;

صفعات من تاريخ الأئمة البغاة !! 872

2009-11-05 07:41:35

محمد راوح
الشيباني


كلما أردنا نحن مواليد الثورة التغاضي عن قراءة
ومعرفة الماضي الذي لم نعشه ولم نشأ أن نقرأ عنه باعتباره ماض قد انقرض جاء من
يرغمنا على قراءة ذلك التاريخ الآثم لما يسمى بحكم الأئمة. .
نعم نحن لم نكن
نعلم تاريخ الثورة وما قبله من عصور الظلام والانحطاط الإمامي المتتابع الذي

جثم على صدر هذا الشعب الكريم أكثر
من أحد عشر قرنا. .
وكنا نقول في أنفسنا لا داعي لاستحضار ما مضى فجميعهم قد
أفضوا إلى ما قدموا وهم الآن بين يدي اعدل الحاكمين وسينال الجميع جزاءهم الذي
يستحقونه خيرا كان أو شراً. .
لكن فتنة الحوثي جعلتنا رغما عن أنوفنا نغوص في
كتب التراث ونفتش عن ماضي الأمة اليمانية على وجه التحديد لنتعرف على ما عاناه
أجدادنا في تلك الحقب المظلمة. .
ولعل العلامة اليمني أصلا وفصلا واعتقادا "
نشوان ابن سعيد الحميري " طيب الله ثراه هو أحد أشهر من نافح عن قومه اليمنيين أمام
أولئك البغاة في زمانه وحديث المناظرات بينهما والمساجلات يطول كثيرا وقد أورد
الأستاذ الباحث " عبد الفتاح البتول " بعضا منها وكان موفقاً جدا فيما نقله وتناوله
في صحيفة ( الأهالي ) بحيث أعطى لنا نحن جيل الثورة إضاءة سريعة على ماضي هؤلاء
الرهط وتاريخهم الأسود مع أجدادنا اليمنيين أصحاب الأرض الأصليين ولا يزال هذا
العداء قائما منهم حتى اليوم وأقتبس مما جاء في مقالة الأخ/ عبد الفتاح بعضا منها
لتعميم الفائدة لأكبر قدر من القراء والى الاقتباس : ( وكانت قضية الإمامة وحصرها
في الفاطميين من أهم القضايا التي تصدر لها العلامة / نشوان الحميري وخاض فيها ،
فقد كان ينكر حصرها في أسرة أو سلالة ويرى كما يحكي في كتابه( سريع الحور العين )
أن الإمامة تصلح في أي مسلم يكون أكثر الناس تقوى وأعلمهم وأقدرهم ، ولا يحتكرها
لنسب أو عرق أو سلالة ، وكانت النزعة اليمانية متحكمة في فكره وإنتاجه ، ويرفض
الاستعلاء بالنسب والسلالة. .
ولم يتوقف نشوان عند حد إعلان رأيه والجهر بفكره
وإنما دعا لنفسه بالإمامة وتقلد الزعامة في ترجمة عملية لأفكاره وآرائه، فقد كان
العلويون يتطاولون على نشوان ويمنيته، فأخذ يكتب ويؤلف مشيداً بملوك اليمن وحكامه
قبل الإسلام، ويباهي بهم وبملكهم، كما أشاد وأكثر بدور اليمن واليمنيين في نصرة
الإسلام والمسلمين. . لأجل ذلك تكونت لدى نشوان رغبة في الجمع بين شرف العلم والملك ،
والطموح إلى المعالي والوصول إلى قمة المجد، فلم يكن يقنع بما حققه من المكانة
العلمية والفكرية، بل سمت نفسه إلى الرئاسة والملك، وكيف لا يطمح إلى ذلك وهو سليل
ملوك حمير والتبابعة والأذواء والأقيال والملوك والأمراء، وكل هذا أدى إلى مضاعفة
العداء لنشوان والنيل منه والإساءة إليه، فقد كان علماً مفرداً خاض معارك كثيرة
كلامية ، ومعارك عسكرية، وصال وجال في ميادين العلم والسياسة، والحرب والزعامة،
ولهذا لا غرابة إذا عرفنا أن نشوان تعرض ويتعرض من زمانه إلى يوم الناس هذا للحملات
العنصرية الظالمة والأحكام التعسفية الجائرة، وخاصة ذلك الحكم الذي أصدره الإمام
عبد الله بن حمزة ضد نشوان بن سعيد الحميري بعد أن دعا لنفسه بالإمامة، وهو ليس من
أولاد الحسن ولا الحسين، ومع أنه من أرفع بيت في اليمن، فقد أعلن عبد الله ابن حمزة
حكمه عليه ، بأن يقتل وتقطع لسانه. .
وقد أيد وأكد على هذا الحكم الجائر عدد من
الأئمة وعلمائهم رغم بعد الفترة بينهم وبين حياة نشوان - لكنه التعصب العنصري ومن
أبرزهم العلامة الهادي بن إبراهيم الوزير 758 - 822 ه فقال في كتابه - إزهاق
التمويه- المسألة العاشرة: (( ما تراه العترة الطاهرة صوب نشوان بن سعيد الحميري في
هذيانه ، وما أطلق به أسلة لسانه من الأكاليم المعوجة ، السالكة غير محجة ، ومساواة
نشوان بأهل البيت وحكم المائل إلى مذهب نشوان فقد حكم عليه المنصور بالله الإمام
عبد الله بن حمزة بقطع لسانه وقتله. .
وهذه رواية المنصور بالله عليه السلام عن
آبائه عليهم السلام، ولا أصدق منه راوياً ولا أفضل منه هادياً، رضينا بحكمه
وبروايته واكتفينا بهديه وهدايته )) هكذا صادق الهادي بن إبراهيم الوزير على حكم
عبد الله بن حمزة في حق نشوان بن سعيد الحميري، وكل يمني يدعو لنفسه بالإمامة
ويتطلع للرئاسة والزعامة بل وكل من يساوي بين نشوان اليمني وأهل البيت. .
وقد
أمتعتنا قناة المستقلة الفضائية خلال الأيام الماضية في بث تلك المناظرات الحية
بين أدعياء النسب الهاشمي الشريف وبين الدكتور العملاق عبد الله الشماحي والدكتور
محمد الجميح وسمعنا خرافات وخزعبلات الفكر الإمامي الظلامي الذي تناوب على تمثيله
كلٌ من يحي الحوثي من ألمانيا وزيد الفضيل واحمد ابن محمد ابن الحسين من السعودية
. .
ورغم طول الفترة الزمنية بين عبد الله ابن حمزة والهادي ابن إسماعيل الوزير
وهؤلاء العنصريين ( المودرن ) لكن تظل العنصرية هي القاسم المشترك بينهم جميعا في
الادعاء أن الحكم للبطنين فقط وأما بقية الشعب اليمني مهما بلغوا من العلم والعلو
والمكانة والريادة في مختلف ميادين الحياة فهم مجرد عبيد وخدم لهذه الشرذمة
العنصرية. .
أما هؤلاء الأدعياء حتى وان كان الواحد منهم لا فرق بينه وبين
البهيمة العجماء في شيء فهو يظل سيدا وكريما وحاكما على أهل اليمن بدون جدال
. .
ولكن للحقيقة والإنصاف فقد كان هناك بعض التميز في بعض الحلقات للدكتور/
المحطوري الذي أقر وبحسب رأيه وموقفه الشخصي كما قال : انه في هذا العصر يجب أن
يكون الاحتكام إلى الصندوق لا إلى النسب وكان موفقا في هذا إذا طابق جنانه لسانه
والله أعلم بالسرائر.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد المياحي

2024-09-21 22:40:48

عن سبتمبر

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد