سالم
والزمان. .
كم ذكر اسمها في الكتب السماوية الأولى فكان الخليج خليجها (خليج عدن)
وكان الميناء مينائها (ميناء عدن) بموقعها الاستراتيجي الهام تهيمن على الطرق
الملاحية البحرية المارة من المحيط الهندي إلى أوروبا. .
ومن جنوب القارة
الإفريقية نحو الشمال العربي فكانت أغنى المدن العربية على الإطلاق لها تاريخ طويل
يمتد لأكثر من ثلاثة آلاف عام انها
بحق ثغر اليمن.
خلال تاريخ الدول اليمنية القديمة كانت عدن هي الميناء الرئيس في
المنطقة ولا توجد موانئ بجانبها سوى مينائي "قنا" و"موزع" ولكن هذين الميناءين لم
يكونا أبداً بنفس درجة وأهمية ميناء عدن او يكون لهما تاريخ طويل مستمر مثل عدن فكل
التجارة الأسيوية كانت تأتي إلى عدن ومنها تحملها القوافل اليمنية نحو الشمال من
الجزيرة العربية لتوزع على بلدان الشرق الادنى القديم!! وفي العصور الإسلامية نجد
ان مصير عدن كان يرتبط بمصير تلك الدويلات اليمنية التي تداولت حكم اليمن ففي
القرون الثلاثة الأولى للإسلام اشتهرت عدن كفرضة او ميناء لليمن وإفريقيا والشرق
وكانت أكثر تفاعلا وعلاقة بالشعوب الأجنبية وأكثر إطلالاً على العالم
الخارجي. .
لقد ارتبطت عدن في معظم فترات تاريخها ميناء هاما ومركزا اقتصاديا
وثقافيا وهو امر لازمها في معظم فترات تاريخها ولم تغب ابدا عن ذاكرة التاريخ بأنها
ميناء اليمن ودهليز الهند والصين.
لم تهدأ عدن بشواطئها وبحرها والجبل قط ظل
تاريخها ينبض بالأحداث والحيوية ترتدي ما يحمله إليها البحر والبر. .
وتتعطر
بتاريخ عروبتها ومسك يمنيتها لا تغيره أبداً فقد جنى عليها موقعها الاستراتيجي
كثيرا وحتى أصبحت عدن من المدن التي صاغ تاريخها موقعها فصاغ موقعها إحداث تاريخها
تجارة واقتصادا وثقافة ومكانا وإنساناً هي عدن المنفذ البحري الذي يستلقي عند سنح
الجبل وبين البحر والجبل تختصر عدن تاريخها وإحداثها كواحدة من أهم مدن الموانئ
العالمية.
احتلها الانجليز وهي في أسوأ أحوالها عام 1839م فكانت المستعمرة
والقاعدة البريطانية ومدينة السفن التجارية وميناء تموينها البحري من الهند إلى
أوربا فانتعشت تجاريا ونقل ميناؤها التقليدي من خليجها الأمامي (خليج صيرة) إلى
التواهي نقطة السفن كما سماه الانجليز STEAMER POINT استيمر بوينت حيث كانت نقطة
تموين السفن الذاهبة والآيبة لشركة الهند البريطانية من مستعمرة الهند الكبرى فكانت
مكان الحاكم البريطاني حتى استقلالها من الاحتلال البريطاني في الثلاثين من نوفمبر
عام 1967م.
ويعتبر ميناء عدن من اشهر موانئ اليمن والعالم ولعب دورا تجاريا
واقتصاديا كبيرا في تاريخ عدن التاريخية تاريخ عدن التجارية تاريخ عدن الإستراتيجية
حتى احتل المرتبة الثانية بين موانئ العالم بعد ميناء نيويورك لموقعه الاستراتيجي
كمنطق ترانزيت تربط الشرق والغرب حتى كانت السفن التجارية تمر به كل ساعة ويحسب
وصولها بالوقت المحدد والدقائق المتزامنة قبل الوصول بثلاث او أربعة أيام ومن يجهل
تاريخ عدن أولى المناطق الحرة في الإقليم الساحلي العربي التي مارست التجارة الحرة
عبر ميناء عدن منذ العام 1850م واستمرت حتى عام 1969م وبعد الحكاية للمدينة العابرة
في الذاكرة هاهي اليوم تحاول ان تستعيد وميض الأمس ووهج التاريخ الذي لن يعود بعقد
المؤتمرات وحبس النبضات واستثمار الحدث والحديث عنه فالأمنيات طيبة والأماني التي
تثقف بها أبناء اليمن وخصوصية أبناء عدن لا يأتي بأفعال الهيمنة واحتكار العارض
والبسط!! فإذا كان الاستثمار له بوابة او بالأصح هو النافذة الواحدة للمستثمر
فلماذا يأتي قانون الاستثمار قانون النافذة الواحدة ليتزاحم في عدن ب قانون
المنطقة الحرة وإجراءات مصلحة الأراضي وتنفيذ السلطة المحلية بحكم واسع الصلاحيات
فأصبح لدينا نافذة واحدة وألف باب وباب العسكر البسط والحماية باب لا تدخله إلا
بالزي الميري نعم عدن واعدة بالاستثمار وبالقرب منها وعلى مرمى حجر لحج وأبين
ومساحات للمصانع وثروات معدنية وسواحل وشواطئ وصحاري ورمال!! فقط عندما تكون لدينا
ثقافة الاستثمار بروح قانون واحد هو قانون الاستثمار وإجراء واحد هو الدعوة
للاستثمار الحقيقي فقط ووضع القيادات المسئولة المدركة لمهامها في مواقعها الصحيحة
. .
لا ان يأتي علانا من الناس ينفرد بالقرار ويضايق التجار فتتحول تجارتهم الى
ميناء الحديدة (مثلا)؟ لأن إجراءات ميناء عدن فوق التصور الذي لايطاق بمعاملة غير
مثقفة ب ثقافة الاستثمار وروح الوطن الواحد.
عدن بوابة اليمن للعالم بوابة
الاستثمار والتجارة والسياحة والصناعة والاقتصاد ليس لمجموعة (. . . ) واحدة وليس
لشركة (. . . . ) للموانئ العالمية بل لأكثر من ذلك لقد فتحت الاستثمارات ومجالاتها
الصناعية والتجارية والبحرية والسمكية والسياحية أفاقاً جديدة من الاستثمار المفتوح
لمحافظة عدن تاهلها بان تغذو مستقبلا العاصمة الاقتصادية والتجارية للجمهورية
اليمنية إذا ما صلحت العقول وتثقفت الإرادة ب ثقافة الاستثمار الحقيقي بعيدا عن
مصالح السلطة في الهيمنة والبسط والتغليق!! والتهميش ؟!! إذا علينا إن نفهم اولاً:
كيف نجعل عدن بوابة اليمن للعالم؟! كيف نحمي الاستثمار وكيف نشجعه ونخدمه بروح
الوطن ومصلحة الوطن؟! وليعلم القائمون على المؤتمر الاقتصادي الاستثماري عدن
. . بوابة اليمن للعالم المنعقد في يومي 11-12 نوفمبر 2009م في عدن قصر سبأ للمؤتمرات
بان القضية ليست خطابات ولقاءات عابرة تستثمر من قبل المنفذين للمؤتمر (لمدة يومين
وحسب) تعرض المشاريع المرغوبة والمقدمة من بعض الهيئات والشركات للاستثمار؟ فإرادة
المستثمر تحتاج إلى إرادة القول والمال والدراسة الجدوى الاقتصادية التي لا نحددها
نحن مسبقا بل تحددها إرادة المستثمر الاقتصادية ومجالات هو يريدها وليس بيت الخبرة
والاستثمار او المستثمر اليمني/السعودي، بعلاقاته الخاصة وترغيباته في الشراكة!!
لنصل بأننا بحاجة إلى ثقافة الاستثمار الثقافة التي نريدها بكل سهولة وقناعة وصدق
تبني وتعمر في المكان وتشغل يدي الإنسان جهود مخلصة لليمن تراعي مصلحة اليمن في
مصلحتها!! وتدرك تماما ان عدن لها الجمال الآسر وهي من المدن العربية التي لها
إيقاع وشخصية لذا فان عشاقها كثيرون ولكن كثيرون منهم لا يفهمون فن العشق للمدن
الأخاذة بتاريخ وزمن العشق وزرقة البحر؟! هاهي اليوم بجمال موقعها الاستراتيجي
واهميته واعدة بالاستثمارات الخلاقة لا تحتاج لتحضيرات ومؤتمرات ومشاريع وهمية انها
تحتاج ان تعطينا الدفء لأنها دافئة فيا دفئ الدفيئة عدن علمينا كيف نستثمر دفئ
عطائك علمينا كيف نتعلم ثقافة افاق العمل وانت تفتحي ذراعيك ليجري في شريانك دم
يتدفق تدفق بحرك الدافئ في أوصال جسدنا البارد بالأنانية والتملك وحب المال
والهيمنة والسلطة فالتجعلي من بحرك الحار يتدفق دما في شريان الأرض اليمنية يتدفق
استثمارا واقتصادا وتجارة تنثره على شواطئ وموانئ الدنيا في تحدي المستقبل بأنها
دوما عدن الواعدة الواعدة عطاء وثغر اليمن وميناءه الحر.