس كبير
من الأراضي القاحلة إذ قد تؤدي ندرة المياه إلى تلف المحاصيل وموت قطعان الماشية
والفقر المدقع واليأس .
فقد قامت العديد من الهيئات والمنظمات الدولية بالكثير
من الدراسات المتخصصة في قضايا المياه فمثلا أصدرت هيئة اليونسكو تقرير تنمية
المياه في العالم لعام 2009 م كما واصدر البنك الدولي نتائج دراستين مكثفة الأولي
إجراءها في الهند وتحت عنوان ( اقتصاد المياه في الهند ) والدراسة الثانية أجراءها
في باكستان وتحت عنوان( اقتصاد المياه في باكستان ) كما أصدرت جمعية أسيا دراسة
مراجعة لازمة المياه في أسيا تحت عنوان ( التحدي القادم في أسيا ) .
وغيرها
الكثير من الدراسات التي أجريت في الكثير من بلدان العالم خلال العشر السنوات
الأخيرة الماضية وجميعها خلصت إلي نتائج أقرت فيها بان الجفاف قادم والاستعداد
لمستقبل عامر بالاضطرابات وكل الدراسات تؤكد مضمون واحد هو أن شحه المياه النقية
تتسع دائرتها من سنه لأخرى وان لندرة المياه المتزايدة عواقب وخيمة منها الجفاف
والمجاعة وخسارة سبل العيش وانتشار الأمراض المنقولة عن طريق المياه الملوثة والتي
سيكون مضطرا الكثير من شعوب البلدان الفقيرة لعدم توافر المياه النقية إلي
استخدامها .
كما جاء في احد التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة القول بأن مزيداً
من أزمات المياه ستنتشر على نطاق واسع سواء في البلدان الغنية أو الفقيرة حتى في
الولايات القاحلة الأمريكية فمثلا اليوم تتصارع أستراليا مع موجات جفاف خطيرة في
المناطق الزراعية الواقعة في قلب حوض نهر موراي دارلينج كما قول الخبراء انه من
المتوقع أيضاً أن يتعرض حوض البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك جنوب أوروبا وشمال
أفريقيا لموجات جفاف خطيرة نتيجة لتغير المناخ.
كما أن مناسيب المياه الجوفية
تهبط في العديد من البلدان ففي باكستان واليمن والعديد من الدول و التي ستعاني من
الجفاف لأن المزارعين يعتمدون الآن على المياه الجوفية التي نضبت بسبب الإفراط في
ضخها والمعروف أن المياه الجوفية لا تتجدد بسهولة وبسرعة بل استهلاك عدة أيام قد
يتطلب عدة أشهر من الأمطار التي تتسرب إلى باطن الأرض لتغذي الأحواض الجوفية كما أن
هناك ما يقرب من 260 نظم أنهار مختلفة في جميع أنحاء العالم حيث توجد صراعات عبر
الحدود الوطنية بين بلدانها بالرغم من وجود قواعد هلسنكي التي تساعد في تفسير حقوق
المياه بين البلدان إلا أن هناك بعض الصراعات المريرة التي تتعلق بالبقاء وهناك
حروب تعتبر في بعض البلدان لا مفر منها...
ونهر دجلة و نهر الفرات وأيضا نهر
النيل مثال على صراع قد يحدث حيث اختلاف المصالح الوطنية وحقوق جر المياه إذ وتمثل
الصعوبة أكبر لتطبيق المفاوضات إذ أن إجمالي الطلب على النظام النهري تجاوز الحد
.
وفي عام 1992 المجر وتشيكوسلوفاكيا تنازعوا على نهر الدانوب ..
وصراعات
أخرى شملت كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية ..
وأيضا الاحتلال الإسرائيلي ولمياه
الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين.
فالقادة الدوليون أشاروا إلى أن إمدادات المياه
النقية للشرب أمر أساسي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط .
فهناك العديد من دول
العالم التي تأثرت بشدة في مجال الصحة البشرية وعدم كفاية مياه الشرب النقية
واستهلاك المياه الملوثة.
ومنها كالسودان 12.3 مليون شخص وفنزويلا 5.0 مليون شخص
وزيمبابوي 2.7 مليون شخص وتونس 2.1 مليون شخص و كوبا 1.2 مليون شخص ...
الخ
....
كما أن تزايد العجز الكبير في المياه النقية بسبب الإفراط في الاستخدام لدي
الجزائر إيران والمكسيك وباكستان واليمن وغيرها يبشر بأزمة قادمة ..
أضف إلي هذا
وجود عامل متحرك وهام وهو زيادة عدد السكان المتنامي سنويا ..
كما تؤكد تقارير
صادرة عن الأمم المتحدة حول المناخ وأنهار جليد بجبال الهيمالايا والتي هي مصادر
آسيا الأكبر وهي أنهار الجانج و اندوس و براهمابوترا و اليانغتسى و ميكونج و سالوين
والأصفر التي يمكن أن تختفي بحلول عام 2035 مع زيادة درجات الحرارة فما يقرب من 2.4
بليون نسمة يعيش في حوض الصرف لانهار الهيمالايا .
أيضا إقرار الدراسات المتخصصه
بقضايا المياه عالميا القول بان الهند والصين وباكستان ، وبنجلاديش ونيبال وميانمار
سوف تعاني من فيضانات تليها موجات الجفاف في العقود المقبلة.
إذ أن في الهند
وحدها ، نهر الجانج يوفر مياه الشرب والزراعة لأكثر من 500 مليون شخص.
كما أن
الساحل الغربي لأمريكا الشمالية و التي تحصل على معظم مياهها من الأنهار الجليدية
في سلاسل الجبال مثل جبال روكي وسييرا نيفادا ستتأثر .
و في يونيو/حزيران 2008
حذر فريق من الخبراء لفترة طويلة من أضرار بيئية شديدة لكامل حوض موراي دارلينج في
أستراليا في حال لم تحصل على ما يكفي من المياه بحلول تشرين الأول /
أكتوبر.
فالقيود علي المياه الموجودة حاليا في كثير من مناطق تستجيب للنقص
المزمن الناجم عن الجفاف.
فالنظرة ولجوانب أخري والتي تذهب لتكشف عن مزيد من
القضايا الأساسية التي قد تتبع أزمة المياه آذ أن الإستراتيجيات القادمة لدي العديد
من الدول قد تؤدي إلى تخفيض الإنتاج الزراعي وهو أمر لا يمكن للعالم تحمله نظرا
لحجم السكان في الوقت الحاضر.
فعند تزايد الحاجة للمياه مع تقلص مواردها سيؤدي
إلى ندرة المياه لدي المزارعين وبالتالي التخفيضات في محصول الحبوب والغذاء العالمي
وارتفاع أسعاره وبالتالي زيادة وتأجيج أسباب الصراع والحروب مستقبلا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد