طه
العامري
العامري
في ( إيران) وقبل أن تتبدد سحب دخان انفجار
_زهدان_ كان المسئولون الإيرانيون يوزعون التهم يسارا ويميناً ومن بريطانيا إلى
أميركا وصولاً للسعودية وأخيراً لباكستان وهذه الأخيرة لم تنال كل التهم بل وجهت
التهمة لبعض ( أجهزتها الأمنية) الموالية (للسعودية ) حسب _طهران_ وبذات السرعة
تحرك وزير الداخلية الإيراني إلى العاصمة الباكستانية _ إسلام آباد_ ليعقد سلسلة
جلسات مع كبار المسؤولين الأمنيين في
باكستان الهدف الإيراني من كل هذا كان واضحاً وهو تسليم قادة جماعة (جند الله) وفي
المقدمة مؤسس الجماعة عبد المالك ريجي الذي اعتذرت باكستان عن تسليمه نظراً لعدم
وجوده على أراضيها ولكنه حسب الأجهزة الأمنية الباكستانية متواجد على الأراضي
الأفغانية, في ذات الوقت قدم نواب إيران وثيقة وقع فيها (مائة نائب) طالبوا فيها من
قوات بلادهم العمل على مطاردة الجماعات الخارجة على القانون وأن خلف حدودهم الوطنية
فيما كبار قادة الحرس الثوري الإيراني طالبوا بالسماح لهم بمطاردة هذه الجماعات
وتصفيتها داخل أراضي الدول المجاورة , أي أن نواب إيران والغالبية منهم وإلى جانبهم
قادة المؤسسة العسكرية الضاربة _الحرس الثوري _ طالبوا جميعاً من قيادتهم السماح
لهم بغزو أراضي الدول المجاورة وانتهاك سيادتها وقد يتسببوا في هذا بقيام حرب
إقليمية أو حرب عالمية _لا يهم _ المهم أن يتخلصوا من المتمردين عليهم والخارجين
بنظرهم عن القانون الإيراني والذين يعملون على زعزعة الاستقرار والسكينة وتمزيق
الوحدة الوطنية الإيرانية ..؟!! حسنا تفعل إيران وتتصرف والأحسن من كل هذا مواقف
أجهزتها الأمنية والعسكرية ومؤسساتها السيادية فالكل بدأ حريصاً على وحدة وطنه،
والكل بدأ تواقاً للثأر والانتقام من المتمردين الذين نفذوا تفجيرات ( زاهدان)
..؟!! جميل جداً هذا الموقف الوطني الغيور الذي اتخذته الفعاليات الوطنية الإيرانية
, ونبارك لهم هذا الموقف, مع رجائنا وأملنا أن يدركوا بالمقابل مواقفنا ويتفهموا
لدوافعنا ومشاعرنا الوطنية , وأن لنا من هذه المشاعر المشروعة كما هي لهم وأن من
حقنا أن نمارس ونعبر عن مشاعرنا بذات القدر الذي يعبرون فيه ( هم ) عن مشاعرهم ,
وأن يدركوا جيداً أنهم وكما ينظرون إلى ( جند الله ) ننظر نحن بدورنا إلي ( جند
الشيطان) في بعض مناطق محافظة (صعده) مع الفارق بين (الجماعتين) حتى في ( التسميات
الواردة ) سلفا ..!! أن على إيران أن تعي جيدا أنه وبمقدار حرصها علي أمنها
واستقرارها , يحرص الآخرون علي أمنهم واستقرارهم وسكينتهم ونحن منهم في اليمن نحرص
علي أمننا ونرى أن عصابة ( عبد المالك الحوثي) لا تفرق عن عصابة ( عبد المالك ريجي)
فكل منا لديه متمرد والمصادفة أن كلا المتمردان يتشابهان في الأسم الأول من
أسمائهما , مع الفارق أن عبد المالك ريجي في إيران فجر قنبلة فيما ( عبد المالك
الحوثي) قتل وشرد ونهب وطغى وأفسد في الأرض ومارس كل الموبقات علي مواطنين أبرياء
ونكل بهم وأجبرهم علي مغادرة منازلهم وقراهم ومزارعهم فقط ليقول ( الموت لأمريكا
..
الموت لإسرائيل) والحقيقة أن من يموت هم مواطنون يمنيون , وهو بهذا قد لا
يختلف عن ( طهران) التي ترفع شعار منازلة ( الاستكبار العالمي والشيطان الأكبر)
فيما هي تنازل دول الجوار العربي وبطريقة ( الحرامي الضاحك) فهي لم تجرؤ علي
المجاهرة بالعداء لليمن بل تقول أنها مع أمن واستقرار اليمن وهي علي استعداد
(للتوسط بين الدولة اليمنية وعصابة الحوثي) هكذا ..؟؟!! ثم تحمل في وسائلها
الإعلامية علي ( السعودية ) وتقول أنها من تسببت بالحرب في اليمن وهي فعلت هذا في
العراق وفلسطين ولبنان ..؟ !! ( طهران) يبدو واضحا أن لديها أجندتها الإقليمية ولها
حساباتها في استغلال وتوظيف الأحداث النازفة علي الخارطة العربية / الإسلامية فهي
في باكستان مع ( طالبان) وهي في أفغانستان مع ( القاعدة) وهي في اليمن مع ( الحوثي
والحركيين ) وهي في الصومال مع ( الشباب المجاهد) وهي في لبنان مع ( حزب الله) وفي
فلسطين مع ( المقاومة) وهي في مصر مع ( المعارضين ) أيا كانوا (ملحدين ) أو (
موحدين) لا يهم ..
لأن ( طهران) وضعت وصممت أجندتها علي دعم وإسناد كل (معارض
ومارق ومتمرد وخارج علي القانون ) وعلي امتداد العالمين العربي والإسلامي فقط تسخر
كل هؤلاء لكي تقول لمحاور النفوذ الغربي أنها القوى الإقليمية (الأولى) والأقوى
والأكبر والأعظم وأنها الرقم الصعب في المنطقة وبالتالي هي أحق بزعامة الشرق الأوسط
الجديد وهي الأجدر بحماية المصالح الأمريكية والغربية ورعاية ( الكيان الصهيوني )
وحمايته من أي شر , إذ تجزم كل المعطيات والممارسات والتصرفات والمواقف الإيرانية
أنها ليست (دولة ذات طموح إستراتيجي , وليست هي من تنازل الصهاينة ) ولكنها توظف كل
هذه الأوراق والتناقضات للضغط علي حماة (الصهاينة ) وإجبارهم على اعتماد ( إيران)
وكما كانت سلفا (الحارس الآمين ) علي المصالح الغربية والأمريكية وعلي حماية
(الكيان الصهيوني ) ورعايته وتقديم له كل أشكال (الفستق الراقي والكفيار النقي ) مع
كل طلعة شمس ..؟!! قبل فترة فقط شهدت أحدى قاعات الفنادق المصرية ( لقاء ودي بين
ممثل إيران في وكالة الطاقة الذرية وبين ممثلة الكيان الصهيوني ) وبالرغم من محاولة
طهران إنكار اللقاء , الذي حدث فعلا ومع ذلك لا نحبذ الخوض في هذا وما نريده هو فقط
أن تدرك ( طهران) وأجهزتها السرية والعلنية وحوزاتها ومراجعها الدينية والسياسية
والأمنية ' أننا في اليمن حريصون علي أمن وطننا واستقراره وسكينته ووحدته الوطنية
وأن مشاعرنا تجاه عصابة الفتنة والتمرد قد لا تختلف عن مشاعرهم تجاه الكثير من
المسميات والجماعات المتمردة فنحن على الأقل وهذه نعمة من الله أن لدينا قلة في هذا
الجانب قياسا بما لدى إيران التي لو عزفت على هذا الوتر لوجدت إيران نفسها في دوامة
من العواصف والفتن حيث العرقيات والديانات والثقافات والمذاهب وبالتالي يفترض على
إيران وهي التي (معمورة من زجاج أن لا ترمي الآخرين بالحجارة ) لأن الآخرين بدورهم
يعرفون جيدا اللعب (بالبيضة والحجر ) أن أرادوا ولكن لا أحد يريد أن يقوم بما تقوم
به إيران لأن الآخرين ليس لديهم أجندات ولا لديهم أحلام تفوق قدراتهم ولا يحبذون
توظيف الآخرين أو استغلال ظروفهم لدوافع ذاتية وخاصة فهل في (طهران) بقايا عقلاء
يدركون ما يطرحه الآخر المجاور ,, نأمل هذا ,, ameritaha@gmail.com
_زهدان_ كان المسئولون الإيرانيون يوزعون التهم يسارا ويميناً ومن بريطانيا إلى
أميركا وصولاً للسعودية وأخيراً لباكستان وهذه الأخيرة لم تنال كل التهم بل وجهت
التهمة لبعض ( أجهزتها الأمنية) الموالية (للسعودية ) حسب _طهران_ وبذات السرعة
تحرك وزير الداخلية الإيراني إلى العاصمة الباكستانية _ إسلام آباد_ ليعقد سلسلة
جلسات مع كبار المسؤولين الأمنيين في
باكستان الهدف الإيراني من كل هذا كان واضحاً وهو تسليم قادة جماعة (جند الله) وفي
المقدمة مؤسس الجماعة عبد المالك ريجي الذي اعتذرت باكستان عن تسليمه نظراً لعدم
وجوده على أراضيها ولكنه حسب الأجهزة الأمنية الباكستانية متواجد على الأراضي
الأفغانية, في ذات الوقت قدم نواب إيران وثيقة وقع فيها (مائة نائب) طالبوا فيها من
قوات بلادهم العمل على مطاردة الجماعات الخارجة على القانون وأن خلف حدودهم الوطنية
فيما كبار قادة الحرس الثوري الإيراني طالبوا بالسماح لهم بمطاردة هذه الجماعات
وتصفيتها داخل أراضي الدول المجاورة , أي أن نواب إيران والغالبية منهم وإلى جانبهم
قادة المؤسسة العسكرية الضاربة _الحرس الثوري _ طالبوا جميعاً من قيادتهم السماح
لهم بغزو أراضي الدول المجاورة وانتهاك سيادتها وقد يتسببوا في هذا بقيام حرب
إقليمية أو حرب عالمية _لا يهم _ المهم أن يتخلصوا من المتمردين عليهم والخارجين
بنظرهم عن القانون الإيراني والذين يعملون على زعزعة الاستقرار والسكينة وتمزيق
الوحدة الوطنية الإيرانية ..؟!! حسنا تفعل إيران وتتصرف والأحسن من كل هذا مواقف
أجهزتها الأمنية والعسكرية ومؤسساتها السيادية فالكل بدأ حريصاً على وحدة وطنه،
والكل بدأ تواقاً للثأر والانتقام من المتمردين الذين نفذوا تفجيرات ( زاهدان)
..؟!! جميل جداً هذا الموقف الوطني الغيور الذي اتخذته الفعاليات الوطنية الإيرانية
, ونبارك لهم هذا الموقف, مع رجائنا وأملنا أن يدركوا بالمقابل مواقفنا ويتفهموا
لدوافعنا ومشاعرنا الوطنية , وأن لنا من هذه المشاعر المشروعة كما هي لهم وأن من
حقنا أن نمارس ونعبر عن مشاعرنا بذات القدر الذي يعبرون فيه ( هم ) عن مشاعرهم ,
وأن يدركوا جيداً أنهم وكما ينظرون إلى ( جند الله ) ننظر نحن بدورنا إلي ( جند
الشيطان) في بعض مناطق محافظة (صعده) مع الفارق بين (الجماعتين) حتى في ( التسميات
الواردة ) سلفا ..!! أن على إيران أن تعي جيدا أنه وبمقدار حرصها علي أمنها
واستقرارها , يحرص الآخرون علي أمنهم واستقرارهم وسكينتهم ونحن منهم في اليمن نحرص
علي أمننا ونرى أن عصابة ( عبد المالك الحوثي) لا تفرق عن عصابة ( عبد المالك ريجي)
فكل منا لديه متمرد والمصادفة أن كلا المتمردان يتشابهان في الأسم الأول من
أسمائهما , مع الفارق أن عبد المالك ريجي في إيران فجر قنبلة فيما ( عبد المالك
الحوثي) قتل وشرد ونهب وطغى وأفسد في الأرض ومارس كل الموبقات علي مواطنين أبرياء
ونكل بهم وأجبرهم علي مغادرة منازلهم وقراهم ومزارعهم فقط ليقول ( الموت لأمريكا
..
الموت لإسرائيل) والحقيقة أن من يموت هم مواطنون يمنيون , وهو بهذا قد لا
يختلف عن ( طهران) التي ترفع شعار منازلة ( الاستكبار العالمي والشيطان الأكبر)
فيما هي تنازل دول الجوار العربي وبطريقة ( الحرامي الضاحك) فهي لم تجرؤ علي
المجاهرة بالعداء لليمن بل تقول أنها مع أمن واستقرار اليمن وهي علي استعداد
(للتوسط بين الدولة اليمنية وعصابة الحوثي) هكذا ..؟؟!! ثم تحمل في وسائلها
الإعلامية علي ( السعودية ) وتقول أنها من تسببت بالحرب في اليمن وهي فعلت هذا في
العراق وفلسطين ولبنان ..؟ !! ( طهران) يبدو واضحا أن لديها أجندتها الإقليمية ولها
حساباتها في استغلال وتوظيف الأحداث النازفة علي الخارطة العربية / الإسلامية فهي
في باكستان مع ( طالبان) وهي في أفغانستان مع ( القاعدة) وهي في اليمن مع ( الحوثي
والحركيين ) وهي في الصومال مع ( الشباب المجاهد) وهي في لبنان مع ( حزب الله) وفي
فلسطين مع ( المقاومة) وهي في مصر مع ( المعارضين ) أيا كانوا (ملحدين ) أو (
موحدين) لا يهم ..
لأن ( طهران) وضعت وصممت أجندتها علي دعم وإسناد كل (معارض
ومارق ومتمرد وخارج علي القانون ) وعلي امتداد العالمين العربي والإسلامي فقط تسخر
كل هؤلاء لكي تقول لمحاور النفوذ الغربي أنها القوى الإقليمية (الأولى) والأقوى
والأكبر والأعظم وأنها الرقم الصعب في المنطقة وبالتالي هي أحق بزعامة الشرق الأوسط
الجديد وهي الأجدر بحماية المصالح الأمريكية والغربية ورعاية ( الكيان الصهيوني )
وحمايته من أي شر , إذ تجزم كل المعطيات والممارسات والتصرفات والمواقف الإيرانية
أنها ليست (دولة ذات طموح إستراتيجي , وليست هي من تنازل الصهاينة ) ولكنها توظف كل
هذه الأوراق والتناقضات للضغط علي حماة (الصهاينة ) وإجبارهم على اعتماد ( إيران)
وكما كانت سلفا (الحارس الآمين ) علي المصالح الغربية والأمريكية وعلي حماية
(الكيان الصهيوني ) ورعايته وتقديم له كل أشكال (الفستق الراقي والكفيار النقي ) مع
كل طلعة شمس ..؟!! قبل فترة فقط شهدت أحدى قاعات الفنادق المصرية ( لقاء ودي بين
ممثل إيران في وكالة الطاقة الذرية وبين ممثلة الكيان الصهيوني ) وبالرغم من محاولة
طهران إنكار اللقاء , الذي حدث فعلا ومع ذلك لا نحبذ الخوض في هذا وما نريده هو فقط
أن تدرك ( طهران) وأجهزتها السرية والعلنية وحوزاتها ومراجعها الدينية والسياسية
والأمنية ' أننا في اليمن حريصون علي أمن وطننا واستقراره وسكينته ووحدته الوطنية
وأن مشاعرنا تجاه عصابة الفتنة والتمرد قد لا تختلف عن مشاعرهم تجاه الكثير من
المسميات والجماعات المتمردة فنحن على الأقل وهذه نعمة من الله أن لدينا قلة في هذا
الجانب قياسا بما لدى إيران التي لو عزفت على هذا الوتر لوجدت إيران نفسها في دوامة
من العواصف والفتن حيث العرقيات والديانات والثقافات والمذاهب وبالتالي يفترض على
إيران وهي التي (معمورة من زجاج أن لا ترمي الآخرين بالحجارة ) لأن الآخرين بدورهم
يعرفون جيدا اللعب (بالبيضة والحجر ) أن أرادوا ولكن لا أحد يريد أن يقوم بما تقوم
به إيران لأن الآخرين ليس لديهم أجندات ولا لديهم أحلام تفوق قدراتهم ولا يحبذون
توظيف الآخرين أو استغلال ظروفهم لدوافع ذاتية وخاصة فهل في (طهران) بقايا عقلاء
يدركون ما يطرحه الآخر المجاور ,, نأمل هذا ,, ameritaha@gmail.com