خيرالله
خيرالله
خيرالله
تبدوالحاجة الملحة إلى بعض الهدوء والتعاطي مع
الأحداث التي يشهدها اليمن بروية بعيداً عن الانفعال وردات الفعل العشوائية التي لا
تصب إلا في خدمة التطرف والمتطرفين من مختلف المشارب.
في مقدم ما يفرضه التعامل
الهادئ مع التعقيدات اليمنية الفصل ما بين حرب صعدة ومتفرعاتها من جهة والوضع في ما كان يسمى المحافظات الجنوبية
والشرقية من جهة أخرى.
ان أي محاولة من أي طرف كان لإيجاد رابط بين ما يجري في
المنطقتين إنما يعمل من أجل تفتيت البلد ليس إلاّ.
كان لافتا في الأيام الأخيرة
القرار الذي اتخذه الحوثيون والقاضي بإطلاق الجنود الذين خطفوهم والذين ينتمون إلى
المحافظات الجنوبية.
هل هذا القرار عائد إلى ازدياد الضغط العسكري عليهم، وسعيهم
بالتالي إلى اقناع أطراف في الجنوب بفتح جبهات أخرى، في ضوء القرار الذي اتخذه
الرئيس علي عبدالله صالح والقاضي بالذهاب في الحرب إلى النهاية، أم أن هناك قوة
خارجية تعمل على فرض تنسيق بين «الحراك السلمي» في المحافظات الجنوبية والحوثيين
بهدف تطويق السلطة المركزية من كل الجهات بما يسهل إقامة دويلة داخل الدولة في صعدة
وعمران؟ ما لابد من التنبه إليه في كل لحظة، أن موضوع الحوثيين ليس سوى موضوع سياسي
من ألفه إلى يائه.
أما الكلام عن اضطهاد الزيود في تلك المنطقة المحددة الواقعة
في محاذاة المملكة العربية السعودية والتي تعرضت تاريخياً ومن دون أدنى شك للإهمال،
فهو مجرد توظيف للدين والمذهب في السياسة.
ما يؤكد ذلك اللافتة التي يعمل تحتها
الحوثيون وهي «الموت لأميركا والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود».
ما علاقة هذه
اللافتة بالمذهب الزيدي تحديداً وب «الاضطهاد» الذي يتعرض له الزيود في اليمن، هذا
إذا كان من اضطهاد في بلد ينتمي رئيسه وعدد كبير من كبار معاونيه وكبار شيوخ
القبائل إلى المذهب الزيدي! السياسة هي المنطق الوحيد الذي يتحكم بالتحرك الحوثي
المستمر منذ أعوام عدة بدعم خارجي واضح.
من يستطيع شن حرب على الدولة في اليمن
ودفع رواتب لآلاف المقاتلين لمدة تزيد على خمسة أعوام من دون كلل أو ملل، إنما
يمتلك مصدراً يموّله بشكل منتظم.
هذا على الأقل ما يعترف به من يعرف اليمن
واليمنيين ولو قليلاً.
هل من مصلحة لدى الجنوبيين في دخول لعبة
الحوثيين. . .
أم أن مصلحتهم في المحافظة على الوحدة، في ما بينهم أولاً، وتحقيق
إصلاحات جذرية تصب في قيام لا مركزية موسعة تحول دون أي نوع من التجاوزات على غرار
تلك التي حصلت في مرحلة ما بعد فشل «الحزب الاشتراكي» في حرب الانفصال صيف العام
1994.
نعم هناك تململ في المحافظات الجنوبية والشرقية.
بعض هذا التململ ناتج
عن الأزمة الاقتصادية العميقة التي يعيشها اليمن والتي لا تقتصر تداعياتها على
مناطق معينة.
كذلك، لا مفر من الاعتراف به أن بعض النافذين الفاسدين استغلوا
مرحلة ما بعد حرب الانفصال لارتكاب تجاوزات.
يضاف إلى ذلك الظلم الذي لحق بعناصر
وقيادات عسكرية كانت تنتمي إلى ألوية عسكرية «جنوبية» شاركت في حرب الانفصال. تجمعت
عوامل عدة في جعل المحافظات الجنوبية والشرقية تعيش أوضاعاً غير طبيعية.
ولكن هل
الحل في الالتحاق بركب الحوثيين أو بالتحرك الذي يقوده طارق الفضلي، الذي كان من
الأفغان العرب في الماضي القريب، انطلاقاً من محافظة أبين وهو تحرك يتسم بالعنف
ويستند إلى نوع من التطرف الديني غالباً ما شكا منه «الحزب الاشتراكي» اليمني وأهل
الجنوب عموماً؟ قبل أن يفكر أي من قادة «التحرك السلمي» في الاستفادة من انضمام
طارق الفضلي إلى التحرك أو من الحرب التي يخوضها الحوثيون، من المفيد جداً التفكير
بحلول بديلة تصب في مصلحتهم.
على رأس هذه الحلول الدخول في حوار عميق مع علي
عبدالله صالح أو من يمثله للتوصل إلى اتفاق يضع حداً لأي نوع من التجاوزات يمكن أن
تكون حصلت في الماضي.
الأكيد أن محاولة اغتيال رجل دمث مثل اللواء ناصر منصور
هادي شقيق نائب الرئيس ووكيل جهاز الأمن السياسي لمحافظات عدن ولحج وأبين لا تساعد
الذين يعتقدون أن هناك قضية اسمها قضية الجنوب وأنه آن أوان العودة عن الوحدة أو ما
يسميه بعضهم «فك الارتباط».
قبل كل شيء، أن اللواء ناصر منصور هادي ابن أبين ولم
يهبط فيها بواسطة مظلة.
وما محاولة اغتياله سوى دليل على أن «الحراك السلمي» وجد
من يخطفه للأسف الشديد. . مرة أخرى، حصلت أخطاء كبيرة في كل أنحاء اليمن.
لكن
إصلاح هذه الأخطاء لا يكون بالدخول في متاهات من نوع الرهان الجنوبي على الحوثيين
أو على العنف والتطرف.
على من يشك في ذلك، العودة إلى الظروف التي أدت إلى
الوحدة.
قامت الوحدة نتيجة انهيار الدولة في الجنوب أثر سلسلة من الصراعات
والحروب الأهلية توجت بأحداث الثالث عشر من يناير 1986.
لو كان في الإمكان
المحافظة على دولة الجنوب لكانت نجحت المحاولات التي بذلت طوال أربعة أعوام، بين
1986 و1990 لتفادي الوحدة.
لعل أكبر خطأ يمكن أن يقع فيه قادة «الحراك السلمي»
الرهان على الانفصال. . .
بالاعتماد على الحوثيين.
أنه الطريق الأقصر إلى
الكارثة.
الكارثة ستحل بالجميع، بكل أهل اليمن.
لن تفرق الكارثة بين شمالي
وجنوبي، بين زيدي وشافعي وإسماعيلي.
الوضع سيئ في اليمن، لكن ما هو أسوأ من
الوضع الراهن يتمثل في الرهان على تفكيك الدولة.
مثل هذا الرهان يمثل الخطوة
الأولى نحو الصوملة.
من لديه مصلحة في ذلك؟ الرأي العام الكويتية
الأحداث التي يشهدها اليمن بروية بعيداً عن الانفعال وردات الفعل العشوائية التي لا
تصب إلا في خدمة التطرف والمتطرفين من مختلف المشارب.
في مقدم ما يفرضه التعامل
الهادئ مع التعقيدات اليمنية الفصل ما بين حرب صعدة ومتفرعاتها من جهة والوضع في ما كان يسمى المحافظات الجنوبية
والشرقية من جهة أخرى.
ان أي محاولة من أي طرف كان لإيجاد رابط بين ما يجري في
المنطقتين إنما يعمل من أجل تفتيت البلد ليس إلاّ.
كان لافتا في الأيام الأخيرة
القرار الذي اتخذه الحوثيون والقاضي بإطلاق الجنود الذين خطفوهم والذين ينتمون إلى
المحافظات الجنوبية.
هل هذا القرار عائد إلى ازدياد الضغط العسكري عليهم، وسعيهم
بالتالي إلى اقناع أطراف في الجنوب بفتح جبهات أخرى، في ضوء القرار الذي اتخذه
الرئيس علي عبدالله صالح والقاضي بالذهاب في الحرب إلى النهاية، أم أن هناك قوة
خارجية تعمل على فرض تنسيق بين «الحراك السلمي» في المحافظات الجنوبية والحوثيين
بهدف تطويق السلطة المركزية من كل الجهات بما يسهل إقامة دويلة داخل الدولة في صعدة
وعمران؟ ما لابد من التنبه إليه في كل لحظة، أن موضوع الحوثيين ليس سوى موضوع سياسي
من ألفه إلى يائه.
أما الكلام عن اضطهاد الزيود في تلك المنطقة المحددة الواقعة
في محاذاة المملكة العربية السعودية والتي تعرضت تاريخياً ومن دون أدنى شك للإهمال،
فهو مجرد توظيف للدين والمذهب في السياسة.
ما يؤكد ذلك اللافتة التي يعمل تحتها
الحوثيون وهي «الموت لأميركا والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود».
ما علاقة هذه
اللافتة بالمذهب الزيدي تحديداً وب «الاضطهاد» الذي يتعرض له الزيود في اليمن، هذا
إذا كان من اضطهاد في بلد ينتمي رئيسه وعدد كبير من كبار معاونيه وكبار شيوخ
القبائل إلى المذهب الزيدي! السياسة هي المنطق الوحيد الذي يتحكم بالتحرك الحوثي
المستمر منذ أعوام عدة بدعم خارجي واضح.
من يستطيع شن حرب على الدولة في اليمن
ودفع رواتب لآلاف المقاتلين لمدة تزيد على خمسة أعوام من دون كلل أو ملل، إنما
يمتلك مصدراً يموّله بشكل منتظم.
هذا على الأقل ما يعترف به من يعرف اليمن
واليمنيين ولو قليلاً.
هل من مصلحة لدى الجنوبيين في دخول لعبة
الحوثيين. . .
أم أن مصلحتهم في المحافظة على الوحدة، في ما بينهم أولاً، وتحقيق
إصلاحات جذرية تصب في قيام لا مركزية موسعة تحول دون أي نوع من التجاوزات على غرار
تلك التي حصلت في مرحلة ما بعد فشل «الحزب الاشتراكي» في حرب الانفصال صيف العام
1994.
نعم هناك تململ في المحافظات الجنوبية والشرقية.
بعض هذا التململ ناتج
عن الأزمة الاقتصادية العميقة التي يعيشها اليمن والتي لا تقتصر تداعياتها على
مناطق معينة.
كذلك، لا مفر من الاعتراف به أن بعض النافذين الفاسدين استغلوا
مرحلة ما بعد حرب الانفصال لارتكاب تجاوزات.
يضاف إلى ذلك الظلم الذي لحق بعناصر
وقيادات عسكرية كانت تنتمي إلى ألوية عسكرية «جنوبية» شاركت في حرب الانفصال. تجمعت
عوامل عدة في جعل المحافظات الجنوبية والشرقية تعيش أوضاعاً غير طبيعية.
ولكن هل
الحل في الالتحاق بركب الحوثيين أو بالتحرك الذي يقوده طارق الفضلي، الذي كان من
الأفغان العرب في الماضي القريب، انطلاقاً من محافظة أبين وهو تحرك يتسم بالعنف
ويستند إلى نوع من التطرف الديني غالباً ما شكا منه «الحزب الاشتراكي» اليمني وأهل
الجنوب عموماً؟ قبل أن يفكر أي من قادة «التحرك السلمي» في الاستفادة من انضمام
طارق الفضلي إلى التحرك أو من الحرب التي يخوضها الحوثيون، من المفيد جداً التفكير
بحلول بديلة تصب في مصلحتهم.
على رأس هذه الحلول الدخول في حوار عميق مع علي
عبدالله صالح أو من يمثله للتوصل إلى اتفاق يضع حداً لأي نوع من التجاوزات يمكن أن
تكون حصلت في الماضي.
الأكيد أن محاولة اغتيال رجل دمث مثل اللواء ناصر منصور
هادي شقيق نائب الرئيس ووكيل جهاز الأمن السياسي لمحافظات عدن ولحج وأبين لا تساعد
الذين يعتقدون أن هناك قضية اسمها قضية الجنوب وأنه آن أوان العودة عن الوحدة أو ما
يسميه بعضهم «فك الارتباط».
قبل كل شيء، أن اللواء ناصر منصور هادي ابن أبين ولم
يهبط فيها بواسطة مظلة.
وما محاولة اغتياله سوى دليل على أن «الحراك السلمي» وجد
من يخطفه للأسف الشديد. . مرة أخرى، حصلت أخطاء كبيرة في كل أنحاء اليمن.
لكن
إصلاح هذه الأخطاء لا يكون بالدخول في متاهات من نوع الرهان الجنوبي على الحوثيين
أو على العنف والتطرف.
على من يشك في ذلك، العودة إلى الظروف التي أدت إلى
الوحدة.
قامت الوحدة نتيجة انهيار الدولة في الجنوب أثر سلسلة من الصراعات
والحروب الأهلية توجت بأحداث الثالث عشر من يناير 1986.
لو كان في الإمكان
المحافظة على دولة الجنوب لكانت نجحت المحاولات التي بذلت طوال أربعة أعوام، بين
1986 و1990 لتفادي الوحدة.
لعل أكبر خطأ يمكن أن يقع فيه قادة «الحراك السلمي»
الرهان على الانفصال. . .
بالاعتماد على الحوثيين.
أنه الطريق الأقصر إلى
الكارثة.
الكارثة ستحل بالجميع، بكل أهل اليمن.
لن تفرق الكارثة بين شمالي
وجنوبي، بين زيدي وشافعي وإسماعيلي.
الوضع سيئ في اليمن، لكن ما هو أسوأ من
الوضع الراهن يتمثل في الرهان على تفكيك الدولة.
مثل هذا الرهان يمثل الخطوة
الأولى نحو الصوملة.
من لديه مصلحة في ذلك؟ الرأي العام الكويتية