سعاد محمد
عبدالله
عبدالله
لم يكن يوماً عادياً ذلك اليوم الذي شهده جميع من
حضر مؤتمر الاستثمار الدولي الذي حمل شعار "عدن بوابة اليمن للعالم" فالاسم كبير
والتنظيم له جد حقير. . .
لقد تألمت مرات ومرات. .
مرة وأنا أرى الحشود وهي
تحتشد أمام غرفة بل بل غريفة أشبه بكشك تابعة بركن بوابة حوش قاعة المؤتمر باحثين
عن بطائق الدخول مع وقوف الشاب المسؤول عن تسليم البطائق حائراً ماذا يصنع
بالكمية المهولة التي بين يديه فتارة
يصيح فيهم وتارة يصفق باب النافذة في وجوههم. .
وتألمت أكثر وأنا أسمع شكوى رجال
الأعمال والمستثمرين الذين جاءوا من مختلف بقاع الأرض فقد كانت كلماتهم تطرق سمعي
وتدق داخلي. .
تخيلوا رجال أعمال ومستثمرين من مختلف الجنسيات قادمين من دول
الخليج وأوروبا وشرق وشمال آسيا و. . . . و. . . .
واقفين تحت الشمس من الثامنة صباحاً
إلى التاسعة باحثين عن بطائقهم التي ستسمح لهم بدخول القاعة. .
رأوني واقفة أشاهد
ذلك "العصيد" فجاؤا إلي شاكين ضانين أني من منظمين المؤتمر قلت لهم: لا والعياذ
بالله أن أكون منهم. .
ظللت أراقب نضالهم المستميت للعثور على بطائقهم وكأنها
"إبرة في كومة قش" إلى أن وجدوها وكأنهم وجدوا نجاتهم. .
صدقوني الجواب يظهر من
عنوانه. .
بداية سيئة لقادم أسوأ داخل القائمة. .
فأبسط الأمور والتي هي بطائق
الدخول والتي كان من المفترض أن تصل للمستثمرين هي وجميع الوثائق المتعلقة بالمؤتمر
إلى الفنادق التي نزلوا فيها قبل موعد المؤتمر بيوم أو يومين لم يحسنوا تنظيم
وصولها فما بالكم بما سيحدث داخل قاعة المؤتمر. .
كل شيء مهين. .
مؤتمر
الاستثمار الذي أقيم لخدمة الوطن وتحسين صورة المدينة في عيون المدعوين للأسف فقد
استثمره المنظمون لمصالحهم هم وتحسين ظروفهم المالية بما أخذوه مقابل تنظيمهم
الخارق والجبار لهذا المؤتمر. .
نرى لو أقيم هذا المؤتمر في الصومال هل سيكون
تنظيمه بهذه الصورة؟ طبعاً لا. .
سيكون أفضل وأفضل. .
قديماً قالوا: النجل
جامع لمساوئ الاختلاف. . .
فبسبب نجل المنظمين حدث ما حدث. .
لم يتم الاستعانة
بأكبر قدر من العمال وبالطاقات الفنية والتكنولوجية التي تزخر بها
المحافظة. .
حاولوا تقليص النفقات فتقلصت صورة عدن الجميلة التي وجدت نفسها ضئيلة
وعارية أمام بوابة العالم التي منحت عليها يوم المؤتمر. .
كل شيء مهين كل شيء في
المؤتمر باعث على الحزن والنقمة على منظمي المؤتمر وعلى من جاء بهم. .
تجهيز
بطائق الدعوة، تنظيم الجلوس ، الإضاءة، شاشات العرض، الصوت، البوفية ، "خلاص تعبث"
لا استطيع مواصلة تذكر المآسي. . .
وفجأة ومن بين مرارة اجترار ما حدث ظهر لي
خليجي عشرين. .
يا إلهي أرجوك استرنا ولا تفضحنا. .
عند الله وعندك يا لجنة
خليجي عشرين سنرمي عليك المقرمة والمشدة والكشيدة حتى نتخلص من استضافة هذا اليوم
بطريقة مهذبة وخلق أعذار مقبولة للانسحاب. .
ففي يوم واحد وما كان واحد ظهر عجزنا
المتكامل. .
فليس هناك أسوأ من زوجة "تستطيع" أن تطهو ولا تفعل إلا زوجة "لا
تستطيع" ولكنها تفعل. .
فرحم الله أمرئ عرف قدر نفسه. .
وما دمنا غير قادرين
فلماذا نجازف ونخاطر ونقامر. .
والذي لم يستطع تنظيم مؤتمر دولي مدته يومين وعدد
المشاركين فيه "ثلاثمائة وخمسين" مستثمر هل يستطيع تنظيم بطولة خليجي عشرين التي
ستستمر أيام وليالي وستستضيف آلاف المشاركين وآلاف المشجعين ومئات الإعلاميين إلخ؟!
ليس من العيب الاعتراف بعجزنا وعدم قدرتنا في الوقت الراهن على استضافة بطولة ضخمة
كهذه فمن منا يريد لوطنه الظهور بصورة غير لائقة؟ كلنا نريد لهذا الوطن الارتقاء
وأن الطموح للوصول به إلى أعلى المراتب يشعرنا بالسعادة.
ولكن عندما يكون هذا
الطموح أكبر من مكانته وبالتالي سيكون سبباً في تعاسته وإفساد صورته أمام العالم
فعدمه أفضل. .
لأن الطموح الذي لا سند له من الواقع والذي لا يكون متوافقاً مع
إمكانات مسؤولينا سيفقدنا القلة القليلة الباقية في أعماقنا لمعنى كلمة
"أمل". . .
فوالله لن يصل مسؤولونا إلى الكمال. .
لن يقتربوا حتى من
الكمال. .
إلا إذا غدى يصبح عندهم شيء يعطوه للآخرين.
محطة: الصناعات الثقيلة
هي الاستثمار الصحيح الذي يحتاجه هذا الوطن. .
والمنطقة الصناعية بلحج وقدرتها
على استيعاب المشاريع ذات الأحجام الكبيرة هي الخطوة الهامة لجذب الاستثمارات بما
ستوفره للمستثمرين من تقليل كلفة المشاريع الصناعية وبإزالة العوائق التي تقف
أمامهم "هذا إذا صدق وعدهم" ومن المستثمرين الوطنيين الذين تألقوا في هذا المؤتمر
والذين يستحقون منا كل إجلال وإكبار هو السيد "مطلوب عاطف " صاحب مصنع عدن لحديد
التسليح، لأننا فعلاً اشتقنا وافتقدنا لسماع كلمة مصانع.
حضر مؤتمر الاستثمار الدولي الذي حمل شعار "عدن بوابة اليمن للعالم" فالاسم كبير
والتنظيم له جد حقير. . .
لقد تألمت مرات ومرات. .
مرة وأنا أرى الحشود وهي
تحتشد أمام غرفة بل بل غريفة أشبه بكشك تابعة بركن بوابة حوش قاعة المؤتمر باحثين
عن بطائق الدخول مع وقوف الشاب المسؤول عن تسليم البطائق حائراً ماذا يصنع
بالكمية المهولة التي بين يديه فتارة
يصيح فيهم وتارة يصفق باب النافذة في وجوههم. .
وتألمت أكثر وأنا أسمع شكوى رجال
الأعمال والمستثمرين الذين جاءوا من مختلف بقاع الأرض فقد كانت كلماتهم تطرق سمعي
وتدق داخلي. .
تخيلوا رجال أعمال ومستثمرين من مختلف الجنسيات قادمين من دول
الخليج وأوروبا وشرق وشمال آسيا و. . . . و. . . .
واقفين تحت الشمس من الثامنة صباحاً
إلى التاسعة باحثين عن بطائقهم التي ستسمح لهم بدخول القاعة. .
رأوني واقفة أشاهد
ذلك "العصيد" فجاؤا إلي شاكين ضانين أني من منظمين المؤتمر قلت لهم: لا والعياذ
بالله أن أكون منهم. .
ظللت أراقب نضالهم المستميت للعثور على بطائقهم وكأنها
"إبرة في كومة قش" إلى أن وجدوها وكأنهم وجدوا نجاتهم. .
صدقوني الجواب يظهر من
عنوانه. .
بداية سيئة لقادم أسوأ داخل القائمة. .
فأبسط الأمور والتي هي بطائق
الدخول والتي كان من المفترض أن تصل للمستثمرين هي وجميع الوثائق المتعلقة بالمؤتمر
إلى الفنادق التي نزلوا فيها قبل موعد المؤتمر بيوم أو يومين لم يحسنوا تنظيم
وصولها فما بالكم بما سيحدث داخل قاعة المؤتمر. .
كل شيء مهين. .
مؤتمر
الاستثمار الذي أقيم لخدمة الوطن وتحسين صورة المدينة في عيون المدعوين للأسف فقد
استثمره المنظمون لمصالحهم هم وتحسين ظروفهم المالية بما أخذوه مقابل تنظيمهم
الخارق والجبار لهذا المؤتمر. .
نرى لو أقيم هذا المؤتمر في الصومال هل سيكون
تنظيمه بهذه الصورة؟ طبعاً لا. .
سيكون أفضل وأفضل. .
قديماً قالوا: النجل
جامع لمساوئ الاختلاف. . .
فبسبب نجل المنظمين حدث ما حدث. .
لم يتم الاستعانة
بأكبر قدر من العمال وبالطاقات الفنية والتكنولوجية التي تزخر بها
المحافظة. .
حاولوا تقليص النفقات فتقلصت صورة عدن الجميلة التي وجدت نفسها ضئيلة
وعارية أمام بوابة العالم التي منحت عليها يوم المؤتمر. .
كل شيء مهين كل شيء في
المؤتمر باعث على الحزن والنقمة على منظمي المؤتمر وعلى من جاء بهم. .
تجهيز
بطائق الدعوة، تنظيم الجلوس ، الإضاءة، شاشات العرض، الصوت، البوفية ، "خلاص تعبث"
لا استطيع مواصلة تذكر المآسي. . .
وفجأة ومن بين مرارة اجترار ما حدث ظهر لي
خليجي عشرين. .
يا إلهي أرجوك استرنا ولا تفضحنا. .
عند الله وعندك يا لجنة
خليجي عشرين سنرمي عليك المقرمة والمشدة والكشيدة حتى نتخلص من استضافة هذا اليوم
بطريقة مهذبة وخلق أعذار مقبولة للانسحاب. .
ففي يوم واحد وما كان واحد ظهر عجزنا
المتكامل. .
فليس هناك أسوأ من زوجة "تستطيع" أن تطهو ولا تفعل إلا زوجة "لا
تستطيع" ولكنها تفعل. .
فرحم الله أمرئ عرف قدر نفسه. .
وما دمنا غير قادرين
فلماذا نجازف ونخاطر ونقامر. .
والذي لم يستطع تنظيم مؤتمر دولي مدته يومين وعدد
المشاركين فيه "ثلاثمائة وخمسين" مستثمر هل يستطيع تنظيم بطولة خليجي عشرين التي
ستستمر أيام وليالي وستستضيف آلاف المشاركين وآلاف المشجعين ومئات الإعلاميين إلخ؟!
ليس من العيب الاعتراف بعجزنا وعدم قدرتنا في الوقت الراهن على استضافة بطولة ضخمة
كهذه فمن منا يريد لوطنه الظهور بصورة غير لائقة؟ كلنا نريد لهذا الوطن الارتقاء
وأن الطموح للوصول به إلى أعلى المراتب يشعرنا بالسعادة.
ولكن عندما يكون هذا
الطموح أكبر من مكانته وبالتالي سيكون سبباً في تعاسته وإفساد صورته أمام العالم
فعدمه أفضل. .
لأن الطموح الذي لا سند له من الواقع والذي لا يكون متوافقاً مع
إمكانات مسؤولينا سيفقدنا القلة القليلة الباقية في أعماقنا لمعنى كلمة
"أمل". . .
فوالله لن يصل مسؤولونا إلى الكمال. .
لن يقتربوا حتى من
الكمال. .
إلا إذا غدى يصبح عندهم شيء يعطوه للآخرين.
محطة: الصناعات الثقيلة
هي الاستثمار الصحيح الذي يحتاجه هذا الوطن. .
والمنطقة الصناعية بلحج وقدرتها
على استيعاب المشاريع ذات الأحجام الكبيرة هي الخطوة الهامة لجذب الاستثمارات بما
ستوفره للمستثمرين من تقليل كلفة المشاريع الصناعية وبإزالة العوائق التي تقف
أمامهم "هذا إذا صدق وعدهم" ومن المستثمرين الوطنيين الذين تألقوا في هذا المؤتمر
والذين يستحقون منا كل إجلال وإكبار هو السيد "مطلوب عاطف " صاحب مصنع عدن لحديد
التسليح، لأننا فعلاً اشتقنا وافتقدنا لسماع كلمة مصانع.
