زايد
منصور الجدري
منصور الجدري
يعتبر الفساد من الموضوعات شديدة التعقيد بسبب
كثرة تشعباته وفروعه ووسائله، وقد نجهل الكثير عن هذه القضية فما أسبابها ودوافعها
ومبررات مرتكبيها؟ ولكن يمكن استخلاص بعض الأفكار الرئيسية في هذا الموضوع ومنها
السبب الرئيسي لحدوث الفساد وهو عدم الخوف من الله وموت الضمير وضعف الوازع الديني
لدى مرتكبي الفساد، هذه فكرة رئيسية من هذا الموضوع المعقد وقد تسوقنا هذه الفكرة إلى فكرة أساسية أخرى وهي غياب
وضعف الرقابة والمحاسبة والمعاقبة لمرتكبي الفساد وهذا ما يشجعهم على الاستمرار في
فسادهم ويشجع الآخرين بالحذو حذوهم فليس هناك ما يردعهم عن ارتكابه وليس هناك ما
يخوفهم من القيام به والإقدام عليه أيضاً هناك شيء هو عدم وجود رغبة حقيقية وإرادة
صادقة لاجتثاثه والقضاء عليه، فالجهات المعنية بمحاربة الفساد تقتصر إنجازاتها في
هذا المجال على الدعاية المنعدمة على أرض الواقع، فقد نظل ونسمع ونقرأ إنجازاتهم
ولكننا لا نلتمس إنجازات من الواقع، فقد نظل ونسمع ونقرأ إنجازاتهم ولكننا لا نلتمس
إنجازات من الواقع، إن الجهات المعنية بمحاربة الفساد تركز كل اهتمامها على الدعاية
والإعلان والمبالغة في الحديث عن الإنجازات كنوع من سد عجزها وتقصيرها وفشلها في
محاربة الفساد والقضاء عليه وربما أنهم في كثير من الأحيان ينسون بأنهم الجهة
المعنية للقضاء على الفساد فقد يقرأون أو يستقبلون قضايا الفساد كأي شخص وكأي موظف
لا يعنيه هذا الأمر وقراءته ليست إلا من باب حب الإطلاع.
إن ما نخشاه هو أن يكون
الفساد قد وصل إلى أعضاء هيئة محاربة الفساد المعنية بالقضاء عليه، لقد استطاع
الفساد أن يصبح قوة لا تقهر ولا تهزم، وقد نجح في تحطيم أي آمال للمجتمع في النهوض
والتقدم، صار المجتمع يعرف بأن إصلاح الأوضاع والتقدم ليس أكثر من حلم لا يمكن
ويستحيل تحقيقه، لا أظن بأن هيئة محاربة الفساد قد وضعت لنفسها أهدافاً رئيسية
يسعون لتحقيقها أو وسائل يسيرون خلالها لمحاربة الفساد للوصول إلى هدف القضاء عليه،
لا أظن الهيئة وضعت لها آلية وإستراتيجية كيف يحاربون الفساد وكيف يقضون عليه؟ إذا
كانت لديهم رغبة حقيقية في القضاء على الفساد فإنهم لن يحتاجوا لبذل الجهود في
البحث عن الفساد لأن الفساد واضح وصريح وسيتواجهون معه حين يرغبون في مقارعته
ومصارعته ومحاربته، أظن بأن الأمر بالنسبة لأعضاء الهيئة ليس أكثر من وظيفة يستلمون
من خلالها مرتباتهم على حضورهم إلى الهيئة دون أدنى فائدة أو منفعة من الحضور أو
تحقيق هدف من تلك الأهداف التي أنشئت على أساسها أو من أجلها، وربما أنهم حتى غير
ملتزمين وغير منضبطين في حضورهم، وإذا كانوا بحضورهم ومداومتهم وممارستهم لوظيفتهم
يقومون بأعمال تخص الفساد ومحاربته فما هي منجزاتهم في هذا المجال منذ أن أنشئت
الهيئة؟ وكم عدد القضايا التي تم إنجازها أم أنهم لا يرون فساداً كي يحاربوه؟ هل
يعيشون في كوكب آخر خالٍ من الفساد؟ على الهيئة أن تقوم بمهامها وتبدأ من الآن
لأنها لم تبدأ حتى الآن وعليها أن تبدأ بنفسها وأعضائها المنتسبين والعاملين فيها؟
لماذا لا يقوم موظفو الهيئة بالنزول الميداني إلى المنشآت والمؤسسات الحكومية، لا
أظن بأن هناك مؤسسة أو جهة أو أي منشأة حكومية أو خاصة خالية من الفساد، صار الفساد
واسع لانتشار وإنشاء هذه الهيئة لم يحد من انتشاره أو يمنع استمراره أو يمنع حدوث
قضايا جديدة وكأني أشعر بسعادة الفاسدين بهذه الهيئة عديمة الجدوى وعديمة الفائدة
التي وجودها لا يشكل أي خطر أو تهديد عليهم وعلى فسادهم، إذا كانت الهيئة ترى بأنها
عاجزة عن محاربة الفساد فإني أقترح أن تقدم استقالتها وليس عيباً أن تعترف بأن
الفساد أصبح أقوى منها ومن صلاحياتها، رغم أن الفساد معروف والقضاء عليه لا يحتاج
لمقترحات وإبداعات واختراعات إنما يحتاج الأمر لرغبة حقيقية وإرادة صادقة وسيتحقق
ذلك دون أدنى شك، إن ما كتبناه ليس أكثر من تفريج لما تضيق به صدورنا من الفساد
والفاسدين والهيئة المعنية بمحاربته ومحاربتهم لنشعر أننا أدينا بعض ما علينا من
واجب ناحية مجتمع نعيش فيه ونشعر بالولاء والمسؤولية ناحيته، وليت ذلك الإحساس
والشعور يتولد في نفوس الجميع ومنهم هيئة مكافحة الفساد التي إذا صلحت وأخلصت
والتزمت بواجباتها ومهامها نجحنا في القضاء على الفساد لكي نعيش في مجتمع خالٍ من
الفساد.
لسنا متحمسين ضد الهيئة ولكننا متحمسون ضد الفساد وضد كل من عليه
مسؤولية مكافحته ومحاربته ولم يؤدٍ مسؤولياته كما يجب لأن التقصير والتهاون كان
سبباً رئيسياً لانتشار الفساد فهل ستشعر الهيئة بذلك وتقوم بالحد من انتشاره؟
فنتمنى أن يحدث ذلك ونتمنى لهم التوفيق في ذلك.
كثرة تشعباته وفروعه ووسائله، وقد نجهل الكثير عن هذه القضية فما أسبابها ودوافعها
ومبررات مرتكبيها؟ ولكن يمكن استخلاص بعض الأفكار الرئيسية في هذا الموضوع ومنها
السبب الرئيسي لحدوث الفساد وهو عدم الخوف من الله وموت الضمير وضعف الوازع الديني
لدى مرتكبي الفساد، هذه فكرة رئيسية من هذا الموضوع المعقد وقد تسوقنا هذه الفكرة إلى فكرة أساسية أخرى وهي غياب
وضعف الرقابة والمحاسبة والمعاقبة لمرتكبي الفساد وهذا ما يشجعهم على الاستمرار في
فسادهم ويشجع الآخرين بالحذو حذوهم فليس هناك ما يردعهم عن ارتكابه وليس هناك ما
يخوفهم من القيام به والإقدام عليه أيضاً هناك شيء هو عدم وجود رغبة حقيقية وإرادة
صادقة لاجتثاثه والقضاء عليه، فالجهات المعنية بمحاربة الفساد تقتصر إنجازاتها في
هذا المجال على الدعاية المنعدمة على أرض الواقع، فقد نظل ونسمع ونقرأ إنجازاتهم
ولكننا لا نلتمس إنجازات من الواقع، فقد نظل ونسمع ونقرأ إنجازاتهم ولكننا لا نلتمس
إنجازات من الواقع، إن الجهات المعنية بمحاربة الفساد تركز كل اهتمامها على الدعاية
والإعلان والمبالغة في الحديث عن الإنجازات كنوع من سد عجزها وتقصيرها وفشلها في
محاربة الفساد والقضاء عليه وربما أنهم في كثير من الأحيان ينسون بأنهم الجهة
المعنية للقضاء على الفساد فقد يقرأون أو يستقبلون قضايا الفساد كأي شخص وكأي موظف
لا يعنيه هذا الأمر وقراءته ليست إلا من باب حب الإطلاع.
إن ما نخشاه هو أن يكون
الفساد قد وصل إلى أعضاء هيئة محاربة الفساد المعنية بالقضاء عليه، لقد استطاع
الفساد أن يصبح قوة لا تقهر ولا تهزم، وقد نجح في تحطيم أي آمال للمجتمع في النهوض
والتقدم، صار المجتمع يعرف بأن إصلاح الأوضاع والتقدم ليس أكثر من حلم لا يمكن
ويستحيل تحقيقه، لا أظن بأن هيئة محاربة الفساد قد وضعت لنفسها أهدافاً رئيسية
يسعون لتحقيقها أو وسائل يسيرون خلالها لمحاربة الفساد للوصول إلى هدف القضاء عليه،
لا أظن الهيئة وضعت لها آلية وإستراتيجية كيف يحاربون الفساد وكيف يقضون عليه؟ إذا
كانت لديهم رغبة حقيقية في القضاء على الفساد فإنهم لن يحتاجوا لبذل الجهود في
البحث عن الفساد لأن الفساد واضح وصريح وسيتواجهون معه حين يرغبون في مقارعته
ومصارعته ومحاربته، أظن بأن الأمر بالنسبة لأعضاء الهيئة ليس أكثر من وظيفة يستلمون
من خلالها مرتباتهم على حضورهم إلى الهيئة دون أدنى فائدة أو منفعة من الحضور أو
تحقيق هدف من تلك الأهداف التي أنشئت على أساسها أو من أجلها، وربما أنهم حتى غير
ملتزمين وغير منضبطين في حضورهم، وإذا كانوا بحضورهم ومداومتهم وممارستهم لوظيفتهم
يقومون بأعمال تخص الفساد ومحاربته فما هي منجزاتهم في هذا المجال منذ أن أنشئت
الهيئة؟ وكم عدد القضايا التي تم إنجازها أم أنهم لا يرون فساداً كي يحاربوه؟ هل
يعيشون في كوكب آخر خالٍ من الفساد؟ على الهيئة أن تقوم بمهامها وتبدأ من الآن
لأنها لم تبدأ حتى الآن وعليها أن تبدأ بنفسها وأعضائها المنتسبين والعاملين فيها؟
لماذا لا يقوم موظفو الهيئة بالنزول الميداني إلى المنشآت والمؤسسات الحكومية، لا
أظن بأن هناك مؤسسة أو جهة أو أي منشأة حكومية أو خاصة خالية من الفساد، صار الفساد
واسع لانتشار وإنشاء هذه الهيئة لم يحد من انتشاره أو يمنع استمراره أو يمنع حدوث
قضايا جديدة وكأني أشعر بسعادة الفاسدين بهذه الهيئة عديمة الجدوى وعديمة الفائدة
التي وجودها لا يشكل أي خطر أو تهديد عليهم وعلى فسادهم، إذا كانت الهيئة ترى بأنها
عاجزة عن محاربة الفساد فإني أقترح أن تقدم استقالتها وليس عيباً أن تعترف بأن
الفساد أصبح أقوى منها ومن صلاحياتها، رغم أن الفساد معروف والقضاء عليه لا يحتاج
لمقترحات وإبداعات واختراعات إنما يحتاج الأمر لرغبة حقيقية وإرادة صادقة وسيتحقق
ذلك دون أدنى شك، إن ما كتبناه ليس أكثر من تفريج لما تضيق به صدورنا من الفساد
والفاسدين والهيئة المعنية بمحاربته ومحاربتهم لنشعر أننا أدينا بعض ما علينا من
واجب ناحية مجتمع نعيش فيه ونشعر بالولاء والمسؤولية ناحيته، وليت ذلك الإحساس
والشعور يتولد في نفوس الجميع ومنهم هيئة مكافحة الفساد التي إذا صلحت وأخلصت
والتزمت بواجباتها ومهامها نجحنا في القضاء على الفساد لكي نعيش في مجتمع خالٍ من
الفساد.
لسنا متحمسين ضد الهيئة ولكننا متحمسون ضد الفساد وضد كل من عليه
مسؤولية مكافحته ومحاربته ولم يؤدٍ مسؤولياته كما يجب لأن التقصير والتهاون كان
سبباً رئيسياً لانتشار الفساد فهل ستشعر الهيئة بذلك وتقوم بالحد من انتشاره؟
فنتمنى أن يحدث ذلك ونتمنى لهم التوفيق في ذلك.