مقراط
الشيخ عادل حمود الصبري بتعرضه لعملية اختطاف مع سيارته نهار السبت الموافق 31
أكتوبر الماضي في مديرية جعار م/أبين من قبل عناصر خارجة عن النظام والقانون تعتبر
حادثة إجرامية بحد ذاتها ولم يسبق لأية عصابات مهما كانت همجيتها وجرأتها أن اختطفت
مسؤول بهذا المستوى الرفيع والمكانة الاجتماعية رغم تفاقم ظواهر التقطع واختطاف
السيارات التي تفشت مؤخراً بصورة خطيرة ومروعة في العديد من المناطق والمحافظات
ويتصدر جعار قائمتها الأولى.
*
لقد كان الوكيل الصبري قبل اختطافه يقود سيارته بنفسه وتخلى عن الحراسة لشعوره
بالأمان وأنه ليس عنده أية مشاكل أو ثارات عند أحد حيث عرف منذ تعيينه قبل نحو خمس
سنوات في أبين بطيابته ودماثة أخلاقه وشهامته وحبه للعمل والإخلاص لقضايا الناس
والتدخل لمعالجتها بكل امكانياته ولم يتوقع أن يصل تهور أية عناصر إلى اختطافه
والإنطلاق بسيارته إلى وسط منطقة صحراء باتجاه عدن ومن ثم تركه ليمشي لساعات حتى
وصل فجراً منهمكاً إلى الخط العام لطريق عدن أبين وأسف من قبل الخيرين وهو في
حالة مؤلمة ومحزنة يندى لها جبين الإنسانية، وفي الوقت ذاته كانت أسرته وأطفاله
القصر ينتظرونه بفارغ الصبر وفي أسوأ حالاتهم ولحظات الرعب والحزن التي روعتهم
لغياب عائلهم ولا يعرفون مصيره، والأرجح أن الخاطفين لم يفكروا لحظة واحدة بهذه
المأساة وأن الوكيل الصبري ضيفاً عزيزاً جاء لخدمتهم قبل أن يكون مسؤولاً ومن بلاد
الحيمتين وليس بينه وبين واحد أية خلافات فضلاً عن أنه مسؤولاً محترماً ونجل الشيخ
المناضل السبتمبري الراحل حمود الصبري أحد كبار مشائخ صنعاء ومن رموز النضال
الحقيقيين ضد النظام الملكي الكهنوتي ومن أبطال حرب السبعين يوماً.
* اللافت
للنظر أنه وقبل حادثة اختطاف الوكيل الشيخ/ عادل الصبري من جعار كانت جريمة قتل
مؤسفة حدثت بنفس المدينة عندما قامت عناصر باقتحام أمن المديرية للإفراج عن سجين
وحين تصدى لهم رجال الأمن استشد الجندي علي سالم المرقشي نجل شقيق مدير الأمن
العميد الشيخ علي مطيري شفاه الله استشهد علي المرقشي رحمه الله ؟؟ فوق الواجب وهو
في ربيع العمر وكلاء الحادثتين هزت مدينة جعار التي عادت إلى الواجهة مؤخراً في
تصاعد الحوادث الأمنية التي ترتكبها عناصر من الشبان بعد أن أيقنت بالفجوة الأمنية
وشحة الامكانيات التي تشكو منها إدارة الأمن منذ انتهاء الحملة الأمنية التي قادها
وزير الدفاع في إبريل الماضي.
* الحاصل أن مديرية خنفر جعار تمر بأوضاع أمنية
حرجة بعد هدوء نسبي بسيط عقب جملة مطاردة العناصر المطلوبة التي وإن كنا قد هولنا
لها كثيراً حفاظاً على دعم نجاحها واستمرار ضبط الأمن وإحلال السكينة إلا أنها لم
تحقق كل الأهداف المفترض تنفيذها وأعقبها تأخر في توفير الامكانيات الضرورية لإدارة
الأمن أهمها الأطقم والقوة الأمنية المهنية المؤهلة لمواجهة التحديات الأمنية
الجسيمة في مدينة بكت بتدمير مبانيها الإدارية وحاجز الخوف المسكون في
مجتمعها.
* بقي القول أن حادثة اختطاف الوكيل الصبري واقتحام سجن أمن جعار
واغتيال أحد الجنود وكذا حادثة التفجير بسوء الإدارة الأمن العام بعاصمة المحافظة
زنجبار في اليوم نفسه مؤشرات خطيرة تنذر بتصاعدها وإلى ما هو أسوء من ذلك وما لم
يكون في الحسبان إذا لم يكن هناك تغيير في التكتيك الأمني مدروس لمواجهة العصابات
الهمجية العابثة بالأمن والاستقرار التي لا بد من وضع حداً لجرائمها التي تجاوزت كل
الثوابت الوطنية والقيم الدينية والإنسانية التي تردعها بعد أن صارت تتفاخر بسبب
كثرة التسامح وقرارات العفو عنها غير مدركة أنه في النهاية يموت البطل وينتصر الحق
ويزهق الباطل والله المستعان.