;

حب الوطن بين التنظير والممارسة 987

2009-10-17 03:38:33

د.يوسف
الحاضري


حب الوطن من الإيمان , حب الوطن أكدت عليه كل
الأديان, حب الوطن من مقومات الأوطان, حب الوطن أساس الاستقرار والاستمرار للبشرية
والبلدان , باختصار حب الوطن روح للإنسان , ولعل صرخة سيد البشرية محمد بن عبدالله
علية وعلى آله أفضل الصلاة والسلام ومن لا ينطق عن الهوى فكل كلامه وتوجيهاته وحي
من رب السماء فكانت صرخته عندما أخرج من مكة مظلوما قال
color=#000000 size=4>مخاطبا وطنه وأرضه (مكة المكرمة ) والدموع تنهمر من عينية ((
والله أنك أحب بقاع الأرض إلى قلبي ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت )) ما أروعك يا
حبيبي يا رسول الله وما أروع وصفك لحب الوطن ومكانة الوطن في نفسك ,فهذا درس روحاني
يعلمنا فيه رسول ربنا ماذا يعني له كلمة الوطن وماذا يجب أن يعنيه لنا كلمة الوطن ,
فالوطن شئ عظيم في النفوس العظيمة التي تعطي وطنها جل اهتمامها وكل حبها , تعطي
وطنها حصيلة أفكارها ونتاج أعمالها , والنفوس العظيمة تسعى لرقي وطنها وتطوره بكل
أفكارها وعلومها وعلمها , والنفوس العظيمة تراهن على أمن وطنها بكل قطرات دمها وكل
أنفاس صدرها , والنفوس العظيمة تسعى جاهدة إلى أن يكون وطنها في المراتب العليا
والراقية بين أوطان الآخرين ويفرح عندما يشاهد وطنه يتطور ويتقدم ويحزن كلما سمع أو
شاهد شئ أو خبر يمس سمعة وطنه, فعندما تنتهك حرمات الوطن فيعني ذلك انتهاكا لحرماته
الشخصية , وعندما تنهب ثرواتها فكأنما تسلب أملاكه , وعندما تحتل أراضيها فكأنما
أحتل ذاته , وعندما تشطر أراضيه فكأنما مزق جسده أشلاء , فشعوره وما يحدث في أرض
وطنه واحد لا يتجزأ مهما حصل ومهما كان فهنا يكمن حب الوطن ومصداقية الحب الحقيقي
للوطن ,أما دون ذلك فلا يعتبر على شكل من الأشكال حبا للوطن , التصريحات التي تأتي
من أناس يدعون أنهم يحبون الوطن وتصريحاتهم ضد الوطن فأين هذا الادعاء الباطل,
عندما يتباهى الأفراد والجماعات بحبهم لوطنهم ويأمرون أتباعهم والمغرر بهم وضعاف
الأنفس بأن يثيروا النزعات الطائفية والقبلية والمناطقية والحزبية فأين هذا الحب,
عندما تحدث الفتن وتشتعل لهيبها وتستعر وتوشك على أن تلتهم المحبين وغير المحبين
فترى من يدعون بالحب الصادق لوطنهم يرقصون حول لهيبها ابتهاجا بانتصار حققوه ضد
وطنهم وبأبناء وطنهم وعلى أبناء وطنهم ثم يتحدثون عن انتصار لإرادتهم فأين هذا الحب
, عندما يتحول العدو الأول والأخير للفرد والجماعات والأحزاب والطوائف السياسية
والدينية هو الوطن والكل يبحث عن التهامه أو على الأقل مشاطرته مع الآخرين سواء من
أبناء هذا الوطن أو من خارج هذا الوطن وعندما يجيب عن استفسارات الغير عن السبب
يقول (حبا لوطني ) فيا حسرتاه على معنى الحب هذا الذي تلاشى في فضاءات الأطماع
والأحقاد حتى تحول العدو هو الوطن , محاربة وقتال ولي أمر الوطن وأهل الوطن وأبناء
الوطن وتعريضهم للقتل والسلب والنهب والتهجير والتجويع والتعري وبدعم من أعداء
الوطن لنشر أفكار غريبة عن الدين والوطن للاستيلاء على الوطن ثم يتباكون على أطلال
حبهم لوطنهم بعد أن جرحوه وأدموه ومزقوه, ومن تآمر على وطنه فقد تآمر على دينه
وعرضه وأهله وذاته , وماذا تنتظروا من أشخاص تآمروا على ذاتهم ماذا تنتظرون!! ,
أكيد لا شئ سواء الانتظار لفتنة في الوطن وفساد كبير , حب الوطن ليس شعارات ترفع
فوق الأكتاف ولا خطب تطلق من المنابر ولا كلمات تكتب في المجلات والصحف ولا مؤامرات
تحاك في دهاليز الغرب في الداخل والخارج , حب الوطن هي كلمات تخرج من القلب وينطق
بها اللسان وتستقر في الروح ويصدقه العمل , حب الوطن منبثق من حب الدين فمن خان
وطنه فقد خان الله ورسوله ,حب الوطن لا يسبقه حب شئ غير حب الله ورسوله , فإذا كنت
تحب وطنك فما أدلتك في هذا الادعاء وإلا فأترك الوطن ومحبي الوطن وأرحل غير مأسوف
عليك.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد