الغني الزعتري
الباله ) من أشعار الأستاذ / مطهر الارياني ولحنها وغناها الفنان الراحل / علي
عبدالله السمة عام 1965 م .
وقد أعجبتني القصيدة وفتحت في ذهني فكره لموضوع
مقالي هذا وبصورة حوار حديث مع مغترب يصف ما اضطره للاغتراب عن وطنه اليمني
.
ويصف معاناة الاغتراب .
واليك عزيزي القاري اكتب حواري مع مغترب وإبداءه
بان وجهت بسؤالي الأول إليه وهو أن
قلت له : ما غربك ..
؟ قال : عيشة النكد .
فقلت : وكيف النكد ..
؟ قال:
أفلست حين جاء عسكر الجن وشلوا البقش ..
خسرت حين شاعوا بان في بضاعتي غش
..
جعت حين تاجروا هم وإنا أجلست مكرها ..
أخرست حين بالسلاسل قيدت وبالسياط
عذبت ..
فلم يكن مني إلا اغترابي عن الوطن .
قلت : فكيف غربتك ..
؟ قال :
احصد روحي الثاوية وبالهلاك تكاد ذاهبة .
فقلت : وكيف ثاوية وهالكة ..
؟ قال
: بكرت مسافرا وكان زادي اللقمة اليابسة .
فركبت البحر والسارية وتركت البلاد
لعساكر من طغمه طاغية .
قلت : وكيف تعيش ..
؟ قال : بحثت في الغربة عن شغل
وفي كل زاوية وما وجدت الطلب وطال تعبي والعناء ولم اجني سوى حالتي المتهالكة
.
فقلت : وما تريد ..
؟ قال : ارض وطني الغالية فقد مزق الشوق روحي .
وحدث
نفسه قائلا : فانا راجع يا بلادي لا محالة ..
راجع يا ديار الهناء البالية
..راجع يا حبيبتي يا بلادي الوطن ..
راجع يا حضن أمي الحبيبة حين يذهب كل عسكري
طاغية .
فاختتمت بالهمس في إذنه قائلا له : إذن سيكون رجوعك ( حلم ) ولن يتحقق
لأنه فلن يذهب الطغاة ..
( فالشر والخير) أوجده الله تعالي بين البشر
..
(فكان وكائن العاصي ..
والطائع لربه) .
(وكان وكائن الوطني
..
والخائن لوطنه ) ..( ووجد الحق ..
والباطل ) ....
الخ .
لان الجنة
والنار كلاهما يريد امتلاء (وتلك من سنن الله سبحانه في الكون ومخلوقاته ).