كروان
الشرجبي
الشرجبي
إلى كل من يريد الجنة في ديننا الحنيف والكريم
لا تسخروا مني ومن وقوفي أمامكم وأن صغير السن، فمرراة الحياة وقسوتها هي التي
أجبرتني، فأنا يتيم أنا وأخواتي الصغار نعاني من الجوع والعطش، بعد وفاة والدي وليس
لدينا أي مصدر رزق، وأنا طالب تركت دراستي لتوفير القوت الضروري لأخوتي الصغار فقد
أصبحت لقمة العيش صعبة في هذا الزمان الذي قست فيه القلوب فنحن أولادكم ليس لنا أحد
غير الله وأنتم جعل الله صدقاتكم شفائكم وفي ميزان حسناتكم. عفواً قارئي الكريم هذا الكلام ليس لي إطلاقاً
وإنما له حكاية فاسمح لي أن أرويها باختصار شديد: في يوم الأربعاء بين الساعة
السادسة والسابقة مساءً كنت في الانترنت وبينما أنا هناك إذا بطفل عمره حوالي
العاشرة، نظيف الهيئة وأن كانت ملابسه ليست ملائمة له إلا أن هيئته تدل على أنه
"ابن ناس"، عموماً أن هذا الطفل دخل ممسكاً بقصاصات صغيرة وزعها علينا نحن
الموجودين وكان مكتوباً فيها ما كتبته لكم في بداية المقال من الموجودات من أعطته
وأخرى لا أما أن فاشتغل عندي الفضول الصحفي وبدأت أسأله: فين منزلكم أجابني بأنه
ليس بعيداً من هنا وعدت أسأله: أليس من المفروض أن تكون في البيت الآن رد علي سؤالي
بخجل قائلاً: أيوه لكن ما فيش معانا حق العشاء أحسست بأنه لا يجيد التسول والشحاته
وأنه بالفعل يعول أسرة ومسؤولاً عنها وطلبت منه أن يعود إلى المنزل ويصطحبني معه
وكان كذلك فوصلت إلى منزل في حارة من حارات الشيخ عثمان فوجدت منزلاً فيه أطفالاً
"أربعة" وأماً هزيلة، ونظرت إلى محتويات المنزل فلم أجد إلا سريراً وبعض الوسائد في
الأرض فليس هناك تلفزيوناً حتى في المنزل فقد عرفت لاحقاً أنها أي الأم قد باعت
التلفزيون والثلاجة حتى تغطي مصاريف المنزل. فقد مات زوجها ولا يوجد عائلٌ لهم
واضطرت هي للخروج للعمل ولكن عملها مردوده لا يكفي، وأحياناً كثيرة لا تقبل في أي
عمل فهي تخرج منذ الصباح تدق الأبواب تسأل من تريد مساعدة في المنزل فتعمل "كخادمة"
تغسل وتكنس من أجل لقمة العيش ولكنها مؤخراً مرضت ولم تعد قادرة، فخرج ولدها بدلاً
عنها فهو يعمل في "كفتيريا يقشر بطاطا ويستلم راتباً زهيداً آخر كل شهر". شعرت
بمرارة في حلقي من قسوة ما رأيت وتمنيت لو كان بيدي شيئاً لأنقذ هذه الأسرة من
الجوع، طبعاً سأعمل ما بوسعي ولكن هل هذا يكفي طبعاً فأنا لا استطيع تأمين عمل لهذه
المرأة وهنا تأكدت بأن ما حذر منه مركز اليمن للدراسات والإعلام صحيحٌ حيث حذر من
تفاقم معدل الفقر في اليمن وأن شريحة جديدة من اليمنيين تتهاوى إلى مستوى أدنى من
خط الفقر، وقال المركز أنه في الوقت ا لذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للغذاء
فإن الغذاء لا يزال في اليمن بعيد المنال بالنسبة للفئات الأشد فقراً كما أن واحداً
بين كل ثلاثة يمنيين يعاني من الجوع المزمن. وأن اتساع حجم الطبقة المسحوقة والتي
تكابد الحياة المعيشية وظروفها القاسية قد بلغ "82%" وهذه النسبة هي الأسر التي لا
تغطي أدنى نفقات الحياة المعيشية اليومية. وأظهر تقرير التنمية البشرية للعام 2009م
أن " 41. 8 % " يحصلون على أقل من دولارين في اليوم وهو مستوى خط الفقر الدولي، "لا
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"
لا تسخروا مني ومن وقوفي أمامكم وأن صغير السن، فمرراة الحياة وقسوتها هي التي
أجبرتني، فأنا يتيم أنا وأخواتي الصغار نعاني من الجوع والعطش، بعد وفاة والدي وليس
لدينا أي مصدر رزق، وأنا طالب تركت دراستي لتوفير القوت الضروري لأخوتي الصغار فقد
أصبحت لقمة العيش صعبة في هذا الزمان الذي قست فيه القلوب فنحن أولادكم ليس لنا أحد
غير الله وأنتم جعل الله صدقاتكم شفائكم وفي ميزان حسناتكم. عفواً قارئي الكريم هذا الكلام ليس لي إطلاقاً
وإنما له حكاية فاسمح لي أن أرويها باختصار شديد: في يوم الأربعاء بين الساعة
السادسة والسابقة مساءً كنت في الانترنت وبينما أنا هناك إذا بطفل عمره حوالي
العاشرة، نظيف الهيئة وأن كانت ملابسه ليست ملائمة له إلا أن هيئته تدل على أنه
"ابن ناس"، عموماً أن هذا الطفل دخل ممسكاً بقصاصات صغيرة وزعها علينا نحن
الموجودين وكان مكتوباً فيها ما كتبته لكم في بداية المقال من الموجودات من أعطته
وأخرى لا أما أن فاشتغل عندي الفضول الصحفي وبدأت أسأله: فين منزلكم أجابني بأنه
ليس بعيداً من هنا وعدت أسأله: أليس من المفروض أن تكون في البيت الآن رد علي سؤالي
بخجل قائلاً: أيوه لكن ما فيش معانا حق العشاء أحسست بأنه لا يجيد التسول والشحاته
وأنه بالفعل يعول أسرة ومسؤولاً عنها وطلبت منه أن يعود إلى المنزل ويصطحبني معه
وكان كذلك فوصلت إلى منزل في حارة من حارات الشيخ عثمان فوجدت منزلاً فيه أطفالاً
"أربعة" وأماً هزيلة، ونظرت إلى محتويات المنزل فلم أجد إلا سريراً وبعض الوسائد في
الأرض فليس هناك تلفزيوناً حتى في المنزل فقد عرفت لاحقاً أنها أي الأم قد باعت
التلفزيون والثلاجة حتى تغطي مصاريف المنزل. فقد مات زوجها ولا يوجد عائلٌ لهم
واضطرت هي للخروج للعمل ولكن عملها مردوده لا يكفي، وأحياناً كثيرة لا تقبل في أي
عمل فهي تخرج منذ الصباح تدق الأبواب تسأل من تريد مساعدة في المنزل فتعمل "كخادمة"
تغسل وتكنس من أجل لقمة العيش ولكنها مؤخراً مرضت ولم تعد قادرة، فخرج ولدها بدلاً
عنها فهو يعمل في "كفتيريا يقشر بطاطا ويستلم راتباً زهيداً آخر كل شهر". شعرت
بمرارة في حلقي من قسوة ما رأيت وتمنيت لو كان بيدي شيئاً لأنقذ هذه الأسرة من
الجوع، طبعاً سأعمل ما بوسعي ولكن هل هذا يكفي طبعاً فأنا لا استطيع تأمين عمل لهذه
المرأة وهنا تأكدت بأن ما حذر منه مركز اليمن للدراسات والإعلام صحيحٌ حيث حذر من
تفاقم معدل الفقر في اليمن وأن شريحة جديدة من اليمنيين تتهاوى إلى مستوى أدنى من
خط الفقر، وقال المركز أنه في الوقت ا لذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للغذاء
فإن الغذاء لا يزال في اليمن بعيد المنال بالنسبة للفئات الأشد فقراً كما أن واحداً
بين كل ثلاثة يمنيين يعاني من الجوع المزمن. وأن اتساع حجم الطبقة المسحوقة والتي
تكابد الحياة المعيشية وظروفها القاسية قد بلغ "82%" وهذه النسبة هي الأسر التي لا
تغطي أدنى نفقات الحياة المعيشية اليومية. وأظهر تقرير التنمية البشرية للعام 2009م
أن " 41. 8 % " يحصلون على أقل من دولارين في اليوم وهو مستوى خط الفقر الدولي، "لا
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"