الربيعي
الدائم والإيمان الراسخ والوجود الخالد الوطن مبدأ لا يتزعزع وعقيدة لاتقبل
الانحراف الوطن الكيان الحاضن والسكن الآمن الموت في سبيله شهادة والقتال لحمايته
جهاد والدفاع عنه أسمى هدف إنساني وأنبل غاية أخلاقية كيف لا وهو الذي تسترخص من
أجله النفوس وهو أغلى مايملكه البشر ويدفعون حياتهم ليحيى ويسقون بدمائهم ثراه
لينهض.
الوطن اخلاص وحب وذكرى
هواؤه الرئة التي يتفنس ابناؤه من خلالها وماؤه حياتهم النابضة والمفعمة بالأمل
وتربته فرشهم الوثير وطهرهم المتجدد ونورهم الذي لا يخفت.
الوطن الروح التي تحلق
في أفاق الكون ولا تقبل البدائل..
الوطن أغلى من ان يباع واكبر من ان يشتري ومن
ذا الذي يستطيع ان يبيعه او يجرؤ حتى على المساومة او التفكير لأنه يفكر بخرافات
المستحيل..
لان الوطن أغلى وأغلى من ان يملكه الأشخاص مهما كانوا.
فهو يملكهم
ولا يملكونه وهو الباقي وهم ذاهبون عنه سواء رضوا بذلك ام ابوا..
الوطن قيمة
معنوية ليس لها حدود وقيمة مادية تبدا بتاريخ الوجود وتنتهي بتاريخ الوجود.
وطن
لو شغلت بالخدل عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي هكذا عرفه أبو الأحرار وهكذا قدره
وأعطاه قيمة لا تساويها حتى جنة الخلد لأنه احد الذين حملوا هموم الوطن ودافعو عنه
ودفع الثمن الذي يستحقه الوطن بقناعة الأحرار وإيمان الشرفاء وقيم الأوفياء.
فما
عسانا ان نقول لمن يقزمون الوطن ويسترخصونه؟ ماذا نقول للاقزام الذين لم يقدروك أبا
الأحرار أو يقدسوا دمك الذي سفك ودم اخوانك الشهداء وانتم تسطرون انصع صفحات
التاريخ بدلا وتضحية وايمانا وحلما بوطن ينعم فيه ابناؤه بخيرات الثورة التي كنتم
روادها وقيما خلدتموها وشعارات حملتموها وحولتموها واقعا ماذا نقول لمن يتاجرون
اليوم بقضايا الوطن؟ ماذا نقول لاصحاب النزق السياسي الذين يدفعون الوطن الى الهاوي
في سبيل تحقيق مكاسب شخصية ومطالب أنانية واهداف معنلة وخفية دورهم فيها لايتعدى
دور القاتل المحترف الذي يقتل مقابل المال ليس إلا..
عفوا أبا الأحرار هؤلاء هم
من وصفهم ابا الطيب بقوله: من يهن يسهل الهوان عليه: ما لجرح بميت إيلام ماذا نقول
لأصحاب المراهقة السياسية وهم يرسمون ملامح أحلامهم الوردية دماء الوطن ماذا نقول
لمن يمروا بمرحلة المراهقة السياسية المتأخرة وهي اشد عنفوانا وأقل اتزانا وأكثر
جنونا كونها تأتي والعقل يقترب من الزهايمر والجسم قد اصابه الوهن لا تنعشه إلا
الخمور المعتقة وفنادق الخمسة نجوم والأموال المدنسة التي تلهمهم الوهم وتمنيهم
السراب وتقودهم الى أسوأ العواقب وسوء الخاتمة..