عصام
المطري
المطري
عودتنا القيادة ( الإيرانية) وعلى مختلف المستويات
والمجالات نكرانها وتنكرها لكل ما يوجه إليها من نقد علي خلفية مواقفها وتدخلها في
شئون الآخرين وتبنيها لكل من يخرج عن النظام والقانون ويعلن تمرده ضد نظامه ودولته
وشعبه وكيانه الوطني وشريعته الاجتماعية ونسيجه الوطني , ومنذ سقط النظام القومي في
العراق بزعامة الشهيد الرئيس والمجاهد العربي الرمز المهيب / صدام حسين المجيد وإيران تعبث بأمن واستقرار المنطقة ,
وقد وجدت ضالتها في فكرة وفلسفة (الفوضى الخلاقة ) حيث شكل الغزو الأمريكي لكل من
أفغانستان والعراق جزءا مفصليا من سيناريو( الفوضى الخلاقة) التي تبنت ( إيران)
بطريقة أو بأخرى مهمة الانتصار للفكرة بطريقتها حيث تعد ( إيران) الأكثر استفادة من
هذه (الفكرة العبثية) التي مكنتها من أن تسرح وتمرح وتمارس سياسة (انتقامية )
ممنهجه ضد الوجود القومي العربي مستغلة حالة الفوضى التي دشنتها وأرست قواعدها
(واشنطن) الدولة والمؤسسات والأجهزة بغض النظر عن القادم للبيت (الأبيض) أو الخارج
منه , لأن القادمين والمغادرين إلي ومن (البيت الأبيض) ليسوا إلا رموزا شكلية
يمثلون الواجهة السيادية والرمزية الوطنية للدولة العظمي فيما المسئولية التنفيذية
للقرار الأمريكي تقع علي كاهل المؤسسات السيادية الأمريكية وحسب..
إيران استغلت
ولا تزال تستغل حالة (الفراغ السياسي العربي القومي والقطري) كما يبدو مؤخرا أو
هكذا _يخيل لي_ المهم استغلت ولا تزال تسغل ( إيران) هذا الفراغ بما حمل معه من
تناقضات ودوافع وأسباب أدت في مجملها إلي زعزعة السكينة الاجتماعية في الأقطار
العربية , كما لعبت حالة الانفتاح الحضاري والمتغيرات الدولية والإقليمية الكثير
مما كانت (طهران) تحلم به فساعدها هذا على التسلل إلى مكونات النسيج الاجتماعي بصور
مختلفة تتناسب مع الرغبة الإيرانية , وهو ما مكن (طهران) من تشكيل حضورها على
الخارطة الاجتماعية العربية , فنجدها في العراق لها _صورة_ وفي لبنان_ هي بصورة
أخرى , ولها صور متناقضة ومختلفة الأطياف في اليمن وفلسطين وباكستان وأفغانستان ,
فهي هنا حاضرة باسم ( المذهب ) وواجب النصرة , وهناك حاضرة باسم (المقاومة )
والمناصرة حتمية , وفي مكان آخر حاضرة باسم الجوار والشراكة الجغرافية , وهي تلعن (
واشنطن) نهارا وتسامرها وتتغزل بهاء وتنادمها ليلا, ولعبت ( إيران) دورا محوريا
مؤثرا في تدمير النسيج المجتمعي (العراقي ) وهي كذلك في أفغانستان وأيضا في باكستان
وتتطلع للمزيد من هذا التفتيت في اليمن والسعودية والخليج وهي كادت أن تنجح في
لبنان أو على الأقل أن تجعل لبنان يتماهى في الصورة والمشهد مع الأراضي المحتلة ,
ولكنها في لبنان رغم كل ما يقال عن حضورها إلا أنها قطعا تحسب الكثير من الحسابات
لدمشق ولهذا هي حاضرة ولكن بقليل من العبث الذي تنوي _طهران_ تعميمه وتصديره وركب
موجته بعد ذلك بدعوى النصرة والمناصرة والإسناد والدعم ومؤازرة القريب والمستضعف
كما هو منهجها ..
المثير أن لطهران في هذا الجانب إستراتيجية مثيرة حقا فهي تدفع
بحوزاتها وأجهزتها ومنظماتها والهيئات التابعة لها وكل الجهات بمختلف مسمياتها
والتي تتبع ( طهران) عامة أو خاصة دينية أو إعلامية أو ثقافية و أمنية أو دبلوماسية
جميع هذه الجهات تؤدي أدوارها بدقة بحيث تظل (الحكومة الإيرانية الرسمية) بعيدة عن
دائرة الفعل والحضور المباشرين , وحين تشير أصابع الإدانة لطهران نجدها سرعان ما
تنفي علاقتها وصلتها بكل هذه الظواهر والأزمات , لكنها تتبع نفيها عادة بتأكيدات
تعبر عن استعددها (للتوسط هنا ) والتدخل هناك , الأمر الذي يربك المشهد فيما أطياف
التداعيات تتداخل وتشكل ألوان جد عبثية يصعب تسميتها ..
حدث هذا في مواقف
وتصرفات ( إيران) في العراق , وفي أفغانستان وفي باكستان ويحدث اليوم في اليمن
والجزيرة والخليج وقد حدث بالأمس القريب في لبنان وفلسطين ..
إيران لأمس القريب
حذرت دول جوار العراق من التدخل في شؤونه , واستباحت العراق لنفسها والحصيلة أكثر
من (مليون قتيل) وخمسة (مليون مشرد ) ومثلهم ( لاجيئن داخل العراق ) , والأمر ذاته
يسحب نفسه علي أفغانستان وباكستان , فيما أحد قد لا يتوقع أن ( إيران) تعد أكثر
الجهات التي ساندت ودعمت ( تنظيم القاعدة في العراق وأفغانستان ) وهي الداعم الأكبر
لحركة (طالبان في أفغانستان ) وهي الداعم الرئيسي اليوم لطالبان ( باكستان)
..
أتدرون لماذا تعمل ( طهران) كل هذا ..؟ لإيمانها المطلق واعتقادها اليقيني أن
هذه هي الطريقة المثلى التي ستمكنها من فرض وصايتها وخياراتها على دول الجوار التي
تسرح على أراضيها , وأن هذه هي الوسيلة التي سوف تدفع الوجود الأمريكي والأوروبي
للرحيل أو تسليم كل من أمريكا وأوروبا بقوة نفوذ ( إيران ) وتأثيرها وبالتالي يضطر
المجتمع الغربي بما في ذلك أمريكا إلى التسليم بقوة ونفوذ ( إيران) ومن ثم الذهاب
إلى مساومتها والتفاهم معها والإقرار بحضورها الإقليمي كقوة فاعلة على الخارطة
ومؤثرة على النسيج الاجتماعي لمحيطها ..!! لا أعرف قطعا في الحالة _اليمنية_ الخطر
الذي تخشاه _طهران_ من الأحداث اليمنية الداخلية ومن ثم تندفع لتحذير دول جوار
_اليمن_ وتقصد قطعا _السعودية_ من مغبة التدخل في الشأن اليمني وقد تعاملت طهران مع
الأزمة اليمنية وكأنها تعنيها بصورة مباشرة مع أن اليمن لا تملك حدودا مع إيران حتى
نقول أن طهران تخشى تمدد الأزمة إليها ولو بصورة لجوء كما هو حال اليمن مع الصومال
_مثلا_ لكن طهران ووفق مبدأ (التقية) تجد فن التوظيف والتغرير والضحك على الأغبياء
والمغفلين والمقطوعين عن مجتمعاتهم لسبب أو لآخر , لهذا نرى (طهران) تنفي علاقتها
بالأزمة اليمنية ,ثم تهدد من يقترب منها , مع أن المملكة تعد المعني المباشر
بالمشهد بعد اليمن طبعا شاءت طهران أو أبت فهذه هي الحقيقة كما قلنا سابقا أنها
معنية بالشأن العراقي ولم نحمل طهران المسئولية عن كل ما حل في العراق وقلنا أن
النظام العربي بكل مسمياته هو المسئول عما حل بالعراق لأن هذا النظام العربي هو
الذي قدم العراق لإيران على طبق من ذهب ..؟!! إيران بدورها لم تقصر وتلقت الهدية
وانطلقت على أثرها بزوابعها إلى كل الاتجاهات والمسارات بذريعة حينا وبتطفل حينا
آخر , لكن لا ذرائع طهران ولا تطفلها أيقظت الوعي (القومي العربي ) أو حركت حواس
الوعي (القطري) إلى أن برزت الفتنة في اليمن والتي ليس مصادفة أن عرف الشعب اليمني
حركة (الحوثي) مباشرة بعد الغزو الأمريكي للعراق وبعد سقوط النظام القومي في بغداد
, ويومها قلنا وبصريح القول والتعبير أن (سقوط بغداد مقدمة لسقوط كل العواصم
العربية ) وربما من نعم الله علينا حتى اللحظة أن ( بغداد ) لم تسقط ولا تزال تقاوم
ومن قال أن بغداد سقطت كذب على نفسه وعلى الأمة , ويحسب للمقاومة العراقية الفضل
حتى اللحظة أن ( النيران الفارسية ) لم تجد بعد المناخ المناسب التي يمكنها من
إشعال الشرارة الكبرى ناهيكم عن عوامل ذاتية وموضوعية تفرمل القطار الإيراني وتحول
دون بلوغه أهدافه التي رسمها بعناية وساهمت أخطاء إقليمية ودولية في صعود نجم (
فارس) الذي قطعا لن يصل إلي مداه ولكنه وحتى يحين موعد أفوله سيعمل على إقلاق
السكينة ولفت الأنظار وشد الناس إليه وأن من باب الفضول ..!! إستراتيجيا وإذا كان
هناك رصد وتحليل عربيين أكان على الصعيد القطري أو القومي فأن الراصد قطعاً سوف يصل
إلى نتيجة مثيرة ومقلقة فيما يتصل ويتعلق بعلاقة بعض العرب بأمريكا والغرب حيث نجد
إيران توظف حضورهما وتجير مواقفهما لصالحها , في ذات الوقت الذي تشعر فيه كل من (
واشنطن) وحلفائها بكثير من الرضا عن المسار الإيراني المتبع في المنطقة بعيدا عن
صخب الخلافات والملفات العالقة بينهما , فإن واشنطن تجد في الطريقة الإيرانية ما
يحقق أهدافها وأهداف دول الترويكا الأوروبية التي تعمل ومنذ وقوع أحداث سبتمبر
2001م على إعادة تشكيل النسيج الاجتماعي العربي / الإسلامي , على قاعدة تكفل تمزيق
الترابط المجتمعي داخل المجتمعات العربية والإسلامية , وبما يكفل بروز ثقافة جديدة
قائمة على مفاهيم تنبذ الترابط القومي بدعوى رفض (الشوفينية) وترفض فكرة الترابط
الإسلامي باسم ( التطرف والفوبيا الإسلامية ) ومن ثم تصبح الديمقراطية وحقوق
الإنسان والحريات العامة وحرية الأديان وحقوق الأقليات والعرقيات والمذاهب بمثابة
أسلحة بها ومن خلالها وبواسطتها يعاد تشكيل مكونات المجتمع العربي خاصة والإسلامي
عامة وقد قدمت واشنطن أفغانستان وباكستان بمثابة مكافئة لطهران فيما التباين
الأمريكي / الإيراني في العراق يحمل هو الآخر دوافع سياسية وغاية لوجستية تراها
واشنطن ضرورية ومهمة لإعادة العراق إلى ( ما قبل العصر الصناعي ) تنفيذا لوعد جيمس
بيكر للمناضل طارق عزيز ..!! ما ذا بعد كل هذا ..؟ لا شيء سوى المزيد من انهيارات
النسيج المجتمعي العربي وتفتيت المكونات الوطنية وضرب كل مقومات الدولة الوطنية في
الوطن العربي , وخلق كانتونات بديلة قائمة على النوازع العرقية والطائفية والمذهبية
والمناطقية , دون أن تطال هذه المسميات طهران إيران التي تعد أكثر المناطق خصوبة
للتمزق على خلفية هذه المفاهيم والمسميات ولكن هذا قد لا يحدث بالصورة المتوقعة
لطهران لأنها ذات هوية حضارية (فارسية) ويراها الغرب أنها أقرب لهم من بقية حلفائهم
العرب والمسلمين مهما كان شكل ومتانة هذا التحالف ..!وللموضوع صلة
ameritaha@gmail.com
والمجالات نكرانها وتنكرها لكل ما يوجه إليها من نقد علي خلفية مواقفها وتدخلها في
شئون الآخرين وتبنيها لكل من يخرج عن النظام والقانون ويعلن تمرده ضد نظامه ودولته
وشعبه وكيانه الوطني وشريعته الاجتماعية ونسيجه الوطني , ومنذ سقط النظام القومي في
العراق بزعامة الشهيد الرئيس والمجاهد العربي الرمز المهيب / صدام حسين المجيد وإيران تعبث بأمن واستقرار المنطقة ,
وقد وجدت ضالتها في فكرة وفلسفة (الفوضى الخلاقة ) حيث شكل الغزو الأمريكي لكل من
أفغانستان والعراق جزءا مفصليا من سيناريو( الفوضى الخلاقة) التي تبنت ( إيران)
بطريقة أو بأخرى مهمة الانتصار للفكرة بطريقتها حيث تعد ( إيران) الأكثر استفادة من
هذه (الفكرة العبثية) التي مكنتها من أن تسرح وتمرح وتمارس سياسة (انتقامية )
ممنهجه ضد الوجود القومي العربي مستغلة حالة الفوضى التي دشنتها وأرست قواعدها
(واشنطن) الدولة والمؤسسات والأجهزة بغض النظر عن القادم للبيت (الأبيض) أو الخارج
منه , لأن القادمين والمغادرين إلي ومن (البيت الأبيض) ليسوا إلا رموزا شكلية
يمثلون الواجهة السيادية والرمزية الوطنية للدولة العظمي فيما المسئولية التنفيذية
للقرار الأمريكي تقع علي كاهل المؤسسات السيادية الأمريكية وحسب..
إيران استغلت
ولا تزال تستغل حالة (الفراغ السياسي العربي القومي والقطري) كما يبدو مؤخرا أو
هكذا _يخيل لي_ المهم استغلت ولا تزال تسغل ( إيران) هذا الفراغ بما حمل معه من
تناقضات ودوافع وأسباب أدت في مجملها إلي زعزعة السكينة الاجتماعية في الأقطار
العربية , كما لعبت حالة الانفتاح الحضاري والمتغيرات الدولية والإقليمية الكثير
مما كانت (طهران) تحلم به فساعدها هذا على التسلل إلى مكونات النسيج الاجتماعي بصور
مختلفة تتناسب مع الرغبة الإيرانية , وهو ما مكن (طهران) من تشكيل حضورها على
الخارطة الاجتماعية العربية , فنجدها في العراق لها _صورة_ وفي لبنان_ هي بصورة
أخرى , ولها صور متناقضة ومختلفة الأطياف في اليمن وفلسطين وباكستان وأفغانستان ,
فهي هنا حاضرة باسم ( المذهب ) وواجب النصرة , وهناك حاضرة باسم (المقاومة )
والمناصرة حتمية , وفي مكان آخر حاضرة باسم الجوار والشراكة الجغرافية , وهي تلعن (
واشنطن) نهارا وتسامرها وتتغزل بهاء وتنادمها ليلا, ولعبت ( إيران) دورا محوريا
مؤثرا في تدمير النسيج المجتمعي (العراقي ) وهي كذلك في أفغانستان وأيضا في باكستان
وتتطلع للمزيد من هذا التفتيت في اليمن والسعودية والخليج وهي كادت أن تنجح في
لبنان أو على الأقل أن تجعل لبنان يتماهى في الصورة والمشهد مع الأراضي المحتلة ,
ولكنها في لبنان رغم كل ما يقال عن حضورها إلا أنها قطعا تحسب الكثير من الحسابات
لدمشق ولهذا هي حاضرة ولكن بقليل من العبث الذي تنوي _طهران_ تعميمه وتصديره وركب
موجته بعد ذلك بدعوى النصرة والمناصرة والإسناد والدعم ومؤازرة القريب والمستضعف
كما هو منهجها ..
المثير أن لطهران في هذا الجانب إستراتيجية مثيرة حقا فهي تدفع
بحوزاتها وأجهزتها ومنظماتها والهيئات التابعة لها وكل الجهات بمختلف مسمياتها
والتي تتبع ( طهران) عامة أو خاصة دينية أو إعلامية أو ثقافية و أمنية أو دبلوماسية
جميع هذه الجهات تؤدي أدوارها بدقة بحيث تظل (الحكومة الإيرانية الرسمية) بعيدة عن
دائرة الفعل والحضور المباشرين , وحين تشير أصابع الإدانة لطهران نجدها سرعان ما
تنفي علاقتها وصلتها بكل هذه الظواهر والأزمات , لكنها تتبع نفيها عادة بتأكيدات
تعبر عن استعددها (للتوسط هنا ) والتدخل هناك , الأمر الذي يربك المشهد فيما أطياف
التداعيات تتداخل وتشكل ألوان جد عبثية يصعب تسميتها ..
حدث هذا في مواقف
وتصرفات ( إيران) في العراق , وفي أفغانستان وفي باكستان ويحدث اليوم في اليمن
والجزيرة والخليج وقد حدث بالأمس القريب في لبنان وفلسطين ..
إيران لأمس القريب
حذرت دول جوار العراق من التدخل في شؤونه , واستباحت العراق لنفسها والحصيلة أكثر
من (مليون قتيل) وخمسة (مليون مشرد ) ومثلهم ( لاجيئن داخل العراق ) , والأمر ذاته
يسحب نفسه علي أفغانستان وباكستان , فيما أحد قد لا يتوقع أن ( إيران) تعد أكثر
الجهات التي ساندت ودعمت ( تنظيم القاعدة في العراق وأفغانستان ) وهي الداعم الأكبر
لحركة (طالبان في أفغانستان ) وهي الداعم الرئيسي اليوم لطالبان ( باكستان)
..
أتدرون لماذا تعمل ( طهران) كل هذا ..؟ لإيمانها المطلق واعتقادها اليقيني أن
هذه هي الطريقة المثلى التي ستمكنها من فرض وصايتها وخياراتها على دول الجوار التي
تسرح على أراضيها , وأن هذه هي الوسيلة التي سوف تدفع الوجود الأمريكي والأوروبي
للرحيل أو تسليم كل من أمريكا وأوروبا بقوة نفوذ ( إيران ) وتأثيرها وبالتالي يضطر
المجتمع الغربي بما في ذلك أمريكا إلى التسليم بقوة ونفوذ ( إيران) ومن ثم الذهاب
إلى مساومتها والتفاهم معها والإقرار بحضورها الإقليمي كقوة فاعلة على الخارطة
ومؤثرة على النسيج الاجتماعي لمحيطها ..!! لا أعرف قطعا في الحالة _اليمنية_ الخطر
الذي تخشاه _طهران_ من الأحداث اليمنية الداخلية ومن ثم تندفع لتحذير دول جوار
_اليمن_ وتقصد قطعا _السعودية_ من مغبة التدخل في الشأن اليمني وقد تعاملت طهران مع
الأزمة اليمنية وكأنها تعنيها بصورة مباشرة مع أن اليمن لا تملك حدودا مع إيران حتى
نقول أن طهران تخشى تمدد الأزمة إليها ولو بصورة لجوء كما هو حال اليمن مع الصومال
_مثلا_ لكن طهران ووفق مبدأ (التقية) تجد فن التوظيف والتغرير والضحك على الأغبياء
والمغفلين والمقطوعين عن مجتمعاتهم لسبب أو لآخر , لهذا نرى (طهران) تنفي علاقتها
بالأزمة اليمنية ,ثم تهدد من يقترب منها , مع أن المملكة تعد المعني المباشر
بالمشهد بعد اليمن طبعا شاءت طهران أو أبت فهذه هي الحقيقة كما قلنا سابقا أنها
معنية بالشأن العراقي ولم نحمل طهران المسئولية عن كل ما حل في العراق وقلنا أن
النظام العربي بكل مسمياته هو المسئول عما حل بالعراق لأن هذا النظام العربي هو
الذي قدم العراق لإيران على طبق من ذهب ..؟!! إيران بدورها لم تقصر وتلقت الهدية
وانطلقت على أثرها بزوابعها إلى كل الاتجاهات والمسارات بذريعة حينا وبتطفل حينا
آخر , لكن لا ذرائع طهران ولا تطفلها أيقظت الوعي (القومي العربي ) أو حركت حواس
الوعي (القطري) إلى أن برزت الفتنة في اليمن والتي ليس مصادفة أن عرف الشعب اليمني
حركة (الحوثي) مباشرة بعد الغزو الأمريكي للعراق وبعد سقوط النظام القومي في بغداد
, ويومها قلنا وبصريح القول والتعبير أن (سقوط بغداد مقدمة لسقوط كل العواصم
العربية ) وربما من نعم الله علينا حتى اللحظة أن ( بغداد ) لم تسقط ولا تزال تقاوم
ومن قال أن بغداد سقطت كذب على نفسه وعلى الأمة , ويحسب للمقاومة العراقية الفضل
حتى اللحظة أن ( النيران الفارسية ) لم تجد بعد المناخ المناسب التي يمكنها من
إشعال الشرارة الكبرى ناهيكم عن عوامل ذاتية وموضوعية تفرمل القطار الإيراني وتحول
دون بلوغه أهدافه التي رسمها بعناية وساهمت أخطاء إقليمية ودولية في صعود نجم (
فارس) الذي قطعا لن يصل إلي مداه ولكنه وحتى يحين موعد أفوله سيعمل على إقلاق
السكينة ولفت الأنظار وشد الناس إليه وأن من باب الفضول ..!! إستراتيجيا وإذا كان
هناك رصد وتحليل عربيين أكان على الصعيد القطري أو القومي فأن الراصد قطعاً سوف يصل
إلى نتيجة مثيرة ومقلقة فيما يتصل ويتعلق بعلاقة بعض العرب بأمريكا والغرب حيث نجد
إيران توظف حضورهما وتجير مواقفهما لصالحها , في ذات الوقت الذي تشعر فيه كل من (
واشنطن) وحلفائها بكثير من الرضا عن المسار الإيراني المتبع في المنطقة بعيدا عن
صخب الخلافات والملفات العالقة بينهما , فإن واشنطن تجد في الطريقة الإيرانية ما
يحقق أهدافها وأهداف دول الترويكا الأوروبية التي تعمل ومنذ وقوع أحداث سبتمبر
2001م على إعادة تشكيل النسيج الاجتماعي العربي / الإسلامي , على قاعدة تكفل تمزيق
الترابط المجتمعي داخل المجتمعات العربية والإسلامية , وبما يكفل بروز ثقافة جديدة
قائمة على مفاهيم تنبذ الترابط القومي بدعوى رفض (الشوفينية) وترفض فكرة الترابط
الإسلامي باسم ( التطرف والفوبيا الإسلامية ) ومن ثم تصبح الديمقراطية وحقوق
الإنسان والحريات العامة وحرية الأديان وحقوق الأقليات والعرقيات والمذاهب بمثابة
أسلحة بها ومن خلالها وبواسطتها يعاد تشكيل مكونات المجتمع العربي خاصة والإسلامي
عامة وقد قدمت واشنطن أفغانستان وباكستان بمثابة مكافئة لطهران فيما التباين
الأمريكي / الإيراني في العراق يحمل هو الآخر دوافع سياسية وغاية لوجستية تراها
واشنطن ضرورية ومهمة لإعادة العراق إلى ( ما قبل العصر الصناعي ) تنفيذا لوعد جيمس
بيكر للمناضل طارق عزيز ..!! ما ذا بعد كل هذا ..؟ لا شيء سوى المزيد من انهيارات
النسيج المجتمعي العربي وتفتيت المكونات الوطنية وضرب كل مقومات الدولة الوطنية في
الوطن العربي , وخلق كانتونات بديلة قائمة على النوازع العرقية والطائفية والمذهبية
والمناطقية , دون أن تطال هذه المسميات طهران إيران التي تعد أكثر المناطق خصوبة
للتمزق على خلفية هذه المفاهيم والمسميات ولكن هذا قد لا يحدث بالصورة المتوقعة
لطهران لأنها ذات هوية حضارية (فارسية) ويراها الغرب أنها أقرب لهم من بقية حلفائهم
العرب والمسلمين مهما كان شكل ومتانة هذا التحالف ..!وللموضوع صلة
ameritaha@gmail.com