;

إيران والقاعدة .. واحدية الهدف 909

2009-11-09 03:58:15

د.أبو بكر
علي الهنم


يتفق كثير من الساسة على أن الوطن العربي -
الإسلامي أو ما بات يعرف بمنطقة الشرق الأوسط أصبحت اليوم معرضة لخطر تقسيم دولها
بل أن مخطط التقسيم يجري تنفيذه على قدم وساق كما هو ملاحظ للجميع.

إن المخطط الصهيوني-الغربي الإستراتيجي المسمى
بمشروع الشرق الأوسطي الجديد الذي يأتي تطبيقا حرفيا لبروتكولات حكماء صهيون والذي
يهدف إلى (تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ) وتفتيت الدول العربية والإسلامية إلى دويلات
صغيرة وضعيفة متناحرة - يسهل التحكم بها وإملاء الأوامر عليها ونهب خيراتها - قائمة
على أسس مذهبية وطائفية وعرقية من خلال إطلاق مخطط أو عملية ما سمي بالفوضى الخلاقة
فالمدقق الحصيف يرى كيف تتمخض تلك الحروب الغير مبررة وينجلي دخانها وغبارها عن
دويلات للأقليات والطوائف في الأفق كما هو الحال في العراق والسودان وفلسطين
والصومال والبقية تتبع حيث يتداول على نطاق واسع الحديث عن تقسيم دول كمصر إلى ثلاث
دويلات أحدها قبطية وكذا السعودية وباكستان ولبنان وغيرها وكمثال آخر يتم إثارة
النزعة العرقية لأقلية الامازيغ في دول المغرب العربي ، باختصار يراد أن يكون هذا
العصر عصر دول الطوائف والأقليات العرقية.
لا شك أن الكثير قد قرأ أو سمع عن مثل
هكذا مخططات تفتيتية وتقسيميه وما يهم الإشارة إليه هي الأدوات التي يرتكز عليها
ويناط بها تنفيذ هذا المخطط وأهمها إثارة الفتن الطائفية وإحياء وتأجيج الخلافات
المذهبية وبالذات بين السنة والشيعة عن طريق الدفع بإيران ومنحها ما تعتقد أنه
فراصة مواتية لاستعادة إمبراطوريتها الأسطورية الفارسية وما يتبع ذلك من ادعاءات
بحقوق تاريخية وتحقيق طموحاتها المستقبلية في البروز كقطب إقليمي وحيد ومسيطر ، وهي
تعلم جيدا أنها لن تصل إلى ذلك إلا عن طريق إثارة الأقليات الشيعية وغرس الكراهية
والعداء والعنف في الدول الأخرى وتشييع آخرين وهم أين ما كانوا يتبعون الولي الفقيه
الذي ينوب مؤقتا - حسب عقيدتهم الشيعية - عن الإمام الغائب لهذا فهم يدينون له
بالولاء المطلق والطاعة العمياء ويؤمون وجوههم في كل القارات نحو طهران.
وتلتقي
القاعدة وإيران في واحدية الهدف - حتى وإن لم توجد علاقة مباشرة بينهما كما يشاع أو
لم تتوفر أدلة على تلك العلاقة - إذ أن القاعدة لا يمكن أن تقيم أمارتها المزعومة
وتنشر أوكارها إلا في جو من الدمار والفوضى والقلاقل وأفغانستان والعراق والصومال
أبلغ أمثلة على ذلك كما لا يمانع تنظيم القاعدة من اقتطاع ولو جزء من أي دولة
وإقامة دولته عليها ولو كانت بمساحة صغيرة تكون قاعدة لتدريباته ومعسكراته ومن ثم
انطلاقه نحو التوسع كما حصل عند إقامة إمارة طالبان في أفغانستان ودولة المحاكم في
الصومال.
ويتداول كثير من الناس كلاماً وإشاعات تشير في مجملها إلى علاقة من نوع
ما تربط تنظيم القاعدة بدول مختلفة وأجهزة مخابراتية دولية متعددة والمدقق لنوعية
بعض العمليات وأهدافها وتوقيتها يصل إلى نتيجة تؤكد هذا الطرح وعلى أي حال لا يمكن
النفي القاطع بعدم وجود اختراق مخابراتي دولي بالذات على مستوى القيادات الوسطية
لتنظيم القاعدة.
والحق أن تنظيم القاعدة خرج أساساً من تحت عباءة جماعة الأخوان
المسلمين التي تخلت عن أفكارها الجهادية بعد إعلان جورج بوش الحرب على الأرهاب ولقد
راينا كيف كان قادة وأعضاء جماعة الأخوان المسلمين تقاتل - ولا زالت تفخر بذلك -
الأحتلال الروسي في جبهات الحرب المختلفة بافغانستان جنباً إلى جنب مع القادة
والأعضاء الذين انشقوا عنها وأسسوا فيما بعد تنظيم القاعدة.
وقد بدا أفتراق
التنظيمين واضحا جليا خصوصا بعد سقوط العراق من خلال الصراع الفكري والقتالي والذي
أنتهى بخروج الزرقاوي بخطاب كفر فيه الحزب الأسلامي (أخوان العراق).
لقد أصبح
مدركا أن القاعدة مثلها مثل أيران تعد رأس حربة لتنفيذ مخطط تفتيت الدول العربية
والإسلامية وتقسيمها وذلك عن طريق أستدراجها وجرها - أي القاعدة - بدوافع شتى للعب
ذلك الدور المرسوم.
يعتقد آخرون أن الجزم بالقول بعلاقة على مستوى القيادة
العليا للقاعدة بأجهزة المخابرات الغربية والموساد تصل إلى درجة تلقي الأوامر
المباشرة وتنفيذها ينافي العقل والمنطق والحقيقة أن كثيراً من المختصين والمهتمين
يعرفون أن دوائر صنع القرار في الدول الغربية واسرائيل تتبعها أجهزة التخطيط ومراكز
للدراسات والأبحاث المتخصصة وأجهزتها المخابراتية وعن طريق دراسة وفهم مكونات الذات
الشخصية لانسان الشرق الاوسط وتحليل كينونته النفسية وطريقة تفكيره وكيفية اتخاذه
للقرارات ووسائل استفزازه وآثاره حماسته وحميته وانتقامه ومعرفة ردود أفعاله مبنياً
على استيعاب كامل لمناهج الفئات والتنظيمات وبالتالي وفي إطار مدروس ومخطط مثلا قد
تضرب في المشرق لتحرك المياه في المغرب أو تدخل في عملية حربية هدفها الحقيقي ليس
المعلن أوتضحي بجنود أو مواطنين لها للوصول لغاية معينة أو للفت النظر عن جريمة
أعظم أوللتموية على عملية أكبر وأخطر وقد تسرب كيف أن الحاكم الفلاني يتعاون معهم
ويقبل بترحاب أملاءاتهم لإثارة شعبه ومعارضيه عليه وكذا يتم نشر واسع لقضايا فساد
الأنظمة وقد يستدرجون حاكماً لتطبيق جرعات سعرية ويسمونها إصلاحات اقتصادية!
يصورونها وكأنها المخرج الوحيد وهدفها استعداء المواطنين للدولة وقد تنشر وسائل
أعلامها كيف تنتهك الحقوق والأعراض وتكرر بث صور ولقطات عن قتل عرب ومسلمين بدم
بارد وتدمير بيوت على ساكنيها بل ودك قرى بأكملها لإيقاظ الحمية والغيرة والحماسة
إلى درجة محسوبة وقت الحاجة كما تحسن تلميع تنظيمات - مثلا حزب الله وحماس - عن
طريق تصويرها كنموذج المقاومة المطلق والذي يجب أن يحتذى والوحيد الذي يقاوم في زمن
الانكسار والاستسلام وبالتالي تلميع إيران ومذهبها الشيعي الداعمة لتلك المقاومة
وكسبها تعاطفاً إسلامياً شعبياً ولا تخرج عن التصريحات الكلامية لقادة إيران التي
تكاد تكون شبة يومية ويهددون فيها إسرائيل ويظهرون عدم الرضوخ للغرب وهدفها كما
أسلفنا كسب تعاطف السنة بالذات وتسهيل ودعم التشيع.
بمثل هكذا أساليب - مثلما
استدرج صدام حسين لغزو الكويت- يتم استدراج تنظيم القاعدة للسير في الطريق المرسوم
له وتنفيذ الآمال المعلقه عليه بل ولا يستبعد أيضا أنه جرى التخطيط لانطلاقته منذ
البداية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد