;

موقف علماء ودعاة الزيدية من الاثنى عشرية الإيرانية.. 2-2 776

2009-11-01 05:29:53

بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي


يجهل الكثير دور علماء ودعاة الزيدية المشرف في
كشف حقيقة الاثنى عشرية الإيرانية وبيان اختلافها عن الزيدية وسأعرض بعض الأقوال
لبعض العلماء والدعاة المعاصرين من الزيدية حتى نكون على بصيرة فلا تخدعنا الشعارات
الإيرانية الكاذبة ولا دعاوي ثورتها الزائفة ولا عقيدتها الاثنى عشرية الزائغة وحتى
لا نخلط كذلك بين الزيدية والاثنى عشرية الإيرانية :
العلامة محمد بن أحمد الكبسي وتلميذه للعلامة السيد محمد بن
أحمد بن محمد الكبسي كتاب اسمه "الفروق الواضحة البهية بين الفرق الإمامية وبين
الفرقة الزيدية" زاده روعة مراجعة وتحقيق تلميذه البارع عبد الخالق بن عبد الله بن
محمد إسحاق للطبعة الثانية والتي اعتمدها المؤلف ووافق على طباعتها بختمه وتوقيعه
في الصفحة الثانية وبالتالي فقد وافق على ما أضافه تلميذه الفذ الأستاذ عبد الخالق
إسحاق في الهامش وها أنا أنقل بعض ما جاء فيه لأهميته : 1- الزيدية وأصحاب النبي
صلى الله عليه وآله وسلم يقول العلامة الكبسي في ص24-25 : ( الفرقة الزيدية كما تحب
الإمام علي فهي تحب صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذين مدحهم الله تعالى
في كتابه العزيز : ( وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ
اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً
لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) الأنفال74.
ومن هذا الاتجاه الصحيح في
حب الإمام علي عليه السلام حباً لا غلو فيه ،ولا اعتداء مع الاحتفاظ بحق إخوانه من
الصحابة والقرابة والترضي عنهم ،كما ترضى الله عنهم في كتابه ،كيف لا نحبهم وهم
العدول الأبرار الناقلين إلينا كتاب الله وسنة المختار ،فمن هذا الاتجاه يتضح الفرق
بين الزيدية وبعض من يُنسبون إلى الشيعة ويتناولون أعراض الصحابة الأخيار ،وهذا من
أبرز السمات الفارقة بين الزيدية وغيرهم ) 2- بسبب المقالات الشنيعة يقول الأستاذ
عبد الخالق إسحاق في هامش ص37 : ( أقول : تكفير أئمة أهل البيت الزيدية لمن زاغ وظل
ومرق عن المنهج القويم والصراط المستقيم من أتباع الباطنية والاثنى عشرية على حد
سواء بسبب بعض مقالاتهم وأعمالهم الشنيعة التي نسبوها إلى أهل البيت عليهم السلام
.
زوراً وبهتاناً ) 3- البكاء والعويل يقول السيد العلامة محمد الكبسي في ص41-42
: ( تفردت الإمامية بأعمال كانت مدعاة للتشنيع عليهم ،ومثاراً للنقد منها حرصهم على
استعمال أقراص ترابية للسجود عليها ،ومنها ما يعملونه يوم عاشورا من البكاء والعويل
،وضرب الرؤوس والأبدان على مرأى ومسمع من علمائهم ،حتى أصبحت عادة مألوفة وسنة
متبعة ،مثل هذا لا يرضاه أهل البيت ،ولا ينسب إلى أهل البيت أن لا يكون السجود إلا
على تراب من قبورهم ،وأن تشق الثياب وتضرب الرؤوس عند ذكرى استشهادهم ).
4- ما
الشرك إلا دون ما تزعمون يقول عبد الخالق إسحاق في هامش ص 43 و 44 : ( أقول مفهوم
العدل والتوحيد وصدق الوعد والوعيد والنبوة والإمامة مفهوم هذه القواعد والأصول عند
الزيدية تختلف تماماً عن مفهومها عند الفرقة الاثنى عشرية لأن من يجوز على الله
البدا ويقول بالرجعة ويصف الأئمة بصفات الله سبحانه وتعالى ليس ممن يعزى إلى
القائلين بالعدل والتوحيد وصدق الوعد والوعيد ،كيف لا وهذا نجم آل الرسول القاسم بن
إبراهيم الرسي (ع) يقول في مجموع رسائل في صدد الرد على الروافض من ذات الغلو بقوله
: ( ألا وإنما تقولونه في الأئمة ما الشرك إلا دون ما تزعمون ) وفي موضع آخر في
نفسه مجموع رسائله يقول : عليه السلام : ( ألآ وإنما تقولونه في الأئمة له أشرك
الشرك بالله فنعوذ بالله من الشرك في ربوبيته والعمى عن سبيله ).
انظر مجموع
رسائله ص543، 523.
تقريباً الطبعة الأولى نشر دار الحكمة وهذا الإمام الهادي عليه
السلام في مجموع رسائله وفي كتاب الأحكام بأنهم أي الإمامية (حزب الشيطان الخاسر
الهالك عند الله الجائر المحل للشهوات المتبع اللذات الآمر بالفاحشات المنكر
للتوحيد المشبه لله المجيد بالضعيف من العبيد. . . .
إلى آخر مقاله عليه السلام في
كتاب الأحكام باب الطلاق البدعي انظره ص398 تقريباً دار التراث الإسلامي ) أقول :
رحم الله تعالى الإمامين الكبيرين القاسم والهادي حيث قالا هذا القول الذي يكشف
حقيقة الإمامية في زمنهم وكانت كتبهم دونها خرط القتاد !! بينما البعض - وفي عصر
(الإنترنت ) وانتشار كتب الإمامية وخروجها من الدهاليز المظلمة والسراديب الموحشة -
يطبطب عليهم ويسكت عن باطلهم.
العلامة الحسين بن يحي الحوثي يقول العلامة
الحسين بن يحي الحوثي في كتابه "كشف الالتباس في الرد على مسائل الإفريقي إلياس"
(ص121، 122) حيث قال : ( وأما الشيعة والمراد بهم الإمامية فإن انحرافهم عن أهل
البيت ظاهر لا ينكر. . . .
) إلى أن قال : ( وأما اعتمادهم على الباقر والصادق
والرضا والكاظم عليهم السلام ،فهو ذاهب إلى سراب بقيعة لأنهم لا يروون عنهم إلا
بوسائط من أسلافهم ليس لهم فيهم أحد من أولاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإنما
اعتمادهم في الحقيقة على هشام بن الحكم وهشام بن سالم ،وصاحب الطاق ،ثم علي الطبرسي
،والطوسي ،والكليني ،والمفيد ،فهؤلاء في الحقيقة عندهم سفينة نوح يدورون معهم أينما
داروا ،وأولاد الحسنين عنهم في معزل ،والعجب من أهل الفطنة منهم والذكاء ،كمحسن
الأمين وعبد الحسين شرف الدين ،ومؤلف الغدير لما رأوا حديث السفينة وحديث الثقلين
ونحوها ،أنها تهدم ما شيدوا وتنقض ما أبرموا من قواعدهم المنهارة حرفوها وقالوا :
إن المراد بها الاثني عشرية بدون حجة ولا برهان ،وعندهم : أن من لم يقل بإمامة أحد
التسعة من أئمتهم ،أو لم يقل بعصمته أو حجته أو خالفه في فروع الدين وأصوله فهو
كافر ،واهل البيت لا يقولون بذلك ،فهم كفار عندهم ،وقد ابتلى بهم الإمام جعفر
الصادق فهم يروون أكثر ترهاتهم وخزعبلاتهم عنه عليه السلام ،وهم يروون أن أئمتهم لو
شاءوا أن يعلموا ما في البلاد لعلموا ،وأن لهم النسخ والتغيير ،وأنهم محدثون انظر :
ما في كتاب الكليني في الأصول ،تجد العجب العجاب ،وتجد تحاملهم على بقية أولاد
الحسنين فيه ،وفي كتاب الاحتجاج أيضاً للطبرسي وغيرها ،) ( نقلاً عن "الفروق
الواضحة البهية بين الفرق الإمامية وبين الفرقة الزيدية "هامش ص41 ) ولله در هذا
العلامة الحوثي الذي حكم على الاثنى عشرية بعد أن اطلع على كتبهم الأصلية بعكس بعض
الجهلة الذين يروجون لهم دون أن يكلفوا أنفسهم بقراءة حتى كتابهم "الكافي" للكليني
الذي فيه من الكفريات والشركيات والخزعبلات ما لا يخطر على بال إنس ولا جان !!
لمحات عن زيدية اليمن وعن الإمامية والإسماعيلية ما سبق هو عنوان كتاب للأستاذ
الباحث الزيدي عبد الكريم بن علي شرف الدين وقد حلق فيه عالياً بحيث يستحق نقل
الكثير منه دون تعليق بل يستحق عرضه كاملاً في حلقات عديدة لكن أكتفي هنا بالقليل
من أقواله الرائعة والمميزة : اغتصاب الخلافة يقول السيد عبد الكريم شرف الدين في
ص103 رداً على الاثنى عشرية : ( فليتبصر من يقول بهذا القول ،ومن يقول باغتصاب
الخلافة من الإمام علي ،وليتدبر مغازي هذا القول وما يؤدي إليه ،وليتق الله ،فإن
القول بأن الخلافة بعد النبي أسندت إلى الإمام علي بأمر من الله ورسوله ،لا يؤدي
إلى خير ،وإنما يؤدي إلى الطعن في إيمان الصحابة ،وإيمان الإمام علي نفسه ،وإلى زرع
البغضاء في نفوس المسلمين ،وإلى تفريق كلمتهم ،وذلك ما يهدف إليه أعداء الإسلام
والمسلمين ،وما استهدفه في البداية عبد الله بن سبأ.
) وجوب تنصيب الإمام يقول
في كتابه ص121 و 122 : ( ذهبت الشيعة الإمامية إلى أن مسألة تنصيب الإمام ،لم تكن
من الأمور التي تجب على الأمة ،وإنما هي من الأمور التي يرونها "فرضاً على الله"
لذا فإنهم قالوا : "بوجوب تنصيب الإمام على الله " ،وقالوا : بما أن الإمامة "عبارة
عن إمرة إلهية ،واستمرار لوظائف النبوة كلها ،سوى تحمل الوحي الإلهي : فلا مناص عن
القول بوجوب نصبه - أي نصب الإمام - على الله سبحانه".
( بحوث في الملل والنحل
6/284 لجعفر السبحاني ) ويبدو من هذا الكلام البعد عن الصواب ،إذ من المعلوم أنه لا
يستطيع المخلوقون سواءً كانوا إنساً أو جناً أو ملائكة أو سواهم ،أن يفرضوا على
الله شيئاً أو يوجبونه عليه.
إذ أن معنى إيجاب الخلق شيئاً على الله : هو جعل
إرادتهم ومشيئتهم فوق إرادة الله ،وهذا القول من شأنه أن يعكس العلاقة بين الله
وبين خلقه ،حيث يجعل الله مربوباً والمخلوقين رباً و نستغفر الله العلي العظيم لنا
ولهم من مغبة هذا القول.
وهم في الحقيقة قد أدركوا فساد قولهم هذا ،فقالوا
:"وليس المراد من وجوبه على الله سبحانه هو إصدار الحكم من العباد على الله سبحانه"
إلا أنهم حاولوا تبرير ذلك القول لقول فاسد آخر حيث قالوا : "بل المراد كما ذكرنا
غير مرة أن العقل حسب التعرف على صفاته سبحانه من كونه غير عابث ،يكشف عن كون مقتضى
الحكمة هو لزوم النصب".
وإذا : فإن مقتضى الحكمة عندهم : أنه يجب على الله نصب
الإمام ،وإلا فإنه عابث وغير حكيم.
وهذا التبرير أشد فساداً من القول الفاسد
السالف الذكر ،لأنهم جعلوا فيه ( وجوب نصب الإمام على الله ) شرطاً لإثباتهم أن
الله حكيم وغير ثابت.
ومن ذا الذي يشترط على الله ،لكي يثبت له الحكمة وعدم
العبث. .
؟! نستغفر الله العلي العظيم لنا ولهم من كل قول فيه فساد ،ونسأل الله
لنا ولهم السداد والرشاد.
ولقد دلل الإمامية على قولهم بوجوب تنصيب الإمام على
الله ،بتصور لا يمكن إقراره ،أو اعتباره حجة مقنعة ،ومن ذلك قولهم "وقد استدلت
الإمامية على وجوب نصب الإمام على الله سبحانه ،بأن وجود الإمام الذي اختاره الله
سبحانه ،مقرب من الطاعات مُبعد عن المعاصي".
( المصدر السابق ص286 ) وإذا : فإن
قرب الإمام من الطاعة وبعده عن المعاصي ،هو دليلهم على القول بوجوب نصب الإمام على
الله.
وفي الحقيقة أن هذا لا يمكن اعتباره دليلاً مقنعاً على صحة ما ذهبوا إليه
لأن عدداً كبيراً من المؤمنين قد توفرت فيهم صفتي البُعد عن المعاصي والقرب من
الطاعات ،ف "رُب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره" ،كما قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ،ومع ذلك لم يوجب أحد على الله نصب أمثال هذا ،أئمة.
)
الأئمة من اختيار الله يواصل الأستاذ عبد الكريم شرف الدين عرض عقائد الاثنى عشرية
ويرد عليها رداً قوياً يكشف زيفها ويبين بطلانها ومنها قوله في ص123 و 124 ( إن
قولهم بوجوب نصب الإمام على الله ،قد ساقهم إلى القول : بأن الأئمة من اختيار الله
،كما هو واضح من النص السالف.
ولنا على قولهم بأن أئمتهم من اختيار الله ملاحظة
: إذ من المعلوم أن كل شيء يختاره الله ،لا بد أن تكون له الظهور والغلبة ،لأن
اختيار الله للشيء ،ما هو إلا قضاؤه بذلك الشيء فلا يمكن أن يكون لقضاء الله إلا
الظهور والغلبة ،فاختيار الله هو إرادته للشيء أن يكون.
ومن المعلوم أنه لا راد
لما أراداه الله واختاره ،( فما شاء الله كان ) كما هي سنة الله في الكون "ولن تجد
لسنة الله تبديلا" ،"وما لم يشأ لم يكن".
ومن نظرتنا إلى التاريخ نجد أن أئمة
الاثنى عشرية ،قد تغلب عليهم بنو أمية أولا ثم بنو العباس ثانياً.
ولو كان الله
قد اختار أولئك الأئمة ،أئمة للناس مُفترضي الطاعة ،لما تغلب عليهم أحد ،لأن اختيار
الله ،هو إرادته ،وإرادته لا تستطيع المخلوقات ردها ،لأن إرادة الله فوق كل إرادة
.
هذا يوضح عدم صحة قولهم بأن الأئمة - أي أئمتهم - مختارون من الله سبحانه )
العصمة يقول في ص128 : ( إن الإمام عند الشيعة الإمامية (معصوم) من الذنب والخطأ
،كعصمة الأنبياء ،ولا تجوز على الأئمة صغيرة ،إلا ما قد ذكر جوازه على الأنبياء ولا
ينسون شيئاً من الأحكام بينما الإمام عند زيدية اليمن لا يمتاز على سائر الناس بأية
صفة طبيعية ما عدا الصفات الاكتسابية التي يشترطون توفرها في الإمام ومنها : العلم
والعدل والورع. . .
) الرجعة إن عقائد الاثنى عشرية ضالة زائفة ومن أبشعها عقيدة
الرجعة والتي تناولها الأخ عبد الكريم في كتابه وفندها بأسلوب رائع ومما قاله في
ص140 : ( إن عقيدة الرجعة عند الشيعة متعلقة بعقيدة أخرى هي (الغيبة) والغيبة ،هي
اعتقاد أن الإمام لم يمت وإنما غاب وسيرجع.
لذا فإنه يصعب الحديث عن الغيبة
منفصلاً عن الرجعة ،لأنهما عقيدتان شيعيتان متصلتان اتصالا وثيقاً ،يصعب فصل موضوع
أحدهما عن الآخر.
لذا : فلا يستغربن القارئ الكريم حين يجدني أتحدث عن الغيبة
تحت عنوان "الرجعة".
) ويقول في ص143 و 144 : ( إن قول الإمامية بغيبة الإمام
،يثير إشكالاً يتعلق (باللطف ) إذ من المعلوم أن ( وجود الإمام عندهم واجب ،لكونه
لطف ) ،لأنه هو الذي يمنع تظالم الناس ،ويكف انتشار المعاصي بينهم بوسائل الزواجر
والروادع المختلفة وبالنهي عن المنكر ،ولأنه يحثهم على الطاعات بوسائل الترغيب فيها
وبمزاولته للأمر بالمعروف ،ولأنه الحافظ لثغورهم الدنيوية ،والمرشد لهم في الأمور
الدينية.
فوجود الإمام من أجل تحقيق ذلك كله : هو لطف بالأمة ،أما غيبة الإمام
،فإنها نفي لذلك اللطف.
فهل من المعقول أن تظل الأمة طيلة فترة غيبة الإمام التي
تستمر قروناً عديدة ،محرومة من اللطف. .
؟ إن هذه الإشكالية الناجمة عن القول
بالغيبة تُقضي بنا إلى أمرين : أولهما : القول بأن وجود الإمام ليس لطفاً
.
وثانيهما : القول بأن الغيبة ليس لها نصيب من الصحة ،لأن الغيبة نفي ل
(اللطف).
ومن هذا يتبين : أن بعض معتقدات الإمامية ليس لها ثبت ،حيث ينقض بعضها
بعضا.
والرجعة ،عند الإمامية ،رجعتان : رجعة بعد الغيبة وهي التي ذكرناها آنفاً
،ورجعة إلى الحياة الدنيا بعد الموت ،وهي هذه الرجعة يقولون ( في المصدر السابق
ص275 ) : "يرجع نبينا وأئمتنا المعصومون في زمان المهدي مع جماعة من الأمم السابقة
واللاحقة ،لإظهار دولتهم وحقهم " ) أقول : أنا شخصياً قد قرأت في كثير من كتبهم
رجعة الأئمة الإحدا عشر بل ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الحياة الدنيا
وقيام إمامهم الموهوم الثاني عشر بإحياء أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وتعذيبهما ثم
حرقهما وإحياء أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وإقامة الحد عليها - لعن الله كل من
يسب أم المؤمنين وحبيبة رسول رب العالمين والطعن في عرضها كفر يخرج صاحبه من الملة
بلا نقاش أو قيل وقال - كما يقوم الوهم المنتظر بقتل العرب وقريش وبني هاشم ويسلم
من سيفه الكفار واليهود والنصارى !!!! ومن قرأ "الأنوار النعمانية" و "تاريخ ما بعد
الظهور" وغيرها من كتبهم سيجد ما يندى له الجبين عن الرجعة الخرافية المخزية والتي
هي من أصول دينهم كما جاء في مصادرهم الأصلية "ليس منا من لم يؤمن بكرتنا" أي
رجعتنا !!!! الموقف من أبي بكر وعمر كلام رائع وفذ لا يحتاج إلى تعليق أنقله بتمامه
لفائدته الكبيرة حيث يقول وتحت العنوان السابق من ص154-156 : ( أما زيدية اليمن فإن
موقفهم ممن سبق الإمام علي بالخلافة ،وهما الصحابيان الجليلان أبو بكر وعمر ( رضي
الله عنهما ) يختلف عن موقف الإمامية تجاههما ،حيث أن زيدية اليمن يرضون عنهما ،كما
أجازوا إمامتها ،أسوة بسلوك الإمام علي نفسه الذي لم ينازعهما فيها.
لذلك فإن
الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ،عندما اشترط عليه أهل الكوفة
التبرؤ منهما لكي يناصروه على أعدائه ،قال "لا أقول فيهما إلا خيراً ،وما سمعت أبي
يقول فيهما إلا خيراً" فرفضوه ،فسموا لذلك الرافضة.
وعلى نهج الإمام زيد بن علي
وآبائه ،فيما يتعلق بالموقف من الصحابيين الجليلين أبي بكر وعمر : سار زيدية اليمن
،فرضوا عنهما واعترفوا بإمامتهما ،وقالوا بجواز إمامة المفضول في وجود الأفضل ،كما
ذهب إلى ذلك الإمام زيد ،ونقدوا من كفر الذين تقدموا على الإمام علي في الخلافة
،وممن نقدهم الإمام يحي بن حمزة ،فقال : إن تكفير من تقدم على علي في الخلافة "خطأ
وجهالة وجرأة على الله تعالى ،لأن إيمان من تقدم عليه من الصحابة معلوم ،وإخراجهم
عنه مشكوك فيه".
ذلك هو موقف زيدية اليمن ممن سبقوا الإمام علي في الخلافة وهم
بذلك قد اقتدوا بموقف الإمام علي نفسه ،وموقف أولاده من بعده ،تجاه الخلفاء الثلاثة
.
ففي الحقيقة أن الإمام علي لم ينازع أحداً ممن سبقوه في الخلافة ،ولم يكفر
أحداً منهم ،أو يفسقه ،أو يتبرأ منه ،فكان بذلك قدوة لمن سيأتي بعده من آل بيته ومن
محبيه ،فما بال من يدعي حبه الآن ،يخالفون أفعاله ،ويتعصبون لما لم يتعصب له
ويكفرون من لم يكفره ،ويفسقون من لم يفسقه ،ويتبرؤون ممن لم يتبرأ منه. . ؟ وما بال
من يقول بذلك ،في حين أنه قد بايع كل واحد ممن سبقوه ،ورضي بخلافة كل منهم. . ؟ إن
من سلوك الإمام علي كرم الله وجهه ،تجاه الخلفاء الذين سبقوه : يتضح أن من يكفرهم
أو يفسقهم أو من يتبرأ منهم أو من يلعنهم ،إنما يقوم بمخالفة موقف الإمام علي تجاه
أولئك الذين سبقوه ،كما يقوم بابتداع شيء لم يكن معهوداً عند الإمام علي أو عند أحد
من آل البيت ،لذلك فإن تكفيرهم أو تفسيقهم أو لعنهم أو التبرؤ منهم أو من أي واحد
منهم سواء في الماضي أو في الوقت الحاضر ،إنما هو ابتداع غير محمود ،كما هو نوع من
المزايدة المقيتة التي لم تؤثر عن الإمام علي (كرم الله وجهه ) ولا عن أحد من آل
البيت ،ومثالاً على ذلك قول الإمام (زيد بن علي ) المشار إليه آنفا ،وأضيف إلى ذلك
المثال ،مثالاً آخر ،تضمن صراحة ،رفض الإمام زين العابدين ( علي بن الحسين عليه
السلام ) لذلك النوع من المزايدة المقيتة ،فقد روى المُزي في (تهذيب الكمال ) وكذا
الحافظ ابن كثير : قصة القوم الذين قدموا المدينة من العراق ،فسبوا أبا بكر وعمر ثم
عثمان عند الإمام ( علي بن الحسين ) ،فقال لهم سائلاً : (( أأنتم من المهاجرين" (
الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانا وينصرون الله
ورسوله" ) ؟ قالوا : لسنا منهم ،قال : أفأنتم من الذين قال الله عز وجل فيهم : (
"والذين تبوأو الدار والإيمان من قبلهم ،يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم
حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ،ومن يوق شح نفسه فأولئك هم
المفلحون" )؟ قالوا : لسنا منهم ،قال لهم : أما أنتم فقد تبرأتم من الفريقين أن
تكونوا منهم ،وأنا أشهد أنكم لستم من الفرقة الثالثة ، الذين قال الله عز وجل فيهم
: ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان
ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) قوموا عني : لا قرب الله
داركم ،فإنكم متسترون بالإسلام ولستم من أهله )).
فهذا الرفض القوي من آل البيت
لمن يطعن في من سبق الإمام علي بالخلافة ،وكذا الحكم بأن الطاعنين لهم ليسوا من أهل
الإسلام ،إنما يدل على حرص آل البيت على احترام أبي بكر وعمر وعثمان ،باعتبارهم من
كبار الصحابة وعدم سماح آل البيت لأحد أن ينال من أي واحد منهم. ) أبو بكر وعمر
وفساد ذات البين يواصل الحديث فيقول في ص157 : ( ولقد أوردت كلام الإمام ( زيد بن
علي ) ثم كلام والده الإمام زين العابدين ( علي بن الحسين ) عليهما السلام ،لعل ذلك
يكون مقنعاً بتغيير المواقف السلبية من الخلفاء الثلاثة عند من لا يزالون حتى وقتنا
الحاضر يطعنون فيهم ،فالمواقف السلبية ضد أولئك الثلاثة لن تغير مما مضى شيئاً ،كما
أنها ليست من أصول الدين ولا من فروعه ،ولو كانت كذلك : لكان الإمام علي وآل البيت
عليهم السلام ،قد اعتمدوها ،ولكانوا قد أقروا الفئات التي اتخذت تلك المواقف
السلبية من الخلفاء الثلاثة على مواقفها ،لكنهم - كما تبين من أقوال الإمام زين
العابدين ،ومن أقوال الإمام زيد بن علي - قد رفضوا تلك المواقف ،ورفضوا أصحابها ،في
الوقت الذي كانوا فيه أشد الحاجة إلى المناصرة والمؤازرة ،وما ذلك إلا لكون تلك
المواقف في مفاهيمهم تسببُ فساد ذات البين في صفوف المسلمين ،التي هي الحالقة
لدينهم وقوتهم ووحدة صفهم.
وبذلك يتبين لكل ذي بصيرة وبصر : أن تلك المواقف
السلبية ممن سبقوا الإمام علي بالخلافة ،إنما هي مخالفة لموقف الإمام علي نفسه
ولمواقف آل البيت من بعده تجاههم. هذا من ناحية ،ومن ناحية ثانية ،ليس لأحد الحق في
أن يُخاصم (نيابة عن الإمام علي ) من سبقه بالخلافة ،لأن الإمام علي نفسه ( وهو
صاحب الشأن ) لم يوكل أحداً في حياته ،ولم يترك لأحد توكيلاً لأن يخاصم بعد مماته
أولئك نيابة عنه ،وبالتالي فإن إصدار الأحكام بالتفكير أو التفسيق أو التبرؤ منهم
أو باللعن ،ليس لها أي مسوغ شرعي ،فلماذا يقيم البعض أنفسهم خصوماً وحكاماً في قضية
لم تتوفر لهم فيها من صاحب الشأن المسوغات الشرعية ؟.
ولما لم تتوفر لأحد من
الإمام علي نفسه أو من ولديه الحسن والحسين تلك المسوغات ،فليس لمخلوق على وجه
الأرض أن يحشر أنفه في قضية لم يسد أحد إليه أمرها ) أبو بكر وعمر وإثارة الكراهية
يذكر بكل وضوح من الذي يتسبب في كراهية بعض المسلمين لبعضهم الآخر وتفريق كلمتهم
وتمزيق وحدتهم فيقول في ص158 : ( لذا : فإن من الواجب المحتم أن يعرف الجميع أن تلك
المواقف السلبية من الخلفاء الثلاثة : إنما تؤدي إلى إغراق المسلمين في قضايا
ماضوية لا تفيد المسلمين شيئاً ،وخاصة في الوقت الراهن ( القرن الخامس عشر للهجرة )
وإنما تثمر أشد الأمور فساداً لشؤونهم ،وهو إثارة كراهية بعض المسلمين لبعضهم الآخر
،وتشتيت شملهم ،وتفريق كلمتهم ،وتمزيق وحدتهم ،في حين أن المسلمين في الوقت الحاضر
أحوج ما يكونون إلى وحدة الكلمة ووحدة الصف ،لمجابهة أعداء الإسلام والمسلمين الذين
قد تكالبوا علينا وعلى ثرواتنا من كل جانب ،واستخدموا ضدنا وضد عقيدتنا كل الوسائل
التي بأيديهم.
)

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد