عبدالوارث
النجري
النجري
نظراً لغياب رؤية وطنية مستقلة في هذا البلد
الحبيب تعمل على دفع عجلة التنمية ورفد الاقتصاد الوطني ورفع مستوى دخل الفرد مما
يسهم في استقرار البلاد سياسياً واقتصادياً، وبسبب الخطط الفاشلة للحزب الحاكم منذ
إنفراده في الحكم عقب انتخابات 1997م النيابية،وجراء ضعف دور المعارضة رغم تكتلها
المشترك وإفلاسها لمشروع وطني يلبي متطلبات المرحلة القادمة،ولما سبق استطاعت الكثير من المشاريع المستوردة أن تمارس
نشاطها بكل حرية وأمان وبسرية تامة وتحت مسميات وأقنعة مختلفة خلال الفترة ما بين
94 2000م ومن تلك المشاريع الحركة الحوثية وتنظيم الشباب المؤمن، ذلك التيار الذي
تم التخطيط لإنشائه بدراسة ميدانية وفكرية دقيقة، حصل على إثرها تنظيم الشباب
المؤمن التأييد والدعم من قبل جهات عدة وفي مقدمتها الحزب الحاكم اليوم المؤتمر
الشعبي العام.
العوامل المساعدة لتوسع الحركة الحوثية: 1 عوامل جغرافية: حيث
تمتاز مديريات محافظة صعدة بجبالها الشاهقة ووعورة طرقها الريفية التي تربط القرى
فيما بينها، وهذا بلاشك يشكل صعوبة كبيرة أمام الدولة أو بالأصح القوات المسلحة
والجيش في متابعة عناصر التمرد والوصول إليها والقضاء على عناصره المسلحة المتخندقة
في تلك الجبال والسهول.
2 عوامل فكرية: وهذا يعد العامل الأهم والمساعد في
انتشار الحركة الحوثية المتمردة على الدولة ، حيث تعد محافظة صعدة ومنذ مئات السنين
هي الموطن الأصلي للمذهب الزيدي ودعوات الإمامة هذا من جانب ومن جانب آخر اعتبار
المحافظة بمختلف مديرياتها من المناطق النائية في الجمهورية اليمنية، ففي الوقت
الذي شهدت فيه جميع محافظات الجمهورية، انتشار العلم وبناء المدارس والمستشفيات
والمستوصفات وإقبال المواطنين على تعليم أبنائهم ونشر التوعية والثقافة والتقنية
والعلوم المختلفة لتنوير عقول الناس وبالذات الشباب، كانت هناك بعض المحافظات
الحدودية ومنها محافظة صعدة والجوف ومأرب لا تزال تعيش في عصور الإمامة والجهل
والتكنولوجيا وتقنية المعلومات والإنترنت وغيرها، حيث ظل الكثير من الناس في تلك
المحافظات محدودي الفكر على الفصول الأولى وفك الخط أو الالتحاق بمراكز تحفيظ
القرآن والعلوم الشرعية الأخرى، وهذا ما كانت تمتاز به صعدة موطن المذهب الزيدي كما
أسلفنا سابقاً، حيث دفع الكثير من المواطنين أبنائهم إلى مراكز ومدارس تنظيم الشباب
المؤمن ومن بعد الحركة الحوثية بهدف تعليم العلوم الشرعية وبالذات ما يتعلق بالمذهب
الزيدي، ومن هنا استطاع محمد بدر الدين الحوثي وأخوه حسين بدر الدين الحوثي استغلال
الوضع وتبديل ملازم تنظيم الشباب المؤمن من أصول المذهب الزيدي إلى أفكار الاثنى
عشرية الصفوية بقناع العلوم الشرعية والمذهب الزيدي.
ونظراً لأن معظم الملتحقين
في تلك المراكز كانت أعمارهم لا تتجاوز ما بين "7-13" عاماً استطاع الحوثي وأتباعه
إجراء عملية غسيل للطلاب الدارسين ومن ثم اتباعه، وبعدها تحولت ملازم حسين الحوثي
إلى قرائن وحجج وأدلة لأتباعه من بعده بدلاً عن كتاب الله وسنة رسوله، وفي بداية
الحرب الأولى بين الدولة والحوثيين أوهم حسين الحوثي أتباعه وكذا كافة أبناء محافظة
صعدة وطلاب مراكز الشباب المؤمن في كثير من محافظات الجمهورية بأن هدف الدولة من
تلك الحرب ليس ما تدعيه أنه بسبب تمرد حسين بدر الدين الحوثي ومعاداته للنظام
الجمهوري، بل إن الهدف الحقيقي حسب زعم الصريع حسين هو القضاء على المذهب
الزيدي وإلى الأبد وفق مخططات عدائية خارجية وفي مقدمتها الولايات المتحدة
الأميركية والسعودية وغيرها خاصة وأن المذهب الزيدي هو الوحيد المتعاطف مع إيران في
خلافها مع أميركا وكذا مع حزب الله والقضية الفلسطينية، وهكذا كان يروج حسين الحوثي
وأتباعه تلك الأفكار والمبررات الواهية بين مواطني وشباب محافظة صعدة وبعض
المحافظات المجاورة وغيرها شديدة التعصب مع المذهب الزيدي، وبسبب انتشار الجهل
والأمية في تلك المحافظات بالإضافة إلى غياب دور المؤسسات الحكومية في فضح مزاعم
وتلفيقات حسين الحوثي وأنصاره وغياب الدور الإعلامي الحكومي في تغطية مجريات الحرب
الأولى بين الدولة والحوثيين، كل ما سبق بالإضافة إلى ضعف الجانب اللوجستي خلال تلك
الفترة في محافظة صعدة رغم أن الدولة خرجت في انتصار ساحق على تلك العصابة الضالة
إلا أن عصابة الحوثي لاقت تعاطفاً كبيراً من قبل الكثير من شباب مديريات محافظة
صعدة وعمران والجوف وغيرها وتحول الصريع حسين الحوثي من أستاذ محاضر إلى أسطورة
قيادية دينية وعسكرية لدى أنصاره والمتعاطفين معهم، ومن تلك الأسباب أيضاً قيام
الدولة بعد انتهاء الحرب الأولى بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين من أتباع الحوثي
وأنصاره واحتضان أسرته وفي مقدمتهم والده بدر الدين الحوثي ومنحهم الحرية والعطايا،
وكذلك دور أحزاب المعارضة الذي كان ولا يزال يقلل من حجم خطورة الحركة والتمرد
الحوثي على أمن واستقرار الوطن، كل ما سبق ساهم في عودة التمرد أكثر قوة وتكتيكاً
وانتشاراً.
الحبيب تعمل على دفع عجلة التنمية ورفد الاقتصاد الوطني ورفع مستوى دخل الفرد مما
يسهم في استقرار البلاد سياسياً واقتصادياً، وبسبب الخطط الفاشلة للحزب الحاكم منذ
إنفراده في الحكم عقب انتخابات 1997م النيابية،وجراء ضعف دور المعارضة رغم تكتلها
المشترك وإفلاسها لمشروع وطني يلبي متطلبات المرحلة القادمة،ولما سبق استطاعت الكثير من المشاريع المستوردة أن تمارس
نشاطها بكل حرية وأمان وبسرية تامة وتحت مسميات وأقنعة مختلفة خلال الفترة ما بين
94 2000م ومن تلك المشاريع الحركة الحوثية وتنظيم الشباب المؤمن، ذلك التيار الذي
تم التخطيط لإنشائه بدراسة ميدانية وفكرية دقيقة، حصل على إثرها تنظيم الشباب
المؤمن التأييد والدعم من قبل جهات عدة وفي مقدمتها الحزب الحاكم اليوم المؤتمر
الشعبي العام.
العوامل المساعدة لتوسع الحركة الحوثية: 1 عوامل جغرافية: حيث
تمتاز مديريات محافظة صعدة بجبالها الشاهقة ووعورة طرقها الريفية التي تربط القرى
فيما بينها، وهذا بلاشك يشكل صعوبة كبيرة أمام الدولة أو بالأصح القوات المسلحة
والجيش في متابعة عناصر التمرد والوصول إليها والقضاء على عناصره المسلحة المتخندقة
في تلك الجبال والسهول.
2 عوامل فكرية: وهذا يعد العامل الأهم والمساعد في
انتشار الحركة الحوثية المتمردة على الدولة ، حيث تعد محافظة صعدة ومنذ مئات السنين
هي الموطن الأصلي للمذهب الزيدي ودعوات الإمامة هذا من جانب ومن جانب آخر اعتبار
المحافظة بمختلف مديرياتها من المناطق النائية في الجمهورية اليمنية، ففي الوقت
الذي شهدت فيه جميع محافظات الجمهورية، انتشار العلم وبناء المدارس والمستشفيات
والمستوصفات وإقبال المواطنين على تعليم أبنائهم ونشر التوعية والثقافة والتقنية
والعلوم المختلفة لتنوير عقول الناس وبالذات الشباب، كانت هناك بعض المحافظات
الحدودية ومنها محافظة صعدة والجوف ومأرب لا تزال تعيش في عصور الإمامة والجهل
والتكنولوجيا وتقنية المعلومات والإنترنت وغيرها، حيث ظل الكثير من الناس في تلك
المحافظات محدودي الفكر على الفصول الأولى وفك الخط أو الالتحاق بمراكز تحفيظ
القرآن والعلوم الشرعية الأخرى، وهذا ما كانت تمتاز به صعدة موطن المذهب الزيدي كما
أسلفنا سابقاً، حيث دفع الكثير من المواطنين أبنائهم إلى مراكز ومدارس تنظيم الشباب
المؤمن ومن بعد الحركة الحوثية بهدف تعليم العلوم الشرعية وبالذات ما يتعلق بالمذهب
الزيدي، ومن هنا استطاع محمد بدر الدين الحوثي وأخوه حسين بدر الدين الحوثي استغلال
الوضع وتبديل ملازم تنظيم الشباب المؤمن من أصول المذهب الزيدي إلى أفكار الاثنى
عشرية الصفوية بقناع العلوم الشرعية والمذهب الزيدي.
ونظراً لأن معظم الملتحقين
في تلك المراكز كانت أعمارهم لا تتجاوز ما بين "7-13" عاماً استطاع الحوثي وأتباعه
إجراء عملية غسيل للطلاب الدارسين ومن ثم اتباعه، وبعدها تحولت ملازم حسين الحوثي
إلى قرائن وحجج وأدلة لأتباعه من بعده بدلاً عن كتاب الله وسنة رسوله، وفي بداية
الحرب الأولى بين الدولة والحوثيين أوهم حسين الحوثي أتباعه وكذا كافة أبناء محافظة
صعدة وطلاب مراكز الشباب المؤمن في كثير من محافظات الجمهورية بأن هدف الدولة من
تلك الحرب ليس ما تدعيه أنه بسبب تمرد حسين بدر الدين الحوثي ومعاداته للنظام
الجمهوري، بل إن الهدف الحقيقي حسب زعم الصريع حسين هو القضاء على المذهب
الزيدي وإلى الأبد وفق مخططات عدائية خارجية وفي مقدمتها الولايات المتحدة
الأميركية والسعودية وغيرها خاصة وأن المذهب الزيدي هو الوحيد المتعاطف مع إيران في
خلافها مع أميركا وكذا مع حزب الله والقضية الفلسطينية، وهكذا كان يروج حسين الحوثي
وأتباعه تلك الأفكار والمبررات الواهية بين مواطني وشباب محافظة صعدة وبعض
المحافظات المجاورة وغيرها شديدة التعصب مع المذهب الزيدي، وبسبب انتشار الجهل
والأمية في تلك المحافظات بالإضافة إلى غياب دور المؤسسات الحكومية في فضح مزاعم
وتلفيقات حسين الحوثي وأنصاره وغياب الدور الإعلامي الحكومي في تغطية مجريات الحرب
الأولى بين الدولة والحوثيين، كل ما سبق بالإضافة إلى ضعف الجانب اللوجستي خلال تلك
الفترة في محافظة صعدة رغم أن الدولة خرجت في انتصار ساحق على تلك العصابة الضالة
إلا أن عصابة الحوثي لاقت تعاطفاً كبيراً من قبل الكثير من شباب مديريات محافظة
صعدة وعمران والجوف وغيرها وتحول الصريع حسين الحوثي من أستاذ محاضر إلى أسطورة
قيادية دينية وعسكرية لدى أنصاره والمتعاطفين معهم، ومن تلك الأسباب أيضاً قيام
الدولة بعد انتهاء الحرب الأولى بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين من أتباع الحوثي
وأنصاره واحتضان أسرته وفي مقدمتهم والده بدر الدين الحوثي ومنحهم الحرية والعطايا،
وكذلك دور أحزاب المعارضة الذي كان ولا يزال يقلل من حجم خطورة الحركة والتمرد
الحوثي على أمن واستقرار الوطن، كل ما سبق ساهم في عودة التمرد أكثر قوة وتكتيكاً
وانتشاراً.