;

حكاية من المقاهي 836

2009-10-25 03:45:21

نبيل
مصطفى الدفعي


اعتاد بعض الناس أن يتسوقون صباح كل خميس من كل
أسبوع وذلك لعدد من الأسباب منها انشغالهم طوال أيام الأسبوع ويوم الخميس هو يوم
إجازة ويمكن لهم شراء كل محتاجات أسرهم أو بيوتهم من لحوم وأسماك وخضار وفواكه وغير
ذلك، ولكوني واحد من هؤلاء الناس وتعودت على التبضع وشراء محتاجات أسرتي لأسبوع
كامل قررت صباح يوم الخميس الماضي الذهاب للتبضع والتسوق ولكني رأيت أن الساعة لم
تتجاوز العاشرة صباحاً فخطرت لي فكرة وهي شرب الشاهي في المقهى الذي تعودت شرب
الشاهي فيه والتقي فيه بمعارفي وأصدقائي .
وعند دخولي المقهى
فوجئت بوجود الوالد حسن والأستاذ توفيق والحاج
سالم جالسين حول إحدى الطاولات يشربون الشاهي ويتبادلون الحديث كعادتهم دائماً
فألقيت التحية عليهم وجلست بجانبهم قائلاً أيش هذه الصدفة السعيدة وأيش هذا النشاط
وأكملت حديثي بسؤالهم خير أيش جمعكم اليوم بالمقهى ليس من عادتكم ؟ فأجابني الأستاذ
توفيق والله يا أخي اجتمعنا صدفة هنا لنشرب الشاهي وقد خرج كل واحد منا من بيته
ليتسوق ولكن كما قلت جمعتنا الصدفة وأنت كذلك أيضاً فأجبت بنعم وصمتنا وتوجهت بنظري
صوب الآخرين من الأصدقاء فرأيتهم يتوشوشون بكلام لم أسمعه فسألتهم ما لكم "أيش
تحشوا علي"؟ فأجابني الحاج سالم لا الله المستعان مش عادتنا هذه ولكننا نظرنا إلى
خلفنا فوجدناً شخصاً نعرفه جالس يشرب الشاهي فسألني الوالد حسن عما إذا كان هو
فأجبته بأنه هو الذي نعرفه وكيف كان يشرب الشاهي بهدوء ولا ينظر إلى أحد حتى لم
يلقي التحية علينا وسألنا ماذا جرى له وكنت سأجيب ولكنك قطعت الحديث علينا ، فقلت
أنا آسف شوقتنا لما ستجيب فقل وكلنا سماع .
هنا تنهد الحاج سالم تنهيدة من
الأعماق وبدأ الحديث ، هذا الرجل كان يعمل في أحد المرافق والمؤسسات الحكومية
الكبيرة وكان مخلصاً في عمله على أكمل وجه ويشهد له كثير من الناس المسؤولين
والعاديين وكان يشغل درجة مدير عام بقرار مجلس الوزراء الذي جاء بعد شغله قائم
بأعمال مدير عام بنفس الوظيفة على مدى ما يقارب سبع سنوات استحسنه وأشاد به رؤساء
المرفق أو المؤسسة السابقين ولديه مؤهل جامعي ومحترم وأخلاقه طيبة ولكن كل ذلك لم
يشفع له عند رئيس المرفق أو المؤسسة الجديد الذي تم تعيينه وهو يعرفه ولكن بعد فترة
من جلوسه على الكرسي أصدر قراراً بتعيين شخص آخر بدلاً عنه ولم يصدر أي قرار
بتعيينه في مكان آخر وإنما قال له أجلس في البيت وعندما أريدك لتعيينك سيتم
استدعاؤك أنت خدمت المرفق ولن ننسى ذلك وسنكافؤك بعد أن ترتاح ، ومرت سنة ولم يفي
بوعده بل كرر ما قاله خلال مراجعة صاحبنا له وهذه السنة الثانية تدخل كما قال لي
الرجل ولم يعره رئيس المرفق أي اهتمام في التعيين للعودة إلى العمل بل قام بخصم كل
العلاوات التي كان يتلقاها وترك للرجل الراتب فقط ونساه طبعاً الرجل لا يعرف سبب
إقصائه من منصبه ورغم هذا ظل صامداً ولم تتأثر مواقفه تجاه الوطن والوحدة وكثير من
أعماله تؤكد ذلك حتى اللحظة ولو واحد آخر لصار له موقف سياسي آخر.
وحتى إذا أخطأ
فرضاً الرجل في عمله بدون قصد فيجب تنبيهه أو حتى معاقبته وليس إقصائه من عمله
.
فلقد أعاد فخامة الرئيس المبعدين عن أعمالهم وإعطائهم فرصة أخرى فما بالك بهذا
الرجل فعلى رئيس مرفقه الاقتداء بالرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله
وليس العكس فالناس تلم الشمل وتجمع الوطنيين والشرفاء ولا تفرقهم.، والله من وراء
القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد المياحي

2024-09-21 22:40:48

عن سبتمبر

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد