الربيعي
الرشد يحل مكانه الجهل والتطرف وعندما يضيق الأفق تحل مكانه الأنانية وعندما تسيطر
النرجسية على الإنسان يصبح عبدا لذاته ويسعى لاستبعاد الآخرين لو
استطاع.
وجد الانسان كمخلوق راق
يستطيع الوصول الى أعلى مراتب الكمال في حال استطاع ان يوظف ميزته التوظيف الايجابي
الأمثل من خلال إدراكه لواقعه عن طريق العقل والتفكير السليم والمنطق المتوازن او
المتزن وحتى لا نستغرق في المثالية وهناك مطالب ونوازع وميول ورغبات ايضا يحملها
نفس الانسان تكون دافعا قويا وموجها ومحركا لذات الانسان نحو اشباعها مما يؤدي الى
نوع من الصراع بين هذه المطالب وبين العقل وهنا يقف الانسان على مفترق طرق قد
تتداخل بعضها مع بعض او تتنافر فأما ان تتفق هذه الرغبات مع العقل في حال قبوله
ادخال عوامل الواقع بما تمثله من ثقل وذلك بادراك ان الشخص ليس الوحيد في هذه
الحياة الذي يحتاج لاشباع هذه الرغبات وانما يشاركه اخرون ومن حقهم ان يكونوا معه
على نفس المستوى وبنفس الحاجة ولا اعني الشخص لذاته فقط ولكن من يشترك معه في نفس
الفكر او الفلسفة او الرؤية تحت اي مسمى سواء طائفيا او مذهبيا او سلاليا وهذا ما
يمكن ان يشكل حاله ايجابية تؤدي الى نوع من الاستقرار والتعايش الآمن اما اذا
اختلفت هذه الرغبات والميول مع العقل وشطت عن الواقع فان الانسان في هذه الحالة
يفقد تلك الميزة الراقية التي يتميز بها عن بقية الحيوانات التي تفتقر لهذه الميزة
الحضارية ويستغرق في تمجيد نفسه او جنسه او منطقته او مذهبه ويضطر الى اعتناق أفكار
هدامه ومتطرفه حتى يجد نفسه مررا خادعا بذلك نفسه ومن سار معه على نفس الدرب
والسلوك ويكون في هذه الحالة او المرحلة قد استبدل العقل بالجنون او وظف العقل
ليقوم بدور الشيطان فيقلب الأمور رأسا على عقب فالشر في رأية خير والخوف امن
والتفرق وحده وما يراه الحق وماعداه الباطل وتصبح عنده نقاط التفرق هدفا لا الاتفاق
وبهذا لا يمكن ان يتعايش مع الآخرين وطبيعي ان يكون البديل عن التعايش المواجهة
والتقاتل ويكون الحصاد من جنس الزرع سؤال أخير للعقلاء أيهما أفضل التعايش أو
التقاتل؟ الأمن أم الخوف؟! السلام أم الحرب؟! وان كنت لا تدري فتلك
مصيبة.