;

الحلم المقدس في الأبواق الأمريكية .."الحلقة السادسة عشرة" 769

2009-10-07 03:28:19



العولمة بشگلها الراهن وقواعدها
المعاصرة. .
مشروع أميرگي لا يستثنى من مگاسبه الگثير من البلدان النامية
والغالبية العظمى من دول القارة الأفريقية فحسب، بل ويرمي إلى العودة بالعالم إلى
العصر الاستعماري وترسيخ الهيمنة على خيرات الشعوب، من خلال السيطرة على الموارد
البترولية في العالم والهيمنة على حقوق براءات الاختراع والملگية الفگرية، والتحگم
بوسائل الاتصال
الدولة، واحتگار
إنتاج البذور الزراعية المعدلة جينياً، باعتبار أن احتگارها يمگن الولايات المتحدة
الأمريگية من السيطرة على أنتاج المواد الغذائية في العالم أجمع.
. يتناول هذا
الگتاب تحليل قضية العولمة من منظور عقلاني شامل يحيط بها من مختلف أبعادها ومن
منظور إنساني إذ عالج الأبعاد المختلفة للعولمة وما صاحبها من تدهور مستوى المعيشة
وأتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء وتقليص دور الدولة في مجال الخدمات، گما تتميز
بالدفاع عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
الگتاب الذي ترجمة
الدگتور/ عدنان عباس علي والصادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالگويت
قدم مؤلفاه "هانس بيتر مارتين وهارالدشومان " وجهة نظر مختلف عما هو شائع من
الأحاديث والأفگار الملتهية حول العولمة والتي تدور الآن بين المثقفين
العرب.
أشرنا في الحلقة السابقة إلى أنه وفي ظل العولمة صار لا مكان في الاقتصاد
العالمي إلى لشريحة محدودة من الناس المحتكرين حيث صارت عواصف المنافسة الهوجاء هي
التي تقود الاقتصاد في العالم وصار الحلم عبارة مقدسة أكثر من عبارة الحرية في
أبواق الدعاية الأمريكية.
وفي هذا الصدد فقد بشر كتيب الجدول الزمني للألعاب
الفاخرة الصنعة ولكن بلا ذوق بأن أتلانتا هي حلم لبدء مرحلة جديدة، كما غنت سلن
ديون أغنية تحدق عن قوة الحلم: وعلى مدى دقائق ظهرت على شاشات العرض قصيدة إدجار
ألن بوالتي بقوله فيها "الحلم بأحلام لم يجرؤ على الحلم بها أحد من قبل
قط". .
وفي الختام زيت في أسماع الجميع الجملة التاريخية للمدافع عن حقوق الإنسان
الأسود مارتين لوثركنغ "كان لدي حلم"، نعم ولكن أي حلم كان لديه؟ أكان يحلم بأن
يرتعد أولئك الجالسون في ملعب مدينته الرياضية الذين كانت غالبيتهم العظمى بيضاء
البشرة ومن ساكني الضواحي الأثرياء حينما يسمعون صوته المجلجل والمسجل تسجيلاً غير
واضح وإن حاولت مكبرات الصوت تلافي هذا العيب يرن في أسماعهم؟ أو أن كان لوثركنغ قد
تجرأ في يوم من الأيام على الحلم بأن يهجر باكسو أتلانتا الذين غالبيتهم العظمى
سوداء البشرة بالحافلات من مركز المدينة وذلك لكي لا ترصد عدسات المراسلين الذين
حضروا لتغطية ألعاب الدورة الأولمبية الواقع السائد في أمريكا؟.
فالحقيقة التي
لا خلاف عليها هي أنه في هذه المدينة المهمة في الولايات الأمريكية الجنوبية والتي
تبدو من خلال ما فيها من أحياء فقيرة وناطحات سحاب عملاقة مدينة مهملة خربة ولكن
ثرية في الوقت نفسه وعلى شبه كبير بالعاصمة الماليزية الصاعدة كوالالامبور، نعم في
هذه المدينة كبير المهمة تعني البشرة السوداء الفقر والجوع، وكما لو كانت تدافع عن
نفسها علقت وببرودة متناهية، المنتجة التلفزيونية المفرطة الإحساس حيال الأمور
الاجتماعية باربارابيل التي تشغل في أتلانتا مركزاً متقدماً في فرع عملاق الإعلام
تيد ترنز على الدورة الأولمبية لعام 1996م قائلة "حتى فترة وجيزة كانت هناك أحياء
سوداء فقيرة رخيصة الإيجار تفصل بين أبنية سي إن إن وكوكاكولا العالمية لقد اقتضى
بناء القرية الأولمبية العالمية إن تهدم هذه المنازل وهكذا قد صار الآن بإمكان
العاملين لدى المؤسستين التنقل من مؤسسة إلى أخرى دونما إزعاج.
تصدع العالم
الواحد لقد أخذت تسود أرجاء المعمورة مدن شبيهة بأتلانتا من حيث التقنية العالية
وعدم الاهتمام بالمشاعر الإنسانية ومع أن أرخبيل الثراء هذا قد صار يشد أجزاء
العالم بعضها البعض إلا أن هذه الجزر ظلت أجساماً غريبة عما يحيط بها من مجتمع
وتنطبق هذه الحقيقة على الدول التي لا تزال في مرحلة النمو أيضاً فما في هذه الدول
من مدن شبيهة بمدينة كوالالومبور ليست في واقع الحال سوى قلاع للاقتصاد المعولم
فالجزء الأعظم من العالم يتحول خلافاً لتلك الجزر إلى عالم بؤس وفاقة عالم غني ببضع
مدن كبرى فقط وبأحياء فقر وجوع هي الأخرى كبرى أيضاً وسكنها مليارات من البشر لا
يسدون رمقهم إلا بالكاد ومما يجب الإشارة إليه هنا أن سكان هذه المدن يزدادون
أسبوعياً مليون نسمة.
وكان رئيس الجمهورية الفرنسية قد نبه محذراً في مارس من
عام 1995م من "أن لا مبالاتنا المخجلة قد تحولت وصارت لا مبالاة مغرورة"، ومؤكداً
حقيقة أن "كل اهتمام بمساعدات التنمية الاقتصادية قد وهن ومات.
أن الأمر يبدو
كما لو أن كل بلد لم يعد يهتم إلا بنفسه فقط"، وفي الواقع لم يعد اهتمام الدول
يتركز في العام الذي توفي فيه رجل الدولة الحصيف هذا وعلى البلد بمجموعة بل على بضع
مدن.
إن 358 مليار ديراً يمتلكون معاً ثروة تضاهي ما يملكه 2،5 مليار من سكان
المعمورة أي أنها تضاهي مجموع ما يملكه نصف مكان العالم من ناحية أخرى ينخفض
باستمرار ما تقدمه الدول الصناعية من معونة إلى الدول النامية ففي عام 1994م قدمت
ألمانيا على سبيل المثال ما يساوي 0،34 في المائة من مجموعة ناتجها القومي الإجمالي
أما في عام 1995م فلم يزد ما قدمته على 0،31 في المائة أي أنه أنخفض بمقدار 10 في
المائة بالمقارنة قدمت النمسا في عام 1995م ما قيمته 0،34 في المائة.
إنها
لحقيقة لا تقبل الشك أن الاستثمارات الخاصة القادمة من البلدان الغنية قد فاقت في
هذه الفترة مجموع المساعدات المالية الحكومية إلا أن الأمر الذي لا خلاف عليه أيضاً
هو أن المنتفع الأول من الاستثمارات هو مناطق محدودة من العالم لا غير فبسبب "مخاطر
الاستثمار غالباً ما يساوي معدل الربحية المرغوب في تحقيقه 30 في المائة في السنة
كما هي الحال في مشروعات شيكات مياه الشرب في الهند وإندونيسيا.
لقد أرتفع
المجموع الكلي لمديونية الدول النامية على الرغم من كل ما تقدمه حكومات الشمال من
تعهدات على أنها ستتخذ الخطوات اللازمة لشطب نسب كبيرة من هذه الديون ففي عام 1996م
ارتفعت هذه الديون لتصل إلى 1،94 ألف مليار دولار أي أنها ارتفعت إلى ضعف ما كانت
عليه قبل عشرة أعوام بناء على هذا كله فقد كان الكاتب المصري "محمد سيد أحمد علي"
على حق عندما كتب يقول:"لقد فات الأوان" وراح يصف الحال قائلاً: لقد قضى حوار
الشمال والجنوب نخبة كما قضى نخبة صراع الشرق والغرب كذلك أسلمت فكره التطور
"الاقتصادي" الروح فلم تعد هناك لغة مشتركة لا بل لم يعد هناك قاموس مشترك لتسمية
المشكلات".
فمصطلحات من قبيل "الجنوب والشمال" أو العالم الثالث، والتحرر
والتقدم لم يبق لها معنى.
لقد صارت الأفواه تردد في أوروبا والولايات المتحدة
الأمريكية بعناد متعاظم نغمة مفادها أننا نحن أنفسنا في أمس الحاجة إلى المساعدة
أننا نحن أنفسنا هكذا يشعر ملايين الناخبين ومن ضمنهم حتى أولئك الساكنون في مراكز
الازدهار الاقتصادي أصبحنا مخدوعي ومغشوشي الأزمنة الجديدة في ظل الخوف المميت من
فقدان فرصة العمل والمهنة ومستقبل الأطفال بداخل المتأملين للتطور الجديد عدم ثقة
وخوف من نوع جديد، إنه الخوف من أن يكشف الرفاه الذي تعيشه الطبقة الوسطى في الغرب
الآن وترى فيه أمراً مسلماً به عن نفسه ليتضح أنه ليس سوى كبير أعني ذلك المنجز
العظيم والرفيع في برلين الذي كانت الحكومة تدعمه فيما مضى من الزمن بالمساعدات
والمعونات المالية التي أسالت لعاب المستهلكين الفقراء بالدول الشيوعية وإن لم يكن
في أي يوم من الأيام وخلافاً لكل الدعاية المبذولة معيار صادقاً للمستوى المعيشي
السائد في أوروبا الغربية.
ولما كان المجتمع يزداد من الناحية الاقتصادية تفككنا
لذا يعتقد أولئك السكان المرعوبون بأن الخلاص السياسي يمكن من العزلة
والانفصال.
ومن هنا فقد تعين في السنوات الماضية إضافة عشرات من الدول الجديدة
إلى خارطة العالم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد