أحمد الجار الله
منا"في ما نشاهده من المهزلة الايرانية، اذ لم يكتف قادة النظام بافتعال ازمة عبثية
مع المملكة العربية السعودية على خلفية الممارسات السياسية الايرانية في موسم الحج
التي تتنافى مع العقيدة الاسلامية، فأوعزوا الى إمام خطبة الجمعة في مدينة مشهد أن
يرمي قنبلة فتنة جديدة في العالم الاسلامي، لا تبقي ولا تذر، حين دعا هذا الخطيب
النكرة الى جعل مدينة مشهد قبلة
المسلمين بدلا من مكة المكرمة! وقبل أي أمر آخر، لا بد من سؤال مسيلمة كذاب القرن
الواحد والعشرين: ما الاستنادات الفقهية التي جعلته يختار »مشهد« قبلة
للمسلمين..
فمما جاء في محكم التنزيل عن مكة المكرمة "إن أول بيت وضع للناس للذي
ببكة مباركًا و هدى للعالمين"و "وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ
الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا"و
"وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ"، فما
الايات التي أنزلت بمشهد حتى يطلق هذا الدعي المأجور دعوته المشبوهة هذه..
وهل
اركان الاسلام ألعوبة سياسية في ايدي زبانية المصالح العنصرية الخاصة البعيدة كل
البعد من الاسلام..
وهل تتفق الدعوة المشبوهة هذه مع فكر الامام علي (رضي الله
عنه) او مع فكر الامام الحسين(رضي الله عنه) او حتى مع الفكر الشيعي، أليست هذه
الدعوة تعديا على كل الاركان والمعتقدات الاسلامية.
ليس في معتقدات المذاهب
الاسلامية كافة، ما يشير من قريب أو بعيد، الى أي قبلة اخرى غير مكة المكرمة، وهي
التي جعلها العزيز الحكيم بيته الحرام.
هذا على المستوى الديني، اما على المستوى
السياسي فان الجنون يكمن في هذه الفكرة الشيطانية التي تكشف كل عورات النظام
الايراني، والتي لا تقف عند حدود تظاهرات سياسية في موسم الحج انفاذا لمآرب نظام
طهران، اذ ان الهدف من كل الألاعيب الامبراطورية الطاووسية القضاء على الاسلام وهدم
حركته الحضارية عبر الدعوة الى شق الصف من خلال شق الطقوس العبادية الواحدة
والثابتة والتي انزلت فيها الآيات البينات ، وهي ليست محل جدل من احد، وليست محل
اوهام الا من تسول له نفسه الامارة بالسوء التطاول حتى على ما امر به الله سبحانه
وتعالى.
ان ما اقدم عليه امام جمعة مشهد المدعو آية الله احمد علم الهدى هو
اعلان ردة واضح لا يقبل التأويل على اي محمل أخذ، والواضح ان هذا المأمور من زبانية
الاستخبارات الايرانية لتفجير واحدة من أخطر الفتن في التاريخ الاسلامي، لا يمكن
قبولها حتى من مجنون وليس من عاقل، فكيف اذا كانت سياسة نظام? وكيف اذا كان الهدف
منها جس نبض العالم الاسلامي من هكذا دعوة مشبوهة مبيتة النوايا، اذ ليس لواحد مثل
"امام جمعة" مدينة بحجم مشهد الايرانية ان يتكلم من تلقاء نفسه.
كما لا يمكن فصل
هذه الترهات عن سياسة النظام منذ بدايته حتى اليوم، وخصوصا اذا وضعت في سياقها
السياسي.
نسأل فقط هل قرأ قادة النظام الايراني والدعي المأجور إمام «خطبة جمعة»
مشهد الآية الكريمة «قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر
المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون أنه
الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون»..
وماذا يقولون فيها.
لقد بات
العالم الاسلامي مطالبا اكثر من أي وقت مضى بالوقوف بحزم بوجه المخطط التخريبي الذي
تنفذه ايران ضد المقدسات الاسلامية في المملكة العربية السعودية وبالتزامن مع
المخطط الاسرائيلي لتدمير المسجد الاقصى، فالمخططان وجهان لعملة واحدة، هي القضاء
على الاسلام، وهنا تسقط كل المبررات والترهات التي يتذرع بها شياطين الامبراطورية
الفارسية الجديدة ومعهم شياطين الصهيونية، و تظهر بوضوح طبيعة العلاقة بين العدوين
اللدودين للاسلام، فهل تحركت الاصول اليهودية لدى البعض وبتنا بين فكي كماشة
لمحاربة الاسلام والمسلمين.