;

وصمت الأذان في الأقصى! 818

2009-11-03 03:57:13

د. عبد
العزيز المقالح


ليس ثمة شك في أن تصعيد العدوان الصهيوني في
المرحلة الراهنة وتماديه في الظهور بكامل وحشيته ليس سوى النتيجة الحتمية للوضع
الفلسطيني البائس والمنقسم على نفسه، والنتيجة الحتمية أيضاً للوضع العربي الذي لا
يقل بؤساً وانقساماً في المواقف والتخبط في الآراء.
ولهذا
وذاك لا غرابة أن يتنصل العدو الصهيوني من كل
الالتزامات الدولية، وأن يظهر من خلال صقوره المتعطشة للدم رافضاً لكل المبادرات
والحلول، سواء تلك التي تطرحها الإدارة الأمريكية أو تلك التي يطرحها الاتحاد
الأوروبي.
وما يؤسف له أن الوضع الفلسطيني بما يدور بين أطرافه من خلافات وشتائم
والوضع العربي بما يبديه من تخاذل وتجاهل يشجع العدو على ارتكاب ما لم يكن مسبوقاً،
ويجعله حراً في ممارسة كل ما يستطيع ممارسته من عدوان واعتقال واعتداء على الأماكن
المقدسة وفي المقدمة ما يحدث للأقصى.
وإذا كان قد أصبح من رابع المستحيلات- كما
يقول بعض المتشائمين- إصلاح ذات البين وإعادة الوئام والانسجام إلى البيت الفلسطيني
صاحب أوضح قضية وأحفلها بالإجماع، فإن إصلاح البيت العربي يبدو أكثر استحالة، وفي
حال كهذه ماذا نتوقع؟ وماذا يمنع العدو المتوحش من أن يستغل الظرف المناسب له ويسعى
إلى فرض ما كان يرى بعضه مستحيلاً، وأن ينجح في منع الأذان من الأقصى لأول مرة منذ
ارتفع ذلك الصوت في ذلك المكان المقدس؟ ثم ماذا يمنعه- كما يقول زعيم فلسطيني- من
تقسيم المسجد الأقصى كما سبق له تقسيم الحرم الإبراهيمي؟ بل ماذا يمنعه من أن يقيم
هيكله على أنقاض المسجد الأقصى الذي احتله أخيراً ومنع الأذان في رحابه الطاهرة؟!
لقد انشغل الجميع، جميع الفلسطينيين، وجميع العرب بصراعاتهم ومنازعاتهم وذهبوا
بعيداً في الانشغال بالقضايا التافهة -على حد تعبير زعيم فلسطيني آخر- وصارت
التفاهات والأمور الصغيرة تتحكم في أفعالهم وردود أفعالها لا سيما بين أبناء
القضية، وهم من يقع على عاتقهم توحيد الرؤية العربية نحو هذه القضية، ومقاومة كل
خلل يعتريها، لما يترتب على ذلك من إخلال بالدعم المشترك ووقوف الوطن العربي
مجتمعاً بكل صدق وإخلاص مع القضية التي تهم الحاضر والمستقبل وتمس العقيدة
والمشاعر، ولم يعد موضع شك في أن بعض الأنظمة قد وجدت في الخلافات الفلسطينية
وتصاعدها فرصة للتخلي عن مسؤوليتها، مبررة ذلك التخلي بإظهار الحرص على عدم مساندة
فريق ضد آخر.
إن رأب الصدع الفلسطيني- الفلسطيني يبدو للباحث والناظر في القضايا
العربية الراهنة أسهل بما لا يقاس من رأب الصدع العربي- العربي.
والسنوات
الأخيرة من عمر الصراع الفلسطيني استطاعت أن تفرز بوضوح المواقف، وبات في مقدور
الغالبية التي يؤذيها استمرار الخلافات أن تضع حلاً لما يحدث في منأى عن الخطابين
المتنافسين، وفي تقديم رؤية تقوم على إنهاء السلطة أو تجميدها كونها أساس الخلافات
ومصدر المنازعات، وخير للشعب الفلسطيني الخاضع لاحتلال مباشر وغير مباشر أن يعيش
تحت وطأة الاحتلال من أن يعيش تحت وطأة الخلافات والانقسامات التي حولت القتال ضد
العدو إلى اقتتال بين الأهل تحت مسميات ومقولات لا تخضع لمنطق أو تجد لها سنداً من
أخلاق وضمير.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد المياحي

2024-09-21 22:40:48

عن سبتمبر

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد