الشيباني
وينهض من كبوته ؟؟ إلى متى يستمر هذا الليل الطويل الذي أرخى سدوله قرونا عليكم ؟؟
أما آن لتاريخ الأئمة البغاة أن يغادر بغير رجعة. .
فأنتم من خصكم الله ببلدة
طيبة ووعدكم بالمغفرة وطيب الأرزاق إن شكرتم نعمه وأنتم أهل لها. .
ومواقف
أجدادكم مع نبي الرحمة تنضح صدقا وطهرا. .
بهم نشر الله دينه وأتم نعمته على
عباده أجمعين. .
لكن ما يحّز في
النفس أن نجدكم اليوم غير جديرين بالحفاظ على ذلك المجد التليد الخالد الذي أجترحه
أجدادكم الأوائل. .
والأكثر إيلاما أن البعض منكم لا يزالون يحنون لمن استبد بكم
واستعبدكم وأنتم أسياد وأحرار في أرضكم ووطنكم على مر العصور باستثناء عصور البغي
الإمامية الدخيلة عليكم وعلى تاريخكم المجيد. .
إن تاريخكم يرفع هاماتكم إلى
عنان السماء. .
فأنتم أول من كسا الكعبة المشرفة في عهد (اسعد الكامل ) وانتم
دون سواكم من دخلوا الإسلام بالرسالة لا السيف أو الجزية بل دخلتم حبا ورغبا في دين
الله أفواجا. .
وكان لكم دون خلق الله أجمعين شرف نصرة دين الله الجديد وحمايته
بداية وثم نشره مع بقية المؤمنين الآخرين حتى وصل أوج عظمته وقوته في دمشق وبغداد
والأندلس. .
فلماذا يراد بكم اليوم أن تنكصوا وترتدوا على أعقابكم كالتي نقضت
غزلها من بعد قوة أنكاثا. .
وبعد أن منّ الله عليكم من آبائكم وإخوانكم الأبطال
من وهبوا أرواحهم الغالية فداء لتحريركم من استعباد الأئمة وعنصريتهم السلالية
وحقدهم الأزلي عليكم في سبتمبر 1962م. .
لماذا نجد بعض النخب الوطنية منكم تؤازر
بالصمت هذه الشرذمة الضالة لجركم قرونا إلى الوراء والهاوية. .
فهل سئم هؤلاء
الحرية والشموخ التي يعيشونها اليوم أم اشتاقوا لتقبيل الأيادي والركب وتسليم
النذور والخُمُسْ لغير الله. .
لماذا ترضون بالإذلال وانتم الأسياد والسادة منذ
قحطان والمكاربة والأقيال والأذواء والتبابعة. .
أليس زعيمكم اليمني ذلك الذي
وقف بين يدي رسول الله قائلا (والله يا رسول الله لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته
لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد) أليس هو من نال دون سواه وباسمكم شرف الموت في
حجر رسول الله وسجاه ببردته (اليمانية) الشريفة ووسده بيده الكريمة ثم دعا له اللهم
أني راض عن ( سعد ابن معاذ ) فارض عنه. .
ألستم انتم اليمانيين دون سواكم من دعا
لكم النبي : اللهم اغفر للأنصار ونساء الأنصار. .
وأنتم وحدكم من مدحكم رب العزة
والجلال بقوله ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة). .
يا أحفاد الأوس
والخزرج وبيعتي العقبة الأولى والثانية والرضوان. .
يا قوم نشوان. .
يا تاريخ
شعبي الأصيل. .
انتم لا سواكم آل بيت الرسول اليوم ، فاجعلوا بلادكم الطيبة كلها
بيت رسول الله. .
كان أجدادكم بالأمس أنصار الله ورسوله الله فكونوا اليوم أهل
بيته وعترته. . إلاّ من أبى فعليه أن يرحل إلى حيث يهفو ويهوى فؤاده وضلاله. .
نعم
أنتم أهل رسول الله وعترته اليوم دون سواكم إن أحسنتم وتأهلتم لها وأخذتموها بحقها
. .
فأنتم أحفاد من أنشدوا صادقين لا منافقين فرحا وترحيبا وحبا بدين الله ورسوله
( طلع البدر علينا ، وجئت شرفت المدينة وأيها المبعوث فينا مرحبا يا خير داع وليس
ألفُرس أو غيرهم) وأنتم من بارككم رسول الله بقوله ورددها ثلاثا : اللهم بارك لنا
بيمننا. .
وعاتب أجدادكم بأرق العتاب وأجمله بعد غزوة حنين قائلا (( يا معشر
الأنصار ألم يمُن الله عليكم بالإيمان وخصكم بالكرامة وسماكم بأحسن الأسماء ، أنصار
الله وأنصار رسوله ، ولولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار ، ولو سلك الناس واديا
وسلكتم واديا لسلكت واديكم ، أفلا ترضون أن يذهب الناس بهذه الغنائم ، الشاة والنعم
والبعير وتذهبون برسول الله. .
فلما سمعت الأنصار قول النبي صلى الله عليه وسلم
قالوا : بلى رضينا. .
فقال النبي : أجيبوني فيما قلت ، فقالت الأنصار : يا رسول
الله وجدتنا في ظلمة فأخرجنا الله بك إلى النور ووجدتنا على شفا حفرة من النار
فأنقذنا الله بك ووجدتنا ضلالا فهدانا الله بك فرضينا بالله ربا وبالإسلام دينا
وبمحمد نبيا فاصنع يا رسول الله ما شئت في أوسع الحل. .
فقال عليه الصلاة
والسلام أما والله لو أجبتموني بغير هذا القول لقلت صدقتم. .
لو قلتم ألم تأتنا
طريدا فآويناك ، ومكَّذبا فصدقناك ، ومخذولا فنصرناك ، وقبلنا ما رد الناس عليك ،
لو قلتم هذا لصدقتم. .
فقالت الأنصار بل لله ولرسوله المن والفضل علينا وعلى
غيرنا. .
ثم بكوا فبكى النبي صلى الله عليه وسلم معهم ورضي عنهم. .
فكانوا
بالذي قال لهم أشد اغتباطا وأفضل عندهم من كل مال. . انتهى )).
فيا أنصار الله
وأنصار رسوله ما بالكم وماذا أصابكم وكل هذا التشريف والفضل عليكم من الله والرسول
ثم نجدكم تصدقون ببلاهة وجهالة كل من يزعم كذبا انتسابه إلى رسول الله وما زلتم
. .
كيف تصدقون من يرتكب أشنع الجرائم وأقبحها وقبله فعل أجداده البغاة ما يفعله
هو اليوم بإخوانكم وأعراضكم في صعدة. .
أنتم أيها اليمنيون في هذه الأرض اليمنية
لا سواكم عترة المصطفى وأهل بيته وانتم حماة رسالته ودينه وأنتم بأجدادكم لم
تتخلفوا عنه في معركة أو غزوة أو تعصوا له أمرا. .
أنتم الأحق بهذا النبي الكريم
الطاهر وأنتم أهله وأنتم السادة والأسياد في أرضكم الطيبة لا سواكم الدخلاء عليكم
. .
وانتم كنتم وستبقون بإذن الله قادة جيوش رسولكم والأجناد إلى قيام
الساعة. . انتم ومعكم كل المؤمنين الصادقين على وجه الأرض عترة هذا النبي الكريم
وأهله وآله وليس أولئك الأدعياء الأفاكين الذين شوهوا وجه الإسلام بالادعاء إلى بيت
النبي وهو منهم براء ، براءة التوبة من المشركين. .
لأنه رسول الله وأب لكل
المؤمنين به على اختلاف أجناسهم وألوانهم مصداقا لقوله تعالى ( الرسول أولى
بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) دون استثناء. .
بلال منا آل البيت ، وهو
عبد حبشي. .
وهنا تكمن سر وعظمة وخلود هذا الدين الخاتم. .
لذلك منع الله عنه
الولد لحكمة هو يعلمها. .
فكيف بمن يدعون أنهم من نسل رسول الله وهم يطعنون في
عرضه وعفة أزواجه الطاهرات في كل وقت وعصر وزمان منذ خمسة عشر قرنا ؟؟ وعلى خطباء
المساجد وشرفاء الكتاب والمؤرخين في اليمن وكل غيور على دينه وعرضه أن يوضحوا لهذا
الشعب تاريخه المشرق عبر كل الوسائل المتاحة وأن يشحذوا همته العالية ليستعيد حريته
وأمجاده واحترامه لنفسه بين الأمم ، وعلى إدارة المناهج أن تعيد النظر جيدا في
مادتي التاريخ والتربية الوطنية بالذات في التعليم الأساسي والثانوي وإعادة
صياغتهما بأسلوب تربوي حديث ومشوق وتجنب الحشو الممل وجعل الرسوب في أي منهما
رسوباً كاملاً للطالب، كما يجب إعادة الاعتبار لقسم التاريخ في الجامعات والاهتمام
بالمتخرجين وتثبيتهم في سلك التدريس وتكريم المبرزين منهم.
وتحية للشاعر الكبير
مطهر الارياني على ثوريته المستمرة : يا قافلة بين أمشعاب وأمجبال الله معك حامي
وحارس. .
يا قافلة عاد المراحل طوال وعاد وجه الليل عابس. .
يا قافلة صفي
صفوف الرجال واستنفري كل الفوارس. .
قولي لهم عاد الخطر ما يزال لا تأمنوا شر
الدسائس. .
هيّا شباب إتوحدوا للنضال وانسوا خلافات المجالس.