;

الحركة الشعبية بالسودان .. من الشراكة مع المؤتمر إلى حظيرة المعارضة 1001

2009-11-10 03:16:37

الملك/محمد المبارك الجموعي


هل يظن الفريق "سلفاكير" قائد الحركة الشعبية بأن
الفقاقيع الفاسدة التي أصدرها عشية رجوعه من الزيارة التي قام بها لقاهرة المعز لها
تأثير على القبائل الجنوبية الحرة المستقلة بقرارها الوحدوي الذي كتبته بمداد ممزوج
بدماء جميع قبائل الجنوب الشجاعة هذه التصريحات التي نطق بها الفريق "سلفاكير بعد
أن صمت دهراً ليست جديدة على أفراد الحركة الشعبية لأن بذرتها موجودة
ومغروسة في حقل نفوسهم لكنها كانت تحتاج إلى ماء
ثقيل تسقى به لتنبت وتترعرع حتى تنضج وتستوي هذه القنبلة النووية لذلك كانوا
يراوغون كما تراوغ الجمهورية الإيرانية العالم ووكالة الطاقة الذرية فأفراد الحركة
الشعبية ، أبناء الجنوب الأحرار يتخاطبون دائماً مع ساسة الشمال الطيبون عندما
يكونوا في الخرطوم بقلب ولسان الوحدة السودانية وعندما يكونوا في عاصمة الجنوب
جوباً مع بقية العقد المريض يتخاطبون بلغة الانفصال عن الشمال.
هذه التصريحات
التي أطلقها سلفاكير تصريحات خطيرة وأنها ليست وليده اللحظة وهي كامنة بين حنايا
الصدور لأفراد الحركة الشعبية لكنها قدرة الله الواحد القهار فهو صاحب الشأن الذي
يعلم ما في النفوس ويعلم خائنة الأعين فأراد أن يكشف لبشير الصدق والخير مثل ما كشف
لرسول الله "محمد صلى الله عليه وسلم" مجموعة المنافقين الخمسة والعشرون الذين أوصى
بهم الرسول أمين سره أبو حذيفة اليماني حتى لا يصلوا عليهم إذا ما توا فهذه
التصريحات أن دلت على شيء أنما تدل على الفشل الذريع الذي تعيشه الحركة الشعبية
متمزق وتخبط وإفلاس قيادي وشعور بنهاية الفترة الانتقالية التي لم يتبقى منها سوى
أربعة عشر شهراً فقط ولم ينجزوا فيها لأبناء الجنوب من مشاريع وطرق وبنية تحتية سوى
شيء واحد وهو طواقي الكابوي الدينكاوي سلفاكير الذي بدد هو ورفاقه ثمانية مليار
دولار نصيب أبناء الجنوب المغلوب على أمرهم فأين تلك المبالغ وفي أي شيء صرفت
وأهلنا في الجنوب يعيشون في فقر مدقع.
كما أشرت سابقاً بأن فكرة الانفصال لفئة
الحركة الشعبية ليست وليدة اليوم ولا اللحظة لذلك نقول صرفت كثير من هذه المبالغ
على صفقات السلاح السرية التي كشفتها الدولة عدة مرات ولا يحق للحركة الشعبية عقد
صفقات سلاح لأنها حركة لا دولة ذات سيادة لكنهم كانوا يخرقوا القانون والدستور
المبرم بينهم.
فهذه الحركة الشعبية تتصرف بأجندة أمريكية إسرائيلية محسوبة
ومدروسة لذلك قرارها ليس بيدها بل بيد غيرها الذين يحلمون بالوصول إلى منابع النيل
عن طريق أفراد الحركة والهجوم الذي قام به أفراد من الموساد بالهجوم على القنصلية
المصرية بعاصمة جنوب السودان جوباً والاستيلاء عليها وعلى محتوياتها في الفترة
الأخيرة يثبت لنا بأن الموساد واللوبي الإسرائيلي موجود على مستوى رفيع وفني يصول
ويجول بدون حسيب ورقيب فكيف دخل هؤلاء الإسرائيليين وموسادهم إلى جنوب السودان
الحبيب هل عبروا الحدود السودانية عبر يوغنداء أم دخلوا عبر حدود السودان وكينيا
التي توجد بها قاعدة عسكرية إسرائيلية فكل الدلائل وأصابع الاتهام تشير بأن الحركة
الشعبية هي التي قتلت الزعيم جون قرنق عندما أنهى زيارة ليوغندا وكان الهدف من هذه
المكيدة لتحصل فتنة بين أبناء الشمال والجنوب وتتطور حتى تعصف بالبلاد وتمزقه حتى
يكون مثل رواندا والكونغوا والصومال لكن الله لطف بأهل السودان لأنه يحبهم ويريدهم
أن يتوحدوا لذلك مروا على تلك الفتنة الموزعة لهم مرور الكرام على
الصراط.
فالإخوة في الحركة الشعبية يتصوروا وكأنهم دولة ذات سيادة ولهم مكاتب في
الخارج في بعض الدول تقوم مقام السفارات الدبلوماسية تمنح التأشيرات والدخول إلى
جنوب السودان لذلك هي سبب وجود اللوبي الإسرائيلي بجنوب السودان والحكومة القومية
تعلم بهذا الشيء ولقد كشفت مخالفات كثيرة ولكنها كانت تغطي عليها من أجل وصول سفينة
الوحدة لكي ترسي في الشاطئ السوداني الموحد لأبناء السودان.
التصريحات التي خرجت
بلسان سلفاكير تخص الحركة الشعبية وقائدها ولا تخص أبناء الجنوب الذين يتوقوا إلى
الوحدة السودانية منذ أمد بعيد لأنهم عانوا الأمرين وويلات الحروب المزمنة والجوع
والمرض والفقر والجهل.
لذلك تجد معظمهم في الشمال ينتظرون الاستفتاء الذي يكفل
لهم حقهم وتقرير مصيرهم الذي ينشدونه منذ أمد بعيد وهي وحدة السودان الكاملة
الجاذبة الطوعية وسوف يتم ذلك في مطلع عام 2011م للإخوة الجنوبيين فقط وعملية
الانتخابات المقبلة لرئاسة الجمهورية في أبريل 2010م أذا نظرنا لها فهي مهمة جداً
لأنها أول انتخابات ديمقراطية شمولية متعددة الأحزاب في السودان يشارك فيها أبناء
جنوب السودان بمرشحين لكرسي رئاسة الجمهورية فهذا النهج يثبت لنا ولهم وللعالم أجمع
بأن السودان وأبنائه وضعوا قواعد ولبنات الديمقراطية الصحيحة لهم وللأجيال القادمة
فهم في نص الدستور سواسياً لا فرق بينهم.
وهذا كله جاءت به حكومة الإنقاذ الوطني
التي جعلها الله حكومة وسطية ونهج شورى حتى تلم شمل أبناء السودان الذي عجزت عنه كل
الحكومات المتعاقبة على البلاد منذ الاستقلال عن بريطانيا في عام 1956م.
لماذا
ينتظر خمسة مليون من أبناء الجنوب في العاصمة الخرطوم السبب واضح: الجنوب تتشكل من
عدة قبائل وأعراف فكل قبيلة منهم لها عاداتها وطقوسها الخاصة بها ولغتها المميزة
فالعددية التي تعيش في شمال السودان هؤلاء هم نواة الوحدة الحقيقية لأنهم إذا كانوا
في جنوب السودان لا يستطيعون أن يمارسوا حقهم الديمقراطي في الاستفتاء على الوحدة
لأنهم سوف يجدون ضغوط وتهديدات من أفراد الحركة الشعبية ومجموعاتها العسكرية التي
تقوم بالهجوم على القبائل الأخرى من غير قبيلة الدينكا التي تعتبر الهيكل الأساسي
للحركة الشعبية وحكام الجنوب في الوقت الحالي فهذه المجموعة التي تحكم جنوب السودان
الآن تسير على آليه مبرمجة ومعروفة لتنفيذه أجندة أميركا وإسرائيل ولقد كشف الله
سترها في التصريحات الأخيرة بلسان قائدها سلفاكير وتصرفاتهم المصطنعة التي يتحججون
بها مثل الاستفتاء بعدد سكان الجنوب وقانون الأمن وانسحابهم من البرلمان فكيف تفسر
هذه التصرفات ذات المعايير المزدوجة التي تطلب رفع نسبة المقاعد للجنوب إلى الثلث
وتطلب تغيير قانون الأمن القديم بقانون أخر جديد فإذا نظرت وتمعنت في هذه المطالب
تقول أنهم يدعون إلى الوحدة المنشودة للسودان وإذا نظرت إلى تصريحاتهم الأخيرة
المعلنة المحرضة لأبناء الجنوب بالانفصال تتأكد بأنهم دعاة انفصال لكن هل الانفصال
أمر سهل يحدده سلفاكير أو باقان وبقية أفراد الحركة الشعبية أم أنه يتحدد من أبناء
وقبائل الجنوب الموجودين في شمال السودان وبالأخص العاصمة الخرطوم لأنهم سوف
يمارسون حقهم المصيري ومع من يعشوا مع سودانا موحد قوي.
أم في ظل حركة شعبية
تسوقهم كالأنعام للذبح والهلكة وتقسيم الجنوب إلى دويلات ضعيفة ممزقة وليس لها
مقومات دولة ذات سيادة فهذا مصير أبناء شعب الجنوب والشيء الذي نوصيهم به التحري
والتروي بدقة في موضوع الاستفتاء على الوحدة وعدم الخوف من أي جهة لأنهم يحددون
مصيرهم النهائي لهويتهم القومية فهم أصحاب الكلمة والرأي فهم أحرار ولا أحد يكمم
أفواه الأحرار فالكلمة كلمتهم والقرار الأول والأخير لهم.
أفراد الحركة الشعبية
شركاء المؤتمر الوطني وحكماء جنوب السودان في الوقت الحالي ليس هم خيرة أبناء
الجنوب فهنالك من أبناء الجنوب منهم على درجة كبيرة من العلم والثقافة والقيادة
الرشيدة فهم موجودون في داخل وخارج السودان ينتظرون وقتهم المناسب لتلبية نداء
الوطن لأن الفئة التي تحكم الجنوب الآن أثبتت فشلها الذريع بكل المقاييس المتبعة
فهم فئة عايشة لعشرات السنين بين الغابات والأحراش يمارسون سياسية الموت والإبادة
قلمهم البندقية ومدادهم الدماء وجاءت اتفاقية نيفاشا في عام 2005م منهية الحرب
اللعينة التي كانت وقودها أبناء السودان وكلفت لأبناء الجنوب الذين عانوا الأمرين
منذ عام 1956م وكان ذلك في عهد حكومة الإنقاذ برئاسة المشير / عمر البشير الذي طبق
بنود الاتفاقية المبرمة مع أعضاء الحركة الشعبية وتقاسم معهم السلطة والثروة وتم
تغير الدستور السودان إلى دستور يرضي أبناء الجنوب ويكفل لهم جميع حقوقهم المشروعة
وحرياتهم وعاداتهم وثقافتهم وأعتمد تطبيق الشريعة الإسلامية شمال السودان عدم
اعتمادها في جنوب السودان وذلك نسبة لاعتناق المسيحية والوثنية وجاءت فيه الفقرة
الواضحة التي تعطي أبناء الجنوب التصويت على وحدة السودان أو الانفصال تكون هذه
الفترة للطرفين فترة دراسة وتروي حتى لا يكون لأي طرف من الشريكين حجة على الأخر
ومضت عجلة السنين بسرعة كأنها شهور وها نحن نقترب من عام 2011 عام تنفيذ المصير
فهذا المصير يخص أبناء جنوب السودان فقط ولا يخص أبناء شمال السودان لأنهم خارج
لعبة التصويت فهم أصحاب القول النافذ فنتمنى أن يصيبوا ولا يخطأوا في تحديد مصيرهم
الأبدي وأن لا يسموا تصريحات أفراد الحركة الأخيرة ذات النزعة العرقية الانفصالية
فيصبحوا على ذلك نادمين فالعنصرية والتفرقة التي يتحدث عنها أفراد الحركة الشعبية
ليست موجودة في شمال السودان بل موجودة في جنوب السودان خاصة في قبيلة الدينكا
الدموية الباطشة بقبائل الجنوب فتخيلوا أنتم أبناء الجنوب في ظل حكومة قادتها من
الدينكا وقطاع الطرق وإذا أخذنا بتصريحات القيادي بالحركة الشعبية "أدوارد لينو"
الذي قال علينا أن نتكاتف كلنا لإسقاط النظام الحاكم في السودان لولا هذا النظام
الذي يريد إسقاطه "أدوارد لينو" لما كان له هو وأفراد الحركة الشعبية أن يجلسوا على
كراسي السلطة ويأكلوا مليارات عائدات النفط وما كان أن يظهر بوجهه المنكر وناصيته
الكاذبة الخاطئة على شاشة التلفزيون فكلام ادوارد لينو لإسقاط النظام وهو داعية
للتحريض بانتفاضة عامة لكي تسقط النظام وتقوم الفوضى في البلاد وتتمزق البلاد حتى
تكون مثل الصومال فهل هذا كلام قيادي مسؤول عن مواطني الجنوب فأنني كما أشرت سابقاً
بأنهم وضعوا في سفينة القيادة خطأ لأنهم غير ناضجين ولا مسؤولين ولا يفهموا لغة
السياسة والإدارة بل أنهم يفهموا لغة الغابة والتمرد في الظلام كالخفافيش.
فأن
أفراد الحركة الشعبية هم عبارة عن قطاع طرق في جلباب شراكة مع المؤتمر الوطني
يمارسون السلب والنهب ويمنع أبناء الجنوب الأوفياء الوحدويين ويمنعوا من ممارسة
حقهم الشرعي في التسجيل في الانتخابات القادمة بالضرب والتعذيب وكسر عظام كل من
ينتمي من أبناء الجنوب إلى المؤتمر الوطني ويقوموا بالعبث بمحتويات المراكز
التسجيلية ونحن نتساءل عن دور الحكومة والمؤتمر الوطني والرئيس/ عمر البشير فهو
المسؤول عن هذه التصرفات الأخيرة لأفراد الحركة الشعبية ليس بتعبيد الطرق حتى لا
تتعثر بغال الجنوب بل بحماية أبناء الجنوب المواليين للمؤتمر حتى لا تقلته معسكر
الحركة الشعبية وتكسر عظامهم وتشردهم من قراهم ذنبهم حب الوطن والوحدة والانتماء
للمؤتمر الوطني.
فهل هذه التصرفات تليق بمسؤول وقياديين لكنها شيء طبيعي لأن
أفراد الحركة الشعبية في لحظة احتضار لذلك تجدهم يتصرفون بغير شعور ودراية فهذا
يؤكد لنا فشلهم وتخبطهم وجهلهم بالإدارة والقيادة والمسؤولية.
لذلك نقول للفريق
سلفاكير أننا ما تفاجئنا بالتصريحات التي أطلقتها أخيراً لأن تصرفات أفراد الحركة
الشعبية وجيشها الشعبي والعمل الذي اتخذتموه للجنوب وكل تصرفاتكم تدل على إنكم
انفصاليين.
كما نقول إلى قائد الحركة الشعبية كيف تهاجم الدول العربية والعرب
بعدم دعمهم للاستثمار في جنوب السودان وأنتم وأفراد حركتكم الانفصالية قمتم بتغيير
المنهج الدراسي بجنوب السودان من التدريس باللغة العربية إلى التدريس باللغة
الانجليزية فإن عنصريتكم الزنجية تكيد للعرب والإسلام حقد يجري في دمائكم ولن تتغير
نظرتكم للإنسان العربي لأن الاستعمار الانجليزي زرع في نفوسكم وتصرفاتكم وتصريحاتكم
الأخيرة التي كانت واضحة وضوح الشمس حين قلت قولتك المشهورة إلى أبناء الجنوب أذا
أردتم أن تكونوا مواطنين من الدرجة الثانية فعليكم التصويت لوحدة السودان وإذا
أردتم أن تكونوا مواطنين من الدرجة الأولى فعليكم بالتصويت للانفصال.
ونحن نقول
لك إذا كان الجنوب سوف يكون مواطنون درجة ثانية في ظل السودان الموحد فإنه سوف يكون
مواطنون درجة خامسة في ظل حكومة الجنوب لأن هناك القبائل تصنف درجات "دينكا رقم
واحد ودينكا رقم اثنين ودينكا رقم ثلاثة ونوير وشلك".
قال تعالى "واذا لقوا
الذين آمنوا قالوا آمنا واذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون"
"البقرة: 14".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد