الداهية
جداً وأوجاعها ستكون مزمنة، الوطن اليوم في طور التجهيز لأن يكون ساحة كبيرة يحوي
أشلاء البسطاء من الناس، الذين سيكونون الحطام الذي يبحث عنه أعداء الوطن ليشعلوا
به فتنتهم، وليجعلوا من هؤلاء البسطاء ضحايا أطماع المتصارعين وقوداً لحروبهم
الشخصية التي يضرمونها تحت شعار " من أجل الوطن والشعب" وأي شعب سيبقى بعد أن تزهق حربهم روحه وتهد كيانه،
وتجعله عرضة لشفقة ورحمة المنظمات الدولية وحقوق الإنسان ، الذي رأى العالم بأسره
إنجازات هذه المسميات وبالتحديد في حرب العراق والبنان وأخيراً غزة التي جاء إلينا
غولدستون بتقريره والذي أصبح حديث العالم حكاماً وشعوباً وأنساهم الانتهاكات
البشرية للمسجد الأقصى والاعتداءات الصهيونية على أبناء الأرض المحتلة والحصار
الغاشم الذي ما زال مخيماً على غزة المنكوبة ، وحتى لا نبتعد عمّا نود الحديث عنه،
نعود إلى اليمن الحبيب ، هذا الوطن الذي استكثر الجبناء عليه أمنه واستقراره،
وسلامة شعبه، وأزعجهم ذلك كثيراً ، فشرعوا في الاعتداء عليه، وتدميره، وجعل أبناءه
يفتكون ببعضهم وكل ذلك تحت شعار من أجل الوطن والشعب، هل يكون إنقاذ الوطن بتدميره
وهل يكون الحفاظ على أمن الشعب وسلامته بتمزيقه وزرع الفرقة الكراهية بين
أبناءه؟.
هل الاعتداء على مستقبل الأجيال وتدميره يعتبر من أجل الوطن والشعب،
الوطن والشعب يعيشان اليوم بين مطرقة الحكومة وسندان المعارضة، الحكومة التي بسبب
سياستها الغير ممنهجة أصحبت عرضة لافتراء المعارضة وإفكها والتي لا هم لهذه
المعارضة سوى الشماتة والتشفي والسعي الحثيث بشتى الوسائل إلى أن تكون هي مصدر
القرار حالمة بزمام الحكم، متناسية تماماً دورها كمعارضة تنقل هموم ومشاكل وأوجاع
هذا الشعب إلى أعلى المستويات ، وتطالب بالحلول والمعالجات بالطرق السلمية وبإصرار
والحاح شديدينً، فإذا جاءت وقت الانتخابات يمكنها أن تظهر كمنافس للحزب الحاكم يمكن
أن يصل إلى سدة الحكم أما أن تجعل شغلها الشاغل الوصول إلى سدة الحكم فلن تكون هذه
المعارضة سوى سبب رئيسي في جر الوطن، والشعب إلى الهاوية التي ستكون المصير الأسود
لأبناء اليمن، فهل حان الوقت لحزبنا الحاكم ومعارضتنا بالدرجة الأولى أن يفيقوا من
غيبوبتهم وينقذوا هذا الوطن من مكر المتآمرين؟ فيا معارضتنا الكريمة أمن الوطن
وسلامة الشعب أغلى من أي طموحات.