مشاري
الذايدي
الذايدي
والد حسين، وهو العلامة بدر الدين الحوثي احد كبار
علماء صعدة، هو نفسه كان رجلا طموحا يسعى الى اعادة بعث حكم الامامة من جديد، وقد
عمر طويلا.
يقول الدكتور قاسم سلام، وهو سياسي ومثقف يمني، بمقابلة صحفية نشرت
سابقا: «سبق لبدر الحوثي أن ادعى الإمامة في عهد الإمام يحيى ( قتل 1948) وبويع
فيها وتم سجنه ثم بعد «ثورة 26 سبتمبر»، أيضاً ادعى الإمامة وقاتل الجمهورية في صعدة وانتصرت الثورة
والجمهورية عليهم. .
والآن هي استمرار للحالة السابقة، لكن الجديد فيها أنها دخلت
طوراً جديداً، حيث لم تعد تدعي الإمامة بمفهومها التقليدي وانما أرادت أن تكون صعدة
مرتكزاً للمذهب الصفوي».
حسب تعبير المثقف القومي العروبي قاسم سلام.
بدر
الدين الحوثي لم يكن متعاطفا مع حكومة صنعاء في حرب 1994 وانحاز للانفصاليين
الجنوبيين، ليس حبا في الاشتراكيين ولكن بغضا في صنعاء التي ابتعدت عن حكم الإمامة
وتعاطفت مع السلفيين أعداء آل البيت، حسب تصور الحوثي، وخاض بدر الدين الحوثي
صراعات سجالية مع الشيخ اليمني السلفي مقبل الوادعي الذي كان داعية سلفيا في صعدة
نفسها.
الحوثيون هم النسخة المتطرفة للزيدية، وهم كما يرى باحثون امتداد لنتوء
زيدي معروف هم فرقة «الجارودية» التي اختلفت عن المذهب الزيدي العام في اشتراط ان
يكون الامام من «البطنين»، وايضا قالوا إن ولاية علي منصوص عليها نصا خفيا، وأجازوا
تضليل وتفسيق ابي بكر وعمر رضي الله عنهما، وبذلك اقتربوا اكثر من الامامية كما
يقول الباحث اليمني الرصين زيد الوزير في مقاله بعنوان: «الجارودية ليست من
الزيدية»، الذي نشره في فصلية المسار، الصادرة من مركز التراث والبحوث اليمني
(السنة العاشرة العدد الثاني).
وقد تتبع زيد الوزير بشكل دقيق ظروف نشأة التيار
الجارودي وانه نشأ في نفس اللحظة التي نشأ فيها التيار الزيدي وعليه فإن ابا
الجارود العبدي، الذي تنسب اليه الجارودية، تلميذ الامام زيد بن علي ليس زيديا بل
هو واتباعه فرقة خاصة بنفسها تسللت الى المذهب الزيدي، وكمنت فيه، استغلها بعض شيوخ
وفقهاء وحكام الامامة الزيدية في لحظات التوتر، كما صنع الامام عبد الله بن حمزة
الذي ناصر شرط البطنين لتكريس الحكم داخل النادي العلوي، او فقهاء الزيدية الذين
اخذتهم الحماسة في السجالات مع مخالفيهم من السنة، مثل الحوثي الآن.
دهاء ايران
يكمن في تسليط اشعتها السياسية على هذه الفرقة الثانوية داخل المذهب الزيدي والنفخ
بها وتزعيمها على بقية الزيود وممارسة سياسة التوريط للمحايدين.
تماما كما فعلت
مع حزب الله في لبنان، فمعلوم ان شيعة لبنان في الاساس هم من الشيعة التقليديين من
اتباع مدرسة الفقيه الشيعي الكبير محسن العاملي، واستمروا كذلك ولم ينخرطوا في مذهب
ولاية الفقيه الخميني، ولكن مع انشاء حزب الله على يد ايران الخمينية، ابتلع الحزب
كل المخالفين واصبح هو الاساس والواجهة الشيعية، وتلاشى المخالفون لنظرية ولاية
الفقيه العامة.
الخشية الآن في اليمن ان يتم تصوير الحوثية على انهم هم الزيدية،
بسبب الجهل بهذه الفروق، وهذا ما نراه من بعض المتحدثين في وسائل الاعلام، الذين
يهاجمون الحوثية باعتبارهم زيودا، أو ان الزيود كلهم شيعة اثني عشرية أو ان الاثني
عشرية الشيعة كلهم على نهج الخميني، في خلط عجيب وجهل مريج، يكرس الاحتقان الطائفي
المبني على الجهل والحقد.
الكلام متشعب، ولدى المختصين من الباحثين، خصوصا من
اهل اليمن الكثير ليقولوه، وما هذه الكلمات التي ذكرتها الا مجرد اشارة على الطريق
خشية الوقوع في منزلق ليس فيه إلا الظلم لثقافة عريقة لدى الشعب اليمني، وجهل
بحقيقة ما يجري، ومساعدة من حيث لا ندري على انجاح مخطط ملالي طهران في سلخ الزيدية
عن محيطها العربي.
فتشوا عن الأصابع الخمينية في كل ما يجري في الاطار الشيعي،
وتثويره وتسييسه واستثماره، تماما كما صنع الاخوان المسلمون في الاطار
السني.
m. althaidy@asharqalawsat. com الشرق الأوس
علماء صعدة، هو نفسه كان رجلا طموحا يسعى الى اعادة بعث حكم الامامة من جديد، وقد
عمر طويلا.
يقول الدكتور قاسم سلام، وهو سياسي ومثقف يمني، بمقابلة صحفية نشرت
سابقا: «سبق لبدر الحوثي أن ادعى الإمامة في عهد الإمام يحيى ( قتل 1948) وبويع
فيها وتم سجنه ثم بعد «ثورة 26 سبتمبر»، أيضاً ادعى الإمامة وقاتل الجمهورية في صعدة وانتصرت الثورة
والجمهورية عليهم. .
والآن هي استمرار للحالة السابقة، لكن الجديد فيها أنها دخلت
طوراً جديداً، حيث لم تعد تدعي الإمامة بمفهومها التقليدي وانما أرادت أن تكون صعدة
مرتكزاً للمذهب الصفوي».
حسب تعبير المثقف القومي العروبي قاسم سلام.
بدر
الدين الحوثي لم يكن متعاطفا مع حكومة صنعاء في حرب 1994 وانحاز للانفصاليين
الجنوبيين، ليس حبا في الاشتراكيين ولكن بغضا في صنعاء التي ابتعدت عن حكم الإمامة
وتعاطفت مع السلفيين أعداء آل البيت، حسب تصور الحوثي، وخاض بدر الدين الحوثي
صراعات سجالية مع الشيخ اليمني السلفي مقبل الوادعي الذي كان داعية سلفيا في صعدة
نفسها.
الحوثيون هم النسخة المتطرفة للزيدية، وهم كما يرى باحثون امتداد لنتوء
زيدي معروف هم فرقة «الجارودية» التي اختلفت عن المذهب الزيدي العام في اشتراط ان
يكون الامام من «البطنين»، وايضا قالوا إن ولاية علي منصوص عليها نصا خفيا، وأجازوا
تضليل وتفسيق ابي بكر وعمر رضي الله عنهما، وبذلك اقتربوا اكثر من الامامية كما
يقول الباحث اليمني الرصين زيد الوزير في مقاله بعنوان: «الجارودية ليست من
الزيدية»، الذي نشره في فصلية المسار، الصادرة من مركز التراث والبحوث اليمني
(السنة العاشرة العدد الثاني).
وقد تتبع زيد الوزير بشكل دقيق ظروف نشأة التيار
الجارودي وانه نشأ في نفس اللحظة التي نشأ فيها التيار الزيدي وعليه فإن ابا
الجارود العبدي، الذي تنسب اليه الجارودية، تلميذ الامام زيد بن علي ليس زيديا بل
هو واتباعه فرقة خاصة بنفسها تسللت الى المذهب الزيدي، وكمنت فيه، استغلها بعض شيوخ
وفقهاء وحكام الامامة الزيدية في لحظات التوتر، كما صنع الامام عبد الله بن حمزة
الذي ناصر شرط البطنين لتكريس الحكم داخل النادي العلوي، او فقهاء الزيدية الذين
اخذتهم الحماسة في السجالات مع مخالفيهم من السنة، مثل الحوثي الآن.
دهاء ايران
يكمن في تسليط اشعتها السياسية على هذه الفرقة الثانوية داخل المذهب الزيدي والنفخ
بها وتزعيمها على بقية الزيود وممارسة سياسة التوريط للمحايدين.
تماما كما فعلت
مع حزب الله في لبنان، فمعلوم ان شيعة لبنان في الاساس هم من الشيعة التقليديين من
اتباع مدرسة الفقيه الشيعي الكبير محسن العاملي، واستمروا كذلك ولم ينخرطوا في مذهب
ولاية الفقيه الخميني، ولكن مع انشاء حزب الله على يد ايران الخمينية، ابتلع الحزب
كل المخالفين واصبح هو الاساس والواجهة الشيعية، وتلاشى المخالفون لنظرية ولاية
الفقيه العامة.
الخشية الآن في اليمن ان يتم تصوير الحوثية على انهم هم الزيدية،
بسبب الجهل بهذه الفروق، وهذا ما نراه من بعض المتحدثين في وسائل الاعلام، الذين
يهاجمون الحوثية باعتبارهم زيودا، أو ان الزيود كلهم شيعة اثني عشرية أو ان الاثني
عشرية الشيعة كلهم على نهج الخميني، في خلط عجيب وجهل مريج، يكرس الاحتقان الطائفي
المبني على الجهل والحقد.
الكلام متشعب، ولدى المختصين من الباحثين، خصوصا من
اهل اليمن الكثير ليقولوه، وما هذه الكلمات التي ذكرتها الا مجرد اشارة على الطريق
خشية الوقوع في منزلق ليس فيه إلا الظلم لثقافة عريقة لدى الشعب اليمني، وجهل
بحقيقة ما يجري، ومساعدة من حيث لا ندري على انجاح مخطط ملالي طهران في سلخ الزيدية
عن محيطها العربي.
فتشوا عن الأصابع الخمينية في كل ما يجري في الاطار الشيعي،
وتثويره وتسييسه واستثماره، تماما كما صنع الاخوان المسلمون في الاطار
السني.
m. althaidy@asharqalawsat. com الشرق الأوس