عبدالله
متأرجحاً ما بين ولائه القديم وانتمائه الجديد بالغراب ..
ومن حينها والغربان
تنعق على باب نافذتي وعلى سقف منزلي حنقاً حتى ضاق بها الجيران فاستغربت ذلك وذهبت
أبحث في عالم الغربان فوجدت دراسة علمية للدكتور / زغلول النجار، تحمل عنوان : من
آيات الإعجاز العلمي "الحيوانات في القرآن الكريم" وتبين تلك الدراسة كيف أن الله سبحانه وتعالى اختار الغراب من دون
المخلوقات ليعلم الإنسان كيف يدفن موتاه ...ومن المعلومات التي أثبتتها دراسات سلوك
عالم الحيوان "مثالية عالم الغربان" وكيف أن الغربان تقيم العدل الإلهي في الأرض
أكثر مما يقيمه الكثير من بني آدم ولهذا فإنني اعتذر أشد الاعتذار للغراب ..
هل
تعلمون بأن في عالم الغربان محاكم خاصة...
فيها تحاكم الجماعة أي فرد يخرج عن
نظامها حسب قوانين العدالة الفكرية التي وضعها الله سبحانه وتعالى لها ولكل جريمة
عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة بها مثلاًَ:.
جريمة اغتصاب طعام الأفراخ
الصغار : العقوبة تقضي بأن تقوم جماعة من الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح
عاجزاً عن الطيران كالأفراخ الصغيرة قبل اكتمال نموها.
وجريمة اغتصاب العش أو
هدمه : تكتفي محكمة الغربان بإلزام المعتدي ببناء عش جديد لصاحب العش المعتدي
عليه.
أما جريمة الاعتداء على انثى غراب آخر: فهي تقضي جماعة الغربان بقتل
المعتدي ضرباً بمناقيرها حتى الموت .
وتنعقد المحكمة عادة في حقل من الحقول
الزراعية أو في أرض واسعة تتجمع فيه هيئة المحكمة في الوقت المحدد ويجلب الغراب
المتهم تحت حراسة مشددة وتبدأ محاكمته فينكس رأسه ويخفض جناحيه ويمسك عن النعيق
اعترافاً بذنبه.
فإذا صدر الحكم بالإعدام فقز جماعة من الغربان على المذنب توسعه
تمزيقاً بمناقيرها حتى يموت وحينئذ يحمله أحد الغربان بمنقاره ليحفر له قبراً
يتواءم مع حجم جسده يضع فيه جسد الغراب القتيل ثم يهيل عليه التراب احتراماً لحرمة
الموت.
ومن هذا كله يتبين أن عالم الغربان خالي من الفساد والتزوير والرشوة
والمحاباة والظلم ..
فلم يحدث أبداً في عالم الغربان أن تقدم أحدهم بشكوى فانقلب
فيها الحكم وتحول إلى شاهد ضد مدسوس وجلاد مهووس ..والآن هل فهمتم لماذا أعتذر
للغراب؟! محطة : * أمين عام مجلس محلي في أعرق وأجمل مديريات محافظة عدن طُلب منه
الشهادة ضد شخص أعلى منه يجمعهما مبدأ" شيلني واشيلك" كان قد سب الذات الإلهية
والثوابت الوطنية وعلى الملأ..
فارتعدت فرائصه وذابت مفاصله ورفض بشدة وكتم
الشهادة ..
في الوقت الذي ذهب متطوعاً ليكون خير الشاهدين ضد معلمة كانت قد جاءت
إليه شاكية تحمل ملفاً يدين مديرة إدارة التربية في المديرية فبدلاً من أن يحقق في
الأمر ذهب وحذر وحرض تلك المديرة على تقديم بلاغ ضد المعلمة فكان هو الأمين الذي
خان الأمانة..