الداه
الغالي إلى رجال القوات المسلحة والأمن الأوفياء ، إلى أبطال اليمن الكرماء الذين
لبوا دعوة الاصطفاف الوطني قبل أن تعلن وبعد أن أعلن ، إلى كل الأقلام الشريفة التي
غلبت مصلحة الوطن والشعب على ما دونها وطوت صفحات الحزبية والطائفية والمذهبية، إلى
أجل يكون الوطن فيه قد استعاد أنفاسه ، وقابل للمنافسات والمشاكسات الحزبية
الشريفة وغيرها ، تحية إلى كل قلب
محب للسلام قولاً وفعلاً، من أجل الوطن وأمنه واستقراره وسلامة شعبه وصون مستقبل
أجياله ، يقول لا للفتن "لا للخراب والدمار لا للمناكفات السياسية والحزبية
والمذهبية ، التي تعود على هذا الوطن بالويلات في وقت ما زالت طعنات الغدر والخيانة
تنهش جسده نهشاً، وتنذر بكارثة حطامها البسطاء من الناس ومن ليس لهم لا ناقة ولا
جمل في هذه الكارثة التي لا تنذر إلا بالفرقة والانقسام والتمزق وتسلح المتصارعين
بالجهلة والمرتزقة ، وبعد ذلك لن تكون حرب البسوس إلا جزءاً يسيراً من عمر الحرب
القادمة التي يدعو إليها المارقون والمتمردون والخارجون عن النظام والقانون ، وحتى
لا نكون متشائمين الأمر مرهون بوعي هذا الشعب ، لأن زعماء التشرذم والفتنة يرون في
الشعب سلاحهم الوحيد لتحقيق مأربهم ذو النظرة القاصرة التي غلب عليها الجشع والحلم
بالمستحيل.
فما دام الكل يراهن على الشعب .
إذاً يتحمل هذا الشعب مسؤولية
وأمانة اليمن وأبنائها ، فيا أبناء اليمن نناشدكم الله أن تكونوا خير من يصون
الأمانة ويحفظ الوديعة فالوطن أغلى بكثير وأمنه واستقراره وسلامة أبنائه لا توازيها
كنوز هذه الدنيا ، فأنتم يا أبناء اليمن اليوم ، أنتم مصدر القار ، وأنتم من
بأيديكم مصير هذا الوطن ومستقبل أجياله ، فلا تجعلوا أطفال اليوم والأجيال من بعدهم
يخاصمونكم أمام الله يوم الموقف الأكبر ، فقد أضاع العرب فلسطين ودفع ثمن ذلك
الأجيال وإلى اليوم ، والحال للأسوأ وهكذا العراق والصومال يجعل نصب عينيه الوطن
ومصلحته فوق كل اعتبار.