;

الوطن أبقى .. الوطن أعظم.. الوطن هو الخالد 908

2009-11-07 05:27:41

طه
العامري


هي الفوضى إذاً هذه التي تعصف بكل مكونات ومقومات
الأمة، بأقطارها وبدولها وبأنظمتها وبقدراتها وإمكانياتها , هي الفوضى إذاً هذه
التي تقتل أحلام الأمة وتطلعات شعوبها وأحلام الأفراد والجماعات ..
هو العبث هذا
الذي يحكمنا ويتحكم بمسارنا وبوجودنا وبحياتنا الفردية والجماعية
..

الأزمات تعنون راهننا وتتحكم
بتوجهاتنا المستقبلية ..
الماضي يعيش فينا ويوجه مسارنا و يتحكم بمستقبلنا ويحدد
لحاضرنا الهوية والموقف ..
لا شي يبدو غير طبيعي في خطاب النسبة الكبيرة ( منا)
إذ يرى بعضنا أن هذا الذي يخيم على خارطتنا الوطنية والقومية , وهذا الذي يخيم علي
سمائنا القطري والقومي , وهذا الذي يخيم داخل (نفوسنا) ويوجه قناعتنا إنما هو من
الأفعال (الطبيعية) وربما ( المنطقية) ..
يرى البعض منا هذا ويتعامل معه كحقيقة
وفعل لا بد منه , ويطرح هؤلاء البعض الكثير من المبررات والدوافع والأسباب لكل ما
يجري تأكيدا علي أن هذا الذي نعيش هو حصيلة لخلل حضاري حان ( الوقت لتصحيح هذا
الخلل) والتصحيح قطعا يأتي عبر ومن خلال كل هذه (الفوضى ) وبواسطة كل هذا ( العبث)
..!! في راهننا لم يعد هناك ثمة متسع لفهم حقيقة المتغيرات والتحولات والأهداف التي
قامت لأجلها ( الثورة) والتي ذهب في سبيلها الكثير من ( الشهداء ) ..
لم يعد
هناك فهم لمعنى ( الدولة) ولقيمها وأهميتها في المسار والمسيرة ..
لم يعد هناك
شعور بعظمة المنجزات الوطنية وأهميتها فالثورة بنظر هؤلاء غدت مجرد ( انقلاب) جاء
تماشياً حينها مع موضة المرحلة ولتلبية متغيرات كانت فذهبت وتغيرت بعدها القيم
والرؤى والمفاهيم وبالتالي لا بد من أن تتغير قيمنا ومفاهيمنا وتتسق مع (ثقافة
الراهن الحضاري) وهي ثقافة تأتي مناهضة ومناقضة لكل ما هو ( وطني أو قومي أو
إسلامي) ..
هنا في أرض (السعيدة) لم تعد (الثورة) بنظر البعض غير لحظة (لطش
خلالها وبواسطتها بعض العسكر شرعية كانت وبيعة لا تزل عالقة في الرقاب) ..!
الجمهورية نظام كان ثم تحولت واندثرت تحت سنابك رجال (القبيلة) ..
الوحدة وهي
الحلم الذي جعلنا من يوم تحققها ميلاداً لوطن وشعب , لم تكن سوى مجرد ( غزو عسكري )
ضم في (شمال اليمن جنوبه) ..! الديمقراطية والحرية والانفتاح وكل هذه الفوضى التي
رافقت التحولات ليس إلا طريقاً يشقه ( حكام اللحظة) نحو (الديكتاتورية الأبدية)
..!! في الوسط الشعبي والنسيج الاجتماعي البعيد عن (صالونات النخب) ثمة ثقافة تتمدد
وتتسع في وجدان الناس وذاكرتهم باتجاه (البحث والتأصيل عن جذور السلالة وينبوع
الهوية ) ..
لم يعد الوطن هو مصدر (الهوية الوطنية) ولم تعد الثورة هي مصدر
التقدم , ولم تعد الدولة هي المرجعية والساهرة علي النظام والقانون والسلم الأهلي
والسكينة الاجتماعية ..
كل هذه التي أطلقنا عليها ( ثوابتنا الوطنية) لم تعد
بنظر (بعضنا) غير مجرد ( أكاذيب) يسوقها من (يحكموا) علي غالبية أبناء (الشعب) وثمة
( ألف دليل ) يحشد هؤلاء لتأكيد رؤيتهم وفلسفتهم الجديدة القائمة علي (كنتنة الوطن)
..
فيصبح (الفساد المالي والإداري ) دليلاً تتناسل منه ( مجموعة من الأدلة )
يرفعها ويسوقها هؤلاء ( البعض) ومنها يستمدون شرعية المضي في (الفوضى والعبث
والمزاجية والاستهتار ) لدرجة لم يعود للدم هنا حرمة أو قدسية أو مكانة ..!! هنا
يتعرض بنا لسوء فيهرول نحو (القبيلة) شاكياً ومستنجداً وطالباً للعون والنصرة
..
الدولة لا مكان لها في قاموسنا الحضاري الجديد , لذلك تتناسل مكونات (الرفض )
لكل ما هو وطني أو سيادي فيذهب البعض إلي مدى أبعد من مدى (القول) ويصبح الفعل غاية
وهدفاً وعنواناً وتصمت ( الأفواه ) وتتحدث (البنادق) وتتداخل (الولاءات ) ويندرج
(الدين) في سياق جدل الصراع فيصبح تراثنا الديني وتشريعاتنا وقيمنا وثقافتنا عرضة
لاجتهادات المجتهدين وكل طرف يعمل جاهداً علي تطويع كل هذه القيم والمفاهيم اتساقاً
مع رغباته وبما يخدم مصالحه ..
ونشاهد في ميدان ( المعارك المستعرة ) شعار (
الله أكبر) يسبق كل ضربة قاتلة ومدمرة ..
والمصيبة أن هذا (الشعار) أو ( النداء)
تصدح به كل الأطراف المتناحرة لنجد أن (الوطن والشعب) ضحايا هذا الصراع وهم أبعد ما
يكونوا عن المتصارعين وعن نواياهم وأهدافهم ودوافعهم ..!! هناء تتمزق الأوطان باسم
الانتصار لحقوق ( الأقليات ) عرقية كانت أو طائفية أو مذهبية أو سلالية أو حزبية ,
لا يهم المهم هو أن حقوق هؤلاء تنتصر وأهدافهم تتحقق بمعزل عن الكيفية والطريقة
التي يتم بها وبواسطتها تحقيق هذه الأهداف والوسائل المستخدمة في الوصول إلي هذه
الغايات ..!! هنا يسعى بعضنا لتمزيق وطن انتصاراً لأهداف (ذاتية ) تحملها ( جماعة
محدودة الأثر والتأثير ) لكنا في زمن (المعجزات ) الذي ( يقال إنه زمن انتصار
المستضعفين) ..
زمن حل فيه ( المالكي) بديلاً عن ( صدام) وحل ( كرزاي) بديلاً عن
( طالبان) كما حل فيه ( تنظيم القاعدة) في المعادلة الإستراتيجية الدولية بديلاً عن
الاتحاد السوفييتي كما حل زعيمه أسامة بن لادن بديلاً عن ( خروتشوف) في زعامة
المعادلة (القطبية)، في هذا المنحى الدرامي المثير أصبح المدعو / عبد الملك الحوثي
نداً للرئيس / علي عبد الله صالح , بل ابعد من هذا أصبح المقبور ورأس التمرد
والفتنة ( حسين الحوثي ) يتساوى في منظور رؤية أتباعه مع (الرسول عليه الصلاة
والسلام ) ..!! هنا لم يعد ثمة تأثير في جدلية السياق الحضاري للسلطة والمعارضة
معاً فشركا المسار يعيشون في مربعات بعيدة عن هموم الناس بل ويشكلون معاً ثنائياً
نزقاً يعملان علي تسريع وتيرة (الفوضى والعبث) ..لست محبطاً لدرجة اليأس ولكن قد
يكون للإحباط واليأس إن وجدا الكثير من المبررات والدوافع والأسباب وهذا جائز وفق
ثقافة اللحظة ومعطياتها ومفاهيمها حيث نفتقد للرؤية وتغيب عنا الموضوعية وقد
غادرتنا الحكمة والعقلانية فانخرطنا فيما يشبه (رقصة الزار) فأصبحنا في (مولد) صاخب
لا يسمع أحد منا الآخر ولا يرغب بالاستماع إليه ..
بعضنا إن رغب في تأمل ما يجري
يجد نفسه يخوض فيما لا يعرف ولا يدرك ولا يفقه , ويصر علي أنه صاحب الحق والحقيقة
المطلقة وحده من يملكها والبقية مجرد ( مرتزقة ) ولا يفقهون شيئاً مما يجري حولهم
..!! هناء النظام (فاسد) وهنا المعارضة (عميلة) ..
هنا الثورة ( وهم) والدولة (
سراب) والوحدة (ضم وإلحاق) ..!! هنا شعب ضحية وهنا (نخب سياسية ) قليل في حقها
(النفي ) إلي مجاهل التاريخ والجغرافية , هنا ثمة حقيقة غائبة وفيها كل الحلول لكل
ظواهرنا وهذه الحقيقة هي الدولة وقانونها ..
قانون الردع ..
هنا لم يعد
أمامنا غير القول وبصوت مدوي ( ملعون أبوها الديمقراطية ولتذهب للجحيم ) وهنا يحق
لنا القول وعن تجربة ثرية ( إن التعددية الحزبية في ظل الأمية السياسية تعني الجهل
والتخلف والدمار للوطن) ..
هنا يحق لنا القول وبكل مصداقية إن ( حقوق الوطن )
تظل أكثر قدسية من حقوق ( الله) وحقوق ( الأفراد والأقليات والأعراق والمذاهب ) أن
الله سبحانه وتعالى غفور رحيم وهو الوحيد الذي يعرف من هو الصادق منا ومن هو الكاذب
ولهذا دعوا كل ما يخص الله لله فهو الوحيد القادر الذي يعرف حقيقتنا ويعرف المخطئ
والمصيب منا ومن أسلافنا الأولين ولهذا دعونا ونعمل بما هو واجب علينا وأقدس هذه
الواجبات أن نؤمن بهذا الوطن ونتفق علي عبادته ورعايته وطاعته والخنوع لسيادته
..
دعونا نحب بعضنا ونحترم بعضنا ونقدر بعضنا , لنعلم أن احترامنا لبعضنا أقدس
وأبقى وأعظم من احترامنا لرموز المذاهب والمذهبية ..
فوالله إن جاري ( الحاشدي )
هو أهم عندي من ( الإمام) الذي سمعت عنه ولم أره أو أعرفه ولم أعاشره أو أرافقه ,
لكن جاري هو أقرب لي لأنه يشاركني أفراحي ويعيش معي أحزاني ويخالطني حياتي ويحرص
علي وعلي أسرتي وأنا كذالك معه وبيننا من المودة والألفة ما نقوى بهاء علي قهر
تحديات الزمن والمذاهب بكل مدارسها ..لذلك أقول ويجب أن يقول معي كل وطني إن (الوطن
أبقى ) فدعونا نعشق وطننا ونعيش المحبة والمودة و( ملعون) من يعمل علي تفريقنا تحت
أي ذريعة فالوطن لنا جميعاً، هكذا عاش أجدادنا منذ زمن موغل ..
فمن يقوى علي
تمزيقنا اليوم إلا (شيطان رجيم) وعلينا أن نلعن ( الشيطان ) ونتحد في مواجهته بسلاح
المحبة ولنتذكر دائماً أننا يمنيون وعرب وهكذا سنكون وسوف نظل وما نختلف عليه
فلنعده لله ولرسوله وهما أعلم بنا وبحقيقة نوايا صغيرنا وكبيرنا أياً كان معتقده أو
مذهبه أو توجهه السياسي والحزبي أو كانت (قبليته) فاليمن هي قبلتنا وقبيلتنا
وملاذنا ..فهل ندرك هذا ..؟ ameritaha@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد