;

التسامـــح أو الانقـــراض 657

2009-11-01 05:29:51

د/
عبدالعزيز المقالح


أكد شاعر اليمن وأديبها الكبير الدكتور عبد العزيز
المقالح أن ثقافة التسامح لم تعد اليوم هدفا أخلاقيا ودعوة نبيلة، بل أصبحت ضرورة
يقتضيها الشعور بالبقاء.
وقال في افتتاح ندوة "الثقافة وسؤال التسامح" التي
نظمتها الاربعاء بصنعاء مؤسسة الجمهورية للصحافة والنشر وجمعية النقد الأدبي بمركز
الدراسات والبحوث اليمني:
"نحن اليوم
أحوج ما نكون فيه قبل الأكل والشرب إلى التسامح، حتى لا ننقرض وتنقرض معنا ما
نتباهى به من كلمة وحضارة قديمة وأحلام بالثورة والديمقراطية والحرية والوحدة
والتسامح الذي نتحدث عنه اليوم".
وأضاف: "التسامح المطلوب هو لنا نحن اليمنيين
أولا ولأشقائنا العرب والمسلمين ثانيا وللإنسانية جمعاء، مع التأكيد أنه ليس مع
المحتلين والغاصبين الذين احتلوا أرضا عربية وشردوا أهلها ودمروا وما يزالون يدمرون
كل ما تبقى".
واستطرد موضحا: "التسامح ليس قميصا فضفاضا وإنما هو مبدأ يقوم على
احترام الآخر الذي تختلف معه في وجهات النظر لصالح الوطن والأمة..
والآخر هو أنا
وأنت، قد يكون الآخر اليوم خارج السلطة، ولكنه سيكون داخل السلطة غدا ومحاولة
إقصائه تبرر له غدا إقصاء من يحاول اليوم إقصاءه".
وتابع قائلا: "والإقصاء
المتبادل من أبناء الوطن الواحد لا يحقق إلا الحقد والكراهية وتبديد الطاقات ،فيما
لا يعود على أحد بأي نفع يذكر.
ويلاحظ أن فكرة الإلغاء - كما تأتي من فراع وتصدر
عن مزاج شخصي فإنها تأتي من مواقف يشيعها الجهل بروح الدين والهبوط بقيم الوطنية
وصلبها على مشانق الكراهية والعصبوية والمذهبية والطائفية، ومحاربة هذه الأمراض لا
تكون بمحاربة الأشخاص وإنما بمحاربة أسبابها ومصادر تكونها وإشاعة المحبة والمواطنة
المتساوية والتركيز على ثقافة التسامح وإدانة ما من شانه التمكين لمحاولات الإقصاء
والإلغاء".
كما أكد الدكتور عبدالعزيز المقالح في ورقة له في الندوة، التي حضرها
عدد من الأدباء والكتاب والباحثين والمهتمين، انه لا يمكن أن نمارس فعل الحياة على
أكمل وجه في غياب فضيلة التسامح هذا المبدأ الذي يستحيل أن تظهر معالمه لدى الأمم
إلا إذا ما ارتقى أبناؤها أخلاقيا وعلميا.
وقال الدكتور المقالح: لا يكفي أن
نمتدح التسامح أو نكبر من شانه وفي أعماقنا يرقد التعصب وفي سلوكنا تتجسد الضغائن
والفظاظة، مشيرا إلى ما يزخر به القران الكريم من تعابير تدعو إلى الرفق والتسامح
والى تليين الخطاب حتى مع الطغاة.
وأضاف مؤكدا: "وليس من شك في أن الأتقى
والانقى هو كل من يعمل الخير ويتقي به كل الأحقاد التي تمتلئ بها النفوس الجاحدة
المتعصبة تلك التي لا ترى وجودها إلا في غياب الآخر ولا سعادتها إلا في
شقائه".
وأشار الدكتور المقالح إلى أن "اخطر مشكلاتنا نحن العرب بل نحن المسلمين
بل نحن البشر في هذه اللحظة من تاريخ الوجود الإنساني على وجه الأرض أننا صرنا نميل
إلى التعصب وبدأت أفعال بعضنا تتسم بالتطرف ورفض الآخر حتى لو كان أخاك أو جارنا أو
زميلنا فضلا عن ذلك الآخر البعيد والمختلف وهي حالة قادمة إلينا من السياسة وليس من
العقيدة".
ولفت إلى أن غياب التسامح السياسي هو اخطر ما يعاني منه العالم وذلك
لعلاقة السياسي بالسلطة ولنزعة الاستئثار التي يتربص بها وما يترتب علي تلك النزعة
اللا إنسانية من صراعات تصل أحيانا إلى في الوطن العربي خاصة إلى مذابح وكوارث لا
مثيل لها.
وقال: "ما أروع ما نتواصل مع قراننا وان نداوم على قراءة آيات التسامح
وان نطيل التأمل في معناها وان نجعلها تترسب في أعماق الوجدان لكي تتحول إلى مواقف
والى فعل يمنع التصرفات المنافية لإنسانية الإنسان وللسلوك البشري الرفيع".
وأكد
أن التسامح هو البديل الوحيد عن الانقراض وبدون الحوار وهو من مفردات التسامح ستكون
الحياة على هذه الأرض مستحيلة.
واستعرضت الندوة التي أدارها رئيس جمعية النقد
الأدبي الدكتور عادل الشجاع عدد من الأوراق المقدمة من كل من عبد الباري طاهر
والدكتور عبدالكريم قاسم والدكتور احمد عقبات وسلطان عزعزي والحبيب الصلوي محمد
شمسان وعبدالعزيز البغدادي وآخرين.
وخلصت أوراق العمل إلى توكيد مبدأ التسامح
أسلوب حياة ومنطلق رقي ومنهج تطور وسبيل تعايش ونافذة ضوء إلى غد مشرق بالسلام
والمحبة والنماء الحضاري.
وأثريت عناوين ومحاور الندوة بمداخلات عدد من الحضور
منهم الباحث والشاعر محمد عبد السلام منصور والدكتور خالد الثور وغيرهم.
وأعلن
الدكتور عادل الشجاع في ختام الندوة أن أرواق عمل الندوة ستكون مقدمة لعقد مؤتمر
تحت هذا العنوان في مدينة عدن موجها الدعوة للمختصين والمهتمين والباحثين إلى
التفاعل في التحضير للمؤتمر الذي سيكون شاملا متجاوزا ما عجزت الندوة عن الإلمام به
ومناقشته حق مناقشته.
نقلا عن العرب أون لاين

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد