جاسر
الجاسر
الجاسر
المعارك التي تشهدها محافظة صعده في اليمن والدور
التخريبي الذي يلعبه الإيرانيون في اندلاع هذه المعارك جعلا الباحثين يتتبعون دور
التنظيمات والفرق الإيرانية التي شكلها مكتب مرشد تصدير الثورة والجماعات
الاستخبارية المرتبطة به؛ فقد لاحظ الباحثون بداية التفكير لإشعال المعارك في شمال
اليمن وصنع البؤر الطائفية لإشغال المملكة العربية السعودية وتخريب استقرار الدول
العربية؛ لإفساح المجال لتمدد النفوذ الإيراني في تلك الدول.
البداية كانت بإرسال المبعوثين الإيرانيين الذين
تكتظ بهم السفارات الإيرانية في الدول العربية إلى المناطق التي يجدون فيها ميلاً
مع العواطف الطائفية؛ فيجرون اتصالاتهم ويقيمون خلايا هي بمثابة قواعد لنشر
أفكارهم، وبعد أن يختاروا بعض الشباب يتم التركيز عليهم وفق أساليب التنظيم الحزبية
التي عادة ما تكون سرية، وبعد أن يحكموا شباكهم حول الضحايا يتم إرسالهم لإعدادهم
للمهام الطائفية التي يعملون على تفجيرها تحت غطاء الدراسة، وقد أوجد النظام الصفوي
بعد ثورة الخميني تنظيماً محكماً تحت اسم (سفراء الهداية) أو ما يسمى (سفيران
هدايت) بالفارسية، وهي حوزة (علمية) يدرس بها طلاب ينتمون إلى القناعات المذهبية
الفارسية الطائفية الصفوية، يدرسون فيها الشريعة و(الفقه الشيعي) على الطريقة
الإيرانية، وهي من نوع التيار الصفوي السائد في الممارسات الفارسية العنصرية، وهذه
الحوزة جديدة من نوعها بين الحوزات (العلمية) السابقة؛ لأنها قامت على أساس أهداف
إيرانية بحتة، ولكنها مغلفة بأطروحات (فقهية) وسياسات مرتبطة بالتوجهات التي يهدف
إلى تحقيقها مجموع الملالي الحاكمين في إيران، وربما تختلف - نسبياً - عما كانت
عليه المناهج المذهبية التي يجري تدريسها في الحوزات المماثلة خلال الدورات
السابقة.
إن ما يسمى بهذه الحوزة المسماة (سفراء هداية) تستهدف في ممارساتها
ونشاطها إلى تنشيط العمل اليومي والمرحلي بالمشاريع التوسعية الإيرانية على الطريقة
الصفوية تحديداً في مختلف أرجاء الوطن العربي، والعالم الإسلامي أيضاً.
وعلى
العموم ينبغي القول إن هذا المشروع الذي يتمحور حول إعداد (سفراء الدعاية الفارسية
الصفوية) ونشرهم في العديد من البلدان العربية خصوصاً، وفي بقية المناطق العالمية
المهمة، ليس مشروعاً جديداً تقوم به المخابرات الإيرانية، بل كان في ذهن القيادات
المذهبية الإيرانية منذ بداية ما يسمى الثورة الإسلامية الإيرانية، وبالأحرى حتى
قبل قيام ما يسمى الثورة الإسلامية؛ إذ كانت هذه الفكرة تجول في رؤوس الشياطين من
رؤوس المذهب الطائفي العنصري، ويخطط لها العديد من (رجال الدين) من قبيل الزعماء
السياسيين.
فبعد عام واحد من انتصار ما يسمى الثورة الإسلامية درس هذا المشروع
من قبل لجنة متألفة من (اختصاصيي رجال الدين) السياسيين والمخابرات ممن يعتبرون:
(كوادر وخبراء كانوا يعملون ضمن الهيكل التنظيمي للسافاك؛ أي جهاز الأمن
والاستخبارات قبل قيام الانقلاب الذي يُسمى الثورة الإسلامية) بأمر وتعليمات مباشرة
من قبل قيادة النظام التي تبوأت مقاليد السلطة في طهران.
وبعد خمسة أشهر تم
تدوين الخطوط التنظيمية العريضة لهذا المشروع، كما تم رسم برامجه السياسية وكيفية
تنفيذ خططه العملية، مثلما جرى الإعداد لأفكار تمويله المالي، وتم دراسة الخطوات
اللازمة لشؤونه التنفيذية.
وبعد هذه الدراسة المسبقة وتحديد الأهداف السياسية
لهذا المشروع السياسي تم رفع نسخة ملخصة من هذا المشروع وما يتضمنه من مطالب على
شكل من رؤوس النقاط المكثفة إلى (القائد) لما يسمى ب(الثورة الإسلامية) الخميني
وبعض مساعديه، وكلهم أيدوا هذا المشروع ووقعوا لتنفيذه عاجلاً.
وعلى أثر ذلك
قامت المخابرات الإيرانية التي تسمى با لساواما بالبحث عن الطلاب الموثوقين في ما
يسمى بالحوزات (العلمية) وجرى اختيار الكوادر المؤتمنة والمصطفاة من تنظيم ما يسمى
ب(الحرس الثوري) بغية التأسيس الجديد لما يسمى ب(سفراء هداية) في مناطق (الحسينيات)
وأمكنة (المساجد) بهدف إبعاد الشبهة عن قيام هذا المشروع السياسي - الطائفي
الجديد.
وبعد فترة من الدراسة والتمحيص والمراقبة الدقيقة جرى فرز (السفراء
هؤلاء) وتمت تنقيتهم للقيام بالمهمات التي سيكلفون بها في المستقبل، ثم جرى تدريبهم
على كيفية العمل في خارج إيران والانضواء في جهاز الاستخبارات الإيرانية.
في
أعقاب تخرجهم من تلك الدورات التدريبية قسمت المخابرات الإيرانية (هؤلاء السفراء)
وفقاً للائحة الدول المطلوب التواجد فيها، وخصوصاً العربية منها، وبعثتهم للعمل في
سفاراتها في تلك الدول.
والملحقون العسكريون في سفارات إيران (وهم في الحقيقة
مندوبون لوزارة المخابرات في تلك السفارات الإيرانية)، وحسب المشروع المدون؛ أي
المسومة خططه في طهران، قاموا بتسريب هؤلاء المبعوثين: سفراء الهداية، في صفوف
الناس في تلك الدول، وكذلك دسهم في الهيئات الدينية ونشرهم داخل المؤسسات الدراسية
- المذهبية، وفي الجوامع والمدارس، التي تدرس فيها شؤون الشريعة الإسلامية في تلك
الدول المعنية بالاستهداف الإيراني.
من ضمن هؤلاء المتخرجين كان حسين الحوثي
الذي فجر كل هذه الدماء والحروب في شمال اليمن.
"الجزيرة السعودية
"
التخريبي الذي يلعبه الإيرانيون في اندلاع هذه المعارك جعلا الباحثين يتتبعون دور
التنظيمات والفرق الإيرانية التي شكلها مكتب مرشد تصدير الثورة والجماعات
الاستخبارية المرتبطة به؛ فقد لاحظ الباحثون بداية التفكير لإشعال المعارك في شمال
اليمن وصنع البؤر الطائفية لإشغال المملكة العربية السعودية وتخريب استقرار الدول
العربية؛ لإفساح المجال لتمدد النفوذ الإيراني في تلك الدول.
البداية كانت بإرسال المبعوثين الإيرانيين الذين
تكتظ بهم السفارات الإيرانية في الدول العربية إلى المناطق التي يجدون فيها ميلاً
مع العواطف الطائفية؛ فيجرون اتصالاتهم ويقيمون خلايا هي بمثابة قواعد لنشر
أفكارهم، وبعد أن يختاروا بعض الشباب يتم التركيز عليهم وفق أساليب التنظيم الحزبية
التي عادة ما تكون سرية، وبعد أن يحكموا شباكهم حول الضحايا يتم إرسالهم لإعدادهم
للمهام الطائفية التي يعملون على تفجيرها تحت غطاء الدراسة، وقد أوجد النظام الصفوي
بعد ثورة الخميني تنظيماً محكماً تحت اسم (سفراء الهداية) أو ما يسمى (سفيران
هدايت) بالفارسية، وهي حوزة (علمية) يدرس بها طلاب ينتمون إلى القناعات المذهبية
الفارسية الطائفية الصفوية، يدرسون فيها الشريعة و(الفقه الشيعي) على الطريقة
الإيرانية، وهي من نوع التيار الصفوي السائد في الممارسات الفارسية العنصرية، وهذه
الحوزة جديدة من نوعها بين الحوزات (العلمية) السابقة؛ لأنها قامت على أساس أهداف
إيرانية بحتة، ولكنها مغلفة بأطروحات (فقهية) وسياسات مرتبطة بالتوجهات التي يهدف
إلى تحقيقها مجموع الملالي الحاكمين في إيران، وربما تختلف - نسبياً - عما كانت
عليه المناهج المذهبية التي يجري تدريسها في الحوزات المماثلة خلال الدورات
السابقة.
إن ما يسمى بهذه الحوزة المسماة (سفراء هداية) تستهدف في ممارساتها
ونشاطها إلى تنشيط العمل اليومي والمرحلي بالمشاريع التوسعية الإيرانية على الطريقة
الصفوية تحديداً في مختلف أرجاء الوطن العربي، والعالم الإسلامي أيضاً.
وعلى
العموم ينبغي القول إن هذا المشروع الذي يتمحور حول إعداد (سفراء الدعاية الفارسية
الصفوية) ونشرهم في العديد من البلدان العربية خصوصاً، وفي بقية المناطق العالمية
المهمة، ليس مشروعاً جديداً تقوم به المخابرات الإيرانية، بل كان في ذهن القيادات
المذهبية الإيرانية منذ بداية ما يسمى الثورة الإسلامية الإيرانية، وبالأحرى حتى
قبل قيام ما يسمى الثورة الإسلامية؛ إذ كانت هذه الفكرة تجول في رؤوس الشياطين من
رؤوس المذهب الطائفي العنصري، ويخطط لها العديد من (رجال الدين) من قبيل الزعماء
السياسيين.
فبعد عام واحد من انتصار ما يسمى الثورة الإسلامية درس هذا المشروع
من قبل لجنة متألفة من (اختصاصيي رجال الدين) السياسيين والمخابرات ممن يعتبرون:
(كوادر وخبراء كانوا يعملون ضمن الهيكل التنظيمي للسافاك؛ أي جهاز الأمن
والاستخبارات قبل قيام الانقلاب الذي يُسمى الثورة الإسلامية) بأمر وتعليمات مباشرة
من قبل قيادة النظام التي تبوأت مقاليد السلطة في طهران.
وبعد خمسة أشهر تم
تدوين الخطوط التنظيمية العريضة لهذا المشروع، كما تم رسم برامجه السياسية وكيفية
تنفيذ خططه العملية، مثلما جرى الإعداد لأفكار تمويله المالي، وتم دراسة الخطوات
اللازمة لشؤونه التنفيذية.
وبعد هذه الدراسة المسبقة وتحديد الأهداف السياسية
لهذا المشروع السياسي تم رفع نسخة ملخصة من هذا المشروع وما يتضمنه من مطالب على
شكل من رؤوس النقاط المكثفة إلى (القائد) لما يسمى ب(الثورة الإسلامية) الخميني
وبعض مساعديه، وكلهم أيدوا هذا المشروع ووقعوا لتنفيذه عاجلاً.
وعلى أثر ذلك
قامت المخابرات الإيرانية التي تسمى با لساواما بالبحث عن الطلاب الموثوقين في ما
يسمى بالحوزات (العلمية) وجرى اختيار الكوادر المؤتمنة والمصطفاة من تنظيم ما يسمى
ب(الحرس الثوري) بغية التأسيس الجديد لما يسمى ب(سفراء هداية) في مناطق (الحسينيات)
وأمكنة (المساجد) بهدف إبعاد الشبهة عن قيام هذا المشروع السياسي - الطائفي
الجديد.
وبعد فترة من الدراسة والتمحيص والمراقبة الدقيقة جرى فرز (السفراء
هؤلاء) وتمت تنقيتهم للقيام بالمهمات التي سيكلفون بها في المستقبل، ثم جرى تدريبهم
على كيفية العمل في خارج إيران والانضواء في جهاز الاستخبارات الإيرانية.
في
أعقاب تخرجهم من تلك الدورات التدريبية قسمت المخابرات الإيرانية (هؤلاء السفراء)
وفقاً للائحة الدول المطلوب التواجد فيها، وخصوصاً العربية منها، وبعثتهم للعمل في
سفاراتها في تلك الدول.
والملحقون العسكريون في سفارات إيران (وهم في الحقيقة
مندوبون لوزارة المخابرات في تلك السفارات الإيرانية)، وحسب المشروع المدون؛ أي
المسومة خططه في طهران، قاموا بتسريب هؤلاء المبعوثين: سفراء الهداية، في صفوف
الناس في تلك الدول، وكذلك دسهم في الهيئات الدينية ونشرهم داخل المؤسسات الدراسية
- المذهبية، وفي الجوامع والمدارس، التي تدرس فيها شؤون الشريعة الإسلامية في تلك
الدول المعنية بالاستهداف الإيراني.
من ضمن هؤلاء المتخرجين كان حسين الحوثي
الذي فجر كل هذه الدماء والحروب في شمال اليمن.
"الجزيرة السعودية
"