بشگلها الراهن وقواعدها المعاصرة. . مشروع أميرگي لا يستثنى من مگاسبه الگثير من
البلدان النامية والغالبية العظمى من دول القارة الأفريقية فحسب، بل ويرمي إلى
العودة بالعالم إلى العصر الاستعماري وترسيخ الهيمنة على خيرات الشعوب، من خلال
السيطرة على الموارد البترولية في العالم والهيمنة على حقوق براءات الاختراع
والملگية الفگرية، والتحگم بوسائل الاتصال الدولة، واحتگار إنتاج البذور الزراعية المعدلة جينياً، باعتبار أن احتگارها
يمگن الولايات المتحدة الأمريگية من السيطرة على أنتاج المواد الغذائية في العالم
أجمع.
. يتناول هذا الگتاب تحليل قضية العولمة من منظور عقلاني شامل يحيط بها من
مختلف أبعادها ومن منظور إنساني إذ عالج الأبعاد المختلفة للعولمة وما صاحبها من
تدهور مستوى المعيشة وأتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء وتقليص دور الدولة في مجال
الخدمات، گما تتميز بالدفاع عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق
الإنسان.
الگتاب الذي ترجمة الدگتور/ عدنان عباس علي والصادر عن المجلس الوطني
للثقافة والفنون والآداب بالگويت قدم مؤلفاه "هانس بيتر مارتين وهارالدشومان "
وجهة نظر مختلف عما هو شائع من الأحاديث والأفگار الملتهية حول العولمة والتي تدور
الآن بين المثقفين العرب.
كان المكسيكيون قد اعترفوا بأن بلادهم قد صارت على
حافة الهاوية وأنها قد استنفذت آخر احتياطيها من الدولارات وأنه سيكون إذا ما استمر
هروب رؤوس الأموال مجبراً على إلغاء حرية تحويل البيزو إلى العملات الأجنبية وإن
كان هذا الإلغاء سيعني ضياع جهود دامت عشر سنين أنفقتها البلاد قصد الانفتاح على
السوق العالمية.
أما رسالة جينغربيش فإنها هي الأخرى أيضاً لم تكن مدعاة للتفاؤل
فقد قال الجمهور لخصمه السياسي في البيت الأبيض أن الغالبية في الكونغرس لن توافق
في الزمن المنظور على منح المكسيك قرضاً وإن على الرئيس أن يتحمل بمفرد المسؤولية
وألا يأخذ في الحسبان دعم البرلمان له.
وحسب ما قاله بانيتا لاحقاً لم يبق لدى
كلينتون ومعاونيه سوى "الخطة" المعدة مسبقاً وهكذا تعين على اللجنة المكلفة مواجهة
الأزمة التصرف بصندوق الطوارئ البالغة قيمته عشرين مليار دولار متاحة للرئيس
لمواجهة الأزمات الطارئة وبما أن هذه المبلغ الهائل لن يكفي لذا فقد تعين على
الرئيس مناداة صناديق أخرى طلباً للعون وكان النداء الأول موجهاً إلى مقر صندوق
النقد الدولي في القريب لقد كان هذا النداء إيذاناً بساعات قلقة وفزع قدر لميشيل
كامديسو أن يحياها وكان مدير صندوق النقد الدولي قد حصل قبل أسبوعين بعد أن تخطى
على نحو لا مثيل له كل الحواجز والموانع، على موافقة الهيئات صاحبة القرار على منح
المكسيك قرضاً بلغت قيمته 7. 70 مليار دولار أي أنه كان قد منح أكبر قرض تجيزه لوائح
صندوق النقد الدولي منحه إلا أن هذا الإجراء كان قد ذهب مع الريح ولم يجد نفعاً
كبيراً وكان الجميع على علم بأنه لن يكفي فإنقاذ المكسيك من الإفلاس كان يتطلب عشرة
مليارات إضافية على الأقل ولكن هل كان من حق كامديسو التصرف على هذا النحو بما في
عهدته من مبالغ؟ حقاً لقد كان الأمريكيون الشماليون والمكسيكيون يدفعونه إلى ذلك
ولكن أكانت هناك مصلحة للدول الكثيرة المانحة والتي من بينها ألمانيا وفرنسا
وبريطانيا العظمى واليابان في زيادة عشرة مليارات أخرى على هذا القرض الاستثنائي؟
وكيفما كانت الحال فلم يكن هناك وقت لإجراء المشاورات المنصوص عليها في اللوائح ففي
"ليون وباريس" كانت الساعة تشير إلى الثالثة صباحاً وكان يتعين اتخاذ القرار في هذه
الليلة وإلا تعين صباح الغد الاعتراف أمام الكونغرس وعلى الملأ بفشل خطة كلينتون،
وحسب ما يقوله كامديو فقد رن في سمعه من جديد صدى "المكالمات الهاتفية المحذرة"
التي قام بها رواد الصيرفه ومديرو الاستثمارات المالية في نيويورك في الأيام
الماضية مؤكدين له أن انهيار السوق المكسيكية سيكون بداية لتطور لا نهاية له فالخوف
من اندلاع أزمات مشابهة في بلدان نامية أخرى سيؤدي إلى ردود فعل يمكن أن تفضى في
نهاية المطاف إلى انهيار أسواق المال على المستوى العالمي.
وبالتالي راح كامديسو
يتصل هاتفياً بالتسعة من مديري صندوق النقد الدولي التنفيذيين الموجودين في واشنطن
سائلاً الواحد تلو الآخر منهم سؤالاً واحداً لا غير "هل تعتقد إن من حق المدير
العام للصندوق الدولي التصرف بمفرده في حالة الطوارئ؟" وبدهشة أجاب المعنيون عن هذا
السؤال المطروح عليه في هذه الساعة المتأخرة بالإيجاب معربين عن تأييدهم له وثقتهم
فيه بعد ذلك أتخذ كامديسو بمفرده قرار كان بيل كلنتون قد سمعه في حوالي منتصف الليل
حينما عاد إلى البيت الأبيض بعد عشاء كان قد تناوله خارج المنزل فقد كان الفرنسي قد
أهمل كل قواعد الصندوق وجازف بمستقبله المهني وبسمعة مؤسسته وطلب إبلاغ كلينتون بأن
صندوق النقد سيمنح قرضاً بعشرة مليارات أخرى أي بما مجموعه 17. 7 مليار
دولار.
وبعد فترة وجيزة ؟؟؟؟ أندروكروكيت مدير بنك التسويات الدولية أي المصرف
الذي يقوم بإجراء المقاصة بين المصارف المركزية على مجازفة من هذا القبيل أيضاً ففي
الساعة السابقة بتوقيت بازل مقر البنك سأل المصرف المركزي الأمريكي كروكيت عما إذا
كان بنك التسويات الدولية على استعداد للمشاركة في مواجهة الأزمة وفي حين اكتفى
كروكيت بالقول إن مصرف المصارف المركزية لم يتخذ قراراً في هذا الشأن بعد وإنه كان
قد ناقش فقط احتمال تقديم قرض بقيمة عشرة مليارات إلا أن المتحدث على الطرف الآخر
منا لخط الهاتف في واشنطن قد وجد في هذا الرد بغيته.
وهكذا وبكل جرأة راح روبين
وبانيتا يطبقان الآن "خطتهم ب" وبعد نوم دام أربع ساعات فقط أعلن رئيسهما في الساعة
الحادية عشرة والربع في الاجتماع السنوي لحاكم الولايات الأمريكية المجتمعين في
فندق ماريوت في واشنطن الخبر المشير الذي ترك مستمعية فاغري الأفواه والذي مفاده
أنه بمساعدة صندوق النقد الدولي وبنك التسويات الدولية والحكومة الكندية قد صار
متاحاً الآن للبلد الجار ومن دون موافقة الكونغرس قرض تزيد قيمته على الخمسين مليار
دولار لمواجهة ما يعصف به من أزمة وأن المكسيك ستسدد كل ما بذمتها من
ديون.
وهكذا في أقل من 24 ساعة مول رجال عددهم أقل من أصابع اليدين وبعيداً عن
كل الرقابة البرلمانية وبأموال دافعي الضرائب في البلدان الصناعية الغربية أكبر
قروض مساعدة تقدم منذ عام 1951 ففي الواقع لم يتفوق على هذه المساعدة سوى تلك
المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية إلى دول أوروبا الغربية في إطار
مشروع مارشال وذلك بقصد مساعدتها على بناء ما هدمته الحرب العالمية الثانية ونيابة
عن الآخرين لم يقتصد كامديسو في تضخيم الأمور لتبرير تخطية اللوائح والتعليمات فقد
قال هذا الفرنسي المتربع على قمة صندوق النقد الدولي الذي صار يرى نفسه مواطنا
عالمي الانتماء إن الأزمة المكسيكية كانت الأزمة الكبيرة الأولى في عالمنا الجديد
"عالم الأسواق المعولمة"، وأنه كان يتعين عليه التصرف دونما أخذ التكاليف بعين
الاعتبار وإلا "كانت قد اندلعت كارثة عالمية حقاً وحقيقة".
ومع هذا فهناك نقاد
كثيرون فسروا عملية إقراض هذه المليارات تفسيراً مختلفاً كلياً فها هو "ريمر دي
فريس" الاقتصادي لدى مصرف مروجان للاستثمارات المالية في نيويورك هذا المصرف الذي
لم يشارك في جني ثمار الازدهار الاقتصادي في المكسيك يتحدث صراحة بأن الهدف كان
إنقاذ المضاربين.