صالح بن همام *
جزيلا على انطباعكم الجميل عن حضرموت بعنوان ( ويسألونك عن حضرموت قل هي الخير لكل
اليمن ) الذي لم أقرأه سوى مؤخرا عبر موقع ( نشوان نيوز) الالكتروني وصحيفة ( أخبار
اليوم ) الغراء وبارك الله لنا جميعا في أرضنا الخيرة المعطاءة وشعبها الطيب وأنا
اعرف كثيرا عن إخواني أبناء
المحافظات الشمالية قبل الوحدة المباركة من خلال من درست معهم في (مجال الهندسة) في
الاتحاد السوفيتي سابقا ومن عشت معهم السنين الأولى من أيام الوحدة حتى العام( 96 )
قبل أن تشاء الأقدار أن أترك شركة النفط ( كنديان أوكسي ) بعد الحصول على فرصة عمل
استمرت خمس سنين في ماليزيا ليس هروبا بل استثمارا لفرصة لم أتوقع أنها ستفضي بنا
إلى ما بعدها ليستقر بنا الحال بالمملكة العربية السعودية الشقيقة. .
والحمد لله
نحن نعيش مستورين مع حلم الوحدة التي لم نكن يوما نتوقع تحقيقها قبل أن نموت ولم
يفارقنا ذكرها. .
لا لعدم ثقة في تحقيقها وإنما لكثرة التناقضات التي عشناها
والظروف التي كنا عليها وأنت أعلم بها ويشهد لك ما قرأته في مقالاتك في موقع (
أخبار اليوم ) على الانترنت و(نشوان نيوز) عن عدن وأهلها وأيام عمرك التي قضيتها
هناك. .
المهم حلم الوحدة تحقق رغما عن كل حاقد وحسود ومتاجر ولن يبقى إلا الصحيح
إنشاء الله. .
طموحاتنا كبيره ومنغصات الحياة أكثر وأكبر ولا داعي لشرحها لمن
خبرته الحياة مثلكم نحن الآن يهمنا كيف نحافظ على وحدتنا التي طموحنا فيها رغم
معرفتنا بطول المسافة التي يجب أن نقطعها والصعوبات التي يجب علينا أن نتخطاها وليس
هناك مستحيل إذا وجدت العزيمة والإرادة لدى كل شريف ومخلص ( فالكلمة الطيبة تكسر
العظم السليم كما يقولون ) وهذا هو سلاحنا الوحيد بعد الدعاء الذي يسبقه الاستغفار
وقد يكون هذا سلاح العاجزين لكن أنا واثق بخبرتي البسيطة أننا المنتصرين. .
فقط
نتمنى من الله أن يبعد عن طريقنا كل السيئين والأشرار. .
الوحدة في نظري يجب أن
لا نفرط فيها مهما كانت المنغصات والتضحيات والتي بدونها بالعكس ستزيد ، لكن المهم
كيف نعلم أولادنا جيدا ونزرع فيهم القيم والأخلاق الحميدة وأن يعم العلم الجيد
والنافع دينيا ودنيويا دون تعصب وغلو كل أرجاء اليمن وهو السلاح الوحيد في نظري
الذي نستطيع به أن نصنع لأولادنا مستقبلهم. .
حيث يجب علينا أن نمكن أولادنا
ونحث من نستطيع ليشمل الجميع خصوصا ونحن نعيش في هذا الزمن(. . . . . . ) عفوا لا أريد
قول كلمة قد لا تليق والحمد لله أنت وأمثالك الكثير لا تبخلون بمجهودكم وبصراحة
تشكرون عليها ونرجو الله أن تكون في ميزان حسناتكم الوطنية والدينية. .
وأتمنى
من الله أن لا يسئ فهمكم أي شخص. .
والله يوفقكم ويحيطكم بإلهامه في توخي الصدق
دائما في القول خدمة لوطنكم ودينكم وشعبكم. .
فالأولويات هي الأهم ويجب أن ننسى
الخلافات التافهة بيننا والتي ستزول حتما إذا ما تغلب العلم على الجهل في هذه الأرض
الطيبة وحينها سينتصر الصدق والحق والقيم فلسنا بحاجة لأي سلاح غير القلم الذي هو
أول ما ذكره الله في القرآن وهنا السر العميق لهذا الدين العظيم من حيث ندري أو لا
ندري. .
نعم هناك من يريد لنا أن نكون جهلة لكي نتمنطق بالرشاش و المدفع
والدبابة ونترك العلم الذي هو مفتاح الحضارة والتقدم والتطور في شتى المجالات
. .
بينما لا يسمحون لنا بصناعة تلك الآلات الحربية في أوطاننا نصنعها بعلمنا نحن
وفهمنا وخاماتنا. .
ويرفضون مجرد مساعدتنا في مثل هذه العلوم لأنهم يعرفون جيدا
أننا شعب له ماض عريق ولو امتلك العلم لتفوق ورفض الذل والخضوع الذي هو عليه الآن
. .
وحينها ستختلف مؤشرات البوصلة مائة بالمائة. .
إن مشكلتنا الأساسية في
اليمن هي مع الفقر والجهل. .
وهذا العدو لا يحارب سوى بسلاح العلم والمعرفة ،
وهذا السلاح فيما لو امتلكناه سنجعله في وجه أعدائنا الأساسين الفقر والجهل والمرض
. .
والحمد لله نحن اليوم بفضل الثورة والوحدة نلنا قسطا طيبا من التعليم والعلم
يمكننا من التمييز بين الغث والسمين بما يجعلنا نعلم أولادنا وتوجيههم نحو العلم
وتحبيبه إليهم. .
لينهلوا منه وسيظل قليلا كما قال الله في كتابه أما الأكل
والشرب فلن يموت أحد منه. .
لكن بالعلم سنحل منغصات حياتنا اليومية الحالية
بالتعامل الراقي والمفيد وسنفهم بعضنا بعضا أكثر وسنجد المخارج والحلول. .
نعم
العلم ليس لأجل الشهادة بل لأجل تغيير العقول حتى لا تصبح الشهادة هي الغاية بذاتها
. .
وأرجو أن تشاطرني الرأي بأنها صارت اليوم الشهادة مجرد بقاله للكسب في
مجتمعاتنا وليس وسيلة للعيش الكريم الذي يستحقه كل أفراد المجتمع ولنا في غيرنا
اليابانيين والأوروبيين وغيرهم ممن كانوا بالأمس القريب متناحرين فما أن عرفوا
قيمته ( أي العلم ) حتى غزوا به العالم اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا. .
أرجو أن
لا أكون أوصلتكم إلى حد الملل في القراءة لذا أكتفي بهذا. .
وختاما أستغفر الله
وادعوه أن يوفقنا جميعا ويحقق لوطننا كل ما نتمناه ويبلغكم وكل إخواني اليمنيين
زيارة الديار المقدسة حجاجا ومعتمرين وأن يجمع شملنا بكم على خير وأن يثبت وحدة
اليمن ويجعلها وحدة خير وجمع شمل لكلمة أمة خاتم النبيين والمرسلين الصادق الأمين
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.