الحاضري
السنوي للمغتربين اليمنيين في العاصمة صنعاء ويأتي هذا المؤتمر واليمن تمر بتحديات
كثيرة وكبيرة داخليا وخارجيا , ولأني مغترب فقد كنت آمل أن أكون أحد المشاركين في
أعمال هذا المؤتمر وأدلي بدلوي فيه لأن المصداقية في الحديث تأتي ممن عايش ويتعايش
وسيتعايش مع آلام الاغتراب ولكن ظروف عملي حالت دون ذلك ومع ذلك face=Arial color=#000000 size=4>فسأدلي بدلوي من خلال هذه الصحيفة الأكثر من رائعة
وسأطلق العنان لصوتي لعل صداه يصل إلى آذان المسئولين والمشاركين في هذا المؤتمر ,
ولأن غربتي لم يمر عليها أكثر من عام واحد فقد عشت وتعايشت مع هموم وآلام مغتربين
يمنيين في أرض الحرمين الشريفين وجلست معهم وجمعت همومهم إلى همي وشكلتها في أفكار
مترابطة ومتوافقة ومتكاملة , فالهموم التي سوف أسردها ليس بالضرورة أن تتوافر في
جميع المغتربين فقد نجد أشخاصاً يعيشونها وآخرون عافاهم الله منها وهكذا , ولعل أهم
ما يؤلم معظم المغتربين هي المعاملة الغير مسئولة من كفيله ولأن الله عافاني من هذه
المشكلة حيث وأنا على كفالة شركة ولست تحت رحمة كفيل مفرد فقد بدأت بهذا الهم الذي
ابتلى به الله غيري من باب التعايش مع هموم الآخرين , فمعظم الكفلاء (وليس كلهم)
يتعاملون مع مكفوليهم بأسلوب يذكرنا بزمن الجاهلية الأولى وبالتحديد عصر ما قبل
الإسلام , فنجد مثلا مغترباً يدفع قيمة الفيزة آلاف مؤلفة من العملات الخليجية
ويستمر في العمل شهوراً عدة وأحيانا سنوات لكي يقضي دينا أثقل كاهله وكلما تمر سنة
ويحتاج هذا الشخص أن يجدد كفالتة فإنه بالضرورة الرجوع إلى كفيلة ومسألة الرجوع هذه
يحسب لها مليار حساب ويضع في رأسه آلاف التساؤلات ويستجمع كل قواه ويحفز الدموع في
عينيه ليترك لها العنان إن احتاج لهذا السلاح ليكسب رأفة الكفيل , وبمجرد وصوله إلى
كفيله لا يقبل معظم الكفلاء مقابلة كفلائهم قبل أن يعطيه مبلغ من المال تعود أن
يأخذه من هذا العامل الذي لا حول له ولا قوة من وقت إلى آخر حتى وإن تهرب العامل
هذا من دفع هذا المبلغ فمصيره الرجوع إليه لتجديد الإقامة أو لإعطائه تأشيرة خروج
وعودة للوطن أو لأي سبب كان وما أصعبها من عودة, ومن المشاكل ضعف الراتب المحدد
للعامل أو لغير العامل بحجة أن البديل الأرخص من دول آسيوية كفيلة بتغطية أي عجز
مما يضطر العامل اليمني أن يرضخ لهذه الظروف, ومن مشاكلنا وهمومنا نحن كمغتربين عدم
وجود من يسمع صراخنا من مسئولين في السفارات أو في رؤساء الجاليات إلا فيما ندر
وكلما تحل مشكلة أو مصيبة بمغترب تجد ذوي الاختصاص نائمين أو بالأصح لا تجدهم على
الإطلاق فاليمني المغترب في الخليج أو في أي دولة من دول العالم عندما تصيبه مصيبة
أو تحل به كارثة يتنكر له القريب قبل البعيد ولا يجد في سفارات بلدة عونا أو نصيرا
بل يصبحون ثقلا فوق أثقاله وإذا جاؤوا رأيتهم ينهمرون عليه بوابل من الاتهامات
والتأنيب ثم يتركونه ومصيره, وهناك عشرات الهموم والآلام التي تثقل كاهل كل مغترب
في الخليج وفي بقاع العالم ليس مجالها السرد في هذا المقال ولكن الأهم أن نجد
الجدية في تعاطيها بدءاً من وزارة الخارجية ممثلة بسفرائها وقنصلياتها مرورا
بالجاليات ورجال الأعمال اليمنيين في الخارج والوجاهات ورجال الاعلام والساسة
وغيرهم, فنضع هذه المعضلات على طاولة هذا المؤتمر لكي يجدوا لها حلاً ومخرجاً فهذه
قضايا لابد لهم من مناقشتها مع أنفسهم ومع الجهات ذات الاختصاص في اليمن أولا ثم مع
الجهات ذات الاختصاص في دول الخليج وأنا متأكد أن للأخوة في دول الخليج رؤية منفتحة
ومتعاونة لحل كل معضلاتنا كمغتربين والتي تندرج ضمن اختصاصهم والكل يعلم الحب
والتقدير الذي يكنه خادم الحرمين الشريفين لليمن ولليمنيين ولا أشك مجرد شك أن أي
قضية تصل إلى طاولته تخصنا نحن اليمنيين أنه سوف يتهاون فيها بل سيهتم بها شخصيا
والواقع يؤيد كلامي ولكن تحتاج هذه المشاكل والمعضلات إلى حركة جادة ومسئولة من ذوي
الاختصاص في بلادنا فلا ننتظر من الغير أن ينادينا ويسعى خلفنا ليحل مشاكلنا ,
فكلنا آمال وطموحات في هذا المؤتمر وأهله لعلاج ما يمكن علاجه من آلام.