محمد راوح
الشيباني
الشيباني
الحديث عن حقيقة الاستقلال وأسراره والدماء
الغزيرة التي رافقته منذ الشهيد " راجح لبوزة" وأسباب استشهاده وبعده الحادث الكبير
قنبلة " المطار " التي جرح فيها المندوب السامي البريطاني وقتل نائبه وأصيب السلطان
" الفضلي " وبعض السلاطين الآخرين ..
وذلك لعرقلة ذهابهم إلى مؤتمر لندن في نوفمبر 63م للتوقيع على دمج
المحميات من سلطنات وإمارات بحكومة مستعمرة عدن وإعلان قيام " اتحاد الجنوب العربي"
بمخطط بريطاني يرمي إلى فصل كامل الجنوب عن الوطن الأم " اليمن "..
ومن الذي قام
بذلك العمل الفدائي الشجاع ..
وما تلا ذلك من تعذيب وسجن ودسائس بالمناضلين ثم
الاغتيالات لبعض الشخصيات الوطنية وصولا إلى المجزرة الكبرى بين الرفاق في العشر
الأواخر من نوفمبر 67م وحسمها لصالح طرف ضد آخر بمساعدة القوات البريطانية ذاتها
ومنحة الاستقلال مقابل تنازل هذا الطرف (المنتصر) عن كامل المسئولية والتعويضات عن
فترة الاحتلال لجنوب الوطن خلال (129) سنة ؟؟ وبعيدا عن التفاصيل والأحداث وكشف
الأسرار وذكر الأسماء والوقائع وقد يطول ولا داعي له الآن ..
لكن سأتكلم عن
الاحتفالات في "عدن" الحبيبة التي كانت تبتدئ بذكرى ثورة سبتمبر مرورا بثورة أكتوبر
وصولا إلى الاحتفال الكبير بذكرى (الاستقلال) نوفمبر 1967م ..
كانت الأغاني من
راديو وتلفزيون عدن تصدح من كل (المقاهي) والبيوت ابتهاجا بتلك المناسبات الغالية،
وكانت الأنشودة الأكثر سماعا وترديدا والقاسم في الثلاث المناسبات هي (غني يا صنعاء
يا بلادي ..
غني لأغلى وأجمل أعيادي ..
غني وهني ..
لعدن الثورة).
كان
الكل يحتفي ويحتفل دون أن نعرف الشمالي من الجنوبي فكلهم أبناء الوطن، كان الكل
يهنيء الكل في المناسبات الثلاث بدون تمييز أو استثناء، ولم نعرف أو نسمع من بعد
الاستقلال أن هذا شمالي والآخر جنوبي فالكل كانوا يمانيين في الوظيفة والمدرسة
والشارع وبقية الحياة اليومية..
لأن اسم الجمهورية المستقلة يومها هو " جمهورية
اليمن الجنوبية) قبل أن يتحول في العام ( 70م ) إلى " جمهورية اليمن الديمقراطية
الشعبية " وفي كلتا الحالتين كان اليمن هو الحاضر وهو الأصل والتاريخ والهوية
..
وبغض النظر عن صوابية التوجه الماركسي من عدمه..
لكن للحقيقة والتاريخ فقد
كانوا وحدويين حتى النخاع في مبادئهم وسلوكهم وطموحهم..
وقبل ذلك كانوا عفيفي
اليد بشكل مثالي لا يصدق عن المال العام..
فلم يبتنوا لأنفسهم قصورا ولا
"فيللا"...
ولم تكن لأولادهم مدارس خاصة تميزهم عن بقية أبناء الشعب..
وقد
كنت في مدرسة ابتدائية واحدة في مدينة التواهي مع " صلاح عبد الفتاح إسماعيل " في
العام 1972م ..
وشهدت عدن أكبر وأكثر حالات الزواج بين أبناء الوطن في الشطرين
بعد مغادرة الجاليات الأجنبية التي كان الاحتلال قد استقدمها معه من بعض مستعمراته
في الهند وإيران والصومال وغيرها للأعمال الإدارية والخدمية في المعسكرات والميناء
والمصافي ..
وكانوا يتحكمون ويحكمون كافة شؤون الحياة اليومية لليمنيين ويتبؤون
أعلى المناصب الإدارية في كافة المرافق والمؤسسات القيادية على حساب كل أبناء اليمن
سواء كانوا من شماله أو الجنوب..
واليوم ماذا سيقول لنا أولئك المناضلون لو قدر
لهم القيام والظهور بإطلالة سريعة على وطنهم الموحد وبيننا من يدعو إلى الانفصال من
بعض المراهقين مناطقيا والمتصابين سياسيا والحالمين بعودة السلطنات - عشم إبليس
بالجنة- بعد أن منَ الله علينا بالوحدة المباركة ؟؟ لا شك أنهم سيبصقون في وجوههم
ويرمونهم بالأحذية !! فكلهم كانوا وحدويين بغض النظر عن صراعاتهم
السياسية..
كانوا جميعا شرفاء في حياتهم وسلوكهم تجاه وطنهم وحلمهم بالوحدة
جميعا دون استثناء ..
قحطان وسالمين وفتاح وناصر وعنتر وشائع ومصلح ومطيع وعولقي
وغيرهم ..
وحتى (البيض ) بغض النظر عما حدث منه ولا يزال يحدث حتى الآن من
محاولة للتخريب والانفصال ..
فهذا تاريخ يجب أن يكتب كما هو بوقائعه وأحداثه
..
وطبعا لا ننسى شهداء ومقاتلي وأبطال التنظيم الشعبي الناصري في عدن يومها
..
لذلك فأي ( أكتوبر ) نريد أن نحتفل به اليوم أمام غلمان السياسة المراهقين
والموجهين بالريموت والدولار..
من قبل ذلك الوحدوي المرتد عن دينه ووحدته والذي
تحول بالمسخ والخيانة إلى شيطان رجيم يبث غوايته من الخارج عبر وكيله الحصري في
الداخل بعض الغوغاء ممن لا يفرقون بين معنى الوطن والبطن .
آخر السطور: أختي
الكريمة الفاضلة " أم فادي" شكرا لمشاعرك الكريمة الفياضة التي نفحتيني بها مسكا
وحذيتيني عطرا واعطيتيني أكثر مما استحق في رسالتك المنشورة في " أخبار اليوم "
بتاريخ 15/ سبتمبر الماضي ..
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على طهارة قلبك وصدق
انتمائك وحبك الكبير لدينك ووطنك وشعبك ..
لذلك سيدتي الفاضلة نحن نكتب لك
ولأمثالك من الرجال والنساء الشرفاء والغيورين على وطنهم ووحدتهم لعل الله يكلل
جهودنا جميعا بما يعزز من النهوض والدفاع عن هذا الوطن الغالي على قلب كل حر وشريف
ليكون قربة لنا جميعا أمام خالقنا ومولانا يوم القيامة..
والشكر موصول لكل
الأعزاء القائمين على هذه الصحيفة الغراء..فلولا وجود رئيس تحرير شجاع وغيور على
دينه ووطنه لما رأت حروفنا النور كما نريدها دون زيادة أو حذف أو تغيير ..
فلهم
جميعا بالأصالة عن نفسي ونيابة عن كل القراء جزيل الشكر وبالغ التحية وفائق
الاحترام والتقدير.
morashib@yahoo.com
الغزيرة التي رافقته منذ الشهيد " راجح لبوزة" وأسباب استشهاده وبعده الحادث الكبير
قنبلة " المطار " التي جرح فيها المندوب السامي البريطاني وقتل نائبه وأصيب السلطان
" الفضلي " وبعض السلاطين الآخرين ..
وذلك لعرقلة ذهابهم إلى مؤتمر لندن في نوفمبر 63م للتوقيع على دمج
المحميات من سلطنات وإمارات بحكومة مستعمرة عدن وإعلان قيام " اتحاد الجنوب العربي"
بمخطط بريطاني يرمي إلى فصل كامل الجنوب عن الوطن الأم " اليمن "..
ومن الذي قام
بذلك العمل الفدائي الشجاع ..
وما تلا ذلك من تعذيب وسجن ودسائس بالمناضلين ثم
الاغتيالات لبعض الشخصيات الوطنية وصولا إلى المجزرة الكبرى بين الرفاق في العشر
الأواخر من نوفمبر 67م وحسمها لصالح طرف ضد آخر بمساعدة القوات البريطانية ذاتها
ومنحة الاستقلال مقابل تنازل هذا الطرف (المنتصر) عن كامل المسئولية والتعويضات عن
فترة الاحتلال لجنوب الوطن خلال (129) سنة ؟؟ وبعيدا عن التفاصيل والأحداث وكشف
الأسرار وذكر الأسماء والوقائع وقد يطول ولا داعي له الآن ..
لكن سأتكلم عن
الاحتفالات في "عدن" الحبيبة التي كانت تبتدئ بذكرى ثورة سبتمبر مرورا بثورة أكتوبر
وصولا إلى الاحتفال الكبير بذكرى (الاستقلال) نوفمبر 1967م ..
كانت الأغاني من
راديو وتلفزيون عدن تصدح من كل (المقاهي) والبيوت ابتهاجا بتلك المناسبات الغالية،
وكانت الأنشودة الأكثر سماعا وترديدا والقاسم في الثلاث المناسبات هي (غني يا صنعاء
يا بلادي ..
غني لأغلى وأجمل أعيادي ..
غني وهني ..
لعدن الثورة).
كان
الكل يحتفي ويحتفل دون أن نعرف الشمالي من الجنوبي فكلهم أبناء الوطن، كان الكل
يهنيء الكل في المناسبات الثلاث بدون تمييز أو استثناء، ولم نعرف أو نسمع من بعد
الاستقلال أن هذا شمالي والآخر جنوبي فالكل كانوا يمانيين في الوظيفة والمدرسة
والشارع وبقية الحياة اليومية..
لأن اسم الجمهورية المستقلة يومها هو " جمهورية
اليمن الجنوبية) قبل أن يتحول في العام ( 70م ) إلى " جمهورية اليمن الديمقراطية
الشعبية " وفي كلتا الحالتين كان اليمن هو الحاضر وهو الأصل والتاريخ والهوية
..
وبغض النظر عن صوابية التوجه الماركسي من عدمه..
لكن للحقيقة والتاريخ فقد
كانوا وحدويين حتى النخاع في مبادئهم وسلوكهم وطموحهم..
وقبل ذلك كانوا عفيفي
اليد بشكل مثالي لا يصدق عن المال العام..
فلم يبتنوا لأنفسهم قصورا ولا
"فيللا"...
ولم تكن لأولادهم مدارس خاصة تميزهم عن بقية أبناء الشعب..
وقد
كنت في مدرسة ابتدائية واحدة في مدينة التواهي مع " صلاح عبد الفتاح إسماعيل " في
العام 1972م ..
وشهدت عدن أكبر وأكثر حالات الزواج بين أبناء الوطن في الشطرين
بعد مغادرة الجاليات الأجنبية التي كان الاحتلال قد استقدمها معه من بعض مستعمراته
في الهند وإيران والصومال وغيرها للأعمال الإدارية والخدمية في المعسكرات والميناء
والمصافي ..
وكانوا يتحكمون ويحكمون كافة شؤون الحياة اليومية لليمنيين ويتبؤون
أعلى المناصب الإدارية في كافة المرافق والمؤسسات القيادية على حساب كل أبناء اليمن
سواء كانوا من شماله أو الجنوب..
واليوم ماذا سيقول لنا أولئك المناضلون لو قدر
لهم القيام والظهور بإطلالة سريعة على وطنهم الموحد وبيننا من يدعو إلى الانفصال من
بعض المراهقين مناطقيا والمتصابين سياسيا والحالمين بعودة السلطنات - عشم إبليس
بالجنة- بعد أن منَ الله علينا بالوحدة المباركة ؟؟ لا شك أنهم سيبصقون في وجوههم
ويرمونهم بالأحذية !! فكلهم كانوا وحدويين بغض النظر عن صراعاتهم
السياسية..
كانوا جميعا شرفاء في حياتهم وسلوكهم تجاه وطنهم وحلمهم بالوحدة
جميعا دون استثناء ..
قحطان وسالمين وفتاح وناصر وعنتر وشائع ومصلح ومطيع وعولقي
وغيرهم ..
وحتى (البيض ) بغض النظر عما حدث منه ولا يزال يحدث حتى الآن من
محاولة للتخريب والانفصال ..
فهذا تاريخ يجب أن يكتب كما هو بوقائعه وأحداثه
..
وطبعا لا ننسى شهداء ومقاتلي وأبطال التنظيم الشعبي الناصري في عدن يومها
..
لذلك فأي ( أكتوبر ) نريد أن نحتفل به اليوم أمام غلمان السياسة المراهقين
والموجهين بالريموت والدولار..
من قبل ذلك الوحدوي المرتد عن دينه ووحدته والذي
تحول بالمسخ والخيانة إلى شيطان رجيم يبث غوايته من الخارج عبر وكيله الحصري في
الداخل بعض الغوغاء ممن لا يفرقون بين معنى الوطن والبطن .
آخر السطور: أختي
الكريمة الفاضلة " أم فادي" شكرا لمشاعرك الكريمة الفياضة التي نفحتيني بها مسكا
وحذيتيني عطرا واعطيتيني أكثر مما استحق في رسالتك المنشورة في " أخبار اليوم "
بتاريخ 15/ سبتمبر الماضي ..
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على طهارة قلبك وصدق
انتمائك وحبك الكبير لدينك ووطنك وشعبك ..
لذلك سيدتي الفاضلة نحن نكتب لك
ولأمثالك من الرجال والنساء الشرفاء والغيورين على وطنهم ووحدتهم لعل الله يكلل
جهودنا جميعا بما يعزز من النهوض والدفاع عن هذا الوطن الغالي على قلب كل حر وشريف
ليكون قربة لنا جميعا أمام خالقنا ومولانا يوم القيامة..
والشكر موصول لكل
الأعزاء القائمين على هذه الصحيفة الغراء..فلولا وجود رئيس تحرير شجاع وغيور على
دينه ووطنه لما رأت حروفنا النور كما نريدها دون زيادة أو حذف أو تغيير ..
فلهم
جميعا بالأصالة عن نفسي ونيابة عن كل القراء جزيل الشكر وبالغ التحية وفائق
الاحترام والتقدير.
morashib@yahoo.com