مصطفى الدفعي
تواجدت هناك "إمبراطوريات"
امتلأت بالأطماع فخرجت عن نطاق حدودها لتسيطر ولتحتكم في كافة الشعوب وتبتلعها
وتدوس على كرامتها وتدلها حتى تظهر إمبراطورية جديدة أخرى فيحدث الصراع بين
الإمبراطوريتين الكبيرتين وتدحر أحدهما الأخرى وتنفرد بالسيطرة والقدرة على غير
القادرين حتى تظهر إمبراطورية أخرى جديدة قوية وتبدأ الصراع مع تلك الباطشة
وتحاربها وتنتصر عليها في النهاية
وهكذا تتكرر الدائرة وتعيد نفسها من جديد ويشير التاريخ إلى أنه قبل ظهور الإسلام
كانت هناك إمبراطوريتان تتصارعان وتتنازعان السلطة في العالم "الروم والفرس" وتهاوت
الواحدة بعد الأخرى ثم في العصر الحديث تدخل ألمانيا في ثوب مبتكر للقوة حربين
عالميتين الأولى والثانية وتخسر في المرتين ليعود ظهور ذلك الثبوت في قوة متعددة
تتهاوت الواحدة بعد الأخرى، حتى يصل العالم كما هو معروف إلى قوة واحدة لا تتمكن من
الهروب إذا ما جاء وقت الانحدار والسقوط.
هذا هو تاريخ الأقوياء وهم غالباً ما
تغريهم القوة بالجبروت وبالهيمنة وبالبطش الدائم لتزايد تلك السلطة الغاشمة على كل
من ليس في قدرها من القوة والمصالح الوقتية فيتوالى ويتكرر البطش والهيمنة والعدوان
على الشعوب، ولكن إلى متى وإلى أي حد من الزمن؟ هنا يشير التاريخ ويقول تبزغ
المعاني الدامية العظيمة لمقاومة..
الكفاح ..
النضال..
الفداء..
صعود
معطيات كرامة الوطن فوق كل القمم..
حيث تهون الحياة من أجل تلك الكرامة ومن أجل
حرية المواطن ليعطي التاريخ النماذج المدوية..
المضيئة عن انتصار من يقال عنهم
"الأضعف" بقوة تلك المعاني المصبوغة بالدم وبالتضحية وبالشهادة حتى يبقى الوطن
منتصراً رافعاً رايته حراً، والله من وراء القصد.